حديث الجمعة 519: الالتزام بالمساجد – البحرين تودِّع العلَّامة الشَّيخ عبد الحسين الستري
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلين محمَّدٍ، وعلى آلِهِ الهُداةِ الميامين، وبعد:
الالتزام بالمساجد
* قِيمة الارتباط بالمساجد
فمع هذه الكلمة للإمام الحسن المجتبى (عليه السَّلام) يحثُّ فيها على الالتزام بالمساجد:
1- قال (عليه السَّلام): “مَنْ أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب ثماني خصال:
أ- آيةً محكمةً.
ب- وأخًا مستفادًا.
ج- وعِلْمًا مستطرفًا.
د- ورحمةً منتظَرة.
هـ- وكلمةً تدلُّ على هُدًى.
و- أو تردعُهُ عن رَدَى.
ز- وتركُ الذَّنب حياءً.
ح- أو خشيةً، …” (شرح إحقاق الحق26/530، السَّيِّد المرعشي).
يقول الإمام الحسن المجتبى (عليه السَّلام): “مَنْ أدام الاختلاف إلى المسجد”، فما معنى هذا المقطع من كلام الإمام الحسن المجتبى (عليه السَّلام)؟
إنَّه يعني: المواظَبة على حضور المسجد.
فالمساجد بيوت الله.
2- في الحديث القدسي: “…، إنَّ في بيوتي في الأرض المساجد، فطوبى لعبدٍ تطهَّر في بيته، ثمَّ زارني في بيتي.
ألَا إنَّ على المَزورِ كرامةَ الزَّائرِ!
ألَا بَشِّر المشَّائين في الظُّلماتِ إلى المساجد بالنُّور السَّاطع يوم القيامة” (وسائل الشيعة5/245، الحر العاملي).
3- من وصيَّة النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) لأبي ذرٍّ: “يا أبا ذرٍّ، طوبى لأصحاب الألوية يوم القيامة يحملونها، فيسبقون النَّاس إلى الجنَّة، ألا وهم السَّابقون إلى المساجد بالأسحار، وغيرها” (مستدرك الوسائل3/433، ميرزا حسين النوري الطبرسي).
4- ومن كلماتِهِ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): “سبعة يُظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلَّا ظلُّه: إمام عادل.
وشاب نشأ في عبادة الله (عزَّ وجلَّ).
ورجلٌ قلبُهُ متعلِّق بالمسجد إذا خرج منه حتَّى يعود إليه.
ورجلان كانا في طاعة الله (عزَّ وجلَّ)، فاجتمعا على ذلك وتفرَّقا.
ورجل ذَكَر الله خاليًا، ففاضت عيناه.
ورجل دعته امرأةٌ ذاتُ حسبٍ، وجمالٍ، فقال: إنِّي أخاف الله.
ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ، فأخفاها حتَّى لا تعلم شمالُه ما يتصدَّق بيمينه” (الخصال، الصفحة343، الشَّيخ الصدوق).
هذه قيمة الارتباط بالمساجد.
* ازدياد الثَّواب بالصَّلاة جماعةً!
ويزداد الثَّواب حينما تكون الصَّلاة جماعه!
أَذْكُر لكم هذين الحديثين:
الحديث الأوَّل: عنه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) – ويبيِّن ثواب مَنْ حضر جماعة يزيد عدد المصلِّين على العشرة -: “…، فلو صارتْ السَّماواتُ كلُّها مدادًا، والأشجار أقلامًا، والثقلان مع الملائكة كُتَّابًا لم يقدروا أنْ يكتبُوا ثواب َركعةٍ واحدة، …”! (بحار الأنوار85/15، العلَّامة المجلسي).
والحديث الثَّاني: عنه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، حيث قال: “…، مَنْ مشى إلى مسجدٍ يطلب فيه الجماعة كان له بكلِّ خُطوةٍ سبعون ألف حسنة، ويرفع له مِن الدَّرجاتِ مثل ذلك، …، وإنْ مات وهو على ذلك وكَّل الله به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره، ويؤنسونه في وحدتِه، ويستغفرون له حتَّى يُبعث”. (بحار الأنوار85/8، العلَّامة المجلسي).
