كلمة سماحة العلاّمة السيد عبد الله الغريفي في حفل افتتاح مبنى جمعيَّة اقرأ لعلوم القرآن (برج طوبى)
يوم الخميس (ليلة الجمعة) 16 شوال 1445هـ - الموافق: 25 أبريل 2024 م
كلمة حفل افتتاح مبنى جمعيَّة اقرأ لعلوم القرآن (برج طوبى)
السَّلام عليكم أيُّها الأحِبَّة جميعًا ورحمة الله وبركاته.
مناسبة جميلة وأيّ جمال، مناسبة تملأ قلوبنا بهجة وفرحة كبرى ونحن نرى هذا الصَّرح القُرآنيَّ الشَّامخ.
1- أُهنِّئ كلَّ القائمين على هذا المشروع القُرآنيِّ المبارك بما بذلوا وأعطوا مِن جهودهم وأوقاتهم وكلَّ عناءاتهم؛ مِن أجلِ أنْ يتأسَّس هذا المشروع، فقد أعطوا قدرات وطاقات وإمكانات حتَّى وصل المشروع إلى هذا المظهر الرَّائع الجميل.
فأنا أُهنِّئ هؤلاء الفتية القائمين، الذين أعطوا مِن عقولهم وأفكارهم ومشاعرهم وقلوبهم وكلِّ طاقاتهم؛ مِن أجلِ أنْ يولد هذا الصَّرح الجميل الذي يحمل هذا المشروع العظيم.
وأُهنِّئ كلَّ مَنْ ساهم ماديًّا، ومعنويًّا، واجتماعيًّا، وإعلاميًّا في إنجاز هذا المشروع المبارك.
وأُهنِّئ كلَّ المتعاونين والمؤازرين والمباركين وجميع المؤمنين.
ولا أنسى أنْ أُهنِّئ نفسي، فكم أنا مغمور بالفرحة وأنا أجد هذا الصَّرح القُرآنيَّ في هذا البهاء، وفي هذا الجمال.
2- جمعيَّة اقرأ لعلوم القُرآن تاريخ كبيرٌ مِن العطاء في بناء الأجيال القُرآنيَّة في هذا الوطن، فقد صنعت أجيالًا:
- تحمل عشق القُرآن
- وتحمل حفظ القُرآن
- وتحمل وعيَ القُرآن
- وتحمل خُلُقَ القُرآن
- وتحمل تقوى القُرآن
- وتحمل جِهاد القُرآن
نعم مارست جمعيَّة اقرأ وشريكاتها في العمل القُرآنيِّ أدوارًا كبرى في خدمة أهداف القُرآن.
3- رُبَّما كانت مقرَّات هذه المؤسَّسات القُرآنيَّة متواضعة، إلَّا أنَّ أهدافَها شامخة وعملاقة.
نعم هناك ضرورة أنْ تكون مواقع الانطلاق القُرآنيِّ تتناسب مع حجم الأهداف الكبرى.
وهذا ما سعت إليه جمعيَّة اقرأ لعلوم القُرآن جادَّةً للتوفُّر على موقع يتناسب مع حجم الأهداف الكبرى
لهذه الجمعيَّة.
فكان هذا الصَّرح القُرآنيُّ بهذا الحجم المشرِّف الذي يتناسب مع حجم الأهداف الكبرى.
وهذا ما نتمنَّاه لبقيَّة مؤسَّساتنا القُرآنيَّة.
قد يُقال:
القِيمة كلّ القِيمة بحجم العملِ والعَطاءِ، وليس بحجم الهياكلِ والبناء.
هذا كلام صحيح؛ ولكنَّ المواقع الدِّينيَّة مِن مساجدَ وحسينيَّاتٍ وجمعيَّاتٍ ومؤسَّساتٍ كلَّما كانت شامخةً وعملاقةً أعطت حضورًا شامخًا وعملاقًا.
الدِّين يريد لمواقعه أنْ تكون شامخة وكبيرة في هياكلها وفي أشكالها؛ لأنَّ هذا مظهر مِن مظاهر العِزَّة والقوَّة، ومظهر مِن مظاهر الفخر والشُّموخ، بشرط أنْ يكون حجم الانطلاق في العمل شامخًا وكبيرًا.
4- إنَّنا ننتظر مِن جمعيَّة اقرأ وبعد هذه المرحلة أنْ تتضاعف عطاءاتُها، وأهدافُها، ومشاريعُها، وبرامجُها، وحراكاتُها، ونشاطاتُها.
وليس ذلك عسيرًا:
- ما دام القائمون عليها مخلصين كلَّ الإخلاص للقُرآن.
- وما دام القائمون عليها يحملون كلَّ العشق للقُرآن.
- وما دام القائمون عليها يحملون كلَّ الوعي بأهدافِ القُرآن.
- وما دام القائمون عليها يحملون كلَّ الالتزام بمبادئ القُرآن.
- ومادام القائمون عليها يحملون كلَّ الجهاد مِن أجلِ القُرآن.
5- نريد لمؤسَّساتنا القُرآنيَّة في هذا الوطن أنْ يكون لها حضورُها الفاعل.
في أيِّ موقعٍ تنطلق مشاريع القُرآن، وفي أيِّ موقعٍ تتنافسُ مشاريع القُرآن.
- وكلمَّا تلاقت مؤسَّسات القُرآن
- وكلمَّا تعاونت
- وكلمَّا تبادلت الخبرات كان للقُرآن حضوره
وما أحوجنا في هذا العصر أنْ يكون القُرآن:
- حاضرًا على مستوى الثَّقافة
- وحاضرًا على مستوى التَّربية
- وحاضرًا على مستوى القِيَم والأخلاق
- وحاضرًا على مستوى كلِّ السُّلوك
- وحاضرًا على مستوى السِّياسة والإعلام والاقتصاد
- وحاضرًا على كلِّ المستويات
6- هناك مشاريع تعمل جادَّةً وبكلِّ الوسائل مِن أجلِ (تغييب القُرآن)
و(إقصاء القُرآن)
و(تحريف القُرآن)
و(الإساءة إلى القُرآن)
هنا يجب أنْ يكون دور المؤسَّسات القُرآنيَّة كبيرًا:
في الدِّفاع عن القُرآن
وعن أهداف القُرآن
وعن قِيَم القُرآن
وعن رسالة القُرآن.
7- مسؤوليَّاتنا تجاه الجمعيَّات القُرآنيَّة
مسؤوليَّة الأُمَّة، مسؤوليَّة النَّاس، مسؤوليَّة كلِّ وجوداتنا وكياناتنا ومواقعنا الماليَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة:
(1) الدَّعم الماديِّ
(2) الدَّعم المعنويِّ
(3) الدَّعم العِلميّ والثَّقافيِّ
(4) دعم البرامج والأنشطة:
- برامج الحفظ والتِّلاوة
- برامج التَّدبُّر
- برامج الانصهار
- برامج الالتزام
- برامج الحراك
8- مسؤوليَّة مواقعنا الدِّينيَّة أنْ تدعم المؤسَّسات القُرآنيَّة وتتعاون معها
- حوزاتنا الدِّينيَّة
- مساجدنا
- حُسينيَّاتنا ومآتمنا
- جمعيَّاتنا الدِّينيَّة
- مواقعنا الثَّقافيَّة والاجتماعيَّة والماديَّة
أختم حديثي بالمباركة ثانية لمن حمل على عنقه هذا المشروع المبارك، ولا أقول أنَّه مشروع مجموعة وإدارة وكيان مؤسَّسي، هو مشروع الأُمَّة، ومشروعكم جميعًا.
احتضنوا هذا المشروع، واحتضنوا كلَّ مشروع قُرآنيٍّ، ولتتعاون المشاريع القُرآنيَّة، ولتتآزر المشاريع القُرآنيَّة مِن أجلِ أنْ يكون القُرآن هو الحاضر في كلِّ واقعنا، في عصرٍ تزدحم فيه المشاريع الضَّالة والفاسِقة والمنحرِفة التي تريد أنْ تصادر قِيمنا وإسلامنا ومفاهيمنا، وكلَّ إمكاناتنا، وكلَّ نشاطاتنا.
فالقُرآن القُرآن أيُّها الأحِبَّة، عليكم بالقُرآن، حافظوا على القُرآن، وعلى برامج القُرآن حتَّى ننطلق مِن القُرآن؛ القُرآن هو الذي يعطينا كلَّ المساحات الكبرى في حركتنا في هذا العصر؛ الذي قد تعبَّأ عِداءً للقُرآن، وعِداءً للقِيم، وعِداءً للمفاهيم.
فشكر الله مساعيكم، وسدَّد خطاكم، وأيَّدكم، وبارك لكم، وأشدُّ على يد القائمين على هذا المشروع العظيم، أشدُّ على أيديهم بقوَّة أنْ يواصلوا، أنْ لا ييأسوا، أنْ لا يتعبوا، أنْ لا يقفوا، أنْ لا يتراجعوا، فالمشوار طويل، والطَّريق صعب، والعقبات كثيرة، لكن همم الإيمان أقوى، وهمم الإرادة الإيمانيَّة أقوى، وهمم القُرآن أقوى، بارك الله لكم وسدَّد خطاكم وأيدكم.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
والسَّلام عليكم ورحمه الله وبركاته.