حديث الجمعةشهر ربيع الثاني

حديث الجمعة 283: الإيمان والعمل (5) – وقفةٌ تاريخيَّةٌ لجماهيرنا الوفية – كلمة أخيرة

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد للهِ ربِّ العالمين، وأفضل الصَّلواتِ على سيِّد الأنبياء والمرسلين محمدٍ وآله الهداةِ الميامين وبعد..


فلا زال الحديث متصلًا حول قول الله تعالى في سورة فصلت / الآية 30:
﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾.


متى تتنزَّل الملائكة؟
في عدَّة مواطن حسب اختلافِ كلماتِ المفسرين:
الموطن الأول:


في لحظة الاحتضار…
وقد تقدّم الكلام في ذلك…


الموطن الثاني
حينما يُوضعُ الميّتُ في قبرِه..
ليبدأ الإنسانُ مَحطَّةً أخرى من محطَّاتِ السفرِ للآخرة..
محطَّةٌ لا يعلمُ أمدَها إلَّا اللهُ وحدَهُ وحدَهُ، فربَّما طالتْ وطالتْ إلى ملايين السِّنين…


• ﴿وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾. (المؤمنون/ الآية 100)
البرزخُ هي رَقْدَةُ القبرِ، وتستمر هذه الرَّقدةُ إلى يومِ البعثِ والنشورِ، حينما يقوم النَّاسُ للحساب
– ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. (المطفِّفين/ الآية 6)
– ﴿يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنّهُمْ إِلَىَ نُصُبٍ يُوفِضُونَ﴾. (المعارج/ الآية 43)


فالبرزخُ مرحلةٌ بينَ الدُّنيا والآخرة، وعالمُ البرزخِ غيبٌ مِن غيبِ الله، ترشَّح منه ما تحدَّثتْ عنه الآياتُ والرواياتُ وهو قليلٌ قليلٌ…


كيف هو عالمُ البرزخِ؟
ماذا يحدثُ فيه ؟
وكيف تعيشُ الأرواح ؟
وهل تتعارفُ أرواحُ النَّاس؟
وهل تلتقي أرواح الأموات مع الأحياء؟
وهل نملك القدرةَ ونحن في الدُّنيا أن ننفتح على عالمِ البرزخ؟
تلك أسئلةٌ وغيرها كثيرةٌ كثيرة، لا نملكُ إجاباتٍ واضحةً عنها إلَّا بمقدار ما تكلَّمت عنه بعضُ آياتٍ في كتاب الله، وبعضُ رواياتٍ صحيحة صادرة عن حمَلةِ وحي الله تعالى…


وليسَ المهمَّ أن نكتشفَ هذا العالم، وأن نستغرقَ في السؤال عن خصوصياته، المهمّ كيفَ نُعدَّ أنفسنا لرقدةِ القبرِ، وهي رقدةٌ ليست كرقداتِ الدنيا…
فالقبرُ كما جاء في الأحاديث (إمَّا روضةٌ مِن رياضِ الجنانِ أو حفرةٌ مِن حفر النيران)


فبعد أن تنتهي سكراتُ الموتُ وغمراتُه، وتقبضُ الروحُ، وتعودُ إلى بارئِها، تبدأ رقدةُ القبر حتى لو لم يُدَفَنُ الإنسانُ في التراب، وحتَّى لو ذُرَّ جسدُهُ في الهواءِ ذرًّا، وحتى لو أكلتْهُ السِّباع…


وأول ليلةٍ مِن ليالي هذه الرقدةِ تسمى ليلةُ الوحشة، وفيها ما فيها من أهوالٍ وشدائدَ ومخاوفَ…


ماذا يواجه الميِّتُ في أوَّلِ ليلةٍ مِنْ رقدةِ القبر؟
يواجه مجموعة أمور:


الأمر الأول:
ظُلمة القبرِ ووحشته..
فإن كان الميِّتُ عبدًا مؤمنًا صالحًا تقيًّا امتلأ قبرُه نورًا وضياءً وأنسًا وحبورًا…


وإن كان الميِّتُ عبدًا كافرًا أو منافقًا أو فاسقًا أو عاصيًا امتلأ قبرُه ظُلمةً وأيَّ ظُلمةٍ، ووحشةً وأيَّ وحشةٍ..
فلا خلاصَ من هذه الظُلمةِ، وهذه الوحشة إلَّا بالإيمانِ والصلاحِ والتقوى والاستقامة في الحياة…


وقد جاء في الروايات أنَّ هناك أعمالًا تساعدُ المؤمنَ على الخلاصِ مِن ظُلْمةِ القبر ووحشتِه ولكنَّها ليست بديلًا عن التقوى والصلاح، مِن هذه الأعمال:


1. الإكثار مِن الصَّلاةِ على محمدٍ وآل محمدٍ (صلَّى الله عليه وآله)
• في الحديث عن النبيِّ صلَّى الله عليه وآله قال:
«أكثروا الصَّلاة عليَّ فإنَّ الصَّلاة عليَّ نورٌ في القبر، ونورٌ على الصِّراطِ، ونورٌ في الجنَّة».


والصَّلاةُ التي لا يُضاف فيها ( الآل) صلاةٌ بتراءُ مرفوضة…
• قال صلَّى الله عليه وآله: «لا تصلُّوا عليَّ الصّلاة البتراء»
قالوا: وما الصَّلاةُ البتراء؟
قال صلَّى الله عليه وآله: «تقولون: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وتمسكون، بل قولوا: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وآلِ محمد».


2. إدخالُ السُّرورِ على قلبِ المؤمنِ:
• قال الإمام الصَّادقُ عليه السَّلام:
«مَنْ أدخَلَ على مؤمنٍ سُرورًا خَلَق اللهُ عزَّ وجلَّ مِن ذلك السُّرور خَلْقًا فيلقاه عند مَوْتِهِ فيقول: أبشر يا وليَ اللهِ بكرامة اللهِ ورضوانِه، ثمَّ لا يزالُ معه حتَّى يُدخلهُ قبرَهُ فيقول له مثلَ ذلك، فإذا بُعِثَ يلقاهُ فيقول له مثلَ ذلك، ثمَّ لا يزال مَعَهُ عند كلِّ هَوْلٍ يُبَشِّرُهُ… ويقول له: مَنْ أنتَ رحمك الله؟ فيقول: أنا السُّرُورُ الذي أدخلته على فلان».


وماذا يعني إدخال السرور على المؤمن؟
أن تقضي دَينه، أن تُنفِّس كربه، أن تُشبِع جَوعته، أن تكسوه ثوبًا، أن تشاركه فرحَته، أن تشاطره حزنه، وغير ذلك من الأعمال التي تدخل السرور على قلب المؤمن…


3. عيادة المرضى:
• جاء في الحديث عن الإمام الباقر عليه السَّلام أنّه قال:
«كان فيما ناجى به موسى ربَّهُ أن قال: يا ربِّ ما بلغ مِن عِيادَةِ المريضِ مِن الأجرِ؟ فقال الله عزَّ وجلَّ: أُوَكِّلُ به مَلَكًا يَعُودُهُ في قَبْرِهِ إلى مَحْشَرِه».


4. المواظبة على قراءة بعض السور:
‌أ- في بعض الأحاديث أنَّ مَنْ قرأ سورة (يس) قبل أن ينام يوكِّل الله عزَّ وجلَّ به ملائكةً يحفظونه، وإذا مات من يومه كانوا معه في قبره يؤنسُونَه ويدعون له…
‌ب-  وفي بعض الأحاديث أنَّ مَنْ قرأ سورة (محمد) لم يدخله شك في دينه، ولم يبتله الله بفقرٍ أبدًا، ولا خوف مِن سلطان أبدًا، وإذا مات وكَّل الله به في قبره ملائكة يُصلِّون في قبره، ويكون ثوابُ صلاتهم له، ويشيِّعونه حتَّى يوقفونه موقف الأمنِ عند الله عزَّ وجلَّ..
‌ج- قراءة سورة الذاريات: روي عن الإمام الصَّادق عليه السَّلام أنَّه قال:
« مَنْ قرأ سورة الذاريات نوَّر له في قبره بسراجٍ يزهر إلى يوم القيامة».


5. الصدقة في أول ليلة للدفن:
• قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله:
«لا يأتي على الميِّت ساعة أشدّ من أول ليلة فارحموا موتاكم بالصدقة، فإن لم تجدوا فليصلِ أحدكم ركعتين – وذكر طريقة الركعتين- ».


6. إتمام الركوع:
• عن الإمام الباقر عليه السَّلام:
«مَنْ أتمَّ ركوعه لم يدخل وحشة القبر».


هذه بعضُ أعمال تنفع بإذن الله في دفع ظلمة القبر ووحشته..


وتبقى التقوى والصلاح العامل الأساس في خلاص الإنسان من شدائد القبر وأهوال البرزخ..



نتابع الحديث – بإذن الله – حول هذا الموضوع…


وقفةٌ تاريخيَّةٌ لجماهيرنا الوفيَّة:


بكلِّ فخرٍ واعتزازٍ وإكبارٍ نثمِّنُ لجماهيرنا الوفيَّةِ هذه الوقفةَ التاريخيَّةَ، وهذه الهبَّةَ المشرِّفةَ، حيث انطلقتْ مسيرةُ التاسعِ مِن مارس معبرةً عن إصرارٍ وصمودٍ، واستعدادٍ للحضورِ في كلِّ الساحاتِ وفي كلِّ الأوقات…


مشاهدُ رائعةٌ وعظيمة…
شيوخٌ وعجزةٌ وكبارٌ في السِّنِّ ومعوَّقون يتسابقون بكلِّ شوقٍ وعزيمةٍ للالتحاق بهذه المسيرة غير عابئين بالنصب والتعب والجهد والإرهاق والإعاقة، لأنَّهم آمنوا بقضيَّتهم، وبمطالبهم، وحقوقِهم، وبمواقفهم…


أطفالٌ صغارٌ صغارٌ في أعمارهم، لكنَّهم كبارٌ كبارٌ في هِممهم، وعزائمهم، وطموحهم، تراهم يتهافتون مُلبِّينَ النداءَ بلا خوفٍ ولا وجل، مردِّدين مع الكبار شعاراتِ العزَّةِ والكرامةِ.
مِن كلِّ الأعمالِ، مِن كلِّ المكوِّنات؟ِ، مِن كلِّ الانتماءاتِ التحموا في صفٍ واحدٍ في مسيرة العزَّة والكرامةِ والإباء…


وإنَّ للمشاركة العلمائيَّة طابعًا لافتًا ممَّا أكَّد القيمة الشرعيَّة والوطنيَّة لهذه المسيرة المباركة.


وأمَّا المرأةُ فكان لها حضورُها المشرِّفُ، واللافتُ، والكبيرُ، لتسجِّلَ بذلكَ روعةَ موقفٍ، وصمودَ إرادةٍ، وعنفوانَ عزيمةٍ، وصرخةَ شعبٍ، وكبرياءَ أمَّةٍ، وشموخَ أمانٍ، وعنوانَ إباءٍ…


كما نقدِّر بكلِّ حبٍّ كلَّ الأريحياتِ النبيلة التي برزت واضحةً وكبيرةً لدى أهالي الدراز والمناطق الواقفة على خطِّ المسيرة، الذين تنافسوا بكلِّ شوقٍ في تقديم كلِّ ألوان الكرم والضيافة للمشاركين الزاحفين من كلِّ مناطق البحرين..


إنَّ شعبًا، هذه جماهيرُهُ، وهذه جاهزيَّتُهُ، وهذه قبضاتُهُ، وهذه إرادتُهُ، وهذه صرخاتُه، وهذه هتافاتُه، وهذه شعاراتُهُ، وهذه مسيراتُهُ… شعبٌ لا يُقهر، شعبٌ لا يُهزم، شعبٌ لا يركع… شعبٌ لن يكونَ الرِّهانُ عليه – بعد الاعتماد على الله تعالى – رهانًا خاسرًا، ورهانًا فاشلًا…


كانت مسيرةُ التاسع مِن مارس طوفانًا بشريًا هزَّ كلَّ الحسابات….


كيف تعاطى الخطابُ الرسمي، والإعلام الرسمي، والصحافة الرسميَّة، والمنابر الموالية مع هذا الحدث الاستثنائي؟


هناك صيغتان لهذا التعاطي:
1- صيغة حاولت امتصاص التأثير الكبير للحدث.
2- صيغة مارست التزوير من أجل طمأنة الشارع الموالي.


الصيغة الأولى:
حاولت أنْ تمتصَ الزخمَ المدوِّي الذي أحدثته هذه المسيرة الجماهيرية الناجحة وفق كلِّ المعايير…
فصدرت كلماتٌ تبارك هذا المشهدَ، وتعتبره مفخرةٌ لأهلِ البحرين، ونموذجًا للممارسة الديمقراطيَّة الصحيحة، وطريقةً حضاريةً في التعبير عن الرأي، ومنهجًا سليمًا فيه خير البلاد وأهلها…
هذا ما عبَّر عنه البيان الصادر عن الديوان الملكي حيث أشاد بما حدث في تجمع الفاتح وأيضًا ما حدث في تجمّع المحافظة الشمالية – حسب تعبير البيان – وبعيدًا عن محاسبة ما جاء في هذا البيان مِن مقارنةٍ غير منصفةٍ جدًا بين بضعة مئاتٍ خرجوا في مسيرة المحرق، ومئاتِ الآلافِ شكَّلوا طوفانًا بشريًا في مسيرة التاسعِ مِن مارس… دعونا مِن هذا فأيِّ مسيرةٍ وطنيةٍ صادقةٍ يجب أن نحترمها مهما كان حجمها…


إلَّا أنَّ السؤالَ المطروح:
إذا كان ما جاء في بيان الديوان من اعتبار ما حدث في تجمع المنطقة الشمالية – حسب تعبير البيان – مفخرةً للبحرين، ونموذجًا للممارسةِ الديمقراطية، وطريقةً حضاريَّة في التعبير عن الرأي، ونهجًا سليمًا… فما هي استجابة النظام لمطالب هذه المسيرة؟ وهل هي استجابة تشكِّل فخرًا لهذا الوطن، ونموذجًا ديمقراطيًا، وطريقةً حضاريَّة، ونهجًا سليمًا؟


نترك الجوابَ للنظامِ، والسلطةِ، وللديوان..


الصيغة الثانية:
وأمّا الصيغة الثانية في التعاطي الرسمي – خطابًا، وإعلامًا، وصحافةً، ومنابر موالية – مع المسيرة التاريخية فقد اتَّسمَ بالتخبُّطِ والارتباكِ، فيبدو أنَّ الصدمةَ كانت قاسيةً وعنيفةً، ممَّا أفقد التعاطي كلَّ صوابٍ فراح يُهلوسُ، ويطلق الكلماتِ بلا حساب، ويتَّهمُ، ويكذبُ، خوفًا من أن تنهار كلُّ القناعات المؤسَّس لها زورًا وبهتانًا ومن أجل طمأنة الشارع الموالي..


