الإمام الحسين الشهيد (ع)محاضرات إسلاميةمحاضرات عاشورائيةملف شهر محرم

تدشين شعار عاشوراء 1446هـ (مع الحسين أبدًا)

يوم الثلاثاء، ليلة الأربعاء 25 ذو الحجة 1445هـ - الموافق: 2 يوليو 2024م | جمعية التوعية الإسلامية

تدشين شعار عاشوراء 1446هـ

 

♦ ملخَّص الكلمة

1- مصطلحُ الشِّعار (كلمات قصيرة ومضامين كبيرة)

  • {… وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}.[1] (سورة الحج/ 32)
  • في الحديث عن أولياء الله الزَّاهدين: «…، أُولَئِكَ قَوْمٌ اتَّخَذُوا الأَرْضَ بِسَاطًا…، والْقُرْآنَ شِعَارًا، …».[2]

في اللُّغة الشِّعار هو العلامة.

  • جاء في الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام): «إنَّ التَّلبِيَةَ شِعارُ المُحرِمِ، …».[3]

هذه بعض عناوين تمثِّل شِعارات، شِعارات إيمانيَّة، شِعارات دِينيَّة:

– لا إله إلَّا الله

(شعار التَّوحيد).

– الله أكبر

(شعار العِزَّة الإيمانيَّة).

– لن نركع إلَّا لله

(شعار العبوديَّة المطلقة لله).

– معكم معكم لا مع عدوّكم

(شعار الولاء).

– يا ليتنا كُنَّا معكم

(شعار التَّضحية)

– هيهات مِنَّا الذِّلة

(شعار الصُّمود)

– لبَّيك يا حُسين

(شعار الارتباط بركب الحُسين).

– لو قطَّعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفًا يا حُسين

– معكم يا علماء

(شعار الارتباط بالقيادة النَّائبة)

– الموت لإسرائيل

(شعار الرَّفض للكيان الغاصب)

 

2- شعار هذا الموسم العاشورائيّ 1446هـ (مع الحُسين أبدًا)

مسارات التَّعاطي مع الشِّعار

(1) تركيز الشِّعار على الألسن

(شيوع الشِّعار وانتشاره في كلِّ المواقع)

مطلوب مِنَّا أنْ نحرِّك الشِّعار في كلِّ المواقع:

– في داخل الأُسر

– في المواقع الاجتماعيَّة

– في الخطاب الدِّينيّ

(الحركة الإعلاميَّة للشِّعار)

 

(2) تركيز الشِّعار في القلوب

صناعة الانصهار والذَّوبان مع الشِّعار

صناعة الانصهار والذَّوبان مع الشِّعار

لا يكفي أنْ يكون الشِّعار حاضرًا على الألسن، بل يجب أنْ يقتحم القُلوب

وماذا يعني أنْ يقتحم الشِّعار القُلوب؟

– لا يكفي أنْ نملك العاطفة

– بل لا بدَّ أنْ تتحوَّل العاطفة إلى عشقٍ حقيقيٍّ وإلى روحانيَّةٍ صادقة

 

(3) تركيز الشِّعار في العقول

(وعي الشِّعار)

غياب الوعي ينحرف بالشِّعار

وهنا سؤال: مَنْ الذي يصنع وعي الشِّعار؟

كلُّ مَن يملك الكفاءة العقليَّة الفكريَّة الثَّقافيَّة هو مسؤول أنْ يصنع وعيَ الشِّعار.

 

(4) تركيز الشِّعار في السُّلوك

لكي نكون (مع الحُسين أبدًا) مطلوب:

أوَّلًا: أنْ نجسِّد القِيم الحُسينيَّة

ثانيًا: أنْ نجسِّد التَّقوى الحُسينيَّة

ثالثًا: أنْ نجسِّد الرِّساليَّة الحُسينيَّة

  • «…، إنَّما خَرَجتُ لِطَلَبِ الإِصلاحِ، …».[4]

 

ماذا عنى الإمام الحُسين (عليه السَّلام) بالإصلاح؟

هناك مشروع يمثِّل مشروع الانقلاب الكامل على الإسلام، وأُسِّس لهُ في مرحلةٍ مُبكِّرة، هذا المشروع الانقلابي على الإسلام الذي يُنهي الإسلام، ويُنهي القُرآن، ويُنهي النُّبوَّة، جهزت عناصره الكاملة في عصر يزيد:

  • “إلَّا دَفْنًا دَفْنًا”.[5]
  • “لَعِبَت هاشِمُ بِالمُلكِ فَلا خَبَرٌ جاءَ ولا وَحيٌ نَزَلَ”.[6]

 

أخلص إلى القول:

إنَّ تفعيل شعار الموسم (مع الحُسين أبدًا)

يحتاج إلى:

أوَّلًا: إعلام فاعل

ثانيًا: ولاء صادق

ثالثًا: وعي ورُشد

رابعًا: مُمارسة وسُلوك

خامسًا: فاعليَّة ونشاط

 

مَنْ المسؤول عن تنشيط الشِّعار؟

(1) العُلماء والخُطباء

(2) الشُّعراء والرَّواديد

(3) إدارات المراسيم العاشورائيَّة

  • إدارات المآتم
  • إدارات المواكب
  • إدارات فعاليَّات

(4) المؤسَّسات الدِّينيَّة

(5) الكفاءات العلميَّة والثَّقافيَّة

(6) كلّ الجماهير التي تملك

  • وعي الشِّعار
  • عشق الشِّعار
  • تجسيد الشِّعار
  • حركيَّة الشِّعار

—————————————————-

نص الكلمة

أعوذ باللَّه السَّميع العليم مِن الشَّيطانِ الغويِّ الرَّجيم

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّد ِالأنبياءِ والمرسلين، سيِّدنا، ونبيِّنا، وحبيبنا،

وقائدنا مُحمَّد، وعلى آلهِ الطَّيِّبين الطَّاهرين.

السَّلام عليكم أيُّها الأحبَّة جميعًا ورحمة الله وبركاته.

 

1- مصطلحُ الشِّعار (كلمات قصيرة ومضامين كبيرة)

مفردة شعار هل وردت في موروثنا الدِّينيّ، في القُرآن، أو في السُّنَّة النَّبويَّة؟

القُرآن لم يذكر هذا المصطلح.

القُرآن الكريم ذكر مصطلح شعيرة وشعائر:

  • {… وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}.[7] (سورة الحج/ 32)

 

أمَّا مصطلح الشِّعار فورد في السُّنَّة النَّبويَّة:

  • في الحديث عن أولياء الله الزَّاهدين: «…، أُولَئِكَ قَوْمٌ اتَّخَذُوا الأَرْضَ بِسَاطًا…، والْقُرْآنَ شِعَارًا، …».[8]

 

في اللُّغة الشِّعار هو العلامة.

  • جاء في الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام): «إنَّ التَّلبِيَةَ شِعارُ المُحرِمِ، …».[9]

يعني علامة الإحرام هي التَّلبية، قبل أنْ يلبِّي المُحرِم لم يدخل حقيقةً في الإحرام إلَّا بالتَّلبية.

مصطلح الشِّعار: هو عبارة عن مقطعٍ صغيرٍ يحملُ مضمونًا كبيرًا.

قبل الدُّخول في موضوع شعار هذا الموسم أطرح نماذج للشِّعار.

هذه بعض عناوين تمثِّل شِعارات، شِعارات إيمانيَّة، شِعارات دِينيَّة:

– لا إله إلَّا الله

هذا (شعار التَّوحيد).

– الله أكبر

حينما نردِّد: الله أكبر، هذا (شعار العِزَّة الإيمانيَّة).

– لن نركع إلَّا لله

حينما نردِّد لن نركع إلَّا لله، هذا (شعار العبوديَّة المطلقة لله).