* التَّعرُّض للخصال التي يحظى بها روَّاد المساجد
بعد هذه المقدمة، أعرض إلى الخصال الثَّماني التي يحظى بها روَّاد المساجد، حسبما جاءت في كلمة الإمام الحسن المجتبى (عليه السَّلام)، وقد روى الحديث عن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) مع اختلاف يسير.
ما هي هذه الخصال التي يصيبها مَنْ يواظب على حضور المساجد؟
الخصلة الأولى: “آيةً محكمةً”
من أهم معطيات الارتباط بالمساجد (تعميق العلاقة مع القراءة) تلاوةً، وانصهارًا، وتدبُّرا، والتزامًا.
وهنا تتأكَّد مسؤوليَّة أئمَّة المساجد بأنْ ينشطِّوا (الفعاليَّات القرآنيَّة) في بيوت الله سبحانه.
فبيوت الله تعالى هي المواقع الأهم التي من خلالها يجب أنْ تُطرح (ثقافة القرآن الكريم).
الخصلة الثَّانية: “وأخًا مستفادًا”
من حضور المساجد تنشط العلاقات الإيمانيَّة، والأُخَوَات الرُّوحيَّة.
في المساجد تسقط كلُّ العناوين إلَّا عنوان (الارتباط بالله تعالى).
إذا كانت مواقع الدُّنيا تمزِّق النَّاس، وتفرِّقهم، فمواقع العبادة (المساجد – الحسينيَّات – المناسبات) يجب أنْ توحِّدهم، وتجذِّر في داخلهم (الحبَّ الإيمانيَّ)، وتطهِّرهم من كلِّ (الضَّغائن)، و(الكَرَاهيات)، و(العَدَاوات)، و(العصبيَّات).
وهنا يجب أنْ يمارس (خطاب المسجد)، و(خطاب المنبر)، و(خطاب المناسبات) دورَه في إنتاج (المحبَّة)، و(التَّواصل)، و(التَّسامح).
الخصلة الثَّالثة: “وعِلْمًا مستطرفًا”
من أهم مسؤوليَّات المساجد: (المسؤوليَّة الثَّقافيَّة).
ففي المسجد يتعلَّم المسلم، يصنع:
وعْيَه العقيديَّ.
وعْيَه الفقهيَّ.
وعْيَه الرُّوحيَّ.
وعْيَه الثَّقافيَّ.
وعْيَه التَّاريخيَّ.
فالمسجد مركز علم، وثقافة.
فمسؤوليَّة أئمَّة المساجد أنْ يُعلِّموا، ويثقِّفوا النَّاس، وإلَّا خانوا رسالة المسجد، ورسالة الدِّين!، فـ:
1- ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ (سورة البقرة: الآية159).
2- وقال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): “أَيَّما رجل أتاه الله عِلْمًا، فكتمه هو يعلمُهُ لقي الله (عزَّ وجلَّ) يومَ القيامةِ مُلجمًا بلجامٍ من نار” (الأمالي، الصَّفحة377، الشَّيخ الطوسي).
وإذا كانت مسؤوليَّه العلماء والخطباء، وحَمَلَة الوعي أنْ يُعلِّموا، ويثقِّفوا، فمسؤوليَّة النَّاس أنْ يتعلَّموا، ويتثقَّفوا، ويلتزموا.
في الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام): “إذا جلس المتعلِّم بين يدي العالم فتح الله له سبعين بابًا من الرَّحمة، وأعطاه بكلِّ حديث عبادة سنة، ولا يقوم من مقامِهِ إلَّا كيوم ولدتْهُ أمُّهُ، …” (العلم والحكمة في الكتاب والسنة، الصَّفحة220، محمَّد الريشهري).
الخصلة الرَّابعة: “ورحمةً منتظَرة”
في المساجد تستمطر (الرَّحمة الإلهيَّة) من خلال:
1- الصَّلاة
أ- في الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام): “الصَّلاة تستنزل الرَّحمة” (ميزان الحكمة2/1626، محمد الريشهري).
ب- وعنه (عليه السَّلام) قال: “لو يعلم المصلِّي ما يغشاه من جلال الله ما سرَّه أنْ يرفع رأسه من سجوده” (ميزان الحكمة2/1631، محمد الريشهري).
