حديث الجمعةشهر شعبان

حديث الجمعة 337: حديث الاستغفار ( البكاء من خشية الله) – حاجة المسلمين لقضية الإمام المهدي – سحب جنسية آية الله الشيخ حسين النجاتي

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصَّلوات على سيِّد الأنبياء والمرسلين محمَّدٍ وعلى آله الهداة الميامين، وبعد فمع بعض العناوين:


مع حديث الاستغفار:
تقدَّمت بعض روايات أكَّدت أنَّ البكاء من خشية الله له مجموعة آثار مهمَّة جدًا، من هذه الآثار:
مَنْ بكى من خشية الله:
– يُبنى له قصور في الجنَّة.
– وينجو من حرِّ النَّار.
– القطرة تطفئ بحارًا من نار يوم القيامة.
– تقرُّ عينه غدًا بين يدي الله تعالى.
– ليس من رجل أعظم منزلةً عند الله تعالى من رجلٍ بكى من خشية الله، وأحبَّ في الله، وأبغض في الله.
– كلُّ شيئٍ له وزنٌ إلَّا الدموع من خشية الله تعالى.
– كلُّ عينٍ باكية يوم القيامة إلَّا عين بكتْ من خشية الله.
– مَنْ بكى من خشية الله آمنه الله يوم الفزع الأكبر.
– ما مِن قطرة أحبُّ إلى الله تعالى من قطرة دموعٍ في سواد الليل مخافة من الله، لا يراد به غيره.
– ما من عبدٍ بكى من خشية الله إلَّا سقاه الله من رحمته وأبدله ضحكًا مسرورًا في جنَّته.
– مَنْ بكى من خشية الله غفر له.
– مَنْ بكى من خشية الله حشره الله مع النبيِّين والصِّديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.
– لو أنَّ باكيًا من خشية الله في أمَّةٍ لرحموا.
هذه بعض معطيات للدمعة من خشية الله تعالى كما أشارت إليها الروايات والأحاديث.


إلَّا أنْ بعض العيون تكون محرومةً من هذه الدمعة…
لماذا هذا الحرمان؟ ولماذا هذا الجفاف؟
• شكى رجلٌ إلى أمير المؤمنين عليه السَّلام جمود عينه، وجفاف دموعه، فقال له عليه السَّلام: «ما جفَّت الدموع إلَّا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلَّا لكثرة الذنوب».


نعم لقسوة القلوب أسباب كثيرة، أهمها:


(1)  تلوُّث القلوب:
• عن الرسول الأعظم صلَّى الله عليه وآله:
«إنَّ هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء.
قيل: ما جلاؤها؟
قال صلَّى الله عليه وآله: كثرة ذكر الموت، وتلاوة القرآن».


(2)  المعاصي والذنوب:
• جاء في بعض الروايات:
إنَّ في القلب نكتة بيضاء فإذا أذنب الإنسان ظهرت نكتة سوداء في تلك النكتة البيضاء، فإذا تاب الإنسان انمحت تلك النكتة السوداء، وبقي القلب على نقائه وصفائه وبياضه، وإنْ تمادى في المعصية اتسعت النكتة السوداء ثمَّ تأخذ في الاتساع إلى أنْ تغطِّي القلب، فيصبح القلب مظلمًا، قاسيًا، جامدًا، وهذا هو (الرين) كما قال تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (المطففين/ 14)، وإذا أصيب القلب بالرَّينِ لم يعد يبصر الهدى، ومات في داخله نبض الخير والصَّلاح والتقوى…
 
(3)  الأكل الحرام أو المشتبه بالحرام:
• جاء في الحديث:
«مَنْ أكل الحرام أسوَّد قلبه، وضعفت نفسه، وقلَّت عبادته، ولم تستجب دعوته».
أربع آثار خطيرة لأكل الحرام:
1- اسوداد القلب.
2- ضعف الإرادة أمام الهوى والشيطان والتحديات.
3- الكسل العبادي.
4- عدم استجابة الدعاء.
(4)  الإسراف في الأكل والملذَّات:
• ﴿وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ…﴾. (الأعراف/ 31)


• جاء في الحديث عن النبي صلَّى الله عليه وآله:
«لا تميتوا قلوبكم بكثرة الطعام والشراب، فإنَّ القلوب تموت كالزرع إذا كثر عليه الماء».


• وجاء عن أمير المؤمنين عليه السَّلام:
«إيَّاكم والبطنة فإنَّها مقاساة للقلب، مكسلة عن الصلاة».
 
• وجاء في بعض وصايا لقمان:
«إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وتراخت الأعضاء عن العبادة».


(5)  الغفلة عن ذكر الله تعالى:
• ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾. (الحشر/ 19)
• ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾. (طه/ 124)
• ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾. (الأحزاب/ 41-42}
ولذكر الله تعالى ثلاثة أنواع:
1- الذكر اللساني: أنْ يكون الله حاضرًا في ألسنتنا.
2- الذكر القلبي: أنْ يكون الله حاضرًا في قلوبنا.
3- الذكر العملي: أنْ يكون الله حاضرًا في أعمالنا.
• ورد عن النبي صلَّى الله عليه وآله أنَّه قال:
«مَنْ أطاع الله عزَّ وجلَّ فقد ذكر الله وإنْ قلَّت صلاته وصيامه وتلاوته، ومَنْ عصى الله فقد نسي الله وإنْ كثرت صلاته وصيامه وتلاوته».
نتابع موضوع الاستغفار في اللقاء القادم إن شاء الله تعالى.


 


ما أحوج المسلمين إلى أنْ يعطوا لقضية الإمام المهدي حضورًا في واقعهم:


ما أحوج المسلمين كلِّ المسلمين، بكلِّ طوائفهم ومذاهبهم أنْ يعطوا لقضية الإمام المهديّ المنتظر عليه السَّلام حضورًا حقيقيًّا في كلِّ واقعهم الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسَّياسي خاصة في المرحلة الراهنة بكلِّ تعقيداتها وتحدِّياتها وأخطاءها وأزماتها التي تواجه المسلمين ممَّا يفرض عليهم أنْ يعيدوا كلَّ الحسابات والقراءات في علاقتهم بالمكوِّنات الإسلامية ومنها قضية الإمام المهديِّ المنتظر عليه السَّلام، لا نتحدَّث هنا عن رؤية هذا المذهب أو ذاك المذهب حول الإمام المهديِّ عليه السَّلام وإنَّما نتحدَّث عن اعتقاد كلِّ المسلمين – لا أستثني إلَّا مَنْ شذ – بأنَّ العالم ينتظر مخلِّصًا ينتسب إلى النبي الأعظم محمَّد صلَّى الله عليه وآله اسمه (المهديِّ) هذا القدر يتَّفق عليه المسلمون جميعًا إلَّا نفرًا شاذًّا جدًا كما قلت.


لماذا المسلمون في حاجةٍ إلى أنْ يُعطوا لقضية الإمام المهديِّ عليه السَّلام حضورها في كلِّ واقعهم الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسِّياسي؟


اكتفي هنا بذكر ثلاث ضرورات فقط:


الضرورة الأولى:
إنَّ قضية الإمام المهديِّ عليه السَّلام – في مساحتها المتفق عليها – تؤسِّس لوحدة المسلمين، وكم هي الحاجة عظمى لهذا التأسيس من أجل مواجهة أخطر تحدِّي في هذا العصر يهدِّد واقع المسلمين إلَّا وهو (الصراع الطائفي) الذي تُهندس له كلُّ القوى المعادية لهذه الأمة، هذا الصراع الذي أخذ يسجِّل أرقامًا مرعبةً في القتل والذبح على الهُوية المذهبية وبأبشع الصور وبأخسِّ الطرق والتي تجاوزت كلَّ القيم الدينية والإنسانية.
قضية الإمام المهديّ المنتظر – في القدر المشترك – تؤسِّس لوحدة المسلمين، فكما قلت إنَّ جميع المسلمين يعتقدون بـ (المهديِّ) المخلِّص للعالم وهذا الاعتقاد ليس شيعيًا كما يزعم بعض المهرِّجين والعابثين وأدعياء العلم.
إنَّه اعتقاد جميع المسلمين فهذه مصادر المسلمين بكلِّ مذاهبهم قد دوَّنت وبشكلٍ متواتر (أحاديث المهديِّ) الذي يملأ الأرض قسطًا وعدلًا في آخر الزمان كما ملئت ظلمًا وجورًا.
فهذا هو الإمام أحمد بن حنبل – إمام المذهب الحنبلي – يروي في مسنده:
عن الصحابي أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم:
«أبشركم بالمهديِّ يبعث في أمَّتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرضَ قسطًا وعدلًا كما ملئت جورًا وظلمًا، يرضى عنه ساكن السَّماء وساكن الأرض، يُقسِّم المالَ صحاحًا، فقال له رجل: ما صحاحًا؟
قال صلَّى الله عليه وآله: بالسَّوية بين الناس…
(قال): ويملأ الله قلوب أمَّةِ محمَّد صلَّى الله عليه وآله غنى ويسعهم عدلُهُ، حتَّى يأمر مناديًا فينادي فيقول: من له في مال حاجة؟ فما يقوم من النَّاس إلَّا رجل، فيقول [يعني المهديِّ]: ائت السَّاذن – يعني الخازن – فقل له: إنَّ المهديِّ يأمرك أنْ تعطيني مالًا، فيقول [الخازن] له: احث… حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم فيقول: كنتُ أشجع أمَّةِ محمّد صلَّى الله عليه وآله نفسًا، وعجز عني ما وسعهم؟
– قال – فيرده فلا يقبل منه، فيقال له: إنَّا لا نأخذ شيئًا أعطيناه…» انتهى الحديث.
أهذا المهديُّ الذي يتحدَّث عنه أحمد بن حنبل في مسنده هو (مهديٌّ للشيعة فقط) أم لجميع المسلمين بل لجميع العالم.
وهذه الدولة التي يحكمها (الإمام المهديُّ) هي دولة الإسلام الكبرى في آخر الزمان…
وروى الحاكم النيسابوري – وهو من أئمَّة الحديث عند السُّنة – في المستدرك على الصحيحين عن الصحابي أبي سعيد الخدري قال: قال نبي الله صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم:
«ينزل بأمَّتي في آخر الزمان بلاءٌ شديد من سلطانهم، لم يسمع بلاء أشدّ منه حتَّى تضيق عنهم الأرض الرحبة، وحتَّى يملأ الأرض جورًا وظلمًا لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم، فيبعث الله عزَّ وجلَّ رجلًا من عترتي، فيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا، يرضى عنه ساكن السَّماء وساكن الأرض، لا تدَّخر الأرض من يذرها شيئًا إلَّا أخرجته ولا السَّماءُ من قطرها شيئًا إلَّا صبَّتهُ عليهم مدارارًا… إلى آخر الحديث».
هكذا يجمع المسلمون على قضية الإمام المهدي المنتظر، ولا يضرُّ الاختلاف في التفاصيل كما لا يضرُّ الاختلاف في تفاصيل قضايا (التوحيد) و(النبوة) و(العبادات) وغيرها من ضرورات الإسلام…


الضرورة الثانية:
إنَّ قضية الإمام المهديِّ عليه السَّلام هي قضية (العدل في الأرض) فكلُّ الروايات التي تحدَّثت عن الإمام المهديِّ عليه السَّلام أكَّدت أنَّه «يملأ الأرض عدلًا وقسطًا كما ملئت ظلمًا وجورًا».
فكلَّما تجذَّرت علاقة المسلمين بقضية الإمام المهديِّ تجذَّرت في واقعهم الاجتماعي والسِّياسي والاقتصادي قضية (العدل) وتجذَّرت في واقعهم حالات الرفض لقضية (الظلم).
ولا قضية في حياة الإنسان أخطر وأكبر من قضية (العدل والظلم)، وهل أزمات البشرية في هذا العصر وفي كلِّ عصر إلَّا ناشئة من غياب (العدل) وانتشار (الظلم).
فما أحوج المسلمين بل ما أحوج البشرية جمعاء إلى استحضار قضية الإمام المهدي من أجل أنْ يؤسِّسوا لقيم العدل، ومن أجل أن يتحرَّروا من كلِّ منتجات الظلم.
قضية الإمام المنتظر عليه السَّلام تُغذِّي فينا دائمًا حبّ العدل، والإصلاح، والبناء، وتُغذِّي فينا دائمًا بغض الظلم، والإفساد، والهدم.
فلماذا لا يضع المسلمون قضية الإمام المهديِّ ضمن أهم مكوِّنات وجودهم الحضاري في هذا العصر، بدل أنْ يبحثوا عن وجودهم فيما يقذفه لهم الغرب والشرق من فتات موائدهم؟؟


الضرورة الثالثة:
إنَّ قضية الإمام المنتظر عليه السَّلام هي (قضية الأمن والسَّلام)..
من الأهداف الكبرى لحركة الإمام المهديِّ عليه السَّلام أنْ يزرع (الأمن والسَّلام) في حياة البشرية جمعاء، وفي كلِّ بقاع الأرض.
لا يمكن أنْ يكون المنتمون للإمام المهديِّ عليه السَّلام إلَّا دعاة (أمنٍ) وصنَّاع (سلام).
ما نشاهده في هذا العصر أنَّ الذين يمارسون (الإرهاب والتطرُّف والعنف) هم الذين لا يعيش الإمام المهديِّ في عقولهم وفي وجدانهم وفي واقعهم.
أمَّا الذين يذوبون في الإمام المنتظر ويحملونه في وعيهم، وفي مشاعرهم، وفي كلِّ حراكهم، فهؤلاء لا يمكن أن يكونوا دعاة إرهاب وتطرُّف وعنف.
انظروا إلى جماعات الإرهاب والتطرُّف والعنف التي تمارس القتل والذبح حتَّى للأطفال والنساء والشيوخ، والتي ترتدي الأحزمة الناسفة فتفجِّر مساجد وحسينيات وتدمِّر أسواقًا وتجمعات، وتنسف مواقع ومؤسَّسات، انظروا إلى هذه الجماعات فلن تجدوا بينها مَنْ يؤمن بقضية الإمام المهديِّ، إنَّ الذين يؤمنون بمشروع الإمام المهديِّ – مشروع الأمن والسَّلام في الأرض – من المسلمين سنَّة وشيعةً لا يمكن أنْ يتحوَّلوا في يوم من الأيام إلى إرهابيين وقتلة وسفَّاكي دماء بريئة وأكلة أكباد بشريَّة، ومتفنِّنين في العبث بأرواح النَّاس كما يشاهده العالم اليوم فيما تمارسه جماعات التكفير والإرهاب، ملوِّثين سمعة الإسلام، والإسلام منه براء.
وبهذه المناسبة نستنكر أشدّ الاستنكار ما حدث لعددٍ من أتباع أهل البيت في مصر على يد متطرِّفين وإرهابيين وتكفيريين ونعزِّي إمام العصر وجميع المراجع وكلَّ الأمَّة باستشهاد العالم المجاهد الشيخ حسن شحاته ورفقائه الأبرار سائلين المولى العلي القدير أنْ يتغمَّدهم بوافر رحمته وأنْ يجعلهم في صحبة النبيين والمرسلين والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقًا…
إنَّ أخطر ما يواجهه واقع المسلمين في هذا العصر (خطابات التكفير) هذه الخطابات التي توظَّف لها وسائل إعلام، ومنابر دين، ومؤسَّسات وجمعيات، وملتقيات ومنتديات…
تدعمها أنظمة ودول وحكومات…
هذه الخطابات التي استباحت الدماء والأعراض والأموال موظِّفةً الدِّين كذبًا وزورًا، فالدِّين ما جاء إلَّا ليحمي الدماء والأعراض والأموال، فما أقبح أنْ تُزوَّر أهداف الدِّين لأغراض من صنع الشيطان ومنتجات الهوى والضلال.
حمى الله شعوبنا وأوطاننا من كيد الضالين والمضللين والعابثين بالدماء والأعراض والمقدَّسات…


كلمة أخيرة:
ما صدر أخيرًا في حقِّ سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي من سحب جنسيته والضغط عليه لكي يغادر البلد، أمرٌ في غاية الخطورة ويشكِّل خطوة تدفع في اتجاه التأزيم وتعقيد الأوضاع، لذا فنحن نطالب السُّلطة أنْ توقف هذا الإجراء الصادر في حق سماحة الشيخ وفي حقِّ عددٍ من أبناء هذا الوطن…


إنَّ سماحة آية الله النجاتي قد أعطى كلَّ ما يملك من علم وجهد وإخلاص في خدمة هذا الوطن وفي العمل من أجل وحدة الشعب بكلِّ طوائفه ومذاهبه، وكان من رعاة الأمن والاستقرار على هذه الأرض، فهل يكون جزاؤه قرارًا ظالمًا يصادر حقَّه في الانتماء إلى الوطن؟


وآخرُ دعوانا أنْ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى