حديث الجمعة 602: الخطاب الدِّيني (1) – كلمة أخيرة: اليوم العالمي للعمَّال
حديث الجمعة 602 | الموافق 27.4.2023 | مسجد الإمام الصادق (ع) بالقفول - البحرين
الخطاب الدِّيني (1)
عناوين الحديث:
1- خواطر الشُّكر والامتنان
2- الخطاب الدِّيني (1)
3- كلمة أخيرة: اليوم العالمي للعمَّال
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّد الأنبياء والمرسلين محمَّدٍ وآلِهِ الهُداةِ الميامين.
السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه.
قال الله تعالى في سورة الأحزابِ الآية ٧٠:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾.
القول السَّديد: القولُ الصَّائبُ البصيرُ الرَّشيد.
أتناولُ في هذه الليلة عنوان «الخطاب الدِّيني».
وقبل أنْ أتناولَ هذا العنوان اسمحوا لي بهذه الخواطرِ المتواضعةِ، خواطرِ الشُّكرِ والامتنان.
♦ خواطر الشُّكر والامتنان
لكلِّ الأوَفياء، لكلِّ النُّبلاءِ، لكلِّ الشُّرفاءِ، لكلِّ الخيِّرين، لكلِّ الطيِّبين، لكلِّ الصَّادقين لكلِّ الَّذين غمروني بأنبلِ الكلماتِ وأنقى المشاعر وأصفى العواطف.
أنا لا أستحق كلَّ الموجِ الطيِّب من الكلماتِ والمشاعرِ والعواطفِ.
إلَّا أنَّه عَبَقُ الولاءِ لإمامِنا المنتظر (عجَّل الله فرجه الشَّريف).
إلَّا أنَّه العشقُ الأعظم لصاحبِ العصرِ والزَّمان.
إلَّا أنَّه الانتظار المتجذِّر في العقولِ والأرواح.
إلَّا أنَّه الرَّفض لكلِّ ضلالٍ وتيهٍ وعبث وفساد.
إنَّه التَّأصيلُ لمرجعيةِ الفقهاءِ الصُّلحاء في عصرِ الغَيبةِ والانتظار.
إنَّه الخيار الذي حدَّدْتُه كلماتُ الأئمَّة الهداة.
إنَّنا في عصرٍ تزدحم كلُّ المُلوِّثاتِ، مُلوِّثاتِ الفكر، مُلوِّثاتِ الرُّوحِ، مُلوِّثاتِ القِيَم، مُلوِّثاتِ السُّلوك.
هنا يجبُ أنْ يتصدَّى خطُّ الانتظار بقيادة فقهاءِ الانتظار، وعلماءِ الانتظارِ، وخطباء الانتظار، ومثقفو الانتظار، وجمهور الانتظار.
وبقدرِ ما يتجسَّد التَّماسكُ بين هذه المسَارات يقوى خطُّ الانتظار، وتتهاوى كلُّ القوى المضادَّة للانتظار
وإذا استطاع سُرَّاقُ الانتظارِ أنْ يقتحموا بعضَ عقولٍ في هذا الوطنِ أو ذاك فبسببِ غيابِ وعيٍ، وبسببِ استرخاءِ موقف، وبسببِ تشتُّتِ رأي.
وبقدرِ ما يرتقي الوعي.
وبقدر ما يتوحَّد الموقف.
وبقدر ما يتماسك الرَّأي.
يفشلُ العابثون، وينهزم المضلِّلوُن، ویندحرُ سُرَّاق الأجيال، وسُرَّاق القِيَم، وسُرَّاق العقائد، وسُرَّاق المفاهيم.
♦ الخطاب الدِّيني
هنا تأتي قيمةُ الخطاب الدِّيني الأصيل، والَّذي يُسمِّيه القرآن (القول السَّديد).
• ﴿… وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾. (1)
وهذا العنوان (الخطاب الدِّيني) في غايةِ الأهميةِ والخطورةِ، خاصة في هذا العصر، حيث تواجه (خطابَ الدِّین) مجموعة تحدِّياتٍ صعبة.
ومطلوبٌ من هذا الخطابِ أنْ يمارسَ دورًا كبيرًا في زحمةِ الخطابات الأخرى التي لا تنطلق
من الدِّين.
ففي أوطانِ المسلمين خطاباتُ ثقافة كثيرًا مَّا تتصادم مع خطاب الدِّين.
وفي أوطان المسلمين خِطاباتُ إعلامٍ كثيرًا مَّا تتصادم مع خِطابِ الدِّين.
وفي أوطانِ المسلمين خطاباتُ سياسةٍ كثيرًا ما تتصادم مع خطابِ الدِّين.
وفي أوطانِ المسلمين خطاباتُ فنٍّ كثيرًا ما تتصادم مع خطابِ الدِّين.
فهل تمكَّن خطابُ الدِّينِ أن يُمركز حضوره في زحمة هذه الخطابات؟
وهل تمكنَ خطابُ الدِّين أن يقول كلمتَه في عصرٍ نشطت كلُّ الخطابات الأخرى؟
وهل استطاع الخطابُ الدِّيني أنْ يُطوِّر لغته، أنْ يُطوِّر أساليبه، أن يُطوِّر طروحاتِه في زحمةِ هذه التحدِّيات؟
وحينما نتحدَّث عن خطابِ الدّيِن نتحدَّث عن:
– خطابِ المسجد.
– خطابِ المنبر الحسينى.
– خطابِ المحاضرات الدِّينيَّة.
– خطابات المناسباتِ التَّاريخيَّة.
– خطابات النَّدوات …
– أيِّ خطابٍ يُعنى بالشَّأن الدِّيني عقيدة، فكرًا، قِيَمًا، أخلاقا، سلوكًا…
هنا سؤالٌ في غاية الخطورة:
السؤال يقول: مَنْ الَّذي يُحدِّد مَسؤُوليَّاتِ الخطاب الدِّيني؟
– هل تُحدِّدُها المزاجاتُ الشَّخصيَّة؟
– هل تُحدِّدُها الأعرافُ السَّائدة؟
– هل تُحدِّدُها الأنظمة الحاكمة والقوانين السَّائدة؟
– هل تُحدِّدُها رغبات السِّياسة؟
هذه المحدِّدات في حاجة إلى مناقشة ربَّما لا تتَّسع لها هذه الكلمة.
ولكنِّي أقول هنا:
إنَّ الذي يُحدِّد مسؤولياتِ الخطابِ الدّينى هو الدِّين نفسُهُ.
الدِّين جاء ليصوغ حياة الإنسانِ في كلِّ مساحاتِها العقيديَّة، والفكريَّة، والرُّوحيَّة، والأخلاقيَّة، والسُّلوكيَّة، والاجتماعيَّة، والاقتصاديَّة، والسِّياسيَّة، والأمنيَّة، والحقوقيَّة.
فمسؤوليَّات الخطاب الدِّيني تتَّسع لكلِّ هذه المساحات.
قد يُقال:
إنَّ هذه المساحات لها تخصُّصاتها ولها علومها، ولها قوانينُها، وهذه التَّخصُّصات، وهذه العلوم، وهذه القوانين لا يتوفَّر عليها علماء الدِّينِ، الأمر الذي لا يؤهِّلهم لاقتحام هذه الميادين.
فليس من حقِّ الخطاب الدِّيني أنْ يتحدَّث في الشَّأن الاقتصادي.
وليس من حقِّ الخطاب الدِّيني أنْ يتحدَّث في الشَّأن السِّياسي.
وليس من حقِّ الخطاب الدِّيني أنْ يتحدَّث في الشَّأن الحقوقي.
وليس من حقِّ الخطاب الدِّيني أنْ يتحدَّث في الشَّأن الأمني.
وليس من حقِّ الخطاب الدِّيني أنْ يتحدَّث في الشَّأن الإعلامي.
هذه المساحات لها علماؤها المتخصِّصون، وهذه الشُّؤون لها قوانينها.
فكما لا يُسمح لغير علماءِ الدِّينِ أن يقتحموا مساحاتِ الدِّین؛ بل يجب أنْ يتركوها للمتخصِّصين في شؤون الدِّين والفقه والاجتهاد.
كذلك يجب أن لا يُسمح لعلماء الدِّين والفقه أن يقتحموا مساحات الاقتصاد، ومساحاتِ السِّياسة، ومساحات الحقوق المدنيَّة، ومساحات الأمن، ومساحات الإعلام، بل يجب أن تُترك هذه المساحات للمتخصِّصين في هذه الشُّؤون.
لنا تعقيبٌ على هذا الكلام
هنا خلط بين مسارين: المسار التَّخصُّصي، والمسار التَّطبيقي.
(1) المسار التخصُّصي
– فالاقتصاد له علومه الخاصَّة.
– والسِّياسية لها علومها الخاصَّة.
– والحقوق المدنيَّة لها علومها الخاصَّة.
– والأمن له علومه الخاصَّة.
– والإعلام له علومه الخاصَّة.
– والشَّأن العسكري له علومه الخاصَّة.
هذه المسارات لا يجوز أنْ يقتحمها إلَّا المتخصِّصون في هذه العلوم.
فعلماء الدِّين إنْ امتلكوا هذه العلوم جاز لهم اقتحام هذه المسارات بصفتهم متخصِّصين لا بصفتهم علماء دين.
وان لم يمتلكوا ذلك ما جاز لهم اقتحام هذه المسارات، ويجب أن يتركوها لأصحاب الاختصاص.
(2) المسار التَّطبيقي
في مجال المسار التَّطبيقي هناك ما هو مشروع من وجهة نظر الدِّين، وهناك ما هو غير مشروع.
هنا يكون للدِّين رؤيته وللدِّين موقفه.
أوضِّح الفكرة من خلال بعض الأمثلة:
المثال الأوَّل: الإعلام بين النَّظريَّة والتَّطبيق
للإعلام أنظمته وقوانينه وهي من شأن المتخصِّصين.
وأمَّا إذا مارس الإعلام (التَّضليل والتَّزوير والكذب)، أو مارس الإعلام (نشر الفساد والانحراف)، فهل ممنوع على علماء الدِّين أن يتصدُّوا لهذا التَّضليل والتَّزوير والكذب؟!
مطلوبٌ من كلِّ مَنْ يملكون الكلمة أن يقولوا الكلمة، ومطلوبٌ من كلِّ يملكون الموقف أن يحدِّدوا الموقف، فهل يُستثنى العلماء والفقهاء؟!
المثال الثَّاني: الفنُّ بين النَّظريَّة والتَّطبيق
إذا كان علماء الدِّين لا يملكون الخبرة بقوانين الفن، فليس من حقِّهم أن يقتحموا هذا الميدان.
أمَّا إذا تحوَّل الفنُّ أداة مدمِّرة للقِيَم والأخلاق فهل يُطالب علماء الدِّين بالصَّمت والسُّكوت؟!
الكنَّاس، البَّقَّال، الخبَّاز لا يُسمح لهم بالصَّمت، فكيف يُطالب صنَّاع الوعي وحرَّاس القِيَم أن يصمتوا؟!
المثال الثَّالث: الطبُّ بين النَّظريَّة والتَّطبيق
1- استعمال المغذِّي (السِّيلان) بالنَّسبة للصَّائم.
– الأطباء يحدِّدون طريقة الاستعمال.
– الفقهاء يحدِّدون الموقف الشَّرعي.
2- لو طُرحت مسألة (استعمال موانع الحمل).
– فالأطباء هم الذين يُحدِّدون طرق استعمال هذه الموانع.
– وأمَّا مشروعيَّة الاستعمال فيحدِّدها فقهاء الدِّين.
المثال الرَّابع: الاقتصاد بين النَّظريَّة والتَّطبيق
علم الاقتصاد وظيفة المتخصِّصين الاقتصاديِّين.
وأما الموقف الشَّرعي من الممارسات والتَّطبيقات فهي وظيفة الفقهاء والمجتهدين.
هناك ما يسمَّى بعلم الاقتصاد وهناك المذهب الاقتصادي.
ما هو موقف الفقه من المعاملات الرَّبويَّة؟
ومن الاحتكار؟
ومن الغشِّ؟
ومن التَّلاعب بالأسعار؟
ومن وجود عاطلين؟
ومن وجود بائسين ومحرومين؟
المثال الخامس: السَّياسة بين النَّظريَّة والتَّطبيق
السَّياسة علمٌ له مكوِّناته واشتراطاتُه.
فإذا أردنا أن نتعرَّف على الشَّأن السِّياسي في مساحاته الموضوعيَّة فنتوجَّه بالسُّؤال إلى المتخصِّصين السِّياسيين، ولا نتوجَّه بالسُّؤال إلى غير المتخصِّصين وإنْ كانوا فقهاء.
نعم ربَّما يكون الفقيه من أصحاب الكفاءات السِّياسيَّة فهو قادرٌ على أنْ يتعاطى مع الشَّأن السِّياسي.
وأمَّا في مجالات الممارسات والتَّطبيقات السِّياسيَّة فلا شكَّ أنَّ هناك ما هو مشروع من وجهة نظر الدِّين وما هو غير مشروع، فهنا من حقِّ الفقيه أنْ يُعطي رأيه جوازًا أو حُرمة.
فلو مارست الأنظمة العدل السِّياسي، أو مارست الظُّلم السِّياسي فهل لا يُعطي الفقيه أو عالم الدِّين الحقَّ في أن يُؤيِّد أو أنْ يرفض؟!
إذا كان مسموحًا للكنَّاس وللبقَّال وللزرَّاع أنْ يقبل عدلًا وأن يرفض ظلمًا، فكيف لا يُسمح للفقيه ولعالم الدِّين بدعوى أنَّه لا يجوز اقحام الدِّين في السِّياسة.
مثال آخر: لو فرضت السِّياسة على نظام هنا أو هناك أنْ يُفرِّط في الدِّفاع عن القدس الشَّريف، فمن حقِّ أيِّ مسلم غيور في أيِّ وطنٍ من أوطان المسلمين أنْ يرفض هذا التَّفريط، وكلَّما كان موقع الإنسان أكبر كانت مسؤوليَّته أكبر.
فقضيَّة في حجم القدس الشَّريف يجب أنْ تُستنفر من أجلها كلِّ القدرات المشروعة، فهل أنَّ قضيَّة في هذا الحجم يُحجر على الفقيه والمفكِّر والمثقَّف أن يقول كلمته أو أنْ يحدِّد موقفه؟!
فمقولة أنَّ علماءَ الدِّين لا يحقُّ لهم اقتحام السِّياسة مقولة فيها خلط بين الجانب الموضوعي – وهو وظيفة المتخصِّصين في الشَّأن السِّياسي- والجانب التَّطبيقي، وللفقيه كلّ الحقِّ أنْ يُعطي رأيه فيه، فالسَّياسيون المتخصِّصون يحدِّدون المسارات الموضوعيَّة للسِّياسة.
وفقهاء الدِّين يحدِّدون الرُّؤية الفقهيَّة فيما هي المسارات التَّطبيقيَّة للسَّياسة.
وأمَّا ما هي مواصفات الخطاب الدِّيني المؤهَّل أن يقول كلمته في المساحات التَّطبيقيَّة فهذا بحث في حاجة إلى معالجة مستقلة.
وماذا لو فُرض على الخطاب الدِّيني أنْ يصمت؟
وماذا لو فُرض على الخطاب الدِّيني أنْ يساوم؟
وماذا لو فُرض على الخطاب الدِّيني أن ينحرف عن أهدافه؟
هذه أسئلة في حاجة إلى إجابات.
هكذا تتَّضح خطورة الحديث عن الخطاب الدِّيني في هذا العصر المزدحم بالتحدِّيات والمعوِّقات والإشكالات.
وليس ترفًا فكريًّا أو ثقافيًّا التَّصدِّي لممارسة الكلمة الدَّينيَّة، خاصَّة حينما يُراد لهذه الكلمة أن تكون واعية وبصيرة وحكيمة، وحينما يُراد لها أن تكون واثقة وحازمة وأمينة.
وحينما يُراد لها أن لا تكون مؤزِّمة، ولا تكون مفرِّقه، ولا موتِّرة.
وحينما يُراد لها أن تحصِّن الأوطان، وتحمي الشُّعوب وتؤسِّس للأمن والأمان.
ورغم کلِّ هذه المؤسَّسات يبقى الخطاب الدِّيني هو الأمين على الدِّين، وعقائد الدِّين، وقِيَم الدِّين معتمدًا (الحكمة)، و(الموعظة الحسنة)، و(الجدال بالتي هي أحسن).
• ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾. (2)
نعم مَنْ يقتحم مساحات الدِّين ليعبث بالمفاهيم والقِيَم، ويتقمَّص لباسَ الدِّين، فهنا لغةٌ أخرى لغة حازمة وصلبة ومتشدِّدة.
• في الكلمة عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): «إِذَا ظَهَرَتِ البِدَعُ فِي أُمَّتِي فَلْيُظْهِرِ العَالِمُ عِلْمَه، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَعَلَيْه لَعْنَةُ الله». (3)
ولعلَّ هذا الأمر في حاجة إلى مزيد من الحديث والتَّوضيح، ويُترك ذلك إلى فرصة أخرى.
♦ كلمة أخيرة: اليوم العالمي للعمَّال
والعالم يستقبل اليوم العالمي للعمَّال هل تُسمع صرخات العاطلين في هذا الوطن، بكلِّ مستوياتهم وقدراتهم وكفاءاتهم، وهم يشهدون زحفًا كبيرًا على مواقع العمل، من وافدين وأجانب وغرباء؟
وهنا دعوة صادقة نوجِّهها لكلِّ المعنيِّين في هذا الوطن.
فالعاطلون لهم كلُّ الحقِّ في أنْ يأخذوا مواقعهم في الوظائف والأعمال، فكم لهذه الظَّاهرة المؤلمة من
من آثار مرعبة، ونتائج وخيمة إذا لم تُعالج بحكمة وبسرعة كبيرة، فأبناء هذا الوطن هم الأحقُّ أن يملأوا مواقع العمل ما داموا يملكون القدرات والكفاءات.
إنَّها المسؤوليَّة الكبرى التي يجب أن تتحمَّلها الدَّولة في التَّعاطي مع هموم المواطنين وضروراتهم وحاجاتهم.
هنا تُصنع المحبَّة لهذا الوطن ولكلِّ القيِّمين على هذا الوطن، وهنا تتآلف القلوب، وهنا تتنقَّى المناخات، وبقدر ما تتنقَّى المناخات تنفتح المسارات الطيِّبة، وتنفتح المسارات الصَّالحة في هذا الوطن.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
—————————-
الهوامش:
1- سورة الأحزابِ: الآية 70.
2- سورة النَّحل: الآية 125.
3- الكليني: الكافي 1/54، ح2.