حديث الجمعة 550: آياتُ البيت المعظَّم {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ …}
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلوات على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلين محمَّدٍ، وعلى آلِهِ الهُداةِ الميامين وبعد.
آياتُ البيت المعظَّم
يقول الله تعالى في سورة ال عمران (96 – 97):
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ …}.
ردًّا على ما زعمه اليهودُ بأنَّ بيت المقدس أقدم وأفضل من (الكعبة)، جاء هذا النَّصُ القرآني ليؤكِّد أنَّ (الكعبة المشرفة) هي أقدم معبدٍ بُني على وجه الأرض، وأوَّل مركزٍ للتوحيد.
نقرأ في المصادر التاريخيَّة أنَّ آدم (عليه السَّلام) هو الذي أسَّس بناء الكعبة، ولمَّا حدث الطُّوفان في عصر نبيِّ الله نوح (عليه السَّلام) تهدَّمت الكعبة، فجاء نبيُّ الله إبراهيم (عليه السَّلام) فجدَّد بناء الكعبة.
الآية القرآنيَّة تقول:
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ …} (البقرة: 127).
إذًا هناك قواعد موجودة قبل نبي الله إبراهيم (عليه السَّلام)، فإبراهيم وإسماعيل رفعا هذه القواعد الموجودة.
وآية أخرى تقول على لسان إبراهيم (عليه السَّلام):
{رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ …} (إبراهيم:37).
فالبيت المحرَّم كان موجودًا، وإسماعيل ما زال صغيرًا.
عندما رزق اللهُ نبيَّ اللهِ إبراهيمَ ابنه إسماعيل من جاريته (هاجر)، أثار ذلك حَسَد زوجته الأولى (سارة)، فطلبت من إبراهيم أن يذهب بهما إلى مكان بعيد، فهي لا تطيق وجود هاجر وابنها إلى جانبها.
استجاب نبيُّ الله إبراهيم إلى طلبها طبقًا لأوامر الله تعالى، وجاء بإسماعيل وأمَّه إلى صحراء مكَّة القاحلة {… بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ…}، ولكنَّ هذا الوادي هو المكان الذي فيه (بيت الله) {… عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ …}، فالبيت المحرَّم كان موجودًا قبل مجيئ نبي الله إبراهيم، نعم هو ترك ابنه إسماعيل وأمَّه هاجر في هذا المكان ورجع عنهم.
ونقرأ في إحدى خطب أمير المؤمنين كما جاء في نهج البلاغة قوله (عليه السَّلام):
«…، ألَا تَرَونَ أنَّ الله سبحانَهُ اختبر الأَوَّلين مِن لُدُنْ آدَمَ صلواتُ اللهِ عليهِ، إلى الآخَرِين من هذا العالم، بأحجارٍ…، فجعلها بيتَهُ الحرامَ، …، ثمَّ أمر أدمَ (عليه السَّلام) وَوَلَدَهُ أنْ يَثْنُوا أعطافهم نحوه، …» (نهج البلاغة، الصفحة 292، الخطبة رقم 192).
فاعتمادًا على ما جاء في الآيات والرِّوايات يتَّضح أنَّ الكعبة المشرَّفة قد بُنيت مند عهد نبيِّ الله آدم، وجدَّد بناءَها نبيُّ الله إبراهيم وابنه إسماعيل (عليها السَّلام).
وهكذا يثبت خطأ القول الذي يذهب إلى أنَّ إبراهيم وإسماعيل (عليها السَّلام) هما أول مَنْ بنَى الكعبة المشرَّفة.
وبعد أنْ تحدَّث النصُّ القرآنيُّ عن كون الكعبة هي {… أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ ….}، قال تعالى: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ …} (آل عمران: 97).
الكعبة هي قبلة المسلمين، وما حول الكعبة هو المسجد الحرام.
ما الآيات البيِّنات التي عنتها الآية الكريمة؟
الآية أشارت إلى (مقام إبراهيم) كأبرز هذه الآيات، إلَّا أنَّ هذا البيت المعظَّم يضمُّ عددًا كبيرًا من الآيات الباهرة.
أتناول في هذه الكلمة بعضًا من هذه الآيات:
الآية الأولى: مقام إبراهيم (عليه السَّلام)
سُمِّي مقام إبراهيم لأنَّ نبيَّ الله إبراهيم (عليه السَّلام) اتَّخذ من هذه الصَّخرة مقامًا عندما كان يرفع القواعد من البيت، وفي هذه الصَّخرة أثر قدم نبي الله إبراهيم (عليه السَّلام)، وهكذا اكتسب هذا المقام قدسيَّة كبيرة.
