كيف نتعاطى مع الشَّهر الفضيل؟
مأتم المرخ – المرخ كيف نتعاطى مع الشَّهر الفضيل؟ تاريخ: ليلة الخميس، 27 شعبان 1446هـ - الموافق: 26 فبراير 2025 م
كيف نتعاطى مع الشَّهر الفضيل؟
- قالَ رَسُولُ الله (صلَّى الله عليه وآله) لجابر بن عبد الله:
«يَا جَابِرُ، هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ مَنْ صَامَ نَهَارَه، وقَامَ وِرْدًا مِنْ لَيْلِه، وعَفَّ بَطْنُه وفَرْجُه، وكَفَّ لِسَانَه خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِه كَخُرُوجِه مِنَ الشَّهْر.
فَقَالَ جَابِرٌ: يَا رَسُولَ اللَّه، مَا أَحْسَنَ هَذَا الْحَدِيثَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله): «يَا جَابِرُ، ومَا أَشَدَّ هَذِه الشُّرُوطَ».[1]
1- تهيئة النَّبي (صلَّى الله عليه وآله) لاستقبال الشهر الفضيل
اعتاد النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآله) أنْ يُهيِّئ المسلمين لاستقبال الشَّهر الفضيل.
(اقرأوا الخطبة الرَّمضانيَّة المعروفة فهي تمثِّل برنامجًا متكاملًا لهذا الشَّهر الفضيل).
وهذا الحديث الذي ذكرناه واحد مِن أحاديث الإعداد الرَّمضانيّ.
2- مضامين الصِّيام
أكَّد النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) على مجموعة مضامين:
- المضمون الفقهيّ
- المضمون العِباديّ والرُّوحيّ
- المضمون السُّلوكيّ والأخلاقيّ
المضمون الأوَّل: المضمون الفقهيّ
الصِّيام في معناه الفقهيّ: «مَنْ صَامَ نَهَارَه»
المعنى الفقهيّ للصِّيام: (الإمساك عن المفطرات مِن طلوع الفجر إلى غروب الشَّمس).
ضرورة التَّعرُّف على الأحكام الفقهيَّة للصِّيام
أ- مِن خلالِ قراءة الرِّسالةِ العَمليَّة.
ب- مِن خلالِ حضور الدُّروس الفقهيَّة.
ج- مِن خلالِ السُّؤال
- عن أميرِ المؤمنين (عليه السَّلام):
«إذا جَلَسَ المُتَعَلِّمُ بَينَ يَدَيِ العالِمِ فتحَ اللهُ لَهُ سبعين بابًا مِن الرَّحمَةِ، وَلَا يَقُومُ مِنْ عِندِهِ إلَّا كيوم ولدتْهُ أُمُّه، وأعطَاهُ بكلِّ حَديثٍ عِبادة سَنَةٍ، …».[2]
المضمون الثَّاني: العِباديّ والرُّوحيّ
الممارسة العِباديَّة «وقَامَ وِرْدًا مِنْ لَيْلِه»
- «…، مَنْ أَدَّى فِيهِ فَرْضًا كَانَ لَهُ ثَوَابُ مَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الشُّهُورِ، …».[3]
- «…، مَنْ تَطَوَّعَ فيهِ بِصَلاةٍ كتبَ الله لَهُ بَراءَةً مِنَ النَّارِ، …».[4]
// التَّأكيد على صلاة اللَّيل
- قال تعالى: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ …}.[5]
- عن رسول الله (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم): «رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا الْعَبْدُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفَرَضْتُهُما عَلَيْهِمْ».[6]
المضمون الثَّالث: الصِّيام في مضمونه الأخلاقيّ والسُّلوكيّ
«وعَفَّ بَطْنُه وفَرْجُه، وكَفَّ لِسَانَه».
- رُوي عن رسولِ الله (صلَّى الله عليه وآله): «… رُبَّ صائمٍ لَيْسَ لَه مِنْ صِيَامِه إِلَّا الْجُوعُ والعَطَشُ».[7]
- وعنه (صلَّى الله عليه وآله): «إنَّ أَيْسَرَ مَا افْتَرَضَ اللهُ عَلَى الصَّائِمِ فِي صِيَامِهِ تَرْكُ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ».[8]
- وجاء في نهج البلاغة عن أميرِ المؤمنين (عليه السَّلام): «كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَه مِنْ صِيَامِه إِلَّا الْجُوعُ والظَّمَأُ، وكَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَه مِنْ قِيَامِه إِلَّا السَّهَرُ والْعَنَاءُ، …».[9]
أيُّها الأحبَّة:
قِيمة الصِّيام حينما يصنع الوَرَع عن محارمِ الله عزَّ وجلَّ.
