كلمة السيد الغريفي في حفل سن التكليف الثاني للفتيات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
وأنا أجد نفسي أمام هذا المشهد الملائكي المهيب، حيث يحتشد العدد الكبير من براعم الإيمان، أحس ّ بداخلي خشوعا ورهبة، وتتندّى في عيني دمه، ويسح الخيال في عالم من الطهر والبراءة، وتزدحم الخواطر مشحونة بأشواق مشدودة إلى أفق رحب لا تسكنه إلا القيم النظيفة.
وهنا أستشعر فيوضات ربانية على هذا الجمع من براعم الطهر والإيمان، وكيف لا تتنزل الرحمة الإلهية ونحن في محضر براعم طاهرة نقية لم تتلوث بذنوب ، ولم تعبث بها نزوات الأهواء، جاءت تحمل عشق الإيمان مجذوبة إلى نداء الدين، وإلى أحكام الرب العظيم.
فرحماك يا رب، من أجل هذه البراعم الطاهرة، ارحمنا، واغفر لنا، وتب علينا، وعاملنا لطفك وكرمك.
أيتها البراعم الطاهرة:
شدّي طرفك إلى الله توسلي بكل نقائك وبراءتك، وبكل كلماتك التي لا تعرف الزيف والكذب والنفاق، ، أرفعي الأيدي ضارعة، فما أحوجنا إلى هذه الضراعة البريئة الصادقة، علّها تخفف شيئا من عذاباتنا ومعاناتنا وآلامنا، وعلها تستمطر رحمة الله، وعفو الله، وفيوضات الله.
ما أجمل هذا الملتقى، نبارك فيه لفتيات الإسلام هذا الشرف الكبير.
أيتها الفتاة المؤمنة:
وأنت الآن تبدأين “مرحلة التكليف الرباني” كم هو مقامك كبير كبير.
• الآن الله جل جلاله يخاطبك، ويتحدث معك يأمرك، ينهاك، يدعوك إلى طاعته، يحذرك من معصيته، يرغبك في جنته، يخوفك من ناره، فكوني كما أراد الله، لتكوني القريبة من الله المحبوبة لديه.
• الآن رسول الله صلى الله عليه وآله يخاطبك، يتحدث معك، يتوجه إليك بقوله وأفعاله، وبكل ما صدر عنه، من أجل أن يصنعك ” المرأة الطائعة لله ولرسوله صلى الله عليه وآله”. فكوني كما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله لتكوني القريبة من الله ورسوله، المحبوبة لدى الله ورسوله صلى الله عليه وآله.
• الآن الأئمة الأطهار من أهل البيت عليهم السلام يخاطبونك، يتحدثون معك، يضعون أمامك المنهج الرباني الصحيح، يقودونك إلى الهدى والصلاح والخير والفلاح فكوني كما أراد أئمتك الأطهار ، لتكوني القريبة من الله ورسوله وأوصيائه المحبوبة لدى الله ورسوله وأوصيائه.
• الآن الصديقة الزهراء فاطمة أبنوة رسول الله صلى الله عليه وآله سيدة نساء العالمين تخاطبك، تتحدث معك، ترسم لك طريق العفاف والستر والطهر والفضيلة، وتصوغ في داخلك حياء الإيمان، وعفة الدين، خلق الإسلام وتعلمك معنى الطاعة والعبادة والصبر والعطاء والجهاد.
أيتها الفتاة المؤمنة:
الزهراء مثلك، نموذجك، قدوتك، وحذار حذار من النماذج المشوه، فكوني كما أرادت سيدتك فاطمة الزهراء عليها السلام، لتكوني القريبة من الله ورسوله وأوصيائه ومن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء المحبوبة لديهم أجمعين.
• الآن الإسلام يخاطبك ، يتحدث معك ، يضع بين يديك عقائده، مفاهيمه، ثقافته، تعاليمه، أحكامه، مبادئه، قيمه، أخلاقه، فكوني كما أراد الإسلام،، وكما أراد القرآن “المرأة الملتزمة” السائرة في خطى الإسلام العاملة بأحكام القرآن، المشدودة إلى منهج الله، المجسدة لأخلاق الدين لتكوني من الفائزات المفلحات المقربات.
• الآن الفقهاء العدول النواب في عصر الغيبة يخاطبونك ، ويتحدثون معك، يقدمون لك “الفتاوى” التي تعلمك أحكام عبادتك، ومعاملاتك، وكل ممارساتك، ويبصرونك “مفاهيم الدين” لتكون على هدى من نور، ويقودون مسيرتك في كل الدروب ويحددون لك الرؤى والمواقف، فارجعي إلى الفقهاء، وحذار أن يخدعك المظلون المرجفون الذين يسعون جاهدين أن يفصلوا الناس عن العلماء وعن مراجع الدين، تمسكي بالعلاقة مع المرجعية الدينية فهي الضمانة لحمايتك من كل الانتماءات المنحرفة والمسارات التائهة.
ماذا يفرض عليك هذا التشريف الإلهي؟
ما هي متطلبات مرحلة التكليف الشرعي؟
1- أول هذه المتطلبات “تأسيس العقيدة.
أ. أصول الدين
ب. وهذا الإيمان يفرض أن تملكي (ثقافة العقيدة وثقافة الدين: تأملي – اقرأي – احضري دروس العقيدة – اسألي )
2- الالتزام العملي بأحكام الدين:
أ. (العبادات – الأخلاق – السلوك الأسري – السلوك الاجتماعي – المعاملات المالية – السلوك العام )
ب. الالتزام بالستر والحجاب
وهذا الالتزام يفرض عليك أن تتوفري على:
1. ثقافة فقهية (معرفة الأحكام – مسألة التقليد)
2. ثقافة روحية وأخلاقية ( برنامج روحي وأخلاقي)
3. ثقافة إسلامية عامة ( مفاهيم الدين) (برنامج ثقافي)
4. ثقافة سلوكية (ثقافة التقوى) (برنامج المراقبة والمحاسبة)
5. ثقافة رسالية (أن تكوني عاملة للإسلام) ( برنامج رسالي)
مسؤولية أولياء الأمور:
1. التهيئة لمرحلة التكليف.
2. الرعاية والتربية
3. توفير الوسائل الثقافية.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين