اللقاء المفتوح الأول مع سماحة السيد الغريفي
أقيم لقاء مفتوح لأهالي المنطقة مع سماحة السيد عبدالله الغريفي في يوم الأربعاء ليلة الخميس الموافق 18/5/2005 بمأتم النعيم الغربي و أن اللجنة المنظمة لهذا اللقاء ستواصل هذا اللقاء بمعدل مرتين في الشهر و سيستمر اللقاء لمدة ساعة و ربع فقط . و قد بدأ اللقاء بتلاوة عطرة لأحد القراء و ثم بين سماحة السيد نظرته للحوار بقوله:
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين محمد و آله الطيبين الطاهرين أحبتي في الله …يراد لهذا اللقاء أن يكون مفتوحا و عفويا بلا أي تعقيدات و بلا رسميات, نريد أن نلتقي ,نتفاهم , نعيش بعض همومنا. ننفتح على فكرنا الديني ,الثقافي, و الإسلامي. في حوار حول قضايانا الدينية قضايانا الثقافية و الاجتماعية. و أؤكد على أن هذا اللقاء لن يكون في صيغة محاضرة في متحدث و فيها مستمعون, المسألة ليست كذلك بل المسألة هي حالة من الحوار المفتوح و ربما أسمع أكثر مما أتكلم و ربما نأخذ تصوراتكم, فنريد لهذه اللقاءات أن تكون حيوية و بها شفافية و بلا أي لون من التعقيدات و سأترك المجال لكم لأحاديثكم و تصوراتك ثم نتبادل وجهات النظر. و أتمنى أن يكون اللقاء منوعا في قضايانا الفقهية الدينية العقائدية الاجتماعية حتى يكون اللقاء ميمونا إن شاء الله.
مداخلة
بداية أهنئكم على خطوتكم سماحة السيد لهذه اللفتة الكريمة في اللقاء مع الأهالي كما عبر عنه السيد بلقاء عفويا يجمع العلماء مع أهالي المنطقة في لقاء أتمنى أن يثمر و أن يخرج بنتائج ايجابية و محركة للحراك الاجتماعي في المنطقة. هناك عدة إثارة تحتاج منا إلى وقفة, تحتاج منا للجلوس مع العلماء لكي نتصارح, نريد أن نتصارح كما نتصارح داخل بيوتنا لكي نتمكن من حل مشكلاتنا في المنطقة و أتمنى من المتداخلين أن يكون لهم هذا النفس من التصارح. باعتقادي أن هناك أزمة اجتماعية في العلاقات بين أهالي المنطقة ليس بالشكل الظاهري لكن في ما يجري تحت الطاولة. فهناك حديث و جدال في أن مجلس طلبة العلوم الدينية غير متواصل مع أهالي المنطقة , و كذلك العلماء و صندوق النعيم و مركز النعيم الثقافي ليس هناك تواصل بين هذه المؤسسات و تنسيق بينهم. فكيف نتوقع حضور الآخرين إذا لم ننسق معهم و نتعاون معهم في مثل هذه المناسبات. هذا من جانب , و من جانب آخر الكل يعلم بأن في منطقتنا عدة تيارات لها امتداداتها, و عودتك قبل عدة سنوات فتحت باب الأمل بأن تجمعنا على كلمة واحدة. و لكن لازالت هناك جفوة بين بعض أهالي المنطقة لا أعلم سببها فهناك بقصد أو بغير قصد- لا يتجاوبون مع السادة العلماء, و يعتقد أنهم قاموا بتهميشه و هنا أعتقد أن هذه الخطوة هي البداية لحل هذه الإشكالية.
سماحة السيد
نشكر الأخ سيد رضوان, ولعل منطلقنا في هذا الحوار هو أن نتصارح و أن ينفتح بعضنا على بعض, بلغة بعيدة عن التعقيدات و المجاملات ولكن لغة حب, فلغة الصراحة أحيانا تأخذ شكل إلغاء الآخر و إسقاطه, و أحيانا لغة الصراحة لغة تنطلق من حب و شفافية و مودة, فنحن في هذه المنطقة أسرة واحدة, المفاصل الرئيسية في هذه الأسرة العلماء , مجلس طلبة العلوم الدينية, الصندوق, الحسينيات و المركز الثقافي. هذا المفاصل ليس من الصعب أن تتواصل و هي –بنسبة ما- متواصلة في الواقع. فمنطقتنا ولله الحمد أفضل بكثير من مناطق أخرى يها تسود بها الجفوة و منطقتنا –ولله الحمد- ليس بها مثل هذه الجفوة و الصراعات. نعم نحن نريد أن ترتقي بمستوى التواصل ,نزيل بعض ما يعلق في نفس هنا أو نفس هناك , نحتاج لمزيد من التواصل , مزيد من التقارب و مزيد من حلحلة بعض الحزازيات التي في نفس أحد هنا أو هناك . هذا التواصل يحتاج لمشروع من التواصل فنحن لا نريد تواصل عفوي بلا دراسة , فكل هذه المفاصل تريد أن تلتقي في أهداف واحده هي الارتقاء بالمنطقة و الحفاظ على هوية المنطقة و أصالتها و الابتعاد بها عن كل ما يهز قيمها, فكل هذه المؤسسات تتفق على هذا الأهداف و لكن مسألة التواصل تحتاج لرسم و على خطة مدروسة على كيفية التواصل بينها. و على هذه المفاصل أن تشكل حضور -و بالخصوص علماء الدين و طلبة العلوم الدينية- فهم يمثلون أب و راعي ينشر أبوته على المنطقة و بلا رسميات. و الناس مسئولين أيضا بدعم حركة علماء الدين و رجال الدين فالعالم لا يستطيع أن يتحرك بدون القاعدة و السند و بالخصوص المسئولين على بعض الأمور في المنطقة كرؤساء المآتم و الحسينيات عليهم أن يتعاونوا بشكل أكبر مع رجال الدين, و أتمنى أن لا يكون هناك جفوة بين أهالي المنطقة و لقاءاتنا عندما تكون في مختلف مناطق النعيم هذا بتصوري يزيل أي إشكالية أو جفوة إن كانت هناك جفوة و تجعلنا منفتحين على بعضنا البعض و لتبقى منطقتنا نموذج للروح المتواصلة, نموذج للتقارب, نموذج للحب , نموذج للمشروع الواحد, المأتم الواحد و نموذج للموكب الواحد. و أنا كلي أمل بأن المنطقة قادرة على تحقيق هذا.
مداخلة
بسم الله الرحمن الرحيم, في الماضي كان الناس يذهبون للعالم للاستفادة من علمه و في الحاضر كما نرى سماحة السيد هو الذي يأتي للناس و يجلس معهم فنتقدم لسماحة السيد بجزيل الشكر على هذه اللفتة الكريمة و ندعو الجميع باستفادة من هذه الحوارات بشرط أن لا يكون هناك جدل يضيع وقت الأخوة. لدي هنا نقطتان الأولى تتعلق بالروايات التي يطرحها الخطباء في عاشوراء بأن زينب (ع) لما رأت جيش يزيد بكت و طلبت من الحسين أن يردها للمدينة فقال لها هيهات و بعض الروايات الأخرى التي تظهر لنا زينب بحالة ضعف و جميعنا يعلم بأنها خرجت يوم العاشر و رفعت جسد أخيها و قالت اللهم تقبل منا هذا القرآن فما ممكن أن تبكي و أن تكون أقل من أنصار الحسين (ع) فهل هذه الروايات صحيحة أو لا. النقطة الثانية للأخوة في هذا اللقاء و الذي يشمل جميع أبناء المنطقة هناك عزوف شديد في حضور الفعاليات و اللقاءات في المنطقة, فالحضور يكون قليل جدا و في الغالب من المنطقة المنظم فيها الفعالية كشرق أو غرب, ففي الاحتفال المركزي لمولد الأمام العسكري (ع) في مأتم الشباب لم يتجاوز الحضور 150-200 شخص, فاحتفال مركزي في منطقة النعيم يجب أن يكون به حضور يمثل أهالي المنطقة و يكون به إظهار للوحدة و تشجيع للوحدة فلماذا هذا العزوف و لماذا هذا التقوقع على مآتم مناطقنا فقط.
