حديث الجمعة 646 : حديث الانتظار – ما دور الملائكة في معركة بدر؟ – عوامل انتصار الإمام المهديِّ (ع) – نزق الصَّهاينة يطال أكبر مراجع الدِّين آية الله العظمى السَّيِّد السِّيستانيّ
مسجد الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) – القفول حديث الجمعة (646) تاريخ: يوم الخميس (ليلة الجمعة) 6 ربيع الآخر 1446هـ الموافق: 10 أكتوبر 2024 م
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلين مُحمَّدٍ وآلِهِ الهُداةِ الميامين.
السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه.
لا زالَ الحديثُ مستمِرًّا حول الانتظار انتظار الإمامِ المهديِّ مِن آلِ مُحمَّدٍ (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم) هذا الإمامُ الذي سوفَ يظهرُ في آخرِ الزَّمانِ كما أكَّدت ذلك الرِّوايات المعتبرة عند جميع المسلمين بكلِّ مذاهبهم، وإنْ اختلفوا في بعضِ الخصُوصيَّات إلَّا أنَّهم يتَّفقون أنَّه مِن آلِ مُحمَّدٍ (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم)، ويتَّفقون أنَّهُ مِن وُلدِ فاطمة بنت مُحمَّد (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم).
ويتَّفقون أنَّه المصلحُ الأعظمُ في آخر الزَّمان، فعلى يديه سوف ينتصر الإسلام على جميعِ قُوى الأرضِ، مهما تعملقت، ومهما تمترَست بأحدث الإمكاناتِ العسكريَّة.
أمَّا كيف سوف ينتصر الإمام المهديُّ (عليه السَّلام) على قُوى كبرى تملك ما تملك مِن استعدادات عسكريَّة رهيبة ومتطورة؟
نعم سوف ينتصر كما أكَّدت الرِّواياتُ الثَّابتة والمتواترة.
وكيف لا ينتصر وهو مدعومٌ بمددٍ مِن السَّماءِ، وهو مدعومٌ بالملائكة.
- في الحديث عن الإمام الباقر (عليه السَّلام): «لَو قد خَرَجَ قائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ (عليه السَّلام) لنصره اللَّهُ بِالمَلائِكَةِ المُسَوَّمين، والمُرْدِفين، والمُنْزَلين، والكَرُّوبيِّين، يَكونُ جَبرَائيلُ أمامَهُ، وميكائيلُ عَن يَمينِهِ، وإسرافيلُ عَن يَسارِهِ، …».[1] (ابن أبي زينب النُّعمانيّ: الغيبة، ص 154، (سيرته عليه السَّلام).
الملائكة المُسَوَّمين: المُعلَّمين بعلامات يعرفون بها.
الملائكة المُرْدِفين: المتتابعين.
الملائكة المُنْزَلين: مُنزلين مِن السَّماء.
الملائكة الكَرُّوبيِّين: هم سادة الملائكة، والمقرَّبون منهم، وجبرئيل هو رأسُ الكروبيِّين.
هنا سؤالٌ يُطرح:
ما دور الملائكة في معركة بدر؟
هنا رأيان للمفسِّرين:
الرَّأي الأوَّل: أنَّ الملائكة دخلوا المعركة وقاتلوا المشركين.
إذًا مهمَّتهم أنْ يُقاتلوا إلى صفِّ المسلمين.
الرَّأي الثَّاني: أنَّ إنزال الملائكة كان إمدادًا معنويًّا يُقصد مِن خلاله رفع الرُّوح المعنويَّة لدى المسلمين، حيث يشعرون بالأمن والطَّمأنينة والاندفاع نحو العدو بقوَّة، وإلَّا لو دخل الملائكة في المعركة فكيف يمكن أنْ يُقْتل مِن المسلمين العدد الذي قُتِل؟!
نعود إلى الظُّهور المبارك ظهور الإمام المهديِّ مِن آلِ مُحمَّد (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم)، وكيف أنَّ الملائكة الذين حضروا بدرًا سوف يكونون حاضرين معه، فجبرائيل أمامه، وميكائيل عن يمينه، وإسرافيل عن يساره، والملائكة بكلِّ أصنافهم يحوطونه فكيف لا ينتصر على كلِّ القُوى مهما تمترَست بأحدث الأسلحة والقُدُرات العسكريَّة والحربيَّة والقتاليَّة.
