كلمةُ عزاء إلى الشَّعبِ الإيرانيِّ برحيل السيد إبراهيم رئيسي ومرافقيه في حادث أليم
حديث الجمعة 637 | تاريخ: يوم الخميس (ليلة الجمعة) 14 ذو القعدة 1445هـ الموافق: 23 مايو 2024 م | مسجد الإمام الصَّادق (ع) بالقفول - البحرين
كلمةُ عزاء
نرفعُ أحرَّ العَزاءِ إلى صاحبِ العَصْرِ والزَّمانِ، والى مراجعِ الدِّينِ العِظام، وإلى الشَّعبِ الإيرانيِّ بمناسبة الحَدَثِ الجَلَلِ الذي ملأ القُلوبَ حُزْنًا وألمًا، وشكَّلَ خَسَارةً فادِحةً كبرى.
فكلُّ التَّسْلِيم والرِّضَا بقضاءِ الله، وكلُّ الدُّعاءِ لضحايا الحادِثِ المُفجعِ أنْ تحفَّهُم كرامةُ اللهِ ورِضْوانُهُ، ورحمتُهُ وغُفْرانُهُ فقد وَفدُوا على ربٍّ كريمٍ، محفوفينَ بلطفِهِ تعالى، وجزيلِ عطائِهِ، وكانُوا في سجلِّ الشُّهداءِ.
فقد قضَوا حياةً مملوءةً بالخيرِ والصَّلاحِ، وحافلةً بالعطاءِ لشعبهم، ولأُمَّتِهم، ولكلِّ قضايا الحقِّ في العالم، ولكلِّ أهدافِهم الكبرى في عصرٍ ازدحمت كلُّ قوى الشَّرِّ في العالم المعادية لإسلامِنا، ولأُمَّتِنا، ولشعوبِنا ممَّا يفرضُ أنْ تتلاحم كلُّ القُدُرات في حراسةِ أهدافِ هذه الأُمَّةِ، وأهدافِ هذه الشُّعوب.
وفي قمَّة هذه الأَهْدافِ حراسةُ الدِّينِ، وقِيم الدِّينِ، وأمنُ الأوطانِ، وحرِّيَّة الشُّعوب، وكرامة الإنسان.
ضَحَايا الحَادثِ المُفجعِ في إيرانَ كانُوا أوفياءَ لوطنِهم، ولشعبهم، ولأُمَّتِهم الإسلاميَّة، ولكلِّ الأهدافِ الخيِّرة في دُنيا الإنسان.
وتأتي قضيَّةُ فلسطين، وقضيَّةُ القُدسِ، وقضيَّةُ غَزَّةَ في قمَّة الأولويَّاتِ التي شكَّلتْ همًّا كبيرًا لدى هؤلاء النَّفرِ مِن الصَّالحين والأخيار.
فغيابُهم شكَّلَ خَسَارةً كُبرى لهذه القضيَّة المركزيَّة لأُمَّتِنا، ولكلِّ قضايانا المصيريَّة.
نعم غادَرَ هؤلاءُ النَّفرُ الصَّالحون الأوفياء في مرحلةٍ مثقلةٍ بالصُّعوبات، ومثقلةٍ بالتَّحدِّيات مِمَّا ضاعفَ مِن فداحةِ هذه المغادرة، ومِن فداحةِ هذا الحدثِ.
هكذا تُشكِّل مُغادرةُ الكبارِ في أُمَّتنا، وفي أوطاننا أكبرَ الصَّدماتِ، وأكبرَ الخساراتِ.
وإنْ كانت هذه الأُمَّةُ غنيَّةً بالكفاءاتِ والقُدُراتِ، بشرط أنْ يتوفَّر لهذه الكفاءات والقُدُرات كلَّ الحضور، وكلَّ العطاء، وأنْ يتوفَّر لها كلَّ الفرصِ والمناخاتِ.
فما أكثر الكفاءاتِ والقُدُراتِ في أُمَّتِنا، وفي أوطانِنا غائبةً أو مُغيَّبةً، ممَّا يُشكِّل خسارةً عظمى لهذه الأُمَّةِ، ولهذه الأوطان.