سماحة السيد
بالنسبة للنقطة الأولي فإنه مما يؤسف له بأن كثير من القضايا التي تطرح من خلال المنبر الحسيني تحتاج إلى إعادة نظر, فلذلك نحن دعونا كثيرا إلى أن الخطباء يحتاج أن يطورون مستواهم , يطورون قدراتهم, يطورون كفاءاتهم. أجيالنا السابقة كانوا يتلقون فقط من المنبر لكن أجيالنا اليوم انفتحت على جو جديد على فكر جديد, هذا لا يعني التخلي عن تراثنا و أصالتنا لكن نحتاج إلى أن يطور الخطيب لغته, خطابه و أسلوبه. زينب ابنة أمير المؤمنين خرجت مع الحسين و مشروعها واضح. فليس من المعقول أن تكون قد خرجت و هي لا تعلم إلى أين هي ذاهبة فهي شريكة الحسين في كربلاء و خرجت معه و هي تحمل المشروع بكامله, خرجت بمشروع ثورة و قتال فالحسين خطابه الأول أوضح مشروعه و ما يقال بأنها طلبت من الحسين إرجاعها يتنافى مع مواقفها في كربلاء. فزينب جاءت من المدينة و هي تحمل هذا المشروع في ذهنها و عليها مواصلة المشروع بإرادتها كيف تعيش هذه الصورة من الهلع و الاسترخاء و التراجع, هذا إساءة لشخص زينب لكن الخطباء أحيانا يحالون استدرار الدمع بأي وسيلة. صحيح الدمعة مهمة جدا فالذين لا يريدون لدمعة الحسين أن تبقى يريدون أن تزول هذه المجالس فسر ديمومة الحسين هي هذه الدمعة و العيش مع المأساة التي تفرض علينا هذه الدمعة و البكاء, فيجب أن تبقى الدمعة و يبقى البكاء لكن بدون الإساءة لشخصيات كربلاء. فأي شخص يسيء لعنفوان و قوة الشخصية هو إساءة. وعلينا إعادة النظر في مثل هذه الروايات و عدم استدرار الدمعة و لو بخيالات فيها الكثير من إضعاف شخصيات كربلاء, و لعل أبسط و أقل شخصية في كربلاء تحمل صمود أكثر من هذا التي تصوره هذه الرواية. فنحن نتمنى لإعادة النظر في مثل هذه الرواية و هناك مؤسسات لإعداد خطباء مؤهلين بمستوى المرحلة . و في ما أكد عليه السيد في النقطة الثانية نتمنى أيضا يكون هناك حضور و مشاركة في كل فعالياتنا فلا يكون هناك خصوصيات, فأي مشروع ,فكري ,ثقافي ,ملتقى أو احتفال في أي منطقة من مناطقنا هو احتفال للمنطقة بكاملها, و نتمنى أن تعبر كل منطقة عن حضورها في المناطق الأخرى فهذا دليل عن تواصل و تلاحم ز أن لا نكون غائبين عن الحسينيات و المآتم, فالبرامج التي يكون بها تواصل تخلق هذه الروح و تخلق هذا التواصل و نتمنى أن ينموا أي نمو أكثر و نعيش مزيد من التواصل و التلاحم في أمورنا الاجتماعية و الخيرية و الثقافية .
مداخلة
في البدء أود أن أشكر سماحة السيد على هذا اللقاء و الذي كنا بحاجة إليه منذ فترة طويلة. لدي سؤالين هنا الأول يتعلق مشاريع الإسكان فكل مناطق البحرين تقريبا حصلت على مشاريع إسكان إلا منطقتنا عندما جاء الملك لزيارة المنطقة في مسجد السيد علوي و خاطبه السيد عبد الله الغريفي باسم البحرين و لم يطلب شيء لأهل النعيم و بقينا من ذلك اليوم على حالنا و تقدمت بقيت المناطق بخدمات إسكان و ما شابه إلا منطقتنا لم يتقدم أحد حتى الآن بهذا الموضوع و نحن في مركز شباب النعيم نحمل مشروع زيارة لكنه لم يتخذ حتى الآن بغيت التشاور أولا مع العلماء في المنطقة. الموضوع الثاني هو أن المؤسسات الحسينية لا يوجد بينها تنسيق في أوقات القراءة و يصبح بينها تضارب في الأوقات فنرى أن الأعداد تزداد في حسينيات على حساب أخرى فنرجو أن يكون هناك تنسيق بين الحسينيات
سماحة السيد
نتمنى أي يكون هناك نوع من التواصل و التخطيط و التشاور و يكن أن تنطلق المنطقة بطلباتها رغم أننا لا نميل إلى أن نستجدي في طلباتنا ولكن يجب أن نتكلم بلغة الحقوق, وكما تفضلتم فإننا في خطاباتنا العامة نتكلم عن هموم الناس بشكل عام و ليس بهم منطقة معينة لكن أبناء المنطقة في ما هم مسئولون عن المؤسسات و الحسينيات يجب أن يفكروا في موضوع للنهوض بالمنطقة في متطلباتها و حقوقها. فهناك مجلس بلدي و هناك مجلس علمائي و هناك مسئولي حسينيات و هناك صندوق خيري و هناك مركز ثقافي, فليكن هناك تشاور و تداول للنهوض بحقوق المنطقة, فالمنطقة بالا شك لها الكثير من الحقوق و هناك استحقاقات للمنطقة و من خلال التشاور يمكن النهوض بحقوق المنطقة. صحيح أن علماء الدين مسئوليتهم أن يخلقوا حس عند الناس لكن النهوض بالاستحقاقات مسئوليتكم أنتم كمسئولين بالحسينيات, كمسئولين صندوق, كمسئولين مراكز ثقافية و كمسئول بلدي مسئوليتكم جميعا أن تفكروا في احتياجات المنطقة و أن تفكروا في طريقة عملية للمطالبة بهذه الحقوق. أما مسألة التنسيق في الأوقات فأنا أؤيدها وضرورة و جود حالة مركزية بين الحسينيات حتى يتم تنسيق أوقات المجالس بالطريقة التي يستطيع الناس جميعا المشاركة في كل المجالس, و خصوصا أننا نطالب بالحضور في جميع المناطق لا يمكن و الحال أن عدة مجالس تقرأ في وقت واحد, قد يتعذر البعض بأن الوقت لا يتسع و باعتقادي أنه لو نظمنا بعض أوقاتنا لوضعنا برنامج لحضور نسبة كبيرة في جميع مجالس المنطقة فنحن نريد أن تكون كل مجالسنا فاعلة و حية و هذا يحتاج لبرمجة و يحتاج لتنظيم وقت و تنسيق دائم و هذا ما نتمناه أن يمارسه مسئولي الحسينيات و القائمين على هذه المشروعات المجالس.
مداخلة
دعوتكم سماحة السيد للصراحة في الحوار دعوة كريمة و أتمنى أن يتقبلها الجميع. مداخلتي تحوي نقطتين ,في البدء سمعنا الكثير عن التلاعبات التي صارت بإدارة الأوقاف و أعتقد -كفرد من المجتمع- بأن المجتمع مسئول في المحافظة على أموال تركها أجدادنا لخدمة القضايا الاجتماعية المعاشة, وأعتقد أنه يكفي ما تركنا به الموضوع دون أن تكون هناك متابعة جادة من المنطقة لقضايا الأوقاف المتعلقة بالمنطقة, فمعظم مناطق البحرين و من خلال العمل الهادئ عملوا على حصر و معرفة الأوقاف التي تخص المنطقة و كم إيراداتها و أين تصرف هذه المبالغ قبل أن يفوت الأوان. فأتمنى أن تكون هناك لجنة مشتركة قد يلعب دور بها الصندوق أو أي مؤسسة أخرى تتابع هذه الأوقاف. النقطة الثانية تتعلق بالخمس, أعتقد أنه من المهم كفرد أين يصرف الخمس و كيف تدار أموال الخمس فهناك الكثير من الأماكن في دول إسلامية أخرى هناك جهة متابعة و جهة حسابات و إرشادات إدارية واضحة و معروفة فلماذا لا تكون مثل هذه الجهات هنا بالبحرين و هذا أمر –باعتقادي- يجعل الناس من دفع هذا الخمس الواجب.
سماحة السيد
في ما يتعلق بمسألة الأوقاف فنحن كعلماء بالبلد نحمل هم إدارة الأوقاف وليس إدارة الأراضي فقط. هذا الهم واضح في خطاباتنا و واضح في ندواتنا و واضح في اتصالاتنا مع المسئولين, و نحن في عاهل البلاد قلنا أننا نحن لنا مشروعنا حول الأوقاف و من حق الطائفة أنها هي تتصدى لإدارة أوقافها, فإدارة أوقاف تخصني ,تخص حسينياتي و مساجدي لا يمكن أن لا تكون للطائفة حق و دور في هذه الدائرة.تؤسس دائرة الأوقاف و تشكل إدارتها من دون أن تستشار الطائفة و لا علماء الطائفة هذه مسألة لا يمكن أن نتقبلها و بالخصوص أن مسألة الأوقاف شأن فقهي فيه مسائل التصرف في الأوقاف و الحسينيات و المساجد و وقوفات الحوزات,لذا نحن قلناها بصراحة أنه يجب أن يكون للطائفة و علمائها دور في إدارة الأوقاف و قد تقدمنا بمشروع بهذا الخصوص و لم يأتنا الرد حتى الآن و نحن لا نزال مصرين على مشروعنا, يمكن أن يصدر قانون بتعيين شخص من قبل الملك و لكن بعد أن يتشاورون معنا فنحن المعنيين بشأن أوقافنا, من يمثلني في أوقافي, من يشرف على أوقافي من الناحية الدينية و الفقهية, فنحن بحاجة لإشراف فقهي و بحاجة إلى كفاءات إدارية لإدارة المؤسسة و لا نقول بأننا سنكلف علماء بإدارة الأوقاف فهو بحاجة لخبرات و كفاءات, و نطالب أن تكون الأوقاف مؤسسة أهلية منفصلة عن الجانب الرسمي. في ما يتصل بكل منطقة فأعتقد أن كل منطقة أيضا مسئولة, فمسئولي الحسينيات و المساجد باعتبارهم المعنيين بهذه الوقوفات عليهم أن يتحركوا و أن يطالبوا بمعرفة ما يتعلق بأوقاف الحسينيات و المساجد و من حقهم المطالبة و على إدارة الأوقاف إطلاعهم بكل ما يخص الأوقاف لمنطقتهم. كذلك أؤيد تكون لجنة في المنطقة لمتابعة أوقاف المنطقة و طريقة صرف دخل الأوقاف بالمنطقة. في مسألة الخمس أنا مع الأخ السائل في ضرورة معرف أين يذهب هذا الخمس و أين يصرف, بعض العلماء الواضحين في مشاريعهم الثقافية أو الاجتماعية أو التربوية أو الدينية تمد أساسا من الخمس فليس لنا مصادر أخرى, فمشروع المجلس العلمائي هذا المشروع الذي يشكل طموح كبير و يريد أن ينهض بمشاريع كبيرة على مستوى البحرين, ربما يتساءل البعض عن هذه المشاريع أين هي, من الطبيعي أن المشروع ما زال في بدايته فعمره لا يتجاوز الستة أشهر بعد و هناك مجموعة من البرامج تحتاج إلى تأسيسها و إطلاقها و نأمل أن ينهض المجلس بهذه المشروعات. هذه المشروعات-سواء من خلال المجلس أو من خارج المجلس- تنطلق أساسا من خلال الحقوق الشرعية, قد تكون هناك مساهمات من هنا أو هناك لكن المصدر الأساسي هو الخمس. المشروعات واضحة في ما يتعلق بالخمس و أولها الحوزات فجميع الحوزات في البحرين قائمة على الحقوق الشرعية, و كذلك الحوزات الأم-في النجف و قم- قائمة أيضا على الحقوق الشرعية, و أيضا لجاننا الخاصة بدعم الناس و دعم المحتاجين و اللجان الخاصة بمساعدة الناس إلى جانب الصناديق, فهناك لجان علمائية مساحة نشاطها أكبر من مساحة نشاط الصندوق الذي ينحصر في منطقة معينة لتغطي هذه اللجان البحرين بكاملها, و كثير من علمائنا لهم لجان مختصة بكثير من شئون الناس و يمكن تطالبوا لتجلس لجنتنا المالية الخاصة معكم و تحدثكم عن نشاطها و عملها على مستوى البحرين, و من حق الناس أن تعرف أين تصرف الأموال التي دفعوها, و كذا خدمات الناس الاجتماعية سواء في العلاج, في الزواج أو في كل شئون الناس الحياتية لنا لجان مالية متخصصة. لدينا أيضا شرح كامل في كل ما يدخل من حقوق شرعية و في كل ما يصدر, كل ما يدخل من الصعب عرضه على الناس لأنه ليس كل الناس يرغب في طرح أسمائهم و لكن يمكن أن يعلن كم الدخل الشهري هذا ممكن, و كذا مصادر الصرف لا يمكن طرح أسماء لكن يمكن أن نبين حقول الصرف و مبالغ الصرف و نتمنى أن يكون هناك مصارح في هذه الأموال فهي ليست لنا و إنما نحن أمناء عليها فقط و من الضروري أن يصرف في موارده. قد يقول قائل بأن أموال الحقوق الشرعية يمكن أن تستثمر و يكون عائدها رافد من الروافد الدائمة كما هو الحال في لبنان على سبيل المثال و عدم الوقوف على ما يدفعه الناس, نتمنى ذلك و إن كان بعض الفقهاء يستشكل في استثمار الحقوق الشرعية لكن يمكن أن ننطلق بمشروعات أخرى تدعم أهدافنا و مشروعاتنا و نحن ليس لدينا أي مشكلة بذلك و يمكنكم أيضا طلب لقاء لمعرفة مصارف الحقوق الشرعية فنحن يمكن أن نفتح لكم المجال في ذلك.
مداخلة
هناك بعض علماء الدين الذين يؤمون صلاة الجماعة يتأخرون على صلاة الجماعة لهذا بعض المؤمنين لا يحضرون إلى الصلاة فما رأيكم بهذا
سماحة السيد
نتمنى من أئمة الجماعة المحافظة على أوقات الصلوات إلا إذا كان التأخير بطلب من المنطقة ليتمكن الناس من الحضور لصلاة الجماعة
مداخلة
بعد تسديد الأقساط المستحقة تقوم الوزارة المعنية بإعطاء المواطن البيت على أنه هبة, فهل يصبح البيت ملكا للمستفيد أم أنه يكون معلقا من الناحية الشرعية على أساس أن الحكومة غير شرعية و بحاجة إلى تصريح من الحاكم الشرعي ليصبح ملكا للمستفيد؟ و ما حكم الصلاة و الصيام فيه؟
سماحة السيد
على رأي من يرى أن الأموال الحكومية مجهولة المالك يحتاج إلى إذن من الحاكم الشرعي, و البعض يرى بأنه بمجرد كون البيت تحت تصرفه فهو مالك له, صحيح هو لم يبني البيت فيملكه بأن أحيا الأرض. هناك بعض الآراء تقول بأن الجهة (الشخصية الاعتبارية كالحسينية أو الدولة و ليس الفرد) لا تملك و هذا بغض النظر عن كون الجهة شرعية أو غير شرعية, فعلى رأي من يقول بأن الجهة تملك فبمجرد استلامه البيت يكون قد ملكه حتى قبل دفعه الأقساط, و الرأي الآخر الذي يشترط إذن الحاكم الشرعي فيمكنه الحصول على الإذن من الحاكم و يحصل على الملكية بمجرد صدور الإذن.
مداخلة
نرجو من سماحة السيد حث الشباب المؤمن و بالخصوص طلبة العلوم الدينية لحضور الفعاليات التي تنظم في المنطقة
سماحة السيد
نتمنى أن يكون لعلماء الدين حضور فاعل في البرامج و الفعاليات و الشباب معنيين هنا بالدرجة الأولى, صحيح أن آبائنا هم البركة و هم المشرفين على وضع المنطقة, لكن حيوية المنطقة و نبضها هم الشباب, الشباب النابض, الشباب الفاعل هم حيوية المنطقة فعندما يموت النبض الشبابي في المنطقة تموت حيوية المنطقة و هم مسئولي المستقبل.
مداخلة
سماحة السيد هناك هم كبير نحمله و هو مسألة العزاء, فالعزاء في شهر محرم و صفر بدأ في تناقص, شبكة النعيم طرحت الموضوع لكن أعتقد أنه يراد له أن يطرح بصورة أوسع. يراد أن يكون يتعاون القائمين على العزاء مع المسئولين, وكذا طريق العزاء طويل جدا و الكثير من المعزين يسيرون ببطء فالكثير لا يمكنهم السير مع العزاء بسبب هذه المسافة. النقطة الثانية تتعلق بالصندوق, الصندوق بحاجة لجيل من الشباب و على الآباء أن يحثوا أبنائهم لتحمل المسئوليات في المؤسسات المحلية. أيضا هناك مشكلة أخرى تتعلق بالطائفة ككل, ففي شهري محرم و صفر تستجدي الطائفة من الدولة أن تطرح مشروعنا العزائي إعلاميا, فلماذا لا تكون هناك و ولو محطة إذاعية لبث هذه الشعائر.
سماحة السيد
بالنسبة للعزاء أقترح أن تشكل لجنة من مسئولي العزاء في المنطقة مع مجموعة من العلماء و يدرسون ظاهرة التناقص و أسبابها بشكل علمي, فأنا يمكنني أن أحدث الناس و أشجعهم على المشاركة في العزاء لكن هذه المشكلة تحتاج إلى جلسات علمية متأنية و هادئة لمعرفة سبب هذا التناقص و طرق علاجه, كذا يمكن أن تحوي هذه اللجنة شخصيات أخرى يمكن أن تثري هذا اللقاء. في المجلس العلمائي عندنا مشروع لعمل مؤتمر لتقييم الموسم العاشوري في البحرين, تقييم الخطاب الحسيني, تقييم المواكب الحسينية و تقييم الخطاب الحسيني. هذا على مستوى البحرين أما على مستوى المنطقة يمكن أن يكون ملتقى نقيم به الموسم العاشوري في المنطقة وليس العزاء فقط, يضم هذا الملتقى مسئولي الموكب, مسئولي المآتم, العلماء و شخصيات مثقفة و ليس الجماهير ليكون مركز ويخرج بنتائج نحاول أن نطورها. بالنسبة لبرامج الإعلام صحيح نحن بحاجة لوسائل إعلام و بعض مؤسساتنا بدأت بالفعل في مواقع الكترونية خاصة في البث العاشوري و نتمنى أن تكون لنا محطة فضائية أيضا, صحيح هذا يحتاج لقدرات و إمكانيات لكنه ليس بكثير على طائفة و لا حتى على جماعة لو اجتمعت جهودها و مواردها المالية. أما في ما يتعلق بحث الشباب للانخراط في الصندوق نأمل أن يكون للصندوق حضور حقيقي, يوم يكون له حضور حقيقي و فاعل بنشاطه هو يمكن أن يجتذب الشباب, و أتمنى لمؤسساتنا أن ترفد من قبل شبابنا فهم العماد لكل مشروع.
مداخلة
أعتقد أن الشباب مبادر فلديه توجهات أن ينخرط في المؤسسات لكن المشكلة هي أنه لا يوجد فراغ كي يشغله الشباب, فالفراغ ملئ بوجوه قديمة, سواء قديمة في العمر أو المركز, فأقول حان لتلك الوجوه التي هرمت عمرا أو عطاء أن تتنحى , فالشباب قادر على أن يعطي الكثير و لكن بإعطائه الفرصة , و ليس شرطا أن يكون ناجح تماما فبعض الأحيان نضع ما هو صعب لكي نقول من البداية أن هذا الإنسان لن يعطي الصورة الكاملة. النقطة الثانية نحن بحاجة أن نرفع المستوى الاقتصادي لكل الوطن ولكن فلنفكر أولا في منطقتنا, لينهض الإنسان بفكره و طاقته يحتاج لإشباع حاجاته الاقتصادية و إشباع بطنه, فالحكومة تمارس سياسة التجويع و أعتقد أنه لا بد أن تكون لنا برامج قابلة للتطبيق ينهض بها سكان المنطقة و مسئوليها, فلماذا لا تكون عندنا مشاريعنا الإقتصادية التي تعود بفائدتها على أهل المنطقة و لماذا لا تكون عندنا جمعية تعاونية.