وهناك رأي آخر في سبب التَّسمية.
أنَّ الله تعالى لما أوحى إلى إبراهيم (عليه السَّلام) (أنْ أذِّن في النَّاس بالحجِّ)، أخذ هذا الحجر وهو المقام، ثمَّ قام عليه فنادى بأعلى صوته بما أمره الله تعالى، فلمَّا تكلَّم بالكلام لم يحتمله الحجر فغرقت رجلاه فيه، فقلع إبراهيم (عليه السَّلام) رجليه من الحجر قلعًا.
دلالات أثر أقدام إبراهيم (عليه السَّلام)
ففي هذا الأثر لأقدام إبراهيم (عليه السَّلام) مجموعة دلالات باهرة:
1-الصَّخرة الصلبة تحوَّلت إلى طينٍ ليِّن.
2-ما لان من هذه الصخرة هو موضع قدمي إبراهيم (عليه السَّلام)، وأمَّا باقي الصخرة فلم يتغيَّر.
3-بقاءُ الصَّخرةِ وأثر القدمين على مرور الأحقاب والأزمان.
فهذا المقام من الآيات البيِّنات.
وقد أمر الله تعالى أنْ يكون المقام مصلًّى للطَّائفين:
{… وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى …} (البقرة: 125)
الآية الثَّانية: من آيات البيت المعظَّم (الحجر الأسود)
ومنه يبدأ الطواف وبه ينتهي.
وقد ورد استحباب استلامه وتقبيله، وإلَّا فالإشارة إليه.
وقد ورد في الحجر الأسود أحاديث كثيرة أذكر هنا نماذج منها:
1-روى الكليني في الكافي عن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «استلموا الرُّكن، فإنَّه يمين اللهِ في خلقه يصافح بها خلقه، مصافحة العبد أو الرَّجل، يشهد لمن استلمه بالموافاة» (الكافي 4/406، الكليني، باب المُزَاحمة على الحجر الأسود، ح9).
2-وفي صحيح ابن خزيمة عن ابن عباس قال: قال النبيُّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «نزل الحجر الأسود من الجنَّة أشدُّ بياضًا من الثَّلج، فسوَّدتْهُ خطايا بني أدم» (صحيح ابن خزيمة 4/220).
3-وفي الوسائل: قال الصَّدوق: رُوي عن النبيِّ (صلَّى الله عليه واله وسلَّم) والأئمَّة (عليهم السَّلام): «أنَّه إنَّما يقبَّل الحجر [الأسود] ليؤدي إلى اللهِ العهد الذي أخذ عليهم في الميثاق، وإنَّما يُستلم الحجر لأنَّ مواثيق الخلق فيه، وكان أشدُّ بياضًا من اللَّبن، فاسوَّد من خطايا بني آدم، ولولا ما مسَّه من أرجاس الجاهليَّة ما مسَّه ذو عاهةٍ إلَّا برئ» (وسائل الشِّيعة 13/318، الحر العاملي، ب 13، ح6).
4-وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «إنَّ لهذا الحجر لسانًا وشفتين، يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحق» (صحيح ابن خزيمة 4/221).
5-وجاء في الأخبار الصَّحيحة:
أنَّ القائم من آل محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) إذا ظهر في مكَّة، يُسند ظهره إلى الحجر الأسود ويتكلَّم بكلامٍ لم يتكلَّم به أحد من النَّاس، ينادي ويقول: «فمن حاجَّني في آدم فأنا أولى النَّاس بآدم، ومن حاجَّني في نوح فأنا أولى النَّاس بنوح، ومن حاجَّني في إبراهيم فأنا أولى النَّاس بإبراهيم، ومن حاجَّني في موسى فأنا أولى النَّاس بموسى، ومن حاجَّني في عيسى فأنا أولى الناس بعيسى، ومَنْ حاجَّني في محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) فأنا أولى النَّاس بمحمَّدٍ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، ومن حاجَّني في النَّبيِّين فأنا أولى النَّاس بالنَّبيِّين، …
فأنا بقيَّةٌ من آدم
وذخيرةٌ من نوح
ومصطفى من إبراهيم
وصفوة من محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، ألا فمن حاجَّني في كتاب الله فأنا أولى النَّاس بكتاب الله.
