الخطاب الواعي والهادف
وهنا يجب أن يمارس خطابنا دوره المتوازن، ومسئولياتهِ في حماية كلَّ الأهداف، وإننا على ثقة بأنَّ هذا الخطاب سوف يفوّن على أولئك المغرضين ما يرمون إليه من مخططات واضحة الدوافع والغايات.
وفي هذا السياق يجب أن نقول كلمةً نخاطب بها «السلطة السياسية» في هذا البلد، فإذا كان أحد يتحمل المسؤولية الأولى في فتح ملفات الصراع المذهبي عبر الصحافة والأقلام، فإنّه «السلطة السَّياسية» ونقولها بكل صراحة، وإذا لم تبادر السلطة من خلال أجهزتها المعنية إلى إيقاف هذا الاتجاه البغيض حفاظاً على سلامة هذا البلد وأمنه واستقراره، فإنَّ النتائج وخيمة جداً، وخطيرة جداً، المسألة ليست الرأي والرأي الآخر، والمسألة ليست حواراً علمياً موضوعياً نظيفاً، والمسألة ليست فرصاً متكافئة لكل الأطراف، ولكنَّ المسألة أقلام غير مهذبة لا تتقن إلاَّ لغة السب والقذف والتشهير، ولكنّ المسألة إثارات متشنجة لا تحمل الحب للآخرين.
ولكنّ المسألة فرص غير متكافئة تعطى لهذا الطرف دون الآخر.
أؤكد القول أننا نحّمل السلطة السياسية مسؤولية هذا الواقع، وقد قلناها في الكثير من اللقاءات مع المسؤولين، ولكننا لم نجد أيّ صدى لهذا القول.
فهل ينتظر المسؤولون في هذا البلد أن تقع الكارثة؟
وهل ينتظر المسؤولون في هذا البلد أنَّ تتفجر الفتنة؟
إننا على ثقةٍ أنَّ أغلب أبناء هذا الشعب سنة وشيعة يملكون من العقل والإخلاص ما يشكلّ ضمانة لحماية وحدة الصف، ولحماية إستقرار هذا البلد، إلاّ أنَّ الفتنة عمياء إذا استيقظت لا تترك للعقل فرصة، ولا تترك للإخلاص دوراً، فلتبادر السلطة لإسكات أقلام الفتنة قبل فوات الأوان.