– معكم معكم لا مع عدوّكم

حينما نردِّد: (معكم، معكم، لا مع عدوّكم) هذا (شعار الولاء).

معكم، معكم، يعني مع خطِّ الإيمان، مع خطِّ أهل البيت، مع أئمَّتنا الأطهار، مع خطِّ الأنبياء، (معكم، معكم، لا مع عدوِّكم).

– يا ليتنا كُنَّا معكم

(شعار التَّضحية): معكم في تضحيتكم، في صمودكم، في جهادكم، في عطائكم، يا ليتنا كُنَّا معكم.

– هيهات مِنَّا الذِّلة

(شعار الصُّمود)، شعار التَّحدِّي، شعار الموقف.

– لبَّيك يا حُسين

(شعار الارتباط بركب الحُسين).

أحيانًا قد يأتي الشِّعار شِعرًا، ليس بالضَّرورة نثرًا.

– لو قطَّعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفًا يا حُسين

هذا شعار لكنَّه جاء على طريقة شعر.

– معكم يا علماء (شعار الارتباط بالقيادة النَّائبة)

حينما نقول: “معكم، معكم يا علماء”، هذا شعار، شعار الارتباط بالقِيادة الإيمانيَّة.

– الموت لإسرائيل

حينما نقول: الموت لأمريكا أو لإسرائيل، هذا شعار.

(شعار الرَّفض للكيان الغاصب)

شعار الرَّفض لكلّ خطوط الطَّاغوت.

هذا مصطلح الشِّعار.

 

2- شعار هذا الموسم العاشورائيّ 1446هـ (مع الحُسين أبدًا)

مسارات التَّعاطي مع الشِّعار

(1) تركيز الشِّعار على الألسن

فلنجعله يتردَّد بكثرة على ألسنتنا، اللِّسان هنا يعلن ارتباطه بالحُسين، الكلمة هنا تعلن ارتباطها بالحُسين، الألفاظ تعلن ارتباطها بالحُسين، فليتردِّد هذا الشِّعار على ألسنتنا، على ألسنة أبناءنا، على ألسنة نسائنا، الشِّعار يقوى حينما يتردَّد على اللِّسان، حينما يتحرَّك على اللِّسان يقوى الشِّعار، يعظم الشِّعار، يتجذَّر الشِّعار.

(شيوع الشِّعار وانتشاره في كلِّ المواقع)

مطلوب مِنَّا أنْ نحرِّك الشِّعار في كلِّ المواقع:

– في داخل الأُسر

– في المواقع الاجتماعيَّة

– في الخطاب الدِّينيّ

(الحركة الإعلاميَّة للشِّعار)

 

(2) تركيز الشِّعار في القلوب

(صناعة الانصهار والذَّوبان مع الشِّعار)

هل يكفي أنْ نحرِّك الشِّعار على ألسنتنا، أنْ نحرِّكه في شارعنا، وأُسرنا، وبيوتنا؟

حرَّكناه على الألسن وهذا مطلوب جدًّا ويعطي للشِّعار ترسُّخًا وقوَّة، لكن هناك مسارٌ ثانٍ للشِّعار.

المسار الثَّاني للشِّعار: تركيز الشِّعار في القلوب

قِيمة الشِّعار حينما يقتحم القلب.

إذا بقي الشِّعار على اللِّسان لا قِيمة له، أنت تقول: لا إله إلَّا الله، أنت تقول: الله أكبر، هذا شعار باللِّسان، نردِّد الشِّعار بألسنتنا، لكن قِيمة الشِّعار الحقيقيَّة حينما يتحوَّل مِن شعارٍ منطوقٍ إلى شعارٍ معشوق، فرق بين الشِّعار المنطوق فقط والشِّعار المعشوق، حوِّلوا الشِّعار مِن شعارٍ منطوقٍ إلى شعارٍ معشوق، وكيف يتحوَّل الشِّعار إلى شعارٍ معشوق؟

حينما يدخل في القلب، والوجدان، والمشاعر، هنا يتحوَّل الشِّعار مِن منطوقٍ إلى معشوق.