ج- وفي الكلمة عن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): “للمصلِّي ثلاث خصال:
إذا قام في صلاته يتناثر عليه البِرُّ من أعنان السَّماء إلى مفرق رأسه.
وتحفُّ به الملائكة من تحت قدميه إلى أعنان السَّماء، وملك ينادي: أيُّها المصلِّي لو تعلم مَنْ تناجي ما انفتلت”! (ميزان الحكمة2/1631، محمد الريشهري).
2- الدُّعاء
أ- في الحديث: “الدُّعاء مفتاح الرَّحمة، ومصباح الظُّلمة” (ميزان الحكمة2/868، محمد الريشهري).
ب- وعنه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): “أفضل العبادة الدُّعاء، فإذا أَذِن الله للعبد في الدُّعاء فتح له باب الرَّحمة.
إنَّه لن يهلك مع الدُّعاء أحد” (ميزان الحكمة2/869، محمد الريشهري).
3- الذِّكْر
أ- ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ (سورة الأحزاب: الآية41-42).
ب- ﴿… أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (سورة الرعد: الآية28).
ج- في الكلمة عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام): “مداومة الذِّكر قُوت الأرواح، ومفتاح الصَّلاح” (ميزان الحكمة2/969، محمد الريشهري).
4- تلاوة القرآن الكريم
أ- قال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): “…، إنَّ هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد!
قيل: يا رسول اللهِ، فما جلاؤها؟
قال [صلَّى الله عليه وآله وسلَّم]: تلاوة القرآن” (ميزان الحكمة3/2524، محمد الريشهري).
ب- وعنه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): “عليك بقراءة القرآن، فإنَّ قراءتَهُ كفَّارةٌ للذُّنوب، وستر في النَّار، وأمانٌ من العذاب” (ميزان الحكمة3/2524، محمد الريشهري).
الخصلة الخامسة: “وكلمةً تَدُّلُ على هُدى”
في المسجد يتربَّى المسلم أخلاقيًّا، وسلوكيًّا، فالقِيمة الكبيرة لحضور المساجد أنْ يتغذَّى المؤمن بأخلاق الدِّين، وبتوجيهاته، وإرشاداتِه، فلا هَدْي إلَّا هَدْي الله، ولا بصيرة إلَّا بصيرة الإيمان.
هنا نؤكِّد ضرورة أنْ يتحمل خطاب المسجد مسؤوليَّة التَّوجيه، والتَّربية، والبناء، فإنَّ القلوب في بيوت الله مهيَأة لتقبُّل النُّصح، والإرشاد.
الخصلة السَّادسة: “أو [كلمة] تردعُهُ عن رَدَى”
من مسؤوليَّات المسجد (تحصين النَّاس في مواجهة كلِّ أشكال الانحراف).
1- الانحراف العقيدي.
2- الانحراف الثَّقافي
3- الانحراف الأخلاقي
4- الانحراف السُّلوكي
5- الانحراف الاجتماعي
فمطلوب من أئمَّة المساجد أنْ يمارسوا دورهم الفاعل والجادَّ في التَّصدِّي لكلِّ المظاهر الانحرافيَّة؛ من أجل حماية المجتمع من كلِّ أشكال الزَّيغ، والضَّلال.
الخصلتان السَّابعة، والثَّامنة: “وتَركُ الذّنب حياةً أو خشيةً”
في المساجد يتطهَّر المؤمنون روحيًّا، ﴿لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ، فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ (سورة التوبة: الآية108).
من خلال الوضوء، والغسل يتطهَّر المؤمن روحيًّا.
ومن خلال (طهارة المكان، واللِّباس، والبَدَن) يتطهَّر المؤمن روحيًّا.
ومن خلال الصَّلاة يتطهَّر المؤمن روحيًّا.
ومن خلال الدُّعاء، والذِّكْر، والتِّلاوة يتطهَّر المؤمن روحيًّا.
ومن خلال المواعظ، والتَّوجيهات الرَّبانيَّة يتطهَّر المؤمن روحيًّا.
* طرق التَّطهير في بيوت الله سبحانه
ولكي يكون المؤمن من المتطهِّرين في بيوت الله، فليدخل بيت الله تعالى:
1- بنيَّة خالصة لله تعالى.
