حديث السبت (1): مسؤوليَّةُ الخطابِ الدِّينيّ في هذا الشَّهرِ الفضيل – أشكال التَّعاطي مع الشَّهر الفضيل .. أولا: التَّعاطي الفقهيّ
مسجد الإمام الصَّادق (ع) – القفول حديث السَّبت 1 تاريخ: السَّبت، 30 شعبان 1446هـ الموافق: 1 مارس 2025 م
1- مسؤوليَّةُ الخطابِ الدِّينيّ في هذا الشَّهرِ الفضيل
- مسؤوليَّة العُلماءِ وطُلَّابِ العُلوم الدِّينيَّة
{… فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ}.[1]
- مسؤوليَّة خطباء المنبر
- مسؤوليَّة كلّ مَنْ يحملون ثقافة دينيَّة بصيرة
الحذر مِنَ الإفتاءِ بغيرِ عِلم
- جاء في كتاب معاني الأخبار للصَّدوق: عن رسولِ الله (صلَّى الله عليه وآله) أنَّه قالَ:
«اِتَّقوا تَكذيبَ اللهِ.
قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، وكَيفَ ذاكَ؟
قالَ [صلَّى الله عليه واله وسلَّم]: يَقولُ أحَدُكُم: قالَ اللهُ، فَيَقولُ اللهُ: كَذَبتَ، لَم أقُلهُ.
أو يَقولُ: لَم يَقُلِ اللهُ، فَيَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: كَذَبتَ، قَد قُلتُهُ».[2]
- جاء في كتاب الكافي للكليني: عن الإمامِ الباقر (عليه السَّلام) أنَّه قالَ: «مَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، ولَا هُدًى لَعَنَتْه مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ، ومَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، ولَحِقَهُ وِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِفُتْيَاه».[3]
2- كيف نتعاطى مع الشَّهر الفضيل؟
أشكال التَّعاطي:
- التَّعاطي الفقهيّ
- التَّعاطي الفكريّ
- التَّعاطي الرُّوحيّ
- التَّعاطي الأخلاقيّ
- التَّعاطي السُّلوكيّ
- التَّعاطي الرِّساليّ
مطلوب أنْ نبرمج للتَّعاطي مع هذه الألوانِ مِن الأشكال
أوَّلُ أشكال التَّعاطي مع الشَّهر الفضيل: التَّعاطي الفقهيّ
هنا مسؤوليَّة الخطاب الدِّينيّ، ومسؤوليَّة المكلَّفين
وهنا تُطرح مجموعة عناوين
العنوانُ الأوَّل: متى يبدأ شهرُ الصِّيام؟
يبدأ الشَّهر الفضيل متى ثبتَ الهلال.
وكيف يثبت الهلال؟
يثبت الهلال بإحدى الطُّرق التَّالية:
(1) الرُّؤية المباشرة
(أنْ يراه المُكلَّف بنفسه)
- وكما يقول الشَّهيد الصَّدر في الفتاوى الواضحة[4]:
“… بداية الشَّهر القمريّ الشَّرعيّ تتوقَّف على أمرين:
- خروج القمر مِن المحاق.
- كون الهلال ممكن الرُّؤية بالعين الاعتياديَّة المُجرَّدة في حالة عدم وجود حاجب”.
(2) البَيِّنَةُ الشَّرعيَّة:
(شهادة رَجُلينِ عَادلين بالرُّؤية)
يشترط في البَيِّنَة:
أ- شهادة رَجُلينِ عَادلين.
ب – أنْ لا يقع اختلاف بين الشَّاهدين.
ج- أنْ لا تجتمع قرائن قويَّة تدل على خطأ البَيِّنَة.
(3) الشَّياعُ المفيدُ لليقين أو للاطمئنان:
(أنْ يُخبِر عدَّة أشخاص يحصل بقولهم اليقين أو الاطمئنان).
(4) إكمالُ العِدَّة:
مضي ثلاثين يومًا مِن هِلالِ شعبان.
والحكم الشَّرعيّ إذا اختلفت البلدان في رؤية الهلال، بحيث رُؤي في بلدٍ ولم ير في بلدٍ آخر؟
هنا حالتان:
(1) أنْ تتَّحد البلدان في الأفق، فالرُّؤية في أحدهما يكفي بالنِّسبة للبلد الآخر.
(2) أنْ يتعدَّد الأفق.
وهنا وقع الخلاف بين الفقهاء.
[1] سورة التَّوبة: الآية 122.
[2] الصَّدوق: معاني الأخبار، ص 370.
[3] الكليني: الكافي 1/42، (ك: فضل العلم، ب: النَّهي عن القول بغير علم)، ح 3.
[4] محمد باقر الصَّدر: الفتاوى الواضحة، ص 508.