مطلوبٌ أنْ نركِّز الشِّعار في القلوب.

(صناعة الانصهار والذَّوبان مع الشِّعار)

لا يكفي أنْ يكون الشِّعار حاضرًا على الألسن، بل يجب أنْ يقتحم القُلوب

وماذا يعني أنْ يقتحم الشِّعار القُلوب؟

– لا يكفي أنْ نملك العاطفة

– بل لا بدَّ أنْ تتحوَّل العاطفة إلى عشقٍ حقيقيٍّ وإلى روحانيَّةٍ صادقة

حينما يتحول الشِّعار إلى عشق؛ هنا تتشكَّل الرَّوحانيَّة الحقيقيَّة للشِّعار.

كلَّما ارتقى العشق كلَّما ارتقت قِيمة الشِّعار.

مطلوبٌ أنْ نردِّد الشِّعار على ألسنتنا، ومطلوبٌ أنْ يمتزج مع مشاعر القلب؛ ليتحوَّل عُشقًا حقيقيًّا.

 

(3) تركيز الشِّعار في العقول

(وعي الشِّعار)

هل يكفي أن ينطلق الشِّعار على الألسن، أو أن ينطلق الشِّعار في القلب؟

لا بدَّ أنْ نحرِّك الشِّعار في السُّلوك، وأنْ يتحوَّل الشِّعار إلى سُلوك، لا يكفي أنْ يكون قِيمًا نحملها، القِيم لا بدَّ أن تتحوَّل إلى وعي.

غياب الوعي ينحرف بالشِّعار

إذا غاب وعي الشَّعار قد ينحرف الشِّعار، ما أكثر الشِّعارات الكبيرة العظيمة ذات العطاء، ذات القِيمة الكبيرة التي انحرفت فانحرف المسار.

بقدر ما يملك الشِّعار الوعي يستقيم الشِّعار، ينضبط الشِّعار، يكون الشِّعار الحقيقيّ.

إذًا كما نحتاج إلى إطلاق الشِّعار على اللِّسان، وكما نحتاج إلى عشق الشِّعار في القلب، نحتاج إلى وعي الشِّعار في العقل.

وهنا سؤال: مَنْ الذي يصنع وعي الشِّعار؟

كلُّ مَن يملك الكفاءة العقليَّة الفكريَّة الثَّقافيَّة هو مسؤول أنْ يصنع وعيَ الشِّعار.

العَالِم في مقدَّمة مَن يتحمَّل مسؤوليَّة خلق وعي الشِّعار، علماء الدِّين في قمَّة مَن يتحمَّل مسؤوليَّة صناعة وعي الشِّعار، وخطباء المنبر الحُسينيّ مسؤولون بالدَّرجة الأولى، وهم الآن المواقع المتقدِّمة في موسم عاشوراء.

فإذًا مسؤوليَّتهم بالدَّرجة الأولى الكبيرة أنْ يحرِّكوا وينشِّطوا الشِّعار، ويخلقوا وعي الشِّعار، بقدر ما ينصنع هذا الوعي يكون الشِّعار حاضرًا في مسار وعي الجماهير.

إذًا العالِم مسؤول أنْ يخلق وعي الشِّعار، وحركة الشِّعار، وخطباء المنبر مسؤولون أنْ يحرِّكوا هذا الشِّعار، والشُّعراء، والرَّواديد مسؤولون أنْ يحرِّكوا هذا الشِّعار، خاصَّة أنَّ الرَّادود اليوم أصبح لهُ موقع يزاحم مواقع المنابر الحُسينيَّة في الحضور الجماهيري.

إذًا هناك حاجة إلى أنْ يكون لهذا الشِّعار حضور على ألسنة علمائنا، خطبائنا، رواديدنا، شعرائنا، فكلُّ الواعين والمثقَّفين، معنيُّون بأنْ يحرِّكوا هذا الشِّعار، ووعيَ وثقافة هذا الشِّعار، جماهيرنا المؤمنة بالشِّعار مطلوبٌ أنْ تحرِّك هذا الشِّعار في داخل الأُسرة، في الشَّارع، في أيِّ موقع، حرِّكوا الشِّعار، الجميع يتحمَّل مسؤوليَّة تحريك هذا الشِّعار.

 

(4) تركيز الشِّعار في السُّلوك

القِيمة حينما يتحرَّك الشِّعار على اللِّسان، وحينما يتحرَّك في القلب، وحينما يتحرَّك في العقل.

القِيمة كلُّ القِيمة حينما يتحرَّك الشِّعار في السُّلوك.

هنا مسؤوليَّة رابعة هي مِن أخطر المسؤوليَّات، أنْ نحرِّك الشِّعار في السُّلوك.

تحريك الشِّعار في السُّلوك؛ لكي نكون (مع الحُسين أبدًا)

الشِّعار مطلوب، الكلمات مطلوبة، العشق مطلوب، الوعي مطلوب، لكن مع الحُسين حينما نترجم الشِّعار إلى سُلوك نكون فعلًا مع الحُسين.

(مع الحُسين أبدًا) هي كلمات قصيرة، لكن تحمل دلالات كبيرة، كبيرة، كبيرة جدًّا.

لكي نكون مع الحُسين مطلوب:

أوَّلًا: أنْ نجسِّد القِيم الحُسينيَّة

ثانيًا: أنْ نجسِّد التَّقوى الحُسينيَّة

ثالثًا: أنْ نجسِّد الرِّساليَّة الحُسينيَّة

  • «…، إنَّما خَرَجتُ لِطَلَبِ الإِصلاحِ، …».[10]

 

ماذا عنى الإمام الحُسين (عليه السَّلام) بالإصلاح؟

– هل هو خلق وعي الأُمَّة؟

كلُّ الأئمَّة يخلقون وعي الأُمَّة، ولا توجد خصوصيَّة لثورة الإمام الحُسين (عليه السَّلام) في خلقِ الوعي.

– هل هو تنشيط القِيم الإيمانيَّة؟

كلّ أئمَّتنا مسؤولون أنْ ينشِّطوا القِيم الإيمانيَّة.

إذًا ما هو الإصلاح الذي يقصده الإمام (عليه السَّلام) بحيث لم يتوفَّر في زمن الإمام الحَسن (عليه السَّلام)، ولا في زمن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام)، ولا في زمن الإمام الكاظم (عليه السَّلام)؟

ماذا يعني الإصلاح؟

ماذا يقصد الإمام الحُسين (عليه السَّلام) بالإصلاح في هذا الحديث «إنَّما خَرَجتُ لِطَلَبِ الإِصلاحِ»؟

هناك مشروع يمثِّل مشروع الانقلاب الكامل على الإسلام، وأُسِّس لهُ في مرحلةٍ مُبكِّرة، هذا المشروع الانقلابي على الإسلام الذي يُنهي الإسلام، ويُنهي القُرآن، ويُنهي النُّبوَّة، جهزت عناصره الكاملة في عصر يزيد:

  • “إلَّا دَفْنًا دَفْنًا”.[11]
  • “لَعِبَت هاشِمُ بِالمُلكِ فَلا خَبَرٌ جاءَ ولا وَحيٌ نَزَلَ”.[12]

ماذا بقي إذًا؟

نقطة إعلان الانقلاب على الإسلام والعودة إلى الجاهليَّة، وانتهاء القُرآن، وانتهاء رسول الله، هنا جاءت ثورة الإمام الحُسين (عليه السَّلام) لتُسقط هذا المشروع، هذا هو الإصلاح الذي قصده الإمام الحُسين (عليه السَّلام)، ثورة الحُسين أسقطت أخطر مشروع، لو نجح لانتهى الإسلام.

مشروع الانقلاب على الإسلام قد تكوَّنت كلُّ عناصره في تلك المرحلة.

إذًا لا يُوجد خيار إلَّا أنْ يواجه الإمام الحُسين (عليه السَّلام) مشروع الانقلاب على الإسلام.

الإمام الحُسين (عليه السَّلام) أبقى الإسلام، ولكن هناك مفاهيم محرَّفة للإسلام، فجاء دور الأئمَّة (عليهم السَّلام) بعد الإمام الحُسين (عليه السَّلام) وهو تصحيح المفاهيم، فثورة الإمام الحُسين (عليه السَّلام) الإصلاح والذي هو إسقاط مشروع الانقلاب على الإسلام، ودور الأئمَّة (عليهم السَّلام) تصحيح المفاهيم.

 

أخلص إلى القول:

إنَّ تفعيل شعار الموسم (مع الحُسين أبدًا)

يحتاج إلى:

أوَّلًا: إعلام فاعل

مشكلتنا أنَّنا نطرح عناوين كبيرة، لكن ليس عندنا إعلام قوي، نحتاج إلى إعلامٍ قويٍّ يحرِّك المفاهيم، ويحرِّك القِيم التي نطرحها.

لماذا الآخر يملك إعلامًا غزا كلَّ واقعنا بأفكاره وبمفاهيمه وبقِيمه الضَّالة وقِيمه المنحرفة؟

إعلام، اقتحم كلَّ واقعنا، وكلَّ بيوتنا، وأُسرنا، وعقولنا، وشبابنا، وأبنائنا، وبناتنا، ورجالنا، ونسائنا.

كم نملك مِن إعلام قادر على أنْ يقتحم؟

مطلوب أنْ نملك إعلام يقتحم؛ ليوصل مفاهيمنا إلى كلِّ مواقعنا، فنحتاج إلى إعلام فاعل.

كيف نصنع الإعلام الفاعل؟

يحتاج ذلك إلى وجود كوادر كفوءة، قادرة، مُتقِنة، مُثقَّفة، تملك كفاءة الإعلام، قدرات الإعلام، وهذا موسم عظيم للإعلام الإيمانيِّ.

موسم عاشوراء مِن أخصب المواسم للإعلام الإيمانيِّ، للإعلام الحُسينيِّ، للإعلام الدِّينيِّ، لكن يجب أنْ يُمنهَج هذا الإعلام، ويجب أنْ يُصاغ صياغة قادرة على أنْ توصل صوت الإمام الحُسين (عليه السَّلام) كما أراد الحُسين (عليه السَّلام)، الحُسين أراد لصوته أنْ يصل، ولكن هناك معايير لهذا الوصول.

 

ثانيًا: ولاء صادق

الولاء الصَّادق له معنىً كبير.

الولاء الصَّادق ليس فقط عواطف ومشاعر، وإن كانت هي مطلوبة، المشاعر مطلوبة، الدَّمعة مطلوبة، الحزن العاشورائيّ مطلوب جدًّا.

أنْ نعيش الحزن العاشورائيّ، الدَّمعة العاشورائيَّة، البكاء العاشورائيّ كلُّ ذلك مطلوب لكن يجب أنْ تكون دمعة العاشقين، العاشقين للحُسين (عليه السَّلام).

إذا استطعنا أنْ نرتقي بمستوى مشاعرنا إلى مستوى العشق عشنا مع الحُسين (عليه السَّلام).

فإذًا (مع الحُسين أبدًا) يحتاج إلى إعلامٍ فاعل، ويحتاج إلى ولاءٍ صادق.

 

ثالثًا: وعي ورُشد

رابعًا: مُمارسة وسُلوك

خامسًا: فاعليَّة ونشاط

 

مَنْ المسؤول عن تنشيط الشِّعار؟

مَن المسؤول عن تنشيط هذا الشِّعار وتحريك هذه المفاهيم؟

(1) العُلماء والخُطباء

(2) الشُّعراء والرَّواديد

(3) إدارات المراسيم العاشورائيَّة

  • إدارات المآتم
  • إدارات المواكب
  • إدارات فعاليَّات

تتحمَّل الإدارات مسؤوليَّات كبيرة جدًّا في تنشيط شعارات عاشوراء:

ليس وظيفتها فقط قضايا فنيَّة بحتة: كيف تدير الأوقات، وتدير الطَّعام والشَّراب …

الإدارات تتحمَّل مسؤوليَّة كبيرة في صياغة العلاقة الجيِّدة الصَّالحة مع الموسم العاشورائيّ، هذا موقع يحتاج إلى كفاءات، والحديث عن مسؤوليَّات الإدارات وكفاءات الإدارات يحتاج إلى حديث آخر.

(4) المؤسَّسات الدِّينيَّة

لدينا مؤسسات، لدينا حوزات، لدينا جمعيات دينيَّة، كلّها مسؤولة أنْ تحرِّك الشِّعار، هي مواقع الوعي، هي مواقع الفهم والثَّقافة.

إذا لم تنشِّط هذه المواقع شعاراتنا الإيمانيَّة فأيّ مواقع هي التي ستنشِّط؟

لدينا مواقع دينيَّة بدءًا مِن الحوزات وانتهاءً بأصغر جمعيَّة إيمانيَّة دِينيَّة، كلّها مسؤولة أنْ تنشِّط الشِّعار.

(5) الكفاءات العلميَّة والثَّقافيَّة

في الأُمَّة والشعب كفاءات، وثقافات، وقُدرات، وإمكانات، هذه كلها معنيَّة ومسؤولة بدرجة كبيرة أنْ تحمل الشِّعار.

أنا لا اطلب مِن الكنَّاس وإنْ كان مسؤول أنْ يحمل الشِّعار، كما أطلب مِن المُثقَّف، المُثقَّف الذي ملك وعي الشِّعار، وملك ثقافة الشِّعار، ويملك قدرة تنشيط الشِّعار.

كلّ مُثقَّف، كلّ كفاءة علميَّة، كلّ كفاءة أدبيَّة معنيَّة بأنْ تمارس دور تنشيط الشِّعار.

(6) كلّ الجماهير التي تملك

  • وعي الشِّعار
  • عشق الشِّعار
  • تجسيد الشِّعار
  • حركيَّة الشِّعار

معنيَّة أنْ تحمل مسؤوليَّة الدِّفاع ونشر هذا الشِّعار.

 

وآخرُ دَعوانا أن الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.

والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

————————————————————————————————————————————–

 

الهوامش

[1] سورة الحج: الآية 32.

[2] الإمام عليّ (عليه السَّلام): نهج البلاغة (تحقيق: الصَّالح)، ص 486، (المختار من حكم أمير المؤمنين)، ح 104.

[3] الصَّدوق: من لا يحضره الفقيه 2/211، (ب 115: باب التَّلبية)، ح 8.

[4] المجلسي: بحار الأنوار 10/342، (ك: تاريخ الزَّهراء والحسنين (ع)، ب 37: ما جرى عليه بعد بيعة النَّاس ليزيد …)، ح 2.

[5] ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 5/130.

[6] الطَّبرسي: الاحتجاج 2/30، (احتجاج زينب بنت علي (ع) على يزيد).

[7] سورة الحج: الآية 32.

[8] الإمام عليّ (عليه السَّلام): نهج البلاغة (تحقيق: الصَّالح)، ص 486، (المختار من حكم أمير المؤمنين)، ح 104.

[9] الصَّدوق: من لا يحضره الفقيه 2/211، (ب 115: باب التَّلبية)، ح 8.

[10] المجلسي: بحار الأنوار 10/342، (ك: تاريخ الزَّهراء والحسنين (ع)، ب 37: ما جرى عليه بعد بيعة النَّاس ليزيد …)، ح 2.

[11] ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 5/130.

[12] الطَّبرسي: الاحتجاج 2/30، (احتجاج زينب بنت علي (ع) على يزيد).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى