العلامة الغريفي: وظيفة التبليغ هو الانتماء للحوزة.. ويوم تجمّد هذه الوظيفة يُجمّد هذا الانتماء
خلال كلمته في اللقاء الختامي العام الدراسي للحوزات العلمية في البحرين
العلامة الغريفي: وظيفة التبليغ هو الانتماء للحوزة.. ويوم تجمّد هذه الوظيفة يُجمّد هذا الانتماء
باربار – المجلس العلمائي
أكّد سماحة العلامة السيد عبدالله الغريفي على أنّ “وظيفة التبليغ هو الانتماء للحوزة، ويوم تجمّد هذه الوظيفة يجمّد هذا الانتماء للحوزة، وهذا ما أكدت عليه الآيات القرآنية، وأن التفقه في الدين هو وسيلة، والإنذار والدعوة هو وظيفة ومسؤوليّة، والهدف وهو هداية وإرشاد الناس وإنقاذهم من الضياع”.
جاء ذلك في اللقاء الختامي العام الدراسي للحوزات العلمية في البحرين، والذي أقيم بحوزة العلامة السيد جواد الوداعي في باربار – صباح اليوم الخميس 10 شعبان 1434هـ الموافق 20 يونيو 2013م -، بحضور جميع منتسبين الحوزات العلمية.
وأشار سماحته، إلى أنّ “الوظيفة المركزية لكل من ينتمي للحوزات هي الدعوة والتبليغ، ولا يجوز إطلاقًا تعطيل هذه الوظيفة اختيارًا تحت أيّ سببٍ من الأسباب ما لم تكن هناك أسباب قاهرة خارجة عن الإرادة، ولا مشكلة بأن يترك الطالب والمبلّغ وقتًا للراحة من أجل استعادة النشاط وهذا شيء طبيعي، ولكن يعني أن أوظف كل وقتي للراحة والاستجمام على حساب الوظيفة المركزيّة وهي الدعوة والتبليغ.
ونبّه العلامة الغريفي، بأنّ “البناء الذاتي مهم جدًا وهي مسألة خطيرة، ومطلوب أن يمارسها الطالب الحوزوي طيلة مشواره، ولا بد من برمجة الوقت وترك جزء لبناء الذات وليس فقط في العطلة، وإن لم أتعب الآن في بناء ذاتي، سيأتي وقت أشيخ على ذلك؛ ولكن كل ذلك ليس على حساب الوظيفة المركزيّة”.
وأوضح الغريفي، “أن يعطّل أحدنا ما لديه من العلم مع الحاجة إليه في الساحة المثقلة بتحدّيات صعبة، مع وجود استنفار ضد ديننا وإيماننا ووجودنا وعقيدتنا وعدم وجود الموانع، إذا أنا مسؤول، وأخشى ما أخشاه هو أن ينطبق عليّ كتمان العلم وهو خطير جدًا، والقرآن يقول {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}. والأحاديث كثيرة، منها عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): “كَاتِمُ الْعِلْمِ يَلْعَنُهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ وَالطَّيْرِ فِي السَّمَاءِ”، وآخر “أيُّما رَجُلٍ آتاهُ اللهُ عِلمًا فَكَتَمَهُ، لَقِيَ اللهَ يَومَ القِيامَةِ مُلجَمًا بِلِجامٍ مِن نارٍ”، والأحاديث والروايات هنا كثيرة، والتي توضح قيمة أن نعلم ونهدي الناس”.
وشدّد سماحته، بأنّ “المطلوب منّا كطلبة علم أن نغطّي حاجات الساحة التبليغية، وأن يتحرك “كَمًّا” عدد كافي يغطّي حاجات الساحة التبليغية، وفي حال نقصان هذا الكَم من حاجة الساحة فكلّ من قصّر وتخلّف فهو محاسب، وأن نغطي الجانب النوعي وهو أنّه هناك مجموعة مفردات في التبليغ (هناك تبليغ عقيدي، وثقافي، وفقهي، وروحي، وأخلاقي، وسياسي، واجتماعي، رسالي، وجهادي) هذه مجموعة من أنماط التبليغ، يجب علينا أن نغطيها بالكامل وإلاّ فنحن محاسبين”.
وأشار سماحته لطلبة الحوزات، “أنت حامل إسلام، والإسلام ليس فقه أو عقيدة فقط، الإسلام منظومة متكاملة. أنا المبلغ هل أنزلت هذه المنظومة الكاملة في الساحة؟ ولا مشكلة من توزيع الوظائف وكلّ جماعة تعمل بشأن معيّن وتوازع الأدوار، بحيث نغطي حاجة الساحة”. موضحًا أن “الجانب الكيفي، فالساحة مستويات والثقافة التي أقدّمها لهؤلاء الناس ليست الثقافة التي أقدّمها لأستاذ الجامعة، فهل أنا أملك كل تلك المستويات؟ أو أملك مستوى أقدّمه لطبقة معيّنة متدنيّة في مستواها؟ فهذه مسؤوليتنا ولا بدّ أن نغطيّها”.
وختم سماحته كلمته، بأنّ “اليوم هناك إشكاليّة تواجه خطابنا الديني والحوزوي، تقول أنّ خطابنا خطاب متخلّف، ولا بدّ من الإجابة عليها ومعالجتها بلغة علميّة سواءً على مستوى المضمون أو على مستوى اللغة، وعلى الفضلاء والمهتمّين أن يكتبوا في معالجة هذه الإشكالية، وهذا جزءٌ من مسؤولية الحوزات والمؤسسات الدينية”.