في ذِكرى ولادة الإمام المهديّ (عليه السَّلام)
مأتم النعيم الجنوبي – النعيم في ذكرى ولادة الإمام المهديّ (عليه السَّلام) تاريخ: ليلة الجمعة، 14 شعبان 1446هـ الموافق: 13 فبراير 2025 م
في ذِكرى ولادة الإمام المهديّ (عليه السَّلام)
- عنوانا ليلة النِّصف من شعبان
تحمل هذه اللَّيلة عنوانين:
العنوانُ الأوَّل: إنَّها واحدة مِن ليالي الإحياء
ليالي الإحياء
– ليلة القدر
– ليلة النِّصف مِن شعبان
– ليلة الفطر
– ليلة الأضحى
– ليلة عاشوراء
– ليلة أوَّل رجب
– ليلة أوَّل محرَّم
العنوانُ الثَّاني: إنَّها اللَّيلة التي في سحرها وُلِدَ إمامُنا صاحب العصر والزَّمان (أرواحنا فداه)
(ليلة البَيْعَة)
أتناول في هذا اللِّقاء وبإيجاز هذين العنوانين.
2- كيف نُحيي ليلة النِّصف مِن شعبان:
(1) إحياؤها بالعِبادة
بالمعنى الخاصّ (الصَّلاة/ الدُّعاء/ تلاوة القُرآن)
(2) التَّفقُّه في الدِّين
- جاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ إلَى النَّبِيِّ (صلَّى الله عليه وآله)، فقالَ: يا رَسولَ الله، إذا حَضَرَت جَنازَةٌ أو حَضَرَ مَجلِسُ عالِمٍ، أيُّهُما أحَبُّ إلَيكَ أنْ أشهَدَ؟
فَقالَ رَسولُ اللهِ (صلَّى الله عليه وآله): «إنْ كانَ لِلجَنازَةِ مَن يَتبَعُها ويَدفِنُها فَإِنَّ حُضورَ مجلس العالِمِ أفضَلُ مِن حُضورِ ألفِ جَنازَةٍ، ومِن عِيادَةِ ألفِ مَريضٍ، ومِن قِيامِ ألفِ لَيلَةٍ، ومِن صِيامِ ألفِ يَومٍ، ومِن ألفِ دِرهَم يُتَصَدَّقُ بِها عَلَى المَساكينِ، ومِن ألفِ حَجَّة سِوَى الفَريضَةِ، ومِن ألفِ غَزوَة سِوَى الواجِبِ تَغزوها في سَبيلِ اللهِ بِمالِكَ ونَفسِكَ، …».[1]
- «إذا جَلَسَ المُتَعَلِّمُ بَينَ يَدَيِ العالِمِ فتحَ اللهُ لَهُ سبعين بابًا مِن الرَّحمَةِ، وَلَا يَقُومُ مِنْ عِندِهِ إلَّا كيوم ولدتْهُ أُمُّه، وأعطَاهُ بكلِّ حَديثٍ عِبادةُ سَنَةٍ، …».[2]
(3) التَّواصل الاجتماعيّ
- صِلةُ الأرْحام
- صِلةُ المؤمنين
- «ما تَصافَحَ أَخَوانِ في اللهِ عزَّ وجلَّ إلَّا تَناثَرَتْ ذُنوبُهُما حَتَّى يَعُودانِ كَيَوْمٍ وَلَدَتْهُما أُمُّهُما، …».[3]
- «أَيُّمَا مُسْلِمَيْنِ تَهَاجَرَا فَمَكَثَا ثَلَاثًا لَا يَصْطَلِحَانِ إِلَّا كَانَا خَارِجَيْنِ مِنَ الإِسْلَامِ ولَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا وَلَايَةٌ، فَأَيُّهُمَا سَبَقَ إِلَى كَلَامِ أَخِيه كَانَ السَّابِقَ إِلَى الْجَنَّةِ – يَوْمَ الْحِسَابِ».[4]
- «…، ومَنْ بَاتَ وَفِي قَلْبِهِ غِشٌّ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ بَاتَ فِي سَخَطِ اللهِ تَعَالَى، وَأَصْبَحَ كَذَلِكَ وَهُوَ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَتُوبَ وَيَرْجِعَ، وَإِنْ مَاتَ كَذَلِكَ مَاتَ عَلَى غَيْرِ دِينِ الْإِسْلَامِ».[5]
(4) الخدمات الاجتماعيَّة