لمَّا خطب النَّبيُّ (صلى الله عليه وآله) خطبته الرَّمضانيَّة المعروفة، وبيَّن فيها أهم أعمال هذا الشَّهر الفضيل قام أميرُ المؤمنين (عليه السَّلام) فقالَ:
- «يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ؟
فقالَ (صلَّى الله عليه آله): يَا أَبَا الْحَسَنِ، أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ».[10]
– قِيمة الصَّلاة حين تصنع الوَرَع
– قِيمة الذِّكر حين يصنع الوَرَع
– قِيمة الدُّعاء حين يصنع الوَرَع
– قِيمة التِّلاوة حين تصنع الوَرَع
– قِيمة الصِّيام حين يصنع الوَرَع
– قِيمة الحجّ حين يصنع الوَرَع
– قِيمة الزِّيارة حين تصنع الوَرَع
- قالَ (صلَّى الله عليه وآله): «…، خَيرُ دينِكُمُ الوَرَعُ».[11]
- وقالَ أميرُ المؤمنين (عليه السَّلام): «…، لَا خَيْرَ فِي نُسُكٍ لَا وَرَعَ فِيه».[12]
- وقالَ الإمامُ الصّادق (عليه السَّلام): «…، لَا يَنْفَعُ اجْتِهَادٌ لَا وَرَعَ فِيه».[13]
- وقالَ الإمامُ الباقر (عليه السَّلام): «إِنَّ أَشَدَّ الْعِبَادَةِ الْوَرَعُ».[14]
حاسبوا صيامكم
- فَلْيَصُمْ لِسانُكَ عن الحَرامِ
(الغِيبَة، الكذب …)
- وَلْيَصُمْ سَمْعُكَ عن الحَرامِ
- وَلْتَصُمْ عَيْنُكَ عن الحَرامِ
- قالَ الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): «إِذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ وبَصَرُكَ مِنَ الْحَرَامِ والْقَبِيحِ».[15]
- وعن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام):
«كُلُّ عَيْنٍ بَاكِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا ثَلَاثَةً:
عَيْنٌ غضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ الله.
وعَيْنٌ سَهِرَتْ فِي طَاعَةِ الله.
وعَيْنٌ بَكَتْ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ مِنْ خَشْيَةِ الله».[16]:
وفي بعض الرِّوايات:
«كُلُّ عَيْنٍ بَاكِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا عَيْنٌ بَكَتْ عَلَى مصاب الحُسين».[17]
[1] الكليني: الكافي 4/87، (ك: الصِّيام، باب: أدب الصَّائم)، ح 2.
[2] الدَّيلمي: إرشاد القلوب، ص 166، (ب 49: في الأدب مع الله تعالى).
[3] الصَّدوق: الأمالي، ص 154، (المجلس العشرون)، ح 149/4.
[4] المصدر السَّابق..
[5] سورة السَّجدة: الآية 16.
[6] الفيض الكاشاني: المحجَّة البيضاء 2/388، (ك: ترتيب الأوراد، ب 2: فضيلة قيام الليل).
[7] القضاعي: مسند الشهاب 2/309، (ب 14)، ح 1424.
[8] الحرُّ العامليّ: وسائل الشّيعة 10/164، (ك: الصَّوم، أبواب آداب الصَّائم، ب 11: استحباب امساك سمع الصَّائم …)، ح [13127] 8.
[9] الإمام عليّ (ع): نهج البلاغة (تحقيق: الصَّالح)، ص 495، (باب المختار من حكم أمير المؤمنين (ع))، ح 145.
[10] الصَّدوق: الأمالي، ص 154، (المجلس العشرون)، ح 149/4.
[11] الدَّيلمي: أعلام الدّين، ص 199، (وصيَّة الرسول الأكرم (ص) لأبي ذر).
[12] البرقي: المحاسن، ص 8، (ك: القرائن، ب: الثَّلاثة)، ح 9.
[13] المفيد: الأمالي، ص 171، (المجلس الثَّالث والثَّلاثون)، ح 25.
[14] الكليني: الكافي 2/77، (ك: الإيمان والكفر، ب: الورع)، ح 4.
[15] الكليني: الكافي 4/87، (ك: الصِّيام، باب: أدب الصائم)، ح 3.
[16] الكليني: الكافي 2/482، (ك: الدُّعاء، ب: البكاء)، ح 4.
[17] المجلسي: بحار الأنوار 10/326، (ك: تاريخ الزَّهراء والحسنين عليهم السَّلام، ب 34: ثواب البكاء على مصيبته …)، ح 37.