اسمعوا ما جاء في صحيفةٍ محليَّة بالحرف الواحد:
(وكشفَ النوابُ أنَّ سكرتيرًا في السفارة الأمريكية سعى إلى التحشيد في مظاهرةِ يومِ الجمعةِ، وعَقَدَ الكثيرَ من الاجتماعاتِ لأجل هذا……)..


وفي السياق ذاته قالت الصحيفة على لسان هؤلاء النواب المجهولين:
(أنَّ أمريكا تطمح إلى وضع قاسمٍ في البحرين كما وضعتْ خامنئي في إيران، والسيستاني في العراق للتعامل مع شخصٍ واحد تملي عليه مطالبها)..


ووفق إحصائيات هذه الصحيفة، أنَّ فتاوى عيسى قاسم وألفاظ الترهيب الديني التي استخدمها، وإثم مَنْ لا يشارك كأثم تارك الصَّلاة، إلى جانب حشد الأطفال…


– رغم كلّ هذا – لم يتجاوز عدد المتظاهرين (60 ألفًا) في حين تجاوزتْ حشود الفاتح (200 ألف)…)..



وحينما نسجل هذه الكلمات لسنا مذعورين، ولا خائفين ولا قلقين، ولا نجد فيها قيمةً تستحق الذكر، وإنَّما للتدليل على حجم الهلوسة التي أصابت هؤلاء فراحوا يهذون كهذي المجانين، هكذا كان زحفُ الجمعةِ صاعقًا، نسأل الله لهم العافيةَ والسلامةَ وأن يفيقوا مِن هذا الهذيان، وأن يراجعوا كلَّ الحسابات….


وأخيرًا نتساءل: هل استطاعتْ مسيرةُ التاسعِ مِن مارس أنْ توصلَ رسالتها إلى مَنْ يعنيهم الأمر؟


نعتقد جازمين أنَّ الرسالة قد وصلتْ إليهم بكلِّ وضوح، وأنَّهم قرأوها واستوعبوها جيدًا،…


رغم القيمة الكبيرة في أن تصل الرسالة إلى مَنْ يعنيهم الأمر…
ورغم القيمة الكبيرة في أن يقرأوها جيدًا… وأن يستوعبوها جيدًا..
ولكن تبقى القيمة الأكبر: ماذا بعد القراءة والاستيعاب؟
لهذا حديثٌ آخر إن شاء الله..


كلمة أخيرة:


مضى أكثر من شهرٍ والناشط الصامد عبد الهادي الخواجة يواصل إضرابَه عن الطعام متحدِّيًا كلَّ ما يهدِّد حياتَه مِن أخطار، ما دامَ مؤمنًا كلَّ الإيمانِ بعدالةِ قضيَّته، وما دام واثقًا كلَّ الثقة أنَّه يعبِّر عن إرادةِ شعبٍ، وعن مطالب شعب، وعن معاناة شعب..
إنَّنا نثمِّن مواقفَ إخوتنا الصامدينَ في السجون، خصوصًا الرموز، بما يحملون من تحدِّي وعنفوان في مواجهة كلَّ أشكال المعاناة، وفي رفضِ كلِّ المساوماتِ والإغراءات، وكان لمواقفهم المشرِّفة كلُّ الأثرِ، فقد ملأوا شعبنا صمودًا، وإصرارًا، وثباتًا… فلهم من هذا الشعب كلَّ التحيَّة والإكبار والوفاء والحبّ…


إنَّنا نطالب بالإطلاق الفوري للناشط عبد الهادي الخواجة، وإلَّا فتتحمَّل السلطة مسؤوليَّة ما يحدث له…
وكذلك نطالب بإطلاق بقيَّة الرموز والسجناء، وبإيقاف كلَّ ألوان العنف الموجَّه ضدَّ أبناءِ هذا الشعب..
ولا خيارَ إلَّا التغيير السِّياسي الحقيقي، وقد قالت الجماهيرُ الحاشدةُ كلمتَها الواضحةَ الجريئةَ في مسيرةِ التاسع من مارس…


وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى