نفحات رمضانيَّة (30): المضمون الرُّوحي للعيد
هذه الكلمة للعلَّامة السَّيِّد عبد الله الغريفي، وهي الحلقة الثَّلاثون ضمن البرنامج اليومي (نفحات رمضانيَّة)، والذي تمَّ بثُّها في شهر رمضان المبارك 1442هـ، عبر البثِّ الافتراضيِّ في يوم الأربعاء بتاريخ: (29 شهر رمضان 1442 هـ – الموافق 12 مايو 2021 م)، وقد تمَّ تفريغها من تسجيل مرئيٍّ، وتنسيقها بما يتناسب وعرضها مكتوبةً للقارئ الكريم.
المضمون الرُّوحي للعيد
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلوات على سيِّدِ الأنبياء والمرسلين سيِّدنا ونبيِّنا وحبيِبنا وقائِدنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ الطَّيِّبين الطَّاهرين الأبرار الأخيار المنتجبين.
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عنوان الحديث: المضمون الرُّوحي للعيد
ونحن نستقبل عيد الفطر المبارك نطرح هذا السؤال: ما هو المضمون الرُّوحي للعيد؟
إنَّ العيد يحمل مضمونًا روحيًّا كبيرًا، فما هو المضمون الرُّوحي للعيد؟
العنوان الأوَّل: أشكال التَّعاطي مع العيد
هناك ثلاثة أشكال للتَّعاطي مع العيد:
الشَّكل الأوَّل: التَّعاطي المنحرف
ما معنى التَّعاطي المنحرف؟
بعض النَّاس يعتبرون العيد فرصة للانفلات، وفرصة للتَّعامل مع الشَّيطان، فيرتكبون ممارسات محرَّمة ومنفلتة.
وإذا قيل لهم: لماذا تمارسون المحرَّمات في هذا اليوم المبارك السَّعيد؟
قالوا: إنَّه العيد، وكأنَّ العيد فرصة للانفلات، وكأنَّ العيد فرصة للَّهو، وكأنَّ العيد فرصة للعبث، وكأنَّ العيد فرصة للتَّمرُّد على كلِّ القِيَم، وكأنَّ العيد فرصة للشَّيطان.
هكذا أصحاب السُّلوك والتَّعاطي الأوَّل، يحوِّلون العيد من يوم من أيام الله إلى يومٍ من أيام الشَّيطان، هذا نمط من النَّاس، ينتظرون مجرَّد أن ينتهي شهر رمضان حتى ينفلتوا.
كأنَّهم عقدوا هدنة مؤقَّتة مع الشَّيطان لمدَّة شهر، فحينما انتهى شهر رمضان انتهت الهدنة، وعندها يستقبلهم الشَّيطان ويرحِّب بهم، وهم يقعوا في أحضان الشَّيطان، وفي الممارسات الشَّيطانيَّة والمعاصي والذُّنوب الكثيرة، مِنْ لهو، وطرب، وفسق، وفجور.
هذا الشَّكل الأوَّل من أشكال التَّعاطي مع العيد، وهو التَّعاطي المنحرف.
الشَّكل الثَّاني: التَّعاطي الطُّفولي
ما معنى التَّعاطي الطُّفولي؟
الأطفال كيف يفهمون العيد؟
الأطفال يفهمون العيد:
1-لبس الجديد: اللِّباس الجميل الجديد بأشكاله المختلفة.
2-العِيديَّات: في منظور الطِّفل العيد هو كم يحصل على عِيديَّة.
3-المأكولات: في مفهوم الطِّفل العيد هو كم يحصل على مأكولات، وحلويات.
والطفل بريء ومقبول منه هذا الفهم، ولا نريد منه فهم للعيد أكثر من هذا، فالطفل يفهم العيد هذا الثَّوب الجديد، والعيديَّات، والمأكولات، والمشروبات، والمرح الحلال، هذا فهم الطِّفل للعيد.
أمَّا إذا نحن نقلنا هذا الفهم إلى الكبار، صار فهمًا متخلِّفًا، فهو مقبول بالنسبة للطِّفل، أمَّا بالنسبة للكبار فليس مقبولًا أن يعيشوا العيد مجرَّد لباس، وأن يعيشوا العيد مجرَّد مرح، لا يوجد مانع من أن يلبس الإنسان الجديد، ويعيش المرح المشروع، ويأكل ويشرب، لكن لا يختزل العيد كاختزال الطِّفل في براءته، فأنت الكبير مطلوب منك فهم آخر للعيد.
إذن، هذا الفهم وهذا التَّعاطي نسمِّيه التَّعاطي الطُّفولي.
الشَّكل الثَّالث: التَّعاطي الواعي مع العيد
كيف نتعاطى مع العيد بشكلٍ واعٍ؟
كيف نفهم العيد كما أراد الله، وكما أراد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وكما أراد أهل البيت (عليهم السَّلام)، وكما أراد الإسلام؟
التَّعاطي الواعي مع العيد يحتاج إلى مجموعة أمور اختصرها في النُّقاط التَّالية:
أوَّلًا: العيد ولادة إيمانيَّة جديدة
لماذا نفرح؟
نفرح لأنَّنا وُلدنا ولادة إيمانيَّة جديدة، أنت بصيامك لشهر رمضان وقبول هذا الشَّهر أصبحت مولودًا روحيًّا جديدًا.
إذن، نفرح بالولادة الرُّوحيَّة الجديدة.
•قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَخَتَمَهُ بِصَدَقَةٍ، وَغَدَا إِلَى الْمُصَلَّى بِغُسْلٍ رَجَعَ مَغْفُورًا لَهُ». (الصَّدوق: ثواب الأعمال، ص 104)
«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَخَتَمَهُ بِصَدَقَةٍ» يعني زكاة الفطرة.
«وَغَدَا إِلَى الْمُصَلَّى بِغُسْلٍ» اغتسل وصلَّى صلاة العيد
«رَجَعَ مَغْفُورًا لَهُ».
إذن، فرحة المغفرة، وفرحة القبول، وفرحة الولادة الجديدة.
هذا أوَّلًا: أن نفهم العيد ولادةً إيمانيَّةً روحيَّةً جديدة.
ثانيًا: العيد انتصار على الشَّيطان
نحن لماذا نفرح في يوم العيد؟
نفرح لأنَّنا انتصرنا على الشَّيطان لمدَّة شهر كامل، ومن ينتصر على الشَّيطان مدة شهر كامل انتصارًا حقيقيًّا سيبقى رافضًا للشَّيطان ما بقيت وقدة الشَّهر في داخله، وما بقيت عزمة الشَّهر في داخله، وما بقيت إرادة الشَّهر في داخله.
إذن، هي فرحة الانتصار، نفرح في يوم العيد لأنَّنا انتصرنا على الشَّيطان، وانتصرنا على الهوى، وانتصرنا على الشَّهوات في داخلنا، فالعيد انتصار على الشَّيطان.
•نقرأ في الحديث عن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السَّلام): «…، وكُلُّ يَوْمٍ لَا يُعْصَى الله فِيه فَهُوَ عِيدٌ». (خطب الإمام علي (عليه السَّلام): نهج البلاغة، ص 551، ح428)
أنت تقدر أن تحوِّل كلَّ يوم إلى عيد، لأنَّك كلَّما انتصرت على الشَّيطان، وكلَّما انتصرت على الهوى، وكلَّما تخلَّصت من المعاصي، فهذا هو عيد، وهذه فرحة.
في أيِّ لحظة تنتصر على الشَّهوة في داخلك، فهذه فرحة وهذا عيد.
«…، وكُلُّ يَوْمٍ لَا يُعْصَى الله فِيه فَهُوَ عِيدٌ».
•وقيل: “ليس العيد لمن لبس الجديد، إنَّما العيد لمن أمن من الوعيد”.
ليس العيد أن نلبس الجديد، العيد أن نخاف الله، وأن نخاف يوم الحساب، وأن نخاف العقاب، هذا هو العيد.
إذن، ثانيًا العيد انتصارٌ على الشَّيطان.
ثالثًا: العيد يوم الجوائز الكبرى
كما يخصَّص للنَّاجحين في الدِّراسات، وفي المسابقات يومًا لتوزيع الجوائز عليهم.
يوم العيد هو يوم توزيع الجوائز على الصَّائمين، فهو يوم الجوائز، ولذلك نفرح.