وهناك عاملٌ آخر مِن عوامل انتصار الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) وهو عامل يحمل عنوانًا معنويًّا كبيرًا، حيث أنَّ حركة الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) تُمثِّل الامتداد الحقيقيّ لخطِّ الأنبياء.
- في الحديث: «إذا ظَهَرَ القائِمُ (عليه السَّلام) ظَهَرَ بِرايَةِ رَسولِ اللَّهِ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وخاتَمِ سُلَيمانَ، وحَجَرِ مُوسى وعَصاهُ، …».[2] (الغيبة، ابن أبي زينب النُّعمانيّ، ص 157)
وهذا يُعطي لحركةِ الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) عُمقًا كبيرًا في خطِّ المسَاراتِ الرِّساليَّة، ويكونُ مُزوَّدًا بقُدُراتِ الأنبياء الإعجازيَّة، فالمواجهونَ لحركةِ الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) يمثِّلون أعداءً لكلِّ النُّبوَّات.
وعاملٌ ثالثٌ مِن عواملِ انتصارِ الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) إنَّه يُنصرُ بالرُّعبِ.
- في الحديث: «…، وَالرُّعبُ مَسيرَةُ شَهرٍ أمامَهُ وخَلفَهُ، وعَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ، وَالمَلائِكَةُ المُقَرَّبونَ حِذاءهُ».[3] (المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهديِّ (ع)، ص 404، الكوراني)
- وفي حديثٍ آخر: «القائمُ مَنصُورٌ بالرُّعبِ، مؤيَّدٌ بالنَّصرِ، تُطوى لَهُ الأرضُ، وتظهر لَهُ الكُنُوز، ويبلغ سلطانهُ المشرقَ والمغربَ، ويُظهِر اللهُ عزَّ وَجلَّ بهِ دِينَه ولو كَرِهَ المشركون، …».[4] (مستدرك سفينة البحار 10/513، الشَّيخ عليّ النَّمازي الشَّاهرودي)
سِلاحُ الرُّعب سلاحٌ تنهارُ أمامه كلُّ الاستعدادات العسكريَّة والحربيَّة، مهما بلغت في قوَّتِها وقدراتها، فانهيار المعنويَّات لدى القُوى المعادية لخطِّ الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) هو أحد عواملِ النَّصر الكبرى، هذا ما أكَّدته الرِّواياتُ المدوَّنة في مصادر المسلمين، لا أتحدَّث عن مصادر مذهبيَّة فقضيَّة الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) هي قضيَّة كلِّ المسلمين، بل هي قضيَّة كلِّ البشريَّة، فالنَّصر في نهاية مسير البشريَّة هو لخطِّ الإيمان وفق منظور الدِّيانات السَّماويَّة، ولخطِّ العدلِ وفق منظور كلِّ الطَّامحين إلى العدلِ في الأرض.
وأكرِّر القولَ: أنَّ النَّصرَ سوف يكون حليف المهديِّ (عليه السَّلام)؛ فهو مؤيَّدٌ مِن اللهِ بثلاثة أجناد،
بالملائكة، والمؤمنين، والرُّعب.
ولا شكَّ أنَّ الإمام المهديَّ (عليه السَّلام) سوف يستفيد مِن أحدث التَّقنيات الحربيَّة والعسكريَّة، ومِن أحدثِ الوسائل العلميَّة.
- في الحديث عن الغمام الباقر (عليه السَّلام)، أنَّ المهديَّ (عليه السَّلام) «…، تُطوى لَهُ الأرضُ، وتَظهَرُ لَهُ الكُنوزُ، وَيَبلُغُ سُلطانُهُ المَشرِقَ وَالمَغرِبَ، ويُظهِرُ اللَّهُ عزَّ وَجلَّ بِهِ دِينَهُ ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ، فَلا يَبقى فِي الأَرضِ خَرابٌ إلَّا عَمَّره، ولا تدع الأرض شيئًا من نباتِها إلَّا أخرجته، وينعم النَّاس في زمانِهِ نعمةً لم يتنعموا مثلها قَط …».[5] (المالكي (ابن الصبَّاغ): الفصول المهمَّة في معرفة الأئمَّة 2/1133)
وعاملٌ رابع مِن عوامل انتصار الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) هو ظهور آيات كونيَّة تدفع للانضمام إلى حركةِ الإمام المهديِّ (عليه السَّلام):
مِن هذه الآيات:
- نداءٌ مِن السَّماء يسمعه أهل المشرق والمغرب.
- يسمعه كلُّ قوم بلسانهم.
- هذا النِّداء يُعلِن عن ظهور الإمام المهديِّ (عليه السَّلام).
- ويدعو للإيمان به والانضمام إلى نهضته.
هنا ينقسم العالم إلى شطرين:
الشَّطرُ الأوَّل يُعلن الالتحاقَ بهذه النَّهضة المباركة.
والشَّطر الآخر يُعلن الرَّفضَ والمواجهةَ.
وعاملٌ خامسٌ مِن عوامل انتصار الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) أنَّه يملك أنصارًا أقوياء في إيمانهم وفي قُدُراتِهم.
جاء في الرِّوايات في وصف أصحابِ الإمام المهديِّ (عليه السَّلام):
- «…، كَأَنَّهُمْ لُيُوثٌ خَرَجُوا مِنْ غَابَةٍ، قُلُوبُهُمْ مِثْلُ زُبَرِ الْحَدِيدِ، لَو همُّوا بإزالةِ الْجِبَالِ لأَزَالُوهَا عَنْ مَوَضِعِهَا».[6] (عقد الدُّرر في أخبار المنتظر، ص 99، ابن يحيى المقدسي)
- «رُهبانٌ بِاللَّيلِ، لُيوثٌ بِالنَّهارِ».[7] (الاختصاص، ص 208، الشَّيخ المفيد)
- «يَدعونَ بِالشَّهادَةِ، ويَتَمَنَّونَ أن يُقتَلوا في سَبيلِ اللَّهِ».[8] (بحار الأنوار، ك 13، العلَّامة المجلسي، ص 352)
- «…، رِجالٌ لا يَنامونَ اللَّيلَ، لَهُم دَوِيٌّ في صَلاتِهِم كَدَوِيِّ النَّحلِ، …».[9] (بحار الأنوار، ك 13، العلَّامة المجلسي، ص 352)
- صُلَحَاء نُجَباء.
- قمم في الورع والتَّقوى والصَّلاح.
وعاملٌ سادسٌ مِن عواملِ انتصار الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) أنَّ العالمَ يكونُ مهيًّأ لهذا الظُّهورِ المبارك:
- العالم يعيش فتنًا كبرى.
- صراعاتٍ وحروبًا مُدمِّرة.
- في الحديث: «…، لا يَقومُ القائِمُ (عليه السَّلام) إلَّا عَلى خَوفٍ شَديدٍ وزَلازِلَ، وفِتنَةٍ، وبَلاءٍ يُصيبُ النَّاسَ، وطاعونٍ قَبلَ ذلِكَ، وسَيفٍ قاطِعٍ بَينَ العَرَبِ، وَاختِلافٍ شَديدٍ بَينَ النَّاسِ، (وتشتيت) وتَشَتُّتٍ في دينِهِم، وتَغَيُّرٍ مِن حالِهِم، حَتَّى يَتَمَنَّى المُتَمَنِّي المَوتَ صَباحًا ومَساءً مِن عِظَمِ ما يَرى مِن كَلَبِ النّاسِ، وأَكلِ بَعضِهِم بَعضًا، وخُروجُهُ [عليه السَّلام] إذا خَرَجَ عِندَ الإِياسِ وَالقُنوطِ».[10]
وعاملٌ سابع مِن عوامل انتصار الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) وجود موطِّئون لظهوره المبارك.
قد يُطرح هذا التَّساؤُل:
إذا كان الإمام المهديّ (عليه السَّلام) هو الذي سوف يقيم دولة العدل في العالم، فهل يعني هذا أنْ لا دولةَ عدلٍ قبل ظهوره المبارك؟
ليس الأمر كذلك، حينما يكون الحديث عن دولة الإمام المهديِّ (عليه السَّلام) فهو حديث عن دولة كبرى تعمُّ العالم كلَّ العالم، وهذا لا يتحقَّق إلَّا بظهور الإمام المهديِّ مِن آلِ مُحمَّد (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم).
وهذا لا يعني أنْ لا تقوم دولٌ عادلة هنا أو هناك، إلَّا أنَّها تتمركز في مساحات محدَّدة، ولا تتَّسع لتشمل كلَّ العالم كما هي دولة الإمام المهدىِّ (عليه السَّلام)، فمطلوب أنْ يتحرَّك العدل في كلِّ زمان، وأنْ تنعم الشُّعوب بالأمن والأمان، وأنْ يعمَّ الصَّفاء هنا أو هناك، فلسنا مع مقولة اليأس كما يروِّجها اليائسون، ومهما تراكمت المحن والفِتن، ومهما تعملقت قوى الشَّرِّ في الأرض فيجب أنْ لا يموت الأمل، هكذا هي إرادة الخير تبقى واثقة، وهكذا صُنَّاع الخير يبقون حُضَّارًا في كلِّ زمانٍ، وفي كلِّ مكانٍ؛ لكي تتغذَّى مسيرة البشريَّة بالقيم النَّبيلة والمُثُل الفاضلة مهما تعملق الشَّرُّ، ومهما استضرى الباطل، ومهما انتشر الضَّلال.
ومنذ قتل قابيل هابيل بدأت معركة الشَّرِّ والخير على هذه الأرض، وانقسمت مسيرة البشر الى صُنَّاع شرٍّ وصُنَّاعِ خير، تارة ينتصر الخير وأخرى يتغلَّب الشَّرُّ إلى أنْ يأتي اليوم الموعود بظهور المهديِّ مِن آلِ مُحمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) فينتصر الخير كلَّ الانتصار، وينهزم الشَّرُّ كلَّ الانهزام.
وتبقى مسؤوليَّة صُنَّاع الخير أنْ يزرعوا الخير في الأرضِ ما استطاعوا، ويواجهوا الشَّرَّ ما استطاعوا في كلِّ زمانٍ وفي كلِّ مكانٍ، وبالأساليب النَّظيفة والمشروعة، لا بكلِّ أسلوبٍ وإِنْ كان مُنحرفًا وسَيِّئًا ومُؤزِّمًا ومُربِكًا، فالأهداف الخيِّرة مطلوبٌ جدًّا أنْ تعتمد الوسائل الخيِّرة، وإلَّا تلوَّثت هذه الأهداف النَّبيلة، وانحرفت المقاصد الصَّالحة.
فالقِيمة كلّ القِيمة حينما تكون الغايات كبيرة، وحينما تكون الأدوات كبيرة، ما نشاهده في هذا العصر مِن بطشٍ مُدمِّر، ومِن فَتكٍ مُرعب، ومِن إبادةٍ يمارسُها الكيانُ الغاصب أمرٌ يُعبِّر عن انهيار القِيم، وانمساخِ الضَّمائر، وضياعِ المُثُل، فإلى متى يكون الموقف صمتًا وآلاف الضَّحايا مِن أطفالٍ ونساءٍ وكبارٍ، والفتك لا يستثني معبدًا أو مَسجدًا أو مشفى أو ملجأ أو منزلًا؟!
وقد اتَّسع نزق الصَّهاينة وأصبح يفكر في أنْ يطال أكبر مراجع الدِّين آية الله العظمى السَّيِّد السِّيستانيّ، وهو مرجعٌ يحترمه كلُّ المسلمين بكلِّ مذاهبهم، بل ويحترمه غير المسلمين، وقد سبق لبابا الفاتيكان أنْ زار هذا المرجع العظيم داعيةَ الوحدةِ والتَّقارب، وداعيةَ الأمنِ والسَّلام.
نرفع الأكفَّ ضارعين إلى الله العظيم أنْ يُهزم الصَّهاينة، فبطش الله كبير مهما تعملق الشَّرُّ، ومهما صالَ الباطلُ وجال، فالعِزَّة كلُّ العِزَّة لعباد الله الصَّالحين.
وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين.
[1] ابن أبي زينب النُّعمانيّ: الغيبة، ص 154، (سيرته عليه السَّلام).
[2] ابن أبي زينب النُّعمانيّ: الغيبة، ص 157، (آياته وفعله عليه السَّلام).
[3] الكوراني: المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي (ع)، ص 404، (ف 14: ينصر الله الإمام المهدي بالملائكة).
[4] النَّمازي الشَّاهرودي: مستدرك سفينة البحار 10/513.
[5] المالكي (ابن الصبَّاغ): الفصول المهمَّة في معرفة الأئمَّة 2/1133.
[6] ابن يحيى المقدسي: عقد الدُّرر في أخبار المنتظر، ص 99.
[7] المفيد: الاختصاص، ص 208، (في اثبات إمامة الأئمَّة الاثنى عشر عليهم السَّلام).
[8] المجلسي: بحار الأنوار 13/352، (ك: تاريخ الحجَّة (ع)، ب 26: خروجه وما يدل عليه وما يحدث عنده)، ح 82.
[9] المصدر السَّابق.
[10] ابن أبي زينب النعماني: الغَيبة، 155، (في سيرته (عليه السَّلام)).