أضواء على الخطبة الرَّمضانيَّة
يوم الأربعاء (ليلة الخميس) 24 شعبان 1445 هـ - الموافق 6 مارس 2024 - جمعيَّة التَّوعية الإسلاميَّة
هذه الكلمة لسماحة العلَّامة السَّيِّد عبد الله الغريفي، تحت عنوان (أضواء على الخطبة الرَّمضانيَّة)، والتي ألقيت في الحفل الذي أقامته (جمعيَّة التَّوعية الإسلاميَّة) في مقرّها بقرية (الدُّراز)، ضمن الفعَّالية المركزيَّة (أقبل شهر الله – التَّهيئة الرُّوحيَّة لاستقبال الشَّهر الكريم)، وذلك في يوم الأربعاء (ليلة الخميس)، بتاريخ: (24 شعبان 1445 هـ – الموافق 6 مارس 2024 م)، وقد تمَّ تفريغها مِن تسجيل مرئيٍّ، وتنسيقها بما يتناسب وعرضها مكتوبةً للقارئ الكريم.
أضواء على الخطبة الرَّمضانيَّة
أعوذ باللَّه السَّميع العليم مِن الشَّيطانِ الغويِّ الرَّجيم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وأفضل الصَّلوات على سيِّدِ الأنبياء والمرسلين، سيِّدنا، ونبيِّنا، وحبيبنا، وقائدنا، مُحمَّدٍ وعلى آله الطَّيِّبين الطَّاهرين.
السَّلام عليكم أيُّها الأحبَّة جميعًا ورحمة الله وبركاته.
حديثي هو إلقاء بعض الضَّوء على الخطبة الرَّمضانيَّة المباركة لنبيِّنا الأعظم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
هذه الخطبة ترسم لنا برنامجًا رمضانيًّا، ولذلك أنا أدعو الأحبَّة أنْ يقرأوا هذه الخطبة عِدَّة مرَّات في شهر رمضان، الخطبة موجودة في كتب الأدعية اقرأوها قبيل الشَّهر، اقرأوها في العشرة الأولى، في العشرة الثَّانية، في أواخر شهر رمضان، كرِّروا قراءة هذه الخطبة، قراءة متأنيَّة، قراءة تستنطق معانيها، قراءة توظِّف أهدافها.
حينما نقرأ هذه الخطبة المباركة:
– لا نقرأها للتَّرف الفكريِّ
– لا نقرأها لمجرَّد التَّبرُّك (رغم أنَّ فيها كلَّ البركة، وفيها كلَّ الخير)
– لا نقرأها لمجرَّد الثَّواب (وإنْ كان فيها الكثير الكثير مِن الثَّواب)
في قراءتها عطاءٌ ربَّانيّ كبير.
– وإنَّما نقرأها للتَّمثُّل والالتزام وليس مِن أجلِ الثَّواب فقط.
الرَّسول الأكرم (صلَّى الله عليه وآله) وضع لنا برنامجًا للشَّهر المبارك، ومَنْ أقدر مِن نبيِّ الله (صلَّى الله عليه وآله) مِن أنْ يرسم البرنامج الرَّمضانيَّ.
شهر رمضان شهرٌ استثنائيٌّ، يحتاج أنْ نعطيه كلَّ طاقاتنا، وكلَّ قدراتنا، وكلَّ استعداداتنا، وكلَّ تهيُّؤاتنا، أعطوه الكثير مِن وقتكم، وجهدكم، وحبِّكم، وعشقكم.
مِن خلالِ هذه الخطبة ارسموا برنامج شهر رمضان، لستُ بحاجة أنْ أفكِّر كيف أضع برنامجي الرَّمضانيّ، وإنَّما رسولُ الله (صلَّى الله عليه وآله) في هذه الخطبة المباركة وضع لنا البرنامج الرَّمضانيّ.