أيُّ جوائز هي؟
ليست جوائز من مال ومن أعيان، إنَّها الفيوضات الرَّبانيَّة، إنَّها الرَّحمة، إنَّها المغفرة، إنَّها الجنَّة.
ففرحتنا بالعيد؛ لأنَّه يوم الجوائز.
أوَّلًا: نفرح بالعيد؛ لأنَّه يوم الولادة الإيمانيَّة.
ثانيًا: نفرح بالعيد؛ لأنَّه يوم الانتصار على الشَّيطان.
ثالثًا: نفرح بالعيد؛ لأنَّه يوم الجوائز الكبرى.
•قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ شَوَّالٍ – يوم عيد الفطر – نَادَى مُنَادٍ: أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ اغْدُوا إِلَى جَوَائِزِكُمْ، ثُمَّ قَالَ: يَا جَابِرُ جَوَائِزُ اللهِ لَيْسَتْ كَجَوَائِزِ هَؤُلَاءِ الْمُلُوكِ ثُمَّ قَالَ هُوَ يَوْمُ الْجَوَائِزِ». (ابن طاووس: إقبال الأعمال، ص 589)
أيُّ جوائز؟ إنَّها جوائز الله.
الحديث يقول: «هُوَ يَوْمُ الْجَوَائِزِ».
هذا ثالثًا: العيد يوم الجوائز الكبرى.
رابعًا: العيد يوم المحبَّة والتَّسامح والتَّواصل
لذلك نفرح؛ لأنَّ فيه نعيش الحبَّ، ونعيش التَّسامح، ونعيش التَّواصل النَّفسي والرُّوحي والفكري، هذا يخلق عندنا مستويات من الفرح النَّفسي والرُّوحي.
نحن يمكن أن نتصافح في شهر رمضان، وطبعًا في هذه الأيام قد يكون التَّصافح محظورًا؛ بسبب هذا الوباء، لكنَّ التَّصافح ليس هو تصافح الأيدي، وإنَّما التَّصافح الحقيقي هو:
أ-أن تتصافح القلوب
هذا هو التَّصافح الحقيقي، لنجعل قلوبنا تتصافح، ولنجعل أرواحنا تتصافح، ولنجعل نفوسنا تتصافح، هذا هو التَّصافح الحقيقي.
إذن، يوم العيد تتصافح القلوب، فلماذا لا نفرح وقلوبنا وأرواحنا تتصافح؟
ب-أنْ تبتسم الضَّمائر
يوم العيد هو يومٌ تبتسم فيه الشِّفاه، وتبتسم فيه الضَّمائر، إنَّ القيمة حينما تبتسم الأرواح والضَّمائر.
لا قيمة لبسمة على الشِّفاه والضَّمائر متكدِّرة ومُغبِشة وسيِّئة، لنجعل القلوب والضَّمائر والأرواح تبتسم.
إذن، هناك تصافح قلوب، وهناك ابتسام ضمائر.
ج-أنْ تتلاقى الأرواح
نحن لا نريد أن تتلاقى الأجساد فقط، بل لنجعل الأرواح تتلاقى.
أيُّ قيمة لأن تتلاقى الأجساد والأرواح متباعدة؟
أيُّ قيمة أن تتلاقى الكلمات والضَّمائر متنافرة؟
أيُّ قيمة أن تتلاقى البسمات والنُّفوس مُغبِشة؟
نحن نحتاج إلى أن تتلاقى وتتصافح القلوب، وتبتسم الضَّمائر، وتتلاقى الأرواح.
ولا نكون كما تقول الرِّوايات:
•يقول الحديث: «…، لَهُمْ وُجُوهٌ جَمِيلَةٌ، وَضَمَائِرُ رَدِيَّةٌ، …». (الحائري: إلزام النَّاصب في إثبات الحجَّة الغائب 2/161)
الحديث يتحدَّث عن أناس يأتون في آخر الزَّمان.
وجوههم جميلة: يتباسمون، ويتضاحكون، ويتباشرون حينما يتلاقون، لكنَّ ضمائرهم رديئة، وضمائرهم متنافرة.
•«…، مَنْ رَآهُمْ أَعْجَبُوهُ، وَمَنْ عَامَلَهُمْ ظَلَمُوهُ، …». (الحائري: إلزام النَّاصب في إثبات الحجَّة الغائب 2/161)
•«…، كَلامُهُم أحلى مِنَ العَسَلِ، وقُلوبُهُم أمَرُّ مِنَ الحَنظَلِ، …». (المجلسي: بحار الأنوار 13/332، ح148)
•«ولبسوا جلود الضَّأن على قلوب الذِّئاب، وقلوبهم أنتن من الجيف، وأمر من الصَّبر». (الصَّدوق: كمال الدِّين وتمام النِّعمة، ص 556)
لنجعل العيد ينقِّي ويصفِّي القلوب، ويطهِّر الضَّمائر، ويصفِّي الأرواح.
العنوان الثَّاني: أعمال يوم العيد (عيد الفطر)
ما هي أعمال يوم عيد الفطر باختصار؟
العمل الأوَّل: إخراج زكاة الفطرة
إخراج زكاة الفطر هذا عمل واجب بشروط مذكورة في كتب الفقه.
متى تُخْرَج زكاة الفطرة؟
في يوم العيد قبل صلاة العيد.
هل يمكن تقديم الفطرة في شهر رمضان؟
هناك من الفقهاء من يجوِّز تقديم الفطرة في شهر رمضان، لكنَّ الاحتياط أنْ تُعطى بعنوان القرض، ثمَّ تُحتسب زكاة فطرة في يوم العيد.
الوقت المحدَّد لزكاة الفطرة هو يوم العيد قبل صلاة العيد.
تُدفع للفقراء أو وكلاء الفقراء
تُدفع زكاة الفطرة للفقراء مباشرةً، أو لمن يحمل وكالة من الفقراء، فإمَّا أن أوصل زكاة الفطرة إلى الأسرة الفقيرة، وإمَّا أن يقوم شخصٌ لديه وكالة من فقراء كجمعيَّة أو غيرها باستلام الزَّكاة، فيكون استلامه كاستلام الفقير.
إذن، تُدفع زكاة الفطرة للفقراء أو لوكلاء الفقراء.
تدفعها بنفسك أو عن طريق وكيل لك
تدفع زكاة الفطرة بنفسك، أو توكِّل من يدفعها عنك، فلو أردت السَّفر فتضع المال عند شخص وتقول له: أنت وكيل عنِّي في دفع زكاة الفطرة، أو إذا أردت أن تخرجها في منطقة غير منطقتك وحيث لا يجوز إخراج الزَّكاة من المنطقة لكن يمكنك توكيل شخص في المنطقة الأخرى وتقول له: أنت وكيل عنّي في إخراج زكاة الفطرة في منطقتك، فلا توجد مشكلة في ذلك، أو أنت إذا تواجدت يوم العيد في المنطقة الأخرى تستطيع أن تخرجها في تلك المنطقة.
إذن، يمكنك أن تدفع زكاة الفطرة بنفسك أو من خلال من توكِّله.
زكاة غير الهاشمي
هنا ملاحظة في زكاة الفطرة وهي أنَّ زكاة الفطرة لغير الهاشمي لا تُعطى للهاشمي (السَّيِّد)، فزكاة السَّيِّد الهاشمي تعُطى للسَّادة ولغير السَّادة لا مشكلة في ذلك، أما زكاة غير السَّادة فلا يجوز أن تًعطى للسَّادة الهاشميِّين.
مقدار زكاة الفطرة وجنسها
تُخرج زكاة الفطرة من: التَّمر، والحنطة، والرُّز، ومن أيِّ نوع من أنواع الطَّعام.
ومقدارها: ثلاثة كيلوات تقريبًا عن كلِّ شخص.
إمَّا أن تُدفع العين، أو تُدفع القيمة.
العمل الثَّاني: الغسل قبل صلاة العيد
•قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «مَنْ صَامَ شَهرَ رَمَضَانَ وَخَتَمَهُ بِصَدَقَةٍ وَغَدَا إِلَى الْمُصَلَّى بِغُسْلٍ رَجَعَ مَغْفُورًا لَهُ». (الحر العاملي: وسائل الشِّيعة 9/319، ح [12127] 8)
«وَخَتَمَهُ بِصَدَقَةٍ»: أي بزكاة الفطرة.
«وَغَدَا إِلَى الْمُصَلَّى بِغُسْلٍ رَجَعَ مَغْفُورًا لَهُ»: الغسل مستحب وليس بواجب لكنَّ فيه ثواب عظيم.
العمل الثَّالث: صلاة العيد
إن توفَّرت صلاة العيد في جامع، أو في مسجد، وإلَّا فبإمكان الإنسان أن يصلِّي صلاة العيد وحده في بيته.
وصلاة العيد ليست واجبة لكنَّها من المستحبَّات في يوم العيد.
العمل الرَّابع: استحباب التَّكبير في يوم العيد
وهذا الاستحباب يؤكِّد على أنَّ يوم العيد هو يوم الله وليس يوم الشَّيطان، فالتَّكبير من مستحبَّات يوم العيد الذي هو يوم الله، ويوم العزِّة، والكرامة، والشُّموخ، والصُّمود، التَّكبير هذا هو عنوانه.
•قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «زَيِّنوا أعيادَكُم بِالتَّكبيرِ». (الرَّيشهري: ميزان الحكمة 8/313، ح 14729)
هناك نصٌّ خاصٌّ للتَّكبير يُذكر بعد بعض صلوات.
-بعد صلاتي المغرب والعشاء من ليلة عيد الفطر
-بعد صلاة الصُّبح في يوم العيد.
-بعد صلاة العيد.
صورة التَّكبير
هناك نصٌّ للتَّكبير موجود في كتب الأدعية.
“اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا هَدَانَا، وَلَهُ الشُّكْرُ عَلَى مَا أَوْلَانَا”. (الكفعمي: البلد الأمين، ص 244)
هذا نصُّ التَّكبير، والتَّكبير بشكلٍ عام: (اللَّهُ أَكْبَر) مطلوب في كلِّ الأوقات.
هذا العمل الرَّابع من أعمال يوم عيد الفطر.
العمل الخامس: تبادل التَّهاني بالأساليب الممكنة
العيد يوم فرح، ويوم بركة، ويوم قبول الأعمال، فنحن نتبادل التَّهاني لتوفيقنا على الصِّيام، ولانتصارنا على الشَّيطان، ولتحقيقنا العطاءات الرَّبانيَّة والرُّوحيَّة.
طبعًا كانت في الظُّروف العاديَّة توجد وسائل لتبادل التَّهاني، أمَّا الآن فتوجد وسائل أخرى، كوسائل وأدوات التَّواصل الإلكترونية، وكالمواقع الإلكترونيَّة.
فبالإمكان أن نتبادل التَّهاني بالأساليب المتاحة التي لا تتنافى مع ظروف الوباء المعاصر.
إذن، من مستحبات العيد أن نتبادل التَّهاني.
العمل السَّادس: التَّزاور في الله
ونظرًا لظروف الوباء يمكن التَّلاقي عبر وسائل التَّواصل الاجتماعي.
فلعلَّ ظروف الوباء لا تسمح الآن أن نتزاور، لكن يمكن أن نتزاور من خلال المواقع الإلكترونيَّة، ويمكن التَّلاقي عبر وسائل التَّواصل الاجتماعي، فهذا يُعدُّ تلاقٍ وتزاور، فإن لم يكن ممكنًا أن تلتقي الأجساد مباشرةً، فإنَّه بالإمكان أن تلتقي عبر المواقع الإلكترونيَّة.
هذه خلاصة بعض الأعمال المستحبَّة في يوم العيد.
وهنا كلمة أخيرة
والمسلمون يعيشون أجواء العيد بكلِّ أفراحه وابتهاجاته وتطلُّعاته، تستمر في فلسطين جرائم العبث الصُّهيوني، وتستمر معاناة الشَّعب الفلسطيني، ويستمر صمود الأبطال والمجاهدين في وجه غطرسة الغاصبين.
إنَّنا نحيِّي بكلِّ اعتزاز المرابطين في القدس وفي بيت المقدس وفي كلَّ مواقع الصُّمود، ولن تنكسر إرادة شعبنا في فلسطين ما دام يحمل روح العقيدة، وما دام يحمل روح الإيمان بالله، وسوف يبقى المسجد الأقصى عنوان صمود وإرادة وتحدِّي.
أعاد الله العيد على المسلمين وهم في عزَّةٍ وشموخٍ، وفي خيرٍ وبركةٍ وهناء، وهم في أمنٍ وسلام.
والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.