الفتنة الطائفية في العراق
ان جرائم العنف والقتل التي تمارس في العراق وآخرها جريمة المدائن الشنعاء، اذ ذبح عدد من الشيعة الابرياء بطريقة بشعة، قطعت رؤوسهم وألقيت جثثهم في نهر دجلة وفيهم الاطفال والنساء والشيوخ… هذه الجرائم وأمثالها يستنكرها كل من يحمل ذرة من دين وضمير وانسانية، ويستنكرها كل الغيارى وكل الشرفاء في العراق وفي خارج العراق.
والسؤال الذي يطرح دائما: ما الدوافع وراء هذه الأعمال الاجرامية؟ ومن أولئك الذين يقفون وراءها؟ لا شك ان هذا العبث بالأرواح والدماء يستهدف أمن العراق، واستقرار ووحدة ومصلحة العراق، وشعب العراق.
ولا شك ان هذه الممارسات الارهابية الشائنة يقف وراءها اعداء العراق ومن يريد الشر بالعراق وبأبناء العراق، يقف وراءها مجموعة قوى تشابكت مصالحها وأهدافها، وتلاقت مخططاتها للاضرار بالعراق وتدمير مقدراته… هذه القوى يهمها أن يبقى الوضع الأمني في العراق منفلتا، وان يبقى الوضع الاقتصادي متدهورا، وان يبقى الوضع السياسي مرتبكا… وتنتظم في داخل هذه المجموعات المتشابكة الاهداف والمصالح قوى النظام البائد، وقوى الشر والارهاب الموجه من الخارج، والقوى الطائفية الحاقدة، وتتحمل أميركا كل المسئولية فيما يحدث، وتتحمل العناصر المتسللة الى أجهزة الدولة من بقايا أزلام النظام الصدامي مسئولية كبيرة في ذلك.
والمسألة التي يهمنا التنبيه اليها هنا هي تلك المحاولات المشبوهة التي تتحرك لاستغلال هذه الاعمال الشائنة في استثارة الفتنة الطائفية في العراق، بتحميل سنة العراق مسئولية هذه الاعتداءات، واستثارة مشاعر الشيعة ضد اخوانهم السنة… الامر الذي ينذر بفتنة طائفية عمياء لو قدر لها – لا سمح الله – ان تتحرك فستأكل الأخضر واليابس، وستحرق الحرث والنسل، ولا يعلم مدى نتائجها المرعبة الا الله سبحانه.
الذين يمارسون هذه الجرائم لا يمثلون السنة في العراق، لقد عاش العراق تاريخا من الوئام والمحبة والصفاء بين السنة والشيعة، ولم تعرف مجتمعات العراق أي شكل من أشكال الصدام المذهبي، على رغم محاولات النظام البائد اعتماد النهج الطائفي. ان الضرب على وتر الطائفية نغم نشاز، فيجب على السنة والشيعة ان ينتبهوا الى خطره وآثاره المدمرة، وقد حذر مراجع الشيعة في العراق، وحذر علماء السنة المخلصون من أي موقف قد يؤدي الى اثارة الفتنة التي تسعى جهات مشبوهة الى اشعالها.
حذار حذار من الفتنة الطائفية في كل مكان… انها فتنة عمياء لا تبقي ولا تذر، ويجب على أنظمة السياسة في بلداننا العربية والاسلامية الحذر كل الحذر من اللعب بأوراق الطائفية، وأوراق التمييز، لكي لا تكون شعوبنا هي الضحية.