نطالب بتنظيف السّياحة
نسمع ونقرأ هذه الأيام في بلدنا البحرين أحاديث كثيرة حول السياحة، هناك أصوات تعبّر عن أصالةِ هذا البلد ودينه وقيمه وأخلاقياته تطالب بتنظيف السّياحة، فقد أصبح الوضع الأخلاقي في البحرين من خلال واقع السياحة وواقع الفنادق والصالات والملاهي والمراقص وأماكن الدعارة يشكّل قلقاً كبيراً عند الغيارى من أبناء هذا البلد المسلم الذي يعتز بقيمه ودينه وأصالته، ولذلك تحركت المطالبات على عدة مستويات بضرورة إنقاذ البلاد من مشروعات الدمار الأخلاقي، وسياسات العبث بقيم هذا الشعب وأخلاقياته، وإذا لم يتدخل المسؤولون في إيقاف هذا الدمار وهذا العبث، فالطوفان سوف يأتي على كل البُنى والمكوّنات لمشروع الإصلاح الذي يراد له أن ينطلق في هذه المرحلة، وكيف يتحقق الإصلاح على مستوى الاجتماع والسّياسة والاقتصاد إذا كان المضمون الروحي والأخلاقي مصاباً بالشلل والاهتزاز.
إننا نشفق على هذا المشروع أن يتعرض إلى الفشل والإفلاس في ظل غياب التحصين الروحي والأخلاقي، ومن المؤسف جداً أن نجد من يتباكى على السياحة خوفاً أن ينالها شيء من التطهير والتنظيف، وربما بمبررات كاذبة فيما هي الخشية على الاقتصاد والتنمية وفيما هي الخشية من ازدياد البطالة وعطالة الأيدي العاملة. الأمر ليس كذلك، إنّه الهوى ونزوات النفس الجامحة إلى الفسوق والفجور، وإنّه الإصرار على إشاعة الفحشاء والمنكر.
وما أسوء هذا الاقتصاد الذي تصنعه الثروة الحرام، وما أسوء هذه التنمية التي يحركها الفعل الحرام، وما أسوء هذه الأيدي العاملة إذا كانت تمارس المكسب الحرام.
إنّ شعباً مؤمناً أصيلاً كما هذا الشعب لن يفكر يوماً أن يتنازل عن دينه وقيمه والتزامه من أجل أن يملأ بطنه، وإنّه ليفضل أن يموت جائعاً دون أن يأكل لقمة مغموسة بالحرام ودون أن يخسر دينه وقيمه، وإذا وجد من يبحث عن اللقمة الحرام فهو لا يمثل أصالة هذا الشعب، وإذا وجد من يسطو على البيوت والمحلات في ظلمة الليل وفي وضح النهار وينشر الرعب والقلق في النفوس، فهذا يمثل انتكاسةً في الضمير، وخواءً في الروح، وإفلاساً في التربية، كما يمثل عجزاً وفشلاً وإهمالاً من قبل أجهزة الأمن والشرطة في هذا البلد الصغير.