“… عن أحدهما (عليهما السَّلام) قال: دخل رجلان المسجد أحدهما عابد، والآخر فاسق، فخرجا من المسجد والفاسق صِدِّيق، والعابد فاسق، …”! (الكافي2/314، الشَّيخ الكليني).
2- وبقلب نقي من التَّلوُّثات.
3- وببطن فارغ من الحرام.
4- وبجوارح طاهرة من المعاصي والذُّنوب.
* صفات المُؤثِّر من أئمَّة المساجد، وخطبائه، ونشطائه
ولكي يحقِّق المسجد أهدافه الكبرى مطلوب أنْ يتوفَّر أئمَّة المساجد، وخطباء المساجد، ونشطاء المساجد على الصَّفات التَّالية:
1- الكفاءة العلميَّة، والثَّقافيَّة.
2- الكفاءة الرُّوحيَّة (درجة عالية من الإخلاص، والرَّوحانيَّة).
3- الكفاءة الأخلاقيَّة (نماذج صادقة لأخلاق الدِّين).
4- الكفاءة السُّلوكيَّة (التَّقوى، والورع).
أ- في الحديث عن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): “يطَّلعُ قومٌ من أهلِ الجنَّة على قوم من أهل النَّار، فيقولون: ما أدخلكم النَّار، وقد دخلنا الجنَّة لفضل تأديبكم، وتعليمكم؟!
فيقولون: إنَّا كنَّا نأمر بالخير، ولا نفعله”! (ميزان الحكمة3/2097، محمد الريشهري).
ب- وفي الكلمة عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام): “قصم ظهري: عالمٌ متهتِّك، وجاهلٌ متنسِّك!
فالجاهل يغش النَّاسَ بتنسُّكه.
والعالم ينفِّرهم بتهتُّكه”! (ميزان الحكمة3/2095، محمد الريشهري).
كلمة أخيرة: البحرين تودِّع العلَّامة الشَّيخ عبد الحسين الستري
وَدَّعتْ البحرينُ في هذا الأسبوع عَلَمًا من أبرز أعلامِها، وعالِمًا من أَجَلِّ علمائها، ورمزًا دينيًّا من أكابر رموزها أَلَا وهو سماحة العلَّامة الشَّيخ عبد الحسين الستري، وكان لنبأ رحيله الصَّدى الواسع لدى أبناءِ هذا الوطن؛ لِمَا له من مكانة كبيرة في قلوبهم، وقد تجلَّى ذلك واضحًا في كثافة الحضور أثناء مراسيم التَّشييع، ومراسيم العزاء.
وقد شكَّل رحيله فراغًا نتمنَّى أنْ يملأه رفاقُ دربه من علماء هذا البلد.
كان الفقيد الرَّاحل العلَّامة الستري عَالِمًا صالحًا تقيًّا، متمثِّلًا قِيَم الدِّين، وأخلاقه.
عاش هموم النَّاس، وتفاعل مع قضاياهم، وله حضوره الدِّينيُّ، والعلميُّ، والثَّقافيُّ، والاجتماعيُّ الأمر الذي جذَّر وجوده في العقول، والقلوب، وفي حياة النَّاس كلِّ النَّاس.
هكذا كانت سيرته الحميدة النَّظيفة.
فما كان يبحث عن شهرةٍ، وجاهٍ.
كان يبحث عن مرضاة الله سبحانه وتعالى، وكان عالِمًا ربَّانيًّا.
فالعلماء الرَّبَّانيون هم ورثة الأنبياء.
كما في الحديث عن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): “العلماء ورثة الأنبياء، يحبُّهم أهلُ السَّماء، ويستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا إلى يوم القيامة” (ميزان الحكمة3/2067، محمد الريشهري).
و”العلماء – كما في الحديث – باقون ما بقي اللَّيل، والنَّهار” (ميزان الحكمة3/2068، محمد الريشهري).
تغمَّد الله الفقيد بوافر رحمته، وأسكنه فسيح جنَّاته.
ونتمنَّى أنْ يترسَّم أبناؤه هذا الخطَّ المبارك، وأنْ يكونوا الامتداد الطَّيِّب لسيرة الأب في علمه، وصلاحه، وهَدْيِه، وتقواه، وحضوره الفاعل، وعطائه الكبير.
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.