فنحن نقرأ هذه الخطبة لكي نستلهم برنامج شهر رمضان:
أ- قراءة تدخل العقل
أدخلوها في عقولكم أولًا، دعوا الخطبة تدخل في العقول، تدخل في الذِّهن، استوعبوا معانيها، استوعبوا دلالاتها، استوعبوا معطياتها، هنا أدخلنا هذه المضامين في هذه الخطبة المباركة، أدخلناها في العقل.
دعوا العقل يتعامل مع هذه الخطبة، دعوا العقل يستلهم مضامين هذه الخطبة، أدخلوها في العقل أوَّلًا.
ب- قراءة تدخل القلب
وثانيًا أدخلوها في القلب، لا يكفي أنْ تدخل المضامين في العقل، إذا بقيت المضامين في العقل ولم تدخل في القلب تبقى مضامين متكلِّسة، تبقى مضامين جامدة.
حينما تدخل المضامين في القلب، وحينما تدخل في الوجدان، وحينما تدخل في الضَّمير تتعبَّأ بشحنات إيمانيَّة، تتعبَّأ بشحنات ربانيَّة.
إذًا أدخلوا المضامين الكبيرة لهذه الخطبة في عقولكم، افهموها أولًا، ثُمَّ عيشوا العشق لها، أدخلوها في الوجدان، في الضَّمير، في القلب.
هناك وعيٌ، هناك ثقافةٌ، هنا عشقٌ، هنا حبٌّ، هنا ذوبانٌ، هنا انصهارٌ.
إذا أدخلنا مضامين هذه الخطبة في عقولنا، وأدخلناها في قلوبنا، هل يكفي هذا؟
وإذا استوعبنا المضامين استيعابًا كاملًا، وفهمنا معطيات هذه الخطبة فهمًا كاملًا، وعشنا عشقًا، وهيامًا، وحبًّا، وذوبانًّا مع هذه المفاهيم، هل يكفي هذا؟
لا، فقد بقيت الخطوة الثَّالثة وهي الأهم:
ج- قراءة تدخل السُّلوك
ادخلوها في كلِّ سلوككم، في كلِّ حراككم، في كلِّ تمثُّلاتكم العمليَّة، هنا تتحوَّل الخطبة إلى برنامجٍ عمليٍّ، هنا تتحوَّل الخطبة إلى مشروعٍ عمليٍّ يتحرَّك، يرسم لكم مسارات العمل، يوظِّف أوقاتكم، يوظِّف طاقاتكم، يوظِّف كلَّ قدراتكم.
فإذًا قراءة تدخل العقل، وقراءة تدخل القلب، وقراءة تدخل السُّلوك.
أهميَّة البرمجة للشَّهر الكريم
ضروري جدًّا أنْ تبرمجوا لهذا الشَّهر
مع الأسف أنَّ الأغلب – ولا أقول الكلّ – يتعامل مع هذا الشَّهر بعفويَّة.
لا توجد برمجة، ولا يوجد تخطيط، وإنَّما هو البرنامج المألوف: زيارات، دعوات إفطار، لقاءات، سهرات.
لا، ليس هذا هو البرنامج المطلوب، بل برنامج شهر رمضان برنامجٌ أوسع وأكبر، لا توجد لحظات، وساعات، وأوقات، ودقائق كما هي في هذا الشَّهر العظيم.
إذا كان عندك مشروعٌ تجاريٌّ صغير أو كبير، فإنَّك تسهر وتجلس وتضع الخطط والبرامج حتَّى ينجح المشروع.
أنت مع أضخم مشروع في الدُّنيا، المشروع الرَّمضانيّ.
ألا يستحقُّ أنْ تجلس جلسات وجلسات لتبرمج، لتكتب برنامجك في هذا الشَّهر؟
لا تقل برنامجي هو البرنامج المألوف، كما يفعل النَّاس: نزور المجالس، ومجالس القُرآن، ونسهر، ودعوات إفطار، ودعوات سحور …
صحيح أنَّه لا مشكلة في ذلك، لكن ليس هذا هو البرنامج الرَّمضانيُّ المطلوب، البرنامج الرَّمضانيُّ أكبر وأهم.
