في الذكرى السادسة عشر لرحيل الإمام الخميني
أيها الأحبة:
أي قيمه لهذا المهرجان … القيمة كل القيمة أن نجعل الإمام الخميني حاضرا في حياتنا , في وجداننا , في عقولنا في عواطفنا … وإلا لا قيمة للاحتفالٍ لا يملك إلا الضجيج والانفعالات والشعارات. من المهم جدا أن يدخل الإمام الخميني في قلوبنا في وجداننا في ضمائرنا ولكن الأهم من ذلك هو أن يدخل الإمام الخميني في كل حياتنا … فإذا استطعنا أن نعطي للإمام الخميني هذا الحضور نكون قد عشنا ذكراه , فذكرى الإمام الخميني ليس تاريخا نسترخي في أحضانه, وليس حدثا نتلهى بإعادة مشاهده وليس قصائد وأشعار نرددها.
إن ذكرى الإمام الخميني معلم بارز في تاريخنا المعاصر ومفصل هام في مسيرة الأمة .فأي تعاطي فاشل مع هذه الذكرى سوف يفقدها القيمة الكبيرة في حركة واقعنا.
وجهوا هذا السؤال إلى أنفسكم ,إلى عقولكم ,إلى قلوبكم ؟
كم من فكر الإمام الخميني استطعنا أن نحرك في فكرنا , وكم من روحه استطعنا أن نحرك في روحنا وكم من أخلاقه استطعنا أن نحرك في واقعنا , وكم من تقواه وورعه جهاده ونضاله وصموده وثباته استطعنا أن نحرك في حياتنا ؟
بمقدار ما نحرك من فكر وروح وصمود وتقوى وجهاد ونضال الإمام الخميني يتحدد مستوى التعاطي مع هذه الذكرى .
من المؤسف أننا لا نتعامل مع المناسبات الدينية إلا من خلال الشكليات والمظاهر ,هل يكفى لكي نرضي ضمائرنا أن نقيم للإمام احتفالا ثم يبقى الإمام بعيدا كل البعد عن كل واقعنا .. لا يكفي ذلك كما لا يكفى أن نقيم الاحتفالات بذكرى نبينا وأئمتنا ثم لا نعيشهم في كل واقعنا
أيها الأحبة …
هذه بعض لقطات من حياة الإمام الخميني آمل أن تكون دروسا عمليه نستفيد منها:فالإمام الخميني دنيا كبيره من العطاء, دنيا واسعة من الفكر والجهاد, فلن نستطيع أن نتناول دنياه الواسعة…ولكن هذه اللقطات لا تمثل إلا بعض المساحات وفي دائرة واحده هي دائرة الروحانية ولا يتسع هذا اللقاء إلى جميع المساحات . فدعونا نبدأ ببعض القطات وآمل أن تدخل هذه اللقطات تدخل إلى قلوبكم وأنا اعلم أنكم تحبون الإمام الخميني, فان كنتم تحبونه فتعلموا شيا من تقواه وتواضعه وورعه وخذوا من حياته منهجا ودروسا .
اللقطة الأولى: روحانية الإمام الخميني:
هي حالة العشق والإنشداد مع الله فالروحانية هي حالة السمو والخوف والاقتراب من الله بدرجه كبيره جدا , فلقد كان الإمام الخميني يملك درجة عاليه من الروحانية والذوبان والانصهار مع الله, ويتجلى ذلك بوضوح حينما يصلى فكل الذين يتحدثون عن الإمام يقولون :كان حينما يصلي وحينما يقرا القران يدعوا الله, كان يعيش تبتلا حقيقا مع الله تراه باكيا دامعا يقول:
حجة الإسلام توسلي: (لقد صليت مرارا مأتما بالإمام ضمن صف المأمومين وكان ملتزما بحالة المأمومين, فلا يطيل صلاته بل يقيمها بصورة عاديه وبسيطة لكنها مفعمة بالروحانية) تقول زوجة ولده :(كان الإمام يتغير حقا عند وقت الصلاة وكانت ابتسامة خاصة ظاهر على محياه في تلك اللحظات تجعل الإنسان يشعر انه في موعد للقاء مع من يحب )– فهو يرى في الصلاة لقاء العاشق مع المعشوق وأي معشوق اكبر من الله – فالروحانية ليس تصنعا ولا تكلفا وإنما هي تصنع في الإنسان بأسبابها,فما هي أسباب الروحانية؟
• الإخلاص والصدق مع الله فكن مخلصا وصادقا مع الله ستجد روحانية في صلاة ودعائك من اخلص لله أربعين يوما اجر الله ينابيع الحكمة على لسانه.
• طهارة القلب من الملوثات : من الحسد من الضغينة من الشحناء فالقلب الملوث لن يكون روحانيا أبدا.
• طهارة الجوارح من المعاصي : كيف يجد لذة العبادة من لا يصوم عن الهوى
• طهارة البطن من الحرام
هكذا كان الإمام الخميني … عاش الروحانية في أعلى درجاتها لذا فالنربي أنفسنا على الحب الصادق لله لنكون الروحانيين ولو بنسبة من روحانية الإمام رضوان الله تعالى عليه.
اللقطة الثانية: تهجده بالأسحار
من مميزات الإمام عشقه لصلاة الليل فمنذ شبابه إلى أخر لحظه من حياته ما ترك الإمام صلاة الليل أبدا فقد كان يعش عشقا غريبا لصلاة الليل وقد كان معروفا من المتهجدين.
اللقطة الثالثة: كان رضوان الله شديد الأنس بالقران
لقد كانت علاقته بالقران علاقة متميزة ولذلك كانت تلاوة القران فقرة ثابتة في برنامجه اليومي فقد كان يقرا ما تيسر من القران في سبعة أوقات كل يوم يكمل منها أربعة أجزاء, وهذه الأوقات هي : قبل صلاة الفجر وبعد صلاة الفجر وفي الساعة التاسعة صباحا وقبل صلاة الظهر وعصرا بعد ممارسته تمارين رياضة المشي وقبل صلاة المغرب بعد صلاة العشاء .
برنامج الإمام الخميني اليومي:
لقد نظم الإمام أوقاته بدرجه متناهية وفق برنامج يومي ,وهذا البرنامج تحدثت عنه ابنت الإمام زهراء فهي قريبه منه وتعرف برنامجه:
• الساعة السابعة صباحا: يستقبل الناس في مجلسه
• الساعة التاسعة : يقوم برياضة المشي لمدة نصف ساعة وهذه رياضته الدائمة ولم يتركها أبدا, وهذه الفترة الأولى للرياضة.
• يتوجه بعدها إلى غرفته ليقرا التقارير الواصلة من الدولة
• الساعة العاشر ه يستريح
• الساعة الحادية عشر يتهيأ لصلاة الظهر ويقرا قسطا من القران ثم يصلي النوافل
• الساعة الثانية عشر وقريب الواحدة يجلس مع عائلته بعض الوقت. ثم يتناول الغذاء ثم يتحدث مع عائلته ثم يستمع للأخبار ليراقب أوضاع الدولة وأوضاع العالم فهو دقيق في متابعة أوضاع العالم
• بعدها يستريح ساعة
• الساعة الرابعة يمارس المشي لمدة نصف ساعة وكان عند ممارسة المشي ينشغل بذكر الله أو يستمع للأخبار.
• ثم يطالع الصحف
• قبل الغروب يقرا القران ويتهيأ لصلاة المغرب
• بعدها يطالع الكتب
• في الساعة السابعة مساء يطالع الأخبار ليطلع على خلاصة الأخبار ثم يستمع للتقارير ثم يمارس التمارين الرياضية ثم يتناول العشاء وينام وبعدها يصلي صلاة الليل.