في فضائل إمام المسلمين الباقر محمد بن علي بن الحسين (ع)
في فضائل إمام المسلمين الباقر محمد بن علي بن الحسين (ع)
قال ابن الأثير في كتاب جامع الأصول: ولد سنة ست وخمسين ثم قال: ودفن بالبقيع في القبر الذي فيه أبوه وعم أبيه الحسن بن علي ابن أبي طالب. ثم قال: سمي الباقر، لأنه تبقر في العلم، أي: توسع فيه. انتهى.
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: كان محمد بن علي بن الحسين لا يسمع المبتلى الاستعاذة، وكان ينهى الجارية والغلام أن يقولا للمسلمين: يا سائل.
وهو سيد فقهاء الحجاز، ومنه ومن ابنه جعفر تعلم الناس الفقه، وهو الملقب بالباقر (باقر العلم)(1)، لقبه به رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يخلق بعد، وبشر به، ووعد جابر بن عبد الله برؤيته، وقال: (ستراه طفلا، فإذا رأيته بلغه عني السلام)، فعاش جابر حتى رآه وقال له ما وصي به(2). انتهى.
قال ابن حجر في الصواعق بعد ذكره أولاد سيد الساجدين صلوات الله عليه: وارثه منهم علما وعبادة وزهادة أبو جعفر محمد بن علي الباقر، سمي بذلك من بقر الأرض، أي: شقها وأثار مخبياتها ومكامنها، فكذلك هو أظهر من مخبياتها كنوز المعارف وحقائق الاحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة أو فاسد الطوية والسريرة.
ومن ثم قيل فيه: هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علمه ورافعه، صفا قلبه، وزكا عمله، وطهرت نفسه، وشرف خلقه، وعمرت أوقاته بطاعة الله، وله من الرسوخ في مقدمات العارفين ما يكل عنه ألسنة الواصفين، وله كلمات كثيرات في السلوك والمعارف لا تحتملها هذه العجالة.
وكفاه شرفا ان ابن المدائني روى عنه جابر أنه قال له وهو صغير: رسول الله صلى الله عليه وآله يسلم عليك، فقيل له: وكيف ذلك ؟ قال: كنت جالسا عنده والحسين في حجره وهو يداعبه، فقال: ( يا جابر يولد له ولد اسمه محمد، فإن أدركته يا جابر فأقرأه مني السلام).
توفي في سنة سبع عشرة(3) عن ثمان وخمسين سنة مسموما كأبيه، وهو علوي من جهة أبيه وأمه، ودفن أيضا في قبة الحسن والعباس بالبقيع(4). انتهى.
قال الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار: محمد بن علي الباقر: (إن الحق استصرخني وقد حواه الباطل في جوفه، فبقرت عن خاصرته، واطلعت الحق من حجبه، حتى ظهر وانتشر بعد ما خفي واستتر)(5). انتهى.
قال في الصواعق المحرقة لابن حجر: أخبر المنصور بملك الأرض شرقها وغربها وبطول مدته، فقال له: وملكنا قبل ملككم ؟ قال: (نعم)، قال: ويملك أحد من ولدي ؟ قال: (نعم)، قال: فمدة بني أمية أطول أم مدتنا ؟ قال: (مدتكم، وليلعبن بهذا الملك صبيانكم كما يعلب بالكرة، هذا ما عهد إلي أبي).
فلما أفضت الخلافة للمنصور تعجب من قول الباقر.
قال ابن خلكان: وكان الباقر عالما سيدا كبيرا وإنما قيل له الباقر: لأنه تبقر في العلم، أي: توسع.
البقر: وفيه يقول الشاعر: يا باقر العلم لأهل التقى * وخير من لبى على الجبل انتهى(6).
قال اليافعي الشافعي: قال عبد الله بن عطا: ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علما منهم عند محمد بن علي. انتهى.
المصدر: مناقب أهل البيت (ع)/ المولى حيدر الشيرواني.
——————————————————————————–
1- أضفناها من المصدر.
2- شرح نهج البلاغة 3: 69.
3- هكذا في النسختين الخطيتين والمصدر، والصحيح ان وفاته عليه السلام سنة أربع عشرة ومائة.
4- الصواعق المحرقة: 201.
5- ربيع الأبرار 2: 603.
6- الصواعق المحرقة: 146.