حديث الجمعة123:• الإمام المهدي المنتظر الحلقة الثانية عشر : كيف نقرأ أحاديث “الأثني عشر”؟/• العطلة الصيفية وخيارات أبنائنا(2) التوظيف المشروع الهادف للعطلة الصيفية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأحبة ، هذه بعض عناوين:
• الإمام المهدي المنتظر الحلقة الثانية عشر : كيف نقرأ أحاديث “الأثني عشر”؟
• العطلة الصيفية وخيارات أبنائنا(2) التوظيف المشروع الهادف للعطلة الصيفية:
كيف نقرأ أحاديث “الأثني عشر”؟
نتابع معا هذه القراءة بهدف التعرف على المصداق الحقيقي لهذه الأحاديث الصادرة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله. تقدمت ثلاث محاولات نقلناها – بلا تصرف -عن علماء مدرسة الخلفاء، وهذه بقية المحاولات والتفسيرات:
المحاولة الرابعة(التفسير الرابع):
ما أشار إليه النووي في شرح على صحيح مسلم(202:12) حيث قال:”المراد أن يكون الإثنا عشر في مدة عزّة الخلفاء، وقوة الإسلام واستقامة أموره، ممن يعزّ الإسلام في زمنه، ويجمع المسلمون عليه”، ونقل أبن كثير في تاريخه(249:6) عن البيهقي قوله:” وقد وجدنا هذا العدد بالصفة المذكورة إلى الوقت الوليد بن يزيد بن عبد الملك، ثم وقع الهرج والفتنة العظيمة، ثم ظهر ملك العباسية، وإنما يريدون على العدد المذكور إذا تركت الصفة المذكورة فيه أو عدّمنهم من كان بعد الهرج والمذكور..”
أظن بل أجزم أنّ هذه المحاولة غير ناهضة، فلا أدري هل أن (يزيد بن معاوية) بكلّ سيئاته وموبقاته يمثل عز الإسلام ، يزيد هذا الذي هدم الكعبة المشرفة، واستباح مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقتل الحسين سيد شباب أهل الجنة، ومارس ما مارس من المعاصي والمنكرات يعتبر الإسلام في عصره عزيزا!!!
لقد أجاد بوليس سلامه في ملحمة حين يقول مخاطبا المؤذن:
رافع الصوت داعيا للفلاح اخفض الصوت في أذان الصباح
وترفق بصاحب العرش مشغولا عن الله بالقيان الملاح
ألف ” الله أكبر ” لا يساوي بين كفي يزيد نهلة راح
وهل عزة الإسلام بتمزيق القرآن على يد “الوليد” حينما استفتح فجاء قوله تعالى:” وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ” فوضع القرآن مرما لنباله وسهامه وهو يترنم قائلا:
تهددني بجبار عنيدي فها أنا ذاك جبار عنيد
إذا ما جئت ربك يوم حشر فقل ياربّ مزقني الوليد
ولن أفتح ملف هؤلاء الحكام والسلاطين الذين أذاقوا الإسلام والمسلمين أشد ألوان الظلم والجور والاستبداد، ونشروا في الأرض أبشع أشكال الفساد.
المحاولة الخامسة(التفسير الخامس):
محاولة أبن الجوزي نقل أبن الجوزي في (كشف المشكل) في الوجه الثاني من جوابه مايلي:
“يحتمل أن يكون هذا بعد المهدي الذي يخرج في آخر الزمان، فقد وجدت في كتاب دانيال:إذا مات المهدي ملك بعده خمسة رجال من ولد السبط الأكبر ، ثم خمسة من ولد السبط الأصغر ثم يوصي آخر بالخلافة لرجل من ولد السبط الأكبر ثم يملك بعده ولده، فيتم بذلك إثنا عشر ملكا كل واحد منهم إمام مهدي..”
هذه المحاولة لا تحتاج إلى تعليق.
المحاولة السادسة(التفسير السادس):
ما ذكره أبن حجر في شرح البخاري(211:13/7222) حيث قال:
“وقيل أن المراد وجود إثني عشر خليفة في جميع مدة الإسلام إلى يوم القيامة، يعملون بالحق، وإن لم تتوالى أيامهم، ويؤيد هذا ما أخرجه مسدد في مسنده الكبير عن أبي الخلد أنه قال: لا تهلك هذه الأمة حتى يكون إثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدى منهم رجلان من أهل البيت”
هذه المحاولة مجرد احتمال لا تساعد عليه سياقات الأحاديث، ذلك عبر عنها بقولة”قيل”، ثم من هؤلاء الذين أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وآله؟
وهل وجد منهم أحد إلى زمان صاحب هذا القول؟
المحاولة السابعة(التفسير السابع):
ما ورد في فتح الباري (211:13) حيث قال:
“يغلب على الظن أنه عليه الصلاة والسلام أخبر بأعاجيب تكون بعده من الفتن حتى يفرق الناس في وقت واحد على إثني عشر أمرا ولو أراد غير هذا لقال: يكون أثنا عشر أميرا يفعلون كذا، فلما أعراهم عن الخبر عرفنا أنه أراد أنهم يكونون في زمن واحد..”وانتم ترون ما في هذه المحاولة من تعسف تأباه ظواهر الأحاديث.
هذه أبرز المحاولات التي دونتها مصادر مدرسة الخلفاء ، وهي محاولات مرتبكة، ومتعثرة، ومتكلفة، فلا بد من البحث عن محاولة صحيحة قادرة أن تعطي هذه الأحاديث مصداقها الواضح،هذا ما نتناوله في اللقاء القادم إن شاء الله تعالى.
العطلة الصيفية وخيارات أبنائنا(2): التوظيف المشروع الهادف للعطلة الصيفية:
ما يملكه أبناؤنا وبناتنا من طاقات وقدرات وأوقات لا يجوز أن يعبث بها أو أن تهدر في مسارات محرّمة، وفي ممارسات استهلاكية، وفي ضياعات قاتلة .
الإنسان مسؤول عن إمكاناته وقدراته وعن ساعات عمره، جاء في الحديث:
• “لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله من أين أخذه وفيما أنفقه، وعن ولايتنا أهل البيت”.
• وفي حديث آخر” أغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك،وحياتك قبل موتك”
أيها الأحبة:
ما أسوء حالنا أن نكون من الخاسرين يوم يأتي النداء” وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ”. إنه الموقف الصعب الرهيب بين يدي الرب العظيم” لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ *إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ “” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ *يوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ””حاسبو أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتهيئوا للعرض الأكبر…”
أيها الأحبة الأعزاء من الأبناء والبنات:
حذار حذار من الوقوع في المنزلقات المحرمة،وحذار حذار من هدر الطاقات والأوقات في غير طاعة الله سبحانه .
أما كيف يوظف أبناؤنا وبناتنا أجواء العطلة الصيفية توظيفا مشروعا هادفا؟
وما هي مسؤولية أولياء الأمور تجاه أبنائهم وبناتهم؟
فهذا ما يتناوله حديثنا القادم بإذن الله تعالى