ألا ومَنْ حاجَّني في سنَّة رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، فأنا أولى النَّاسِ بسنَّةِ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، … – إلى آخر خطابه (عليه السَّلام) -» (الاختصاص، الصفحة 268، المفيد).
الآية الثَّالثة: من آيات البيت المعظَّم (الحطيم)
أين يقع الحطيم؟
اتفق علماء الشِّيعة على أنَّ الحطيم هو ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة.
وأما علماء السُّنة فلهم عدَّة أقوال:
1-الحطيم ما بين باب الكعبة إلى مقام إبراهيم
2-الحطيم ما بين الرُّكن الأسود إلى الباب إلى المقام.
3-الحطيم اسم لموضع بينه وبين البيت فرجة يُسمَّى ذلك الموضع حطيمًا وحجرًا [يعني حجر إسماعيل]
وقد وردت روايات كثيرة في فضل الحطيم:
1-سئل الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) عن الحطيم فقال (عليه السَّلام): «هو ما بين الحجر الأسود وبين البّاب» ( الكافي 4/527، ح10).
وسئل الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): لم سُمِّي الحطيم؟
فقال (عليه السَّلام): «لأنَّ النَّاسَ يحطم بعضهم بعضًا هناك» (المصدر السابق).
2-سئل الإمام الرِّضا (عليه السَّلام) عن أفضل موضع في المسجد يصلَّى فيه؟
قال – عليه السَّلام -: «الحطيم ما بين الحجر وباب البيت»
قلت: والذي يلي ذلك في الفضل؟
فذكر – عليه السَّلام -: «أنَّه عند مقام إبراهيم (عليه السَّلام)»
قلت: ثمَّ الذي يليه في الفضل؟
قال – عليه السَّلام -: «في الحِجر»
قلت: ثمَّ الذي يلي ذلك؟
قال – عليه السَّلام -: «كلَّما دنى من البيت» (الكافي 4/525، ح1).
3-وعن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) قال: «إنْ تهيَّأ لك أنْ تُصلِّي صلواتِك كلَّها الفرائضَ وغيرَها عند الحطيم فإنَّه أفضلُ بقعةٍ على وجه الأرض، وهو ما بين باب البيت والحجر الأسود، وهو الموضع الذي تاب الله فيه على آدم…» (بحار الأنوار 96/233، المجلسي، ح7).
الآية الرابعة: من آيات البيت المعظَّم (حِجر إسماعيل)
تقدَّم في حديث الإمام الرِّضا (عليه السَّلام) أنَّ أفضل مواضع المسجد الحرام بعد الحطيم والمقام هو حِجر إسماعيل.
وحسب بعض الروايات، أنَّ الحِجر هو بيت إسماعيل (عليه السَّلام)، وفيه قبر هاجر وقبر إسماعيل، وفيه قبور أنبياء. (راجع الكافي 4/210، ح14 و15)
وكان الإمام زين العابدين (عليه السَّلام) يكثر التعبُّد والدُّعاء في حِجر إسماعيل.
•قال طاووس اليماني: رأيت في الحجر زين العابدين (عليه السَّلام) يُصلِّي ويدعو: «عُبيدك ببابك، أسيرُك بفنائِك، مسكينُكَ بفنائك، سائلكَ بفنائك، يشكو إليك ما لا يخفى عليك»
قال طاووس: فما دعوتُ بهنَّ في كربٍ إلَّا فُرِّج عنِّي. (الصحيفة السجَّادية (ابطحي)، الصفحة: 536، (232) دعاؤه عليه السَّلام وهو ساجد في الحِجر).
الآية الخامسة: من آيات البيت المعظَّم (المستجار)
وهو الموضع المقابل لباب الكعبة ودون الرُّكن اليماني.
وسُمِّي المستجار لأنَّه يُستجار عنده باللهِ من النَّار، ويُسمَّى (المتعوَّذ والملتزم).
•عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «ما دعا أحد بشيء في هذا الملتزم إلّا استجيب له» (الحجُّ والعمرة في الكتاب والسُّنة، الصفحة: 109، الريشهري، ح210.).
•عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام) قال: «أقرُّوا عند الملتزم بما حفظتم من ذنوبكم، وما لم تحفظوا فقولوا: (وما حفَظَتْه علينا حفظَتُك ونسيناه فاغفر لنا) فإنَّه مَنْ أقرَّ بذنبه في ذلك الموضع وعدَّه وذكره، واستغفر الله منه كان حقًّا على الله عزَّ وجلَّ أنْ يغفر له» (الحجُّ والعمرة في الكتاب والسُّنة، الصفحة: 110، الريشهري، ح215).
وهنا لفتة تاريخيَّة:
قال الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصَّحيحين: “تواترت الأخبار أنَّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليَّ بين أبي طالب كرَّم الله وجهه في جوف الكعبة” (المستدرك، 3/ 483، الحاكم النيسابوري).
وفي الأخبار أنَّ فاطمة بنت أسد كانت تطوف بالكعبة وفاجأها الطَّلق، فدعت بدعاءٍ، فانفتح جدار الكعبة (في منطقة المستجار) ودخلت فاطمة، وعادت الفتحة فالتزقت بإذن الله تعالى، وحاولوا فتح باب الكعبة فلم ينفتح، وبقيت في داخل البيت ثلاثة أيام، وأهل مكة يتحدَّثون بذلك، فلَّما مضت الأيام الثلاثة انفتح البيت من الموضع الذي كانت دخلت فيه (أي من منطقة المستجار). (يمكن مراجعة الأمالي، ص ٧٠٧، الشيخ الطوسي، مجلس42)
فخرجب فاطمة تحمل عليًّا بين يديها.
الآية السَّادسة: من آيات البيت المعظَّم (الرُّكن اليماني)
الكعبة لها أربعة أركان:
1-ركن الحجر الأسود (ومنه يبدأ الطواف)
2-الرُّكن العراقي
3-الرُّكن الشَّامي
4-الرُّكن اليماني
وهذه الأركان تمثِّل زوايا الكعبة المشرَّفة.
وقد اتَّفقت كلمات علماء السُّنة والشِّيعة على استحباب استلام الرُّكن اليماني، وأنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) كان يستلمه.
•في الكافي عن الإمام الباقر (عليه السَّلام) قال: «كان رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) لا يستلم إلَّا الرُّكن الأسود واليماني، ثمَّ يقبِّلهما، ويضع خدَّه عليهما، ورأيت أبي يفعله» (الكافي 4/408، الكليني، ح8).
•وفي الكافي عن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): «ما أتيتُ الرُّكنَ اليمانيَ إلَّا وجدتُ جبرئيل قد سبقني إليه يلتزمه» (الكافي 4/408، الكليني، ح10).
•وروى مسلم أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) لا يستلم إلَّا الحجر والرُّكن اليماني.
•وروى أحمد بن حنبل عن النبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) قال: «إنَّ مسح الرُّكن اليماني والرُّكن الأسود يحطُّ الخطايا حطًّا» (مسند أحمد بن حنبل 2/89).
•وفي بعض الأحاديث أنَّ: «الرُّكن اليماني باب من أبواب الجنَّة». (الكافي 4/409، الكليني، ح13).
بعض المواقع التاريخيَّة في مكَّة المشرَّفة
وبعد هذا العرض لبعض آيات بيت الله نذكر هنا بعض المواقع التاريخيَّة في مكَّة المشرَّفة:
(1)جبل أبي قبيس:
(جبل مشرف على الصفا)
وحسب بعض الرِّوايات كما تقدَّم أنَّ نبيَّ الله إبراهيم (عليه السَّلام) حينما أمره الله أن يؤذِّن في النَّاس بالحج صعد على جبل أبي قبيس وأذَّن.
(2)شِعب أبي طالب ويُسمَّى شِعب علي.
وهو الشِعب الذي حوصر فيه الرَّسول (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) ثلاث سنوات.
(3) موضع ولادة النبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم)، وهو دار آمنة بنت وهب أمِّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم)، وأخيرًا حُوِّل إلى مكتبة مكَّة المكرَّمة.
(4) بيت السَّيدة خديجة (عليها السَّلام)، وفي هذه الدار اقترن رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) بأمِّ المؤمنين خديجة (عليها السَّلام)، وفيها ولدت فاطمة الزَّهراء (عليها السَّلام)، وفيها نزل الوحي، وفيها بات أمير المؤمنين على فراش الرسول (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم)، ومنها هاجر النبيُّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) إلى المدينة.
(5) جبل النور وغار حراء
وهو المكان الذي كان يتعبَّد فيه رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) قبل البعثة، وفيه نزل الوحي.
(6) مقبرة المعلاة أو الحجون
وتضمُّ قبور شخصيات كبيرة، من هذه الشخصيات: أبو طالب عم رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم)، وخديجة الكبرى أمِّ المؤمنين، والقاسم والطيِّب أبناء رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم).
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.