سماحة السيد
أنا مع ضرورة إعطاء الشباب الفرصة لممارسة دورهم, و رغم ما تملكه شخصيات تاريخية في هذه المشاريع من خبرة وكفاءات و قدرات فيجب أن نستفيد منها, و لكن علينا أن نطعم تدريجيا المؤسسات الأهلية بقدرات شابة دون تنحية الشخصيات التي تملك الخبرة و الكفاءة, فمسألة تنحية الشخصيات التي هرمت عمرا لا زالت تملك خبرات قد لا يملكها شبابنا المتحمس بقدراته الفكرية و الثقافية, فيجب أن تبقى بعض الشخصيات التي تشكل ضرورة في استمرارية المشروع و تطعيمها بالتدريج بالشباب إلى أن يستلموا المؤسسات مستقبلا بعد أن يبرهنوا قدراتهم و أن لا نبقى إلى الأبد في مراكزنا و أن لا نكون دكتاتوريين في مؤسساتنا. بالنسبة للنقطة الثانية أنا مع الأخ الشاب في ضرورة وجود مشروعات استثمارية ترفع الوضع المعيشي لأبناء المنطقة, فالمنطقة بها تجار و بها بعض القدرات المالية و هذا الموضوع مطروح على مستوى البحرين فالتجار يمكنهم طرح بعض البرامج التي تساعد على رفع الدخل لبعض الشباب و عدم الشكوى فقط من البطالة دون التوجه لحلها إذا لم تحلها الدولة. كذلك نحن نطالب إلى جانب سد احتياجات الناس نطالب بالإرتقاء بالجانب الروحي و الثقافي عند الناس أيضا بشكل متوازن, فهناك بعض الدعوات تدعوا لملء بطون الناس دون الالتفات لدين و خلق و قيم الناس, بل يجب أن يكون هناك توازن في حاجات الناس المادية و حاجات الناس الروحية و المعنوية و هذا ما يطالب به الدين.
مداخلة
هناك ثلاث جهات في المنطقة مهتمة بدعم الأسر المحتاجة في المنطقة و هم الصندوق الخيري و لجنة سماحتكم و مشروع المرحوم الحاج عبدعلي آل نوح فهل هناك تنسيق في ما بينها لكي لا تكون ازدواجية في عملها و ما هو تصور سماحتكم في عمل هذه الجهات الخيرية الثلاث لدعم الأسر المحتاجة؟ و هل أنتم راضون عن عمل الجهتين الأوليتين لأن الجهة الثالثة و هي مشروع الحاج عبدعلي آل نوح حديثة العهد.السؤال الثاني هو أن الشخصية العلمائية الأبرز في المنطقة تقوم بإمامة صلاة الجماعة فنحن نطلب من سماحتكم و لو ليلة في الأسبوع لإمامة صلاة جماعة مركزية في المنطقة و الهدف الأساسي منها هو جمع أبناء المنطقة و توطيد الأواصر بين أفرادها.
سماحة السيد
في المنطقة ثلاث جهات كما تفضلتم ولجنتنا المالية على مستوى البحرين وليست بحدود المنطقة فقط و الصندوق للمنطقة فقط و البرهامة و هي من حدود المنطقة و مشروع الحاج عبدعلي آل نوح لها بعض الامتدادات خارج المنطقة و الحيز المشترك بين هذه اللجان الثلاث هي المنطقة, إذا يجب أن تكون هناك لقاءات و تنسيق لعمل مشترك في المنطقة على الأقل أو أن تبقى كل لجنة تعمل لوحدها, فأنا أدعو و الأستاذ عبدعلي و هو أحد المعنيين في منطقتنا إلى أن يتقدم بمشروع تنسيقي بين الجهات الثلاث للتنسيق بينها في هذا الشأن و أتمنى أن نخرج بمشروعات استثمارية مشتركة بينها. في ما يتعلق بصلاة الجماعة فأنا تركي لصلاة الجماعة ليس خيار إراديا حتى أستطيع أن أتنازل عنه فهناك بعض الإشكالات الشرعية الخاصة بي أمامي و عند زوال هذه الإشكالات يمكن تكون هناك صلاة مركزية و نتمنى في يوم من الأيام أن تزول هذه الإشكالات و أتمكن من مزاولة صلاة الجماعة.