حديث الجمعة 339 : موسمٌ عباديٌّ غنيٌّ بالأرباح (1) – وعاد العيد ولا جديد ..
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصَّلوات على سيِّد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وعلى آله الهداة المعصومين…
موسمٌ عباديٌّ غنيٌّ بالأرباح:
عشنَا موسمًا عباديًّا غنيًّا بالأرباح…
• أنفاسٌ لا نملكُ فيها أيَّ اختيار هي عند الله أوراد وأذكار «أنفاسكم فيه تسبيح».
• نومٌ لا نملك فيه إرادة هو عند الله عبادة «نومكم فيه عبادة».
• أعمالٌ قليلةٌ هي بفضل الله وكرمه مقبولة «وعملكم فيه مقبول».
• دعواتٌ ربَّما لا نملك فيها إخلاصًا وإنابة هي عنده تعالى مجابة «ودعاؤكم فيه مستجاب».
• تقديم لقمة أو شربة لصائمٍ تقرّبًا إلى الله تعادل عند الله عتق رقبة، وغفرانَ ذنوب «مَنْ فطَّر منكم صائمًا مؤمنًا في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق نسمةٍ، ومغفرة لما مضى من ذنوبه».
• كلمةٌ طيِّبةٌ، وبسمةٌ صادقةٌ توفِّر لنا جوازًا على الصراط «مَنْ حسَّنَ منكم في هذا الشهر خُلقه كان له جوازٌ على الصراط يومَ تَزِلُّ فيه الأقدام».
• أنْ نكرمَ يتيمًا نحظى بكرم الله يوم نلقاه «من أكرم فيه يتيمًا أكرمه الله يوم يلقاه».
• أنْ نصل أرحامنا تصلنا رحمته تعالى يوم الحساب «مَنْ وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه».
• أن نتطوَّع بصلاة نُعطى براءةً من النَّار «مَن تطوَّع فيه بصلاةٍ كتب الله براءةً من النَّار».
• أنْ نؤدِّي فرضًا منحنا الله ثوابَ سبعين فريضةً «مَنْ أدَّى فيه فَرْضًا كان له ثواب مَنْ أدَّى سبعين فريضةً فيما سواه من الشهور».
• أنْ نكثر من صلاتِنا على حبيبنا المصطفى وآله يثقِّلُ الله ميزاننا يومَ تخفُّ الموازين «مَنْ أكثر فيه مِن الصَّلاةِ علىَّ ثقَّل الله ميزانَه يوم تخفُّ الموازين» اللهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وآلِ محمَّد…
• أنْ نتلوَ آيةً واحدةً من كتاب الله يكتب الله لنا ثواب ختمةٍ كاملة في غيره من الشهور «مَنْ تلى فيه آيةً مِن القرآنِ كان له مثل أجرِ مَنْ ختم القرآن في غيره من الشهور».
إنَّها الضيافة الرَّبانية في شهر الله «شهر دُعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجُعلتم فيه من أهلِ كرامة الله».
إنَّها الأرباح الكبيرة الكبيرة في شهر فُتحتْ كلُّ أبوابِ الجنان، وغُلِّقتْ كلُّ أبواب النيرانِ، وكُبِّلتْ الشياطين…
في شهر نظر الله عزَّ وجلَّ بالرحمة إلى عباده…
فما أعظمها من عطايا ومنحٍ وجوائز…
• قال صلَّى الله عليه وآله وسلَّم:
«فإذا كانت ليلةُ الفطر وهي تُسمَّى ليلة الجوائز أعطى اللهُ تعالى العاملين أجرهم بغير حساب، فإذا كانت غداة يوم الفطر بعث الله الملائكة في كلِّ البلاد، فيهبطُونَ إلى الأرضِ ويقفونَ على أفواه السِّكك فيقولون: يا أمَّةَ محمَّدٍ اخرجوا إلى ربٍّ كريمٍ يُعطي الجزيل، ويغفر العظيم».
• وعن جابر عن أبي جعفر عليه السَّلام قال: قال النبيُّ صلَّى الله عليه وآله:
«إذا كان يوم مِن شوال نادى منادٍ: أيُّها المؤمنونَ اغدوا إلى جوائزكم – ثمَّ قال: يا جابر جوائز الله ليست بجوائز هؤلاءِ الملوك – ثمَّ قال – هو يوم الجوائز».
هكذا يحظى الصائمون بعطايا الربِّ الكريم، وهكذا يحظى الصائمون بالغفران والرضوان، وهكذا يُولد الصائمون ولادةً روحيةً جديدة.
• قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله لجابر بن عبد الله:
«يا جابر هذا شهر رمضان، مَنْ صام نهاره، وقام وردًا من ليله، وعفَّ بطنه وفرجه، وكفَّ لسانه، خرج مِن ذنوبهِ كخروجه من الشهر».
• وقال صلَّى الله عليه وآله:
«مَنْ صام شهر رمضان، وختمه بصدقةٍ، وغدا إلى المصلَّى بغسلٍ رجع مغفورًا له».
لكي لا نخسر الأرباح:
أيُّها الصائمون الفائزون بعطايا ربِّكم، أيُّها الصائمون الحائزون على جواز الشهر الفضيل، أيُّها الصائمون الرابحون في هذا الموسم العظيم، حافظوا على العطايا والجوائز والأرباح…
وكيف نحافظ على هذه العطايا والجوائز والأرباح؟
أوَّلًا:
الحذر الحذر مِن حارقاتِ الأعمال…
• في الحديث عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله:
«مَنْ قال: سبحان الله غرس الله له بها شجرةً في الجنَّة، ومَنْ قال: لا إله إلَّا الله غرس الله له شجرةً في الجنَّة، ومَنْ قال: الله أكبر غرس الله له بها شجرةً في الجنَّة…
قال صلَّى الله عليه وآله: نعم، ولكنْ إيَّاكُم أنْ تُرسِلوا عليها نيرانًا فتحرقوها، وذلك أنَّ الله عزَّ وجلَّ يقول:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾ (محمد/33)
ولكي لا نحرق الأعمال، ولكي لا نبطل الأعمال يجب:
(1) أنْ نحافظ على طهارة القلوب:
فإذا تلوَّثَ القلب خسرنا أعمالنا، قال الله تعالى:
﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ (الشعراء/88-89)
إنَّ سلامة القلوب تحصِّن الأعمال…
ومن أجلى مظاهر السَّلامة في القلوب (أنْ نحبَّ في الله، وأنْ نبغض في الله).
• قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله:
«المتحابون في الله عزَّ وجلَّ على أعمدةٍ من ياقوتٍ أحمر في الجنَّة، يشرفون على أهل الجنَّةِ، فإذا طلَعَ أحدهم ملأ حسنُةُ بيوتَ أهل الجنَّة، فيقول أهلُ الجنَّةِ: اخرجوا ننظر المتحابين في الله، فيخرجُونَ، وينظرونَ إليهم، أحدُهُم وجهُهُ مِثلَ القمر في ليلة البدر، على جباههم (هؤلاءِ المتحابونَ في الله عزَّ وجلَّ)».
• وقال صلَّى الله عليه وآله:
«أفضل النَّاسِ بعد النبيِّين في الدُّنيا والآخرة المحبُّون للهِ، المتحابُّون به».
• وقال الإمام عليُّ بن الحسين زينُ العابدين عليه السَّلام:
«إذا جمع الله الأوَّلينَ والآخرين نادى منادٍ بحيث يسمع النَّاس فيقول: أينَ المتحابُّون في اللهِ؟ فيقوم عنق من النَّاس فيُقال لهم: اذهبوا إلى الجنَّةِ بغير حسابٍ، فتستقبلهم الملائكة فيقولون: إلى أين؟ فيقولون: إلى الجنَّةِ بغير حسابٍ، فيقولون: أيّ حزبٍ أنتم من النَّاس؟ فيقولون نحنُ المتحابونَ في اللهِ، فيقولون: فأيّ شيئ كانت أعمالكم؟
قالوا: كنَّا نحبُّ في الله، ونبغضُ في الله، فيقولون: فنعم أجر العاملين».
• وقال الإمام الصَّادق عليه السَّلام:
«إنَّ المتحابين في الله يوم القيامة على منابر من نورٍ، وقد أضاء نورُ وجوهِهم، ونورُ أجسادِهم، ونورُ منابِرهم، كلّ شيئٍ حتّى يعرفوا به، فيُقال: هؤلاء المتحابُّون في اللهِ».
أيُّها الأحبَّةُ في الله، ما أجمل أنْ نملأ قلوبنا حُبًّا لله، وحُبًّا في الله.
أيامُ العيد هي أيامُ المحبَّة والتسامح، فيجب أن تتصافى القلوب، وأنْ تتعانق الأرواح.
والحذر الحذر من أنْ تتصافح الأيدي، والقلوبُ متدابرة.
والحذر الحذر من أنْ تتجاذب الأعناقُ والأرواح متآمرة.
والحذر الحذر من أنْ تتلاقى البسماتُ، والنفوسُ متباغضة.
• جاء في كلام لرسول الله صلَّى الله عليه وآله يتحدَّث عن أناسٍ في آخر الزمان:
«كلامهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمرُّ من الحنظل».
• وعنه صلَّى الله عليه وآله أنَّه قال:
«يكون أهلُ ذلك الزمانِ لهم وجوهٌ جميلةٌ وضمائر رذيَّةٌ، مَنْ رآهم أعجبوه ومَنْ عاملهم ظلموه».
• وجاء في خطبةٍ لأمير المؤمنين عليه السَّلام:
«ولبسوا جلودَ الضَّأنِ على قلوب الذِّئاب، وقلوبهم أنتن من الجيف وأمرُّ مِن الصبر».
ما أحوج المسلمين في هذه الأعياد أنْ ينتزعوا من داخلهم كلَّ الأحقاد والضَّغائن، وأنْ يزرعوا في قلوبهم المحبَّة والصَّفاء، وأنْ يؤسِّسوا نهجًا قائمًا على الأخوَّة والتسامح، إنَّنا في زمنٍ كثر فيه العابثون بوحدة الأمَّة، وكثر فيه منتجو الفتن والصراعات، وكثر فيه دعاة الطائفية العمياء، وكثر فيه تجَّار الحروب، وكثر فيه سفَّاكو الدِّماء، وقتلة الأبرياء، وكثر فيه مَنْ ماتت في داخلهم الضمائر، وخبثت السرائر، وكثر فيه صنَّاعُ الإرهاب والتطرُّف، وكثر فيه الظلم والبطش والعنف والقتل والعبث بالأرواح والأعراض والكرامات، وكثر فيه المتاجرون بالدِّين والقيم والمبادئ والأخلاق.
في هذا الزمن البئيس الشائن ما أحوج أمَّتنا إلى مراجعة كلِّ أوضاعِها الثقافية والاجتماعية والسِّياسية…
والمناسبات الدينية الكبيرة كشهر رمضان، وموسم الحج، والأعياد محطَّات مهمَّة جدًا للمراجعة والمحاسبة رغم محاولات العابثين وأعداء الأمَّة في تعطيل دور هذه المحطَّات، إلَّا أنَّ يقظة الشعوب بدأت تفرض نفسها على كلِّ الواقع في حياة أمَّتنا العربية والإسلامية، الأمر الذي لن يسمح لقوى التعطيل أنْ تقر أجندتها المدمِّرة، صحيح أنَّ التصدِّي لمشروعات العبث بإرادة الأمَّة، وتعطيل حَراكات اليقظة أمر كُفَلته باهضة جدًا، خاصة حينما تكون المواجهة مع أنظمة حكمٍ وسياسة تملك كلَّ وسائل البطش والفتك والقتل، إلَّا أنَّ إرادات الشعوب هي الأقوى دائمًا وخيارات اليقظة هي المنتصرة في النهاية، هذه سنة الله في الأرض ﴿وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا﴾ (الأحزاب/62)، ﴿وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلًا﴾ (فاطر/43)
للحديث تتمَّة إنْ شاء الله تعالى.
وعاد العيد..
ولا جديد، بل الوضع من سيِّئ إلى أسوء…
مَنْ المسؤول عن كلِّ هذا التدهور في الأوضاع؟
قوى الشارع والمعارضة تحمِّل النظام كامل المسؤولية، أمَّا النظام فيعتبر هذه القوى هي وراء كلّ هذا التأزيم…
لن ندخل في جدلية هذا الترامي في تحميل المسؤولية رغم قناعتنا أنَّ النظام هو صاحب القرار في إصلاح الأوضاع، وبيده جميع أدوات هذا الإصلاح، لا نشك في أنْ مشاركة كلّ القوى أمرٌ له كلّ الأهمية، إلَّا أنَّ إرادة النظام وجدِّيته في التغيير هو المنطلق وما دامت هذه الإرادة وهذه الجدِّية غائبتين فلن يبدأ مشوار الإصلاح، ومسار التصحيح.
شعبنا وهو يترقَّب إطلالة العيد كان يحمل كلّ الأمل أنْ يجد الوطن يعيش في أمنٍ وأمان، وأنْ يجد الأوضاع في حالٍ غير هذا الحال، وأنْ يجد البسمة ترتسم فوق كلِّ الشِّفاه.
إلَّا أنَّ العيد جاء يحمل كلّ الآلام، وبدل البسمةِ انغرست الدمعة في كلِّ عين، وبدل الفرحةِ امتلأت القلوب بالآهات والأوجاع، لا أريد أنْ أرسم صورة قاتمة حالكة، ولا أريد أنْ أسيئ إلى سمعة هذا الوطن، إنَّما هو الألم من أجل الوطن، إنَّما هو الحبُّ لها البلد الذي نريد له أنْ يتخلَّص من كلِّ آلامه وأوجاعه ومحنه وأزماته…
ما مات الأمل في داخلنا، لا زلنا نتطلع وبكلِّ إصرار إلى التغيير والإصلاح، وربَّما يكلِّفنا هذا الإصرار الكثير الكثير، إنَّها خيانة للوطن ولهذا الشعب أن يموت الإصرار، وأن تتوقف المطالبة العادلة، ليس من أجل المغالبة والعناد، وليس من أجل التأزيم والتصعيد أن يستمر الإصرار، إنَّه الخيار حيث لا خيار آخر، وإنَّها الرغبة الصادقة في إنقاذ هذا الوطن، ولا يهمُّنا أنْ تُستنفر ضدّنا أقلام، وإعلام، ومنابر، مادمنا واثقين بنظافة الأهداف وسلامة الوسائل، وسلمية الحَراك… ولن نكون في يومٍ من الأيام دعاة تطرف وعنف وإرهاب، وإنَّ أيَّ نزوع إلى هذا فهو مرفوض كلّ الرفض، صدر من سلطة أو شارع أو جماعة، وهذا الرفض تفرضه مرتكزات شرعية وعقلية وإنسانية وقانونية…
إنَّنا دعاة إنقاذ وإصلاح وحلٍّ حقيقي…
الاستنفار الأمني والسِّياسي والإعلامي ليس هو الطريق إلى الحل…
المزيد من البطش والفتك والدماء ليس هو الطريق إلى الحل…
المليشيات ليس هو الطريق إلى الحل…
المواجهات والملاحقات والمداهمات والاعتقالات ليس هو الطريق إلى الحل…
إنّه وهمٌ كبير إذا فكَّر أحدٌ أنَّ هذا هو الطريق…
تجارب التاريخ، وتجارب الحاضر تقول أنَّ هذا ليس هو الطريق…
تجارب الأمم والشعوب والأنظمة والحكومات تقول أنَّ هذا ليس هو الطريق…
الطريق أسهلُ بكثير، وأقصرُ بكثير، وأقلُ تكلفةٍ بكثير…
إنَّه طريق العدل، وطريق الإصلاح، وطريق المصالحة مع الشعوب… وما عدا هذا الطريق فالأثمان باهظة وكبيرة، ومكلفة جدًا، فلماذا لا توفِّر أنظمة الحكم والسِّياسة على نفسها وعلى شعوبها هذه الأثمان، وهذه العناءات؟
وإذا كانت خطابات الثأر والانتقام والبطش والتخوين هي الخطابات الحاضرة بقوَّة، فإنَّ مآلات الأوطان إلى الدمار والخراب، ونهايات الشعوب إلى البؤس والشقاء…
إنَّ المرحلة في حاجة إلى خطابات المحبَّة والتسامح، والأخوَّة والتقارب لا إلى خطابات الكراهية والفرقة والاحتراب والتأزيم… نعم مطلوبٌ أنْ يكون الخطابُ رافضًا للظلم، للعبث، للفساد، للتطرّف، للإرهاب صدر ذلك من سلطة حاكمة أو من أيّ جهة أخرى، بشرط أنْ لا يُمارس التزوير والخلط للمفاهيم والمصطلحات كما تفعل ذلك أغلب إعلامات الأنظمة الحاكمة، حيث توظِّف هذه المفردات – الظلم، العبث، العنف، التطرّف، الإرهاب- ضدَّ حَراكات الشعوب، في الوقت الذي هي أجلى وأقوى في ممارسات الأنظمة الحاكمة… وهذا لا يعني تبرءة الأطراف الأخرى، فجماعات العنف والتطرّف والإرهاب مغروسة في الكثير من الأوطان تغذِّيها كياناتٌ معادية لأمَّتنا، وتوظِّفها أنظمة الأغراض سياسية، ويحرِّكها جهلٌ مفرط، وعصبيات عمياء…
إنَّ الخروج بهذا البلد من أزمته التي أخذت تتجذَّر يجب أنْ يكون الهم الأكبر لكلِّ من يحمل إخلاصًا لهذا الوطن، ولن يتحقَّق هذا الهم إلَّا من خلال حلٍ سياسي حقيقي، وأيُّ حلٍّ لن يقوى على إنهاء مكوِّنات الأزمة، ربَّما يأتي حلٌّ يُخدِّر هذه المكوِّنات بشكلٍ مؤقَّت، وسرعات ما تتنفَّس من جديد وتنشط لتعود الأزمة بصورة أسوء وأعنف…
فالحذر الحذر من أيِّ علاجات شكلية لا تملك القدرة على إنهاء مكوِّنات الأزمة، وهنا تكون الحاجة ملحَّة إلى خارطة طريق واضحة وقادرة على معالجة الأوضاع بشكلٍ ينهي كلَّ أسباب الأزمة، والأمر ليس عسيرًا إذا صدقت النوايا ونشطت الهمم وتوحدَّت الجهود.
قلوبنا جميعًا على هذا الوطن نتضرع إلى الله سبحانه أنْ نجد الوطن معافى، وأن نجد شعبه يعيش الأمن والأمان، وأن نجد المحبَّة تملأ كلَّ القلوب.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.