ضعوا برنامجكم الرَّمضانيّ: البرنامج الثَّقافيُّ، البرنامج الرُّوحيُّ، البرنامج الأخلاقيُّ، البرنامج الاجتماعيُّ، البرنامج …، هناك مسارات واسعة للبرامج الرمضانيَّة.
الخطبة وضعت لنا مقاطع كبيرة مِن هذا البرنامج.
أوَّلًا: فاجعلوا مِن هذه الخطبة الرَّمضانيَّة برنامجًا لهذا الشَّهر العظيم
واظبوا على قراءتها عِدَّة مرات.
واقرأوها بنيَّة أنْ تطبِّقوا هذه الخطبة كبرنامجٍ عمليٍّ لكم في شهر رمضان، وليس قراءة للثَّواب والتَّبرُّك فقط.
مطلوبٌ في هذه القراءة:
(1) التَّأمُّل والتَّفكير
تدبَّروا فيما تقرأون، فكِّروا، تمعَّنوا في المعاني والمضامين، ففيها مضامين عملاقة، وكبيرة، وشامخة، اقرأوا الخطبة قراءة متأمِّلة، متأنِّية، متدبِّرة.
نحتاج إلى التَّأمُّل والتَّفكير ونحن نقرأ هذه الخطبة المباركة.
(2) التَّأسيس لبرنامج رمضاني شامل
انطلقوا مِن الخطبة في تأسيس برنامجٍ رمضانيٍّ شامل.
حينما أقول (شاملًا) أعني: برنامجًا ثقافيًّا، وروحيًّا، وأخلاقيًّا، واجتماعيًّا، وسياسيًّا، و…، هذه مساحات مِن البرنامج الذي ترسمون مِن خلالهِ مشروع التَّعاطي مع الشَّهر الفضيل.
(3) محاسبة التَّطبيق
بعد أنْ وضعنا البرنامج نبدأ نحاسب التَّطبيق.
كم طبَّقنا مِن البرنامج؟
وكم نجحنا في تطبيق البرنامج؟
هذا أقدس عمل، وأقدس عبادة.
للصَّلاة قِيمة، وللدُّعاء قِيمة، ولتلاوة القُرآن قِيمة كبرى، لكن محاسبة البرنامج، ومحاسبة الحراك الرَّمضانيّ هو أقدس عمل في هذا الشَّهر، لا عليك مِن الآخرين وما يصنعون في شهر رمضان، بل اصنع أنت مشروعك الرَّمضانيّ الذي يرتقي بك إلى مستوى كأنَّك تسمع رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) وهو يتحدَّث.
هكذا نؤسِّس للضِّيافة الرَّبانيَّة في هذا الشَّهر الكريم.
ثانيًا: أهم شروط الضِّيافة الرَّبانيَّة في هذا الشَّهر [مراتب الضِّيافة]
هنا سؤال ولا زلنا ننطلق مِن الخطبة الرَّمضانيَّة لرسول الله (صلَّى الله عليه وآله): ما هي الشَّروط التي وضعها النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآله) لهذه الضِّيافة الرَّبانيَّة؟
هذه بعض شروط وضعتها الخطبة ليكون مشروع الضِّيافة الرَّبانيَّة مشروعًا ناجحًا، فلتحرصوا على أنْ يكون مشروع الضِّيافة في هذا الشَّهر مشروعًا ناجحًا.
الضِّيافة مراتب:
رسولُ الله (صلَّى الله عليه وآله) ضيفٌ في هذا الشَّهر، لكن هذه مرتبة.
عليُّ بن أبي طالب (عليه السَّلام) ضيفٌ في هذا الشَّهر، لكن هذه مرتبة.
الأئمَّة، الأبدال، الصَّالحون، المقرَّبون، الأتقياء، وهكذا …
المهم سