الإمام المنتظر (عجَّل الله فرجه) والقُوى المضَادة
الموافق: 9 مارس 2023 م | تاريخ: 16 شعبان 1444هـ | جامع الإمام الصادق (ع) – الدراز
الإمام المنتظر (عجَّل الله فرجه) والقُوى المضَادة
1- هذا الجامع أحد أهم مواقع البناء الإيماني والثَّقافي والرُّوحي والسُّلوكي في هذا الوطن.
فمسؤوليَّة الخطاب هنا لها خصوصيَّتها الكبيرة الإيمانيَّة والفكريَّة والأخلاقيَّة والاجتماعيَّة.
إنَّ احتفالًا يُقام هنا، وفي مناسبة كبرى هي ميلاد الإمام المنتظر (عجَّل الله فرجه) مطلوبٌ أن يكون بمستوى هذه المناسبة، وبمستوى هذا الموقع.
خاصَّة وأنَّ خطاب هذه المناسبات يُشكِّل واحدًا من أهم مفاصل الخطاب الدِّيني.
خطابنا الدِّيني يتحمَّل مسؤوليَّة كبرى في هذا العصر؛ ممَّا يفرض الارتقاء بمستوى هذا الخطاب لغة وأسلوبًا ومضمونًا.
2- أتناول في هذا الكلمة هذا العنوان:
القوى التي سوف تواجه حركة الإمام المنتظر (عجَّل الله فرجه)
[السُّفياني/ الدَّجال/ اليهود].
القوى المناصرة
- راية اليماني
- راية الخراساني
- عصائب أو أخيار العراق
- أبدال الشَّام
- نجباء مصر
- أصحاب الرايات السود/ أهل المشرق
- إشكاليَّة
هنا اشكالية تُطرح تقول:
إنَّ هذه القوى سوف يُنجبها الزَّمن القادم وربما يكون بعيدًا، لا ندري ربَّما مئات السِّنين، وربما آلاف السِّنين.
- فما الضَّرورة أن نفتح ملفَّاتِها في هذا الزَّمان، وما المبرِّر في تناول أحداثها في هذا العصر؟
إنَّ هذا الإشكال ينسحب على قضيَّة الإمام المهدي (عليه السَّلام) نفسها.
- ثمَّ إنَّ عصرنا مزدحم بقضايا أهم (عقائديَّة/ ثقافيَّة/ اجتماعيَّة/ سياسيَّة/ أمنيَّة)
- فتح معارك مع تلك القوى يضعنا أمام أخطار كبيرة.
نجيب عن هذه الإشكاليَّة
أوَّلًا: قضيَّة الإمام المهدي نفسها من الغيب ولا يعلم متى الظُّهور، فلماذا هذا الكم الهائل من الرِّوايات المدوَّنة في جميع مصادر المسلمين بكلِّ مذاهبهم.
ثانيًا: ومتى كنَّا لا نعلم متى الظُّهور – وربَّما نحن في عصر الظُّهور – فيجب أن نعيش التَّهيُّؤ والاستعداد.
- عن علي [عليه السَّلام]، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم): «المهدي منَّا أهل البيت، يُصلحه الله في ليلة». (القزويني: سنن ابن ماجه 2/1367، ح 4085)
ثالثًا: تلك القوى التي سوف تواجه الإمام المنتظر (عجَّل الله فرجه) هي امتداد لقوى معاصرة، وهي نتاج أحداث متلاحقة، وكذلك القوى المساندة.
رابعًا: الانتظار الواعي يفرض التَّعرُّف على القوى التي سوف تواجه الإمام المنتظر (عجَّل الله فرجه)، وعلى القوى التي سوف تُساند الإمام المنتظر (عجَّل الله فرجه).
خامسًا: هذه القوى من العلامات المتزامنة مع عصر الظُّهور.
تُصنَّف العلامات إلى:
(1) علامات عامَّة، ومنها:
أ- امتلاء الأرض بالظُّلم والجَور.
ب- ظهور الفتن، وكثرة القتل.
ج- المحن والشَّدائد والابتلاءات الصَّعبة.
د- انتشار الفساد والانحراف والفسوق والفجور.
ه- غربة الإسلام وهيمنة قوى الكفر.
وهذه العلامات لا تعني قرب الظُّهور.
(2) علامات خاصَّة (متزامنة مع عصر الظُّهور)، وهي خمس علامات:
العلامة الأولى: الصَّيحة في شهر رمضان
تكون ليلة الجمعة لثلاثٍ وعشرين مَضيْنَ من شهر رمضان.
- عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)، أنه قال:
«…، ينادي منادٍ من السَّماء باسم القائم (عليه السَّلام)، فيسمع مَنْ بالمشرق ومَنْ بالمغرب، لا يبقى راقد إلَّا استيقظ، ولا قائم إلَّا قعد، ولا قاعد إلَّا قام على رجليه فزعًا من ذلك الصَّوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب، فإنَّ الصَّوت الأوَّل هو صوت جبرئيل الرُّوح الأمين (عليه السَّلام).
ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): يكونُ الصَّوتُ فِي شَهرِ رمضانَ فِي ليلةِ جُمُعةٍ ليلةِ ثلاثٍ وعشرينَ فلا تَشُكُّوا في ذلك وَاسمعوا وأطيعُوا، …». (الغيبة، ابن أبي زينب النعماني، ص 262، ح 13)
النداء يسمعه كل قوم بلغتهم (بلسانهم)، ثمَّ يتبعه نداء آخر من إبليس يقول إنَّ الحقَّ مع السَّفياني وشيعته فيرتاب المبطلون.
العلامة الثَّانية: السَّفياني
العلامة الثَّالثة: اليماني
العلامة الرَّابعة: الخسف بالبيداء (قريبة من ميقات مسجد الشَّجرة)
يخسف بجيش السَّفياني المتوجِّه إلى مكَّة لمواجهة الإمام المهدي (عليه السَّلام)
العلامة الخامسة: قتل النَّفس الزَّكيَّة بين الرُّكن والمقام
شخصيَّة من آل البيت يعلن الولاء للإمام المهدي قبل وصول الإمام (عليه السَّلام)
القوى المواجهة لحركة الإمام المنتظر (عجَّل الله فرجه)
(1) القوى السُّفيانيَّة
قوى تمثِّل خطَّ الانحراف في وسط المسلمين، رغم أنَّها تحمل شعار الإسلام.
- «منكم»، و«في عنقه صليب».
الإمام المهدي (عليه السَّلام) سوف يخوض معارك مع قوى التَّحريف
- خارطة حركة الإمام (عليه السَّلام)
- معارك جزئيَّة
- معارك كبرى
هل السُّفياني شخص أو خط؟
النَّصر للإمام المهدي (عليه السَّلام)
(2) القوى الدَّجاليَّة
وهي القوى الكافرة المعادية للإسلام
- عن الرَّسول الأكرم (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): «ما بين خلق آدم إلى قيام السَّاعة أمر أكبر من الدَّجَّال». (مسلم النيسابوري: صحيح مسلم 8/207)
- عبَّرت الرِّوايات عن الدَّجَّال بأنَّه أعور مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كلُّ مؤمن.
كما روي عن رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ) أنَّه قَالَ: «الدَّجَّالُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مؤمن …». (أحمد بن حنبل: مسند الإمام أحمد بن حنبل 21/85، ح 13385)
القوى الدَّجَّاليَّة تتلاحم مع القوى السُّفيانيَّة في مواجهة حركة الإمام المهدي (عليه السَّلام).
(3) القوى اليهوديَّة
رغم أنَّ اليهود سيكونون من أتباع الدَّجَّال، وسوف يكونون من الدَّاعمين لحركة السُّفياني، إلَّا أنَّ لهم كيانهم الخاص في تصديهم للإمام المنتظر (عجَّل الله فرجه).
