السيد في الصحافة

صحيفة الوسط:الغريفي لا نكرس الطائفية… ونحلم بمجلس علمائي يجمع السنة والشيعة

الغريفي في كلمته “التأسيسية” الخاصة بـ “النخبة”:
لا نكرس الطائفية… ونحلم بمجلس علمائي يجمع السنة والشيعة


الوسط – عقيل ميرزا
أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي العلمائي السيدعبدالله الغريفي “ان مشروع المجلس الإسلامي العلمائي ليس تكريسا للمذهبية الطائفية وإن انطلق في دائرة هذا المذهب، وقد حرص نظامه الداخلي على أن يؤكد الأهداف الإسلامية العامة.


ونتمنى أن يأتي اليوم الذي يشهد ولادة مجلس علمائي ينظم كل علماء البلد سنة وشيعة، ويحمل خطابا إسلاميا واحدا في مواجهة الخطاب الإسلامي الذي أخذ يفرض حضوره الثقافي والسياسي في الكثير من مواقع الساحة، ومادام خطابنا الإسلامي يعيش التشظي والتنافي فإن ذلك يعطي الخطاب الآخر قدرة الحركة وقدرة الاختراق، وقدرة الهيمنة”.


جاء ذلك في كلمة ألقاها الغريفي على الأعضاء المؤسسين في أول جلسة تأسيسية حصلت عليها “الوسط”، إذ بين فيها كيف ولدت فكرة المجلس والعقبات التي يمكن أن تعترض هذه الفكرة، وكيف سيتم التعامل معها، حاصرا ذلك في ثماني ملاحظات.


وأوضح كيف أن المرحلة الحالية مرحلة تحمل الكثير من التعقيد، والكثير من التحدي، إن لم تكن هي الأصعب تعقيدا، والأكثر تحديا، ليس على مستوى هذه الساحة، بل على مستوى كل الساحات، في هذه المرحلة التي تفرض الضرورة، وتفرض المسئولية على علماء الدين، وعلى كل العاملين الإسلاميين أن يكونوا في مستوى ضرورات المرحلة وفي مستوى تحدياتها، مشيرا إلى أنه من هنا تكون الحاجة كبيرة إلى مشروع ينظم الطاقات والقدرات والإمكانات.


وقال “تعبيرا عن هذه الحاجة، وانطلاقا من مسئولية الموقف جاءت فكرة المجلس الإسلامي العلمائي، والتي مثلت هما ظل يتحفز منذ زمن طويل، ولم يكن هذا الهم وليد اللحظة الراهنة، وإن كان لضرورات المرحلة دورها في استنهاض هذا الهم، وإنتاج مبرراته العملية الأمر الذي فرض أن يتحول الهم إلى مشروع يبحث عن مكونات الحركة والتفعيل”.


وأضاف “قد يقال: ألم تكن ضرورات هذا المشروع ومبرراته قد سبقت هذا الزمن بكثير، فلماذا بقي الهم نائما، ولماذا بقي هذا المشروع غائبا؟ ونقول: إن الهم لم يكن نائما عند الكثيرين، كان حالا تعيش التحفز دائما، تبحث عن أجواء تتنفس فيها، وتبحث عن ظروف موضوعية تتحرك من خلالها، وولدت محاولات انطلقت هنا وهناك، وهي محاولات صادقة، إلا أنها لم تتجذر مشروعا قادرا على الانطلاق لأسباب وعوامل لا أجد ضرورة لتناولها هنا”.


الفكرة ليست انفعالا آنيا
وشدد الغريفي على أن فكرة المجلس الإسلامي العلمائي لم تكن انفعالا آنيا نتيجته أوضاع طارئة، بل كان حصيلة تفكير جاد ولقاءات مكثفة، ودراسة متأنية، وضعت في حساباتها كل المكونات المتحركة في الساحة وكل المعوقات والإشكالات وكل العناصر التي تشكل البنية الداخلية للمشروع.
وذكر “ان الفرصة للمراجعة والمحاسبة مفتوحة بعد أن تمارس التجربة حركتها على الأرض، ما يعطي للتقويم جديته وصدقيته، وحتى لا تتحول الرؤى والحوارات إلى حال من الاستهلاك، الأمر الذي يعقد ولادة المشروع وانطلاقاته”.


وأكد الغريفي أن “مشروع المجلس يحمل طموحات كبيرة، ونجاحه متوقف على درجة كبيرة من الإخلاص، ودرجة كبيرة من الوعي والبصيرة، ودرجة كبيرة من التقوى والورع، ودرجة كبيرة من الحركية والفاعلية والنشاط ودرجة كبيرة من التفاني والعطاء والتضحية، وإذا أردنا لهذا المشروع أن يمارس دوره وأن يحقق أهدافه فيجب أن نكون بمستوى هذا الدور، وبمستوى هذه الأهداف”.