- قالَ الإمامُ الباقر (عليه السَّلام):
«…، ولأنْ أَعُولَ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؛ أَسُدَّ جَوْعَتَهُمْ، وأَكْسُوَ عَوْرَتَهُمْ، فَأَكُفَّ وُجُوهَهُمْ عَنِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحُجَّ حَجَّةً وحَجَّةً وحَجَّةً ومِثْلَهَا ومِثْلَهَا – حَتَّى بَلَغَ عَشْرًا -، ومِثْلَهَا ومِثْلَهَا – حَتَّى بلغ السَّبعين -».[6]
- قالَ رسولُ الله (صلَّى الله عليه وآله):
«…، مَنْ سَعَى لِمَرِيضٍ فِي حَاجَةٍ قَضَاهَا أَوْ لَمْ يَقْضِهَا، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ
أُمُّهُ».[7]
(5) دعم الفعَّاليَّات الدِّينيَّة مادِّيًّا ومعنويًّا
(6) جلسات المحاسبة (أفضل الأعمال في هذه اللَّيلة)
- «حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وزِنُوا قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا، وتَجَهَّزُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ».[8]
العنوانُ الثَّانيّ: تجديد البَيْعَة للإمام المهديّ (عليه السَّلام)
اقرأوا دُعاء العهد
- قالَ الإمامُ الصَّادق (عليه السَّلام):
«مَنْ دَعَا إِلَى اللهِ تعالى أَرْبَعِينَ صَبَاحًا بِهَذَا الْعَهْدِ كَانَ مِنْ أَنْصَارِ قَائِمِنَا، فإنْ مَاتَ قبله أَخْرَجَهُ اللهُ تعالى إليه مِنْ قَبْرِهِ، وَأَعْطَاهُ بِكُلِّ كَلِمَةٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ سَيِّئَةٍ».[9]
هنا نمطان مِن القراءة
أ- قراءة تتعاطى مع اللِّسان فقط.
ب- قراءة تتعاطى مع العقل والقلب والسُّلوك.
نقرأ في بعض الرِّوايات
- عن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «ثَمَنُ الْجَنَّةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ».[10]
- وعن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «مَنْ قَالَ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَإِخْلَاصُهُ بِهَا أَنْ يَحْجُزَهُ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) عَمَّا حَرَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ».[11]
- عن أبي الجارود، عن أبي عبد الله الصَّادق، عن أبيه، عن جده (عليهم السَّلام)، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): «مَنْ قَالَ (سُبْحَانَ اللهِ) غَرَسَ اللهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَ (الْحَمْدُ لِلَّهِ) غَرَسَ اللهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) غَرَسَ اللهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَ (اللهُ أَكْبَرُ) غَرَسَ اللهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِي الْجَنَّةِ.
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ شَجَرَنَا فِي الْجَنَّةِ لَكَثِيرٌ.
قَالَ [صلَّى الله عليه وآله وسلَّم]: نَعَمْ، وَلَكِنْ إِيَّاكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا عَلَيْهَا نِيرَانًا فَتُحْرِقُوهَا، وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ﴾[12]».[13]
قراءة دُعاء العهد
هذا الدُّعاء بَيْعَة للإمام صاحب العَصَر (عليه السَّلام)
- «اللَّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبيحةِ يَوْمِي هذا، وَما عِشْتُ مِنْ أيَّامِي عَهْدًا وَعَقْدًا وَبَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي، لا أَحُولُ عَنْها وَلا أَزُولُ أَبَدًا، …».[14]
ماذا تعني البَيْعَة؟
أنْ أُعِدَّ نفسي لكي أكون مِن أنصار الإمام المهديّ (عليه السَّلام)
(1) القِيادات (313) فيهم 50 امرأة
(2) المقاتلون
(3) قُدرات عاملة
(4) قاعدة كبرى
سُرَّاق هذه اللَّيلة
- ليلة العِبادة
- ليلة التَّقوى
- ليلة البَيْعَة
هناك سُرَّاق يريدون أنْ يسرقوا أهدافها الكبرى
- ظواهر الاختلاط سَرِقة لأهداف هذه المناسبة.
- ظواهر التَّبرُّج سَرِقة لأهداف هذه المناسبة.
- كلُّ المظاهر المرفوضة شرعًا هي سَرِقة لأهداف هذه المناسبة.
مَنْ المسؤول عن مواجهة هذه الممارسات السَّارِقة؟
- العُلماء والخُطباء
- كلُّ القُدُرات الثَّقافيَّة والاجتماعيَّة.
- كلُّ الغَيارى على هذه المناسبة.
وقد دعا العُلماء على أنْ تقتصر مراسيم الأحياء في الشَّارع على ليلة النِّصف فقط.
ولا أعني مظاهر الزِّنية والاحتفالات والإحياءات.
وأنْ تبقى مراسيم الشَّارع لكلِّ منطقة لوحدها.
والخُلاصة أيُّها الأحبَّة
لكي نكون مِنَ المُنتظرين مطلوب أنْ نصوغ أنفسنا في خطِّ التَّقوى والصَّلاح.
- «مَن سَرَّهُ أنْ يَكونَ مِن أصحابِ القائِمِ فَليَنتَظِر، وَليَعمَل بِالوَرَعِ ومَحاسِنِ الأَخلاقِ وهُوَ مُنتَظِرٌ، …».[15]
[1] الفتَّال النّيسابوري: روضة الواعظين، ص17، (ب: الكلام في ماهيَّة العلوم وفضلها).
[2] الدَّيلمي: إرشاد القلوب، ص 166، (ب 49: في الأدب مع الله تعالى).
[3] المجلسي: البحار 16/154، (ك: العَشرة والآداب والسُّنن، ب 20: قضاء حاجة المؤمنين …)، ح 59.
[4] الكليني: الكافي 2/345، (ك: الإيمان والكفر، ب: الهجرة)، ح 5.
[5] الصَّدوق: ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، ص 332، (باب يجمع عقوبات الأعمال).
[6] الكليني: الكافي 2/195، (ب: قضاء حاجة المؤمن)، ح 11.
[7] الصَّدوق: من لا يحضره الفقيه 4/10، (ب 1: في ذكر جمل من مناهي النَّبيّ صلَّى الله عليه وآله).
[8] ابن طاووس: محاسبة النَّفس، ص 13، (ب 2: الرِّوايات التي تقتضي الاحتياط بالمحاسبة في اللَّيل والنَّهار).
[9] القمّي: مفاتيح الجنان، ص 539، (دعاء العهد).
[10] الصَّدوق: ثواب الأعمال، ص 21، (ثواب من قال: لا إله إلَّا الله)، ح 4.
[11] المصدر السَّابق، ص 24، (ثواب من قال: “لا إله إلَّا الله” مخلِصًا)، ح 1.
[12] سورة محمَّد: الآية 33.
[13] الصَّدوق: الأمالي، ص 705، (المجلس الثَّامن والثَّمانون)، ح 968/16.
[14] القمّي: مفاتيح الجنان، ص 539، (دعاء العهد).
[15] النُّعماني: الغَيبة، ص 134، (ما روي فيما أُمر به الشِّيعة من الصَّبر والكف والانتظار).