وسوف تحل بهم هزائم نكراء لا تبقي لهم أثرًا، وذلك على يد جيش الإمام المهدي (عليه السَّلام).
- في الحديث عن رسول الله (صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم): «تُقاتلون اليهود حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر، فيقول [الحجر] أو الشَّجر يا عبد الله هذا يهودي ورائي …». (صحيح البخاري 5/107، باب قتال اليهود، ح 2621)
- كلمة صريحة
وهنا أجد نفسي مضطَّرًا أن اقول كلمة صريحة؛ يفرضها الواجب الدِّيني، ويفرضها الضَّمير الوطني. هذه الكلمة هي:
لسنا دُعاة تطرُّف ولا إرهاب.
ولسنا صُنَّاعَ عُنْفٍ ودمارٍ.
نحن دُعاةُ محبَّةٍ وتسامحٍ ووحدةٍ وتآلف.
نحن أبناءُ دينٍ وحرَّاسُ وطنٍ.
فمطلوبٌ منَّا أن نكرِّسَ المفاصلةَ بكلِّ مساحاتها مع صهاينة هذا العصر.
فكم هو مُدمِّر لكلِّ قِيَمنا وأخلاقنا ولكلِّ مبادئنا.
وكم هو مدمِّر لأوطاننا ولشعوبنا.
وكم هو مُدمِّر لأمننا وسِلمِنا.
أيُّ شكلٍ من أشكال الامتداد الصهيوني مهما كانت العناوين والمبرِّرات.
فرأفة بالأوطان والشُّعوب.
ورأفة بكلِّ ثوابت الدِّين والقِيَم.
إنَّ أمَّتَنا الإسلاميَّة بكلِّ انتماءاتها الدِّينيَّة والوطنيَّة لا تجد خيارًا إلَّا أنْ ترفضَ كلَّ مسارات التَّطبيع مع وجودٍ غاصبٍ لأرض فلسطين، ومُدنِّسٍ لقدسنا الشَّريف، وغارقٍ في دماء شعبٍ مظلوم.
وكيف تتقارب القلوب؟!
وكيف تتشابك الأيدي؟!
وكيف تتعانق البسمات؟!
مع من قال الله سبحانه فيهم:
{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ …} (المائدة: الآية 82)
إنَّ شعار (الإبراهيميَّة) الذي يُروَّج له في هذه الأيام هو شعار يستبطن أهدافًا لا علاقة لها بتقارب الأديان؛ بقدر ما هو مدفوع بأهداف مهندسة في مصانع السِّياسة وأغراض السِّياسة.
نحن لا نرفض أيَّ تقارب بين أديان السَّماء.
ولكن حينما يكون التَّقارب من إنتاجات أغراضِ السِّياسة في هذا العصر، هذه الأغراض التي تزدحم في داخلها كلَّ ألوان الشَّر والعبث بمصالح الشُّعوب.
هنا يجب الحذر الحذر من أيِّ شعارٍ حتى لو تقمَّص عناوين الدِّين.
الإمام المنتظر (عليه السَّلام) يُصلِّي في بيت المقدس
في الرِّوايات المدوَّنة في مصادر الحديث، أنَّ الإمام المهدي (عليه السَّلام) يتقدَّم للصَّلاة بالمسلمين في بيت المقدس صلاة الصبح.
وإذا بنبي الله عيسى بن مريم قد نزل من السَّماء فيرجع الإمام المهدي يمشي القهقرى ليتقدَّم عيسى يُصلِّي بالنَّاس، فيضع عيسى يديه بين كتفيه [يعني المهدي]، ثمَّ يقول له: تقدَّم فصلِّ فإنَّها لك أقيمت، فيصلِّي بهم الإمام المهدي (عليه السَّلام)، ويصلِّي نبيُّ الله عيسى وراءه.