نتعاون مع من رفضوا الدخول
وفي سياق كلمته ذكر الغريفي عددا من الملاحظات أكد فيها أن “المجلس العلمائي الجديد يعتز بالأبوة الروحية لبعض العلماء ممن لا تسمح أوضاعهم بالانضمام إلى عضوية المجلس من أمثال سيدجواد الوداعي، وقد بارك المشروع وأيده، وأبدى كل الاستعداد للتعاون معه”.
وأشار إلى أن “المجلس العلمائي سيتعاطى بكل حب وشفافية وتعاون مع العلماء وطلاب العلوم الدينية ممن لا تتوافر لديهم القناعة في الانتماء إلى هذا المجلس مادامت مواقفهم لا تشكل تنافيا واضحا مع أهدافه، وإن مجرد الاختلاف في الرأي لا يبرر “القطيعة”، وإننا ندعو إلى الحوار الهادف في قضايا الاختلاف من أجل الوصول إلى مواقف مشتركة”.


نتكامل مع المشروعات الشبيهة


وأكد الغريفي أنه “إذا ولدت في الساحة مشروعات شبيهة تلتقي مع أهداف  المجلس الإسلامي العلمائي” أو تقترب منه فسنتكامل معها من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، وإن كنا نتمنى أن تلتقي الجهود في مشروع موحد، فإن ذلك يعطي للمشروع قوته وحضوره، ومع تعذر هذا التوحد فالتعاون والتكامل هو خيارنا، ولن نسمح لأنفسنا بأن نتحول إلى بؤر توتر وخلاف وصراع، فالمجلس العلمائي يؤكد ضمن أولوياته وحدة الصف العلمائي وحماية الواقع من كل الانقسامات والتناقضات التي تشكل خطرا على سلامة الأهداف والتوجهات”.


نتوقع الصعوبات ولن نيأس
وفيما يخص الصعوبات التي يمكن أن تواجه المشروع قال الغريفي “لا نشك في أن مشروعا في هذا المستوى من الأهمية والخطورة ستواجهه الكثير من الصعوبات والتحديات والإشكالات، إلا أننا وبعد التوكل على الله عز وجل نملك إصرارا كبيرا وعزيمة صادقة على أن يتحرك هذا المشروع، فإن حالفنا النجاح فذلك بتوفيق الله تعالى وفضله وتسديده، وذلك أقصى ما نصبو إليه، وإن فشلنا في هذه التجربة فسنحاول ونحاول، ولن نترك لليأس أن يجهض هذا المشروع، وإن فشل تجربة أو أكثر من تجربة لا يعني أن يموت المشروع، ومسئوليتنا أن نعيد القراءة والتقويم للتجربة فلعلنا نكشف أسباب الفشل، ونؤسس لعوامل النجاح”.


لا نزعم أننا نمثل كل العلماء
وأبدى الغريفي في كلمته وجهة نظر مرنة عندما قال “لا نزعم أن هذا المجلس هو الممثل لكل العلماء، وإنما يمثل مجموعة ممن توافقت إراداتهم وقناعاتهم على تأسيس هذا المجلس، واختيار الاسم واضح لتأكيد هذا المعنى، وإننا نحترم إرادة وقناعة الآخرين من العلماء الموجودين في الساحة، وليس من حقنا أن نصادر وجودهم، وكل ما نأمله أن يتوحد الخطاب في هذه المرحلة الصعبة”


نقبل النقد والمحاسبة
وأبدى مرونة أخرى عندما أكد تقبل النقد برحابة صدر، وقال “إننا لا نرفض النقد والمحاسبة مادامت الأهداف نظيفة، ومادامت اللغة نظيفة ومادامت المعايير في النقد والتقويم سليمة، بل إن مسئوليتنا الشرعية تفرض أن نمارس نقدا ذاتيا من أجل حماية المشروع، ومن أجل اكتشاف النواقص والثغرات، وحتى لا تتراكم الأخطاء، فلسنا معصومين، ولا يصح أن نقدس نقاط ضعفنا، إذا كنا مخلصين لأهدافنا، صادقين مع أنفسنا”.


نرفض الانتماء الشكلي إلى المجلس
وشدد الغريفي على أن يكون الانتماء إلى المجلس انتماء حقيقيا، وقال “ما نفهمه من معنى الانتماء إلى هذا المجلس هو أن يتحول كل واحد منا مشروعا متحركا يجسد الأهداف بصدق وإخلاص في أي موقع من مواقع المسئولية، وأما إذا أصبح الانتماء انتسابا شكليا فإنه يفقد هذا المشروع مضمونه ودوره وحركته… صحيح أن فاعلية الهيئة المركزية تعطي للمشروع صدقيته وحضوره، وتعطي لكل الأعضاء حركتهم وأدواتهم الجادة، غير أن العضو نفسه إذا لم يتوافر على الحركية الهادفة، والانتماء الفاعل فإنه يكون سببا في خلق الشلل والركود وتلكؤ الأعمال والفاعليات”.
وختم الغريفي كلمته بالقول “إن اللقاء يشكل حضورا تاريخيا سيبقى في ذاكرة الأجيال عنوان عزيمة وإصرار، ومعلم انعطافة جديدة في المسيرة، وبداية تؤسس لانطلاقة مباركة محسوبة لكم في ميزان الأعمال عند الله تعالى، إذا صدقت النوايا والدوافع، ونشطت الهمم والعزائم”.
 

Show More

Related Articles

Back to top button