قضايا الساحةقضايا عالمية

وصايا الكونغرس الأمريكي إلى الأنظمة العربية والإسلامية

وصايا الكونغرس الأمريكي إلى الأنظمة العربية والإسلامية


نشرت صحيفة الشرق الصادرة في الدوحة نقلاً عن صحيفة الاسبوع المصرية تقريراً تضمن اقتراحات تقدم بها ثلاثون عضواً بالكونغرس الأمريكي وأبرز هذه الاقتراحات:


1.إعداد دستور أو قانون أساسي أمريكي تلتزم به البلاد العربية كمرجع نهائي للإصلاح والتطوير.
2. تؤكد المذكرة أن كافة الشعارات الدينية يجب أن تختفي.
3. وتطالب المذكرة الحكومات العربية بعدم قراءة الآيات القرآنية في المؤسسات الحكومية، فالأعمال الرسمية للحكومات العربية في المؤتمرات والندوات والجلسات الرسمية، وكلّ ما يأخذ نطاق العمل الحكومي والبرلماني والقضائي والعسكري يجب أن يفتتح باسم الحرية والديمقراطية والشعب ومبادىء الدولة العليا، ووفقاً للمذكرة الأمريكية فإنّه لا يجوز افتتاح أعمال المجالس النيابية بالآية الكريمة {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}.
4. كما لا يجوز – حسب المذكرة – لأيّ رئيس عربي أن يبدأ خطابه بالآيات القرآنية.
5. ودعت المذكرة إلى إلغاء {بسم الله الرحمن الرحيم} لأنّها تعد رمزاً دينياً.
6. وقالت صحيفة الاسبوع المصرية التي نشرت التقرير: أن الكونغرس منع الحكومات العربية ستة أشهر لتعديل قوانينها وتطبيق هذه الاصلاحات ووقف (تسييس الدين وتديين السياسة).
7. ووجه أعضاء الكونغرس بضرورة مشاركة خبراء أمريكيين في تطوير التجارب الديمقراطية بالبلدان العربية.


أيّها الأحبة:
لسنا في حاجة إلى توضيح أو شرح لهذه المقترحات فهي صريحة كلّ الصراحة، وواضحة كلّ الوضوح، إنّه مشروع الهيمنة الأمريكي في دولنا العربية والإسلامية، فليتق الله تعالى في دينهم وقيمهم أولئك الذين يتجاوبون مع الكثير من المشروعات المطروحة في بلداننا العربية والإسلامية والتي تحاول أن تجتذب كلَّ الواقع الديني إلى هيمنة المؤسسات الرسمية، كما هي مشروعات الأحوال الشخصية، والأوقاف، وكادر التوظيف لأئمة الجمعة والجماعة، وغيرها من المشروعات،إنّ محاولات التقليل من خطر الهيمنة الرسمية والتي تنطلق هنا وهناك، هي محاولات لا تملك أيّ مبرر وأن حاولت أن تستند إلى بعض المبررات الخاطئة من قبيل الإفراط في حسن الظن وغياب القراءة الواعية للحاضر والمستقبل، والإتكاء على فتاوى في صدورها نظر وتأمل أو إنها لم تلتفت إلى حيثيات موضوعية خطيرة، أو الحاجة إلى تحسين الوضع المعيشي لأئمة الجمعة والجماعة أو .. أو.. ولست هنا في صدد مناقشتها، ولها حديث آخر، ما أريد أن أقوله هنا: أنَّ المؤسسات الرسمية في بلداننا العربية والإسلامية تتعرض إلى حصار شديد من قبل مشروعات الهيمنة الخارجية وخاصة الهيمنة الأمريكية، فهل يسمح لنا ديننا وقيمنا أن نسلّم مقدّراتنا بيد هذه المشروعات؟
وإذا أردنا أن لا نسيء الظن في حكوماتنا، فنحن لا نملك أن نحسن الظن في الأهداف الأمريكية في المنطقة والتي باتت تحاصر كلَّ الواقع الرسمي، لم تكن خيارات الأنظمة بيدها فيما هو أسلوب التعامل مع المواقع الدينية، إنّه الخيار الأمريكي المفروض، والمذكرة التي أشرنا إليها شاهد على ذلك والتصريحات الصادرة عن الإدارة الأمريكية تؤكد هذه الحقيقة، والعجب لمن يستسلم لوهم الواقع الذي يعيشه ويسترخي في أحضان أحلام لن تبقى هادئة وسوف تتحول إلى كوابيس مرعبة، ومن هنا كان إصرارنا أن تبقى المساحات الدينية مستقلة عن المؤسسات الرسمية حتى لو سلّمنا بحسن النوايا فالأحوال الشخصية، والأوقاف، والمساجد، والحسينيات، والحوزات، هذه مساحات دينية يجب أن تحتفظ باستقلاليتها، وحينما نطالب بالاستقلال لهذه المساحات الدينية لا يعني أن تتحول إلى مواقع تنافي وصراع المؤسسات الرسمية، بل تشاركها وتتعاون معها في خدمة هذا الوطن، وحماية أمنه واستقراره، والدفاع عن كلِّ المكتسبات الخيّرة التي تريد أن تنهض بهذا البلد في طريق العزة والكرامة والفضيلة والصلاح والاستقامة على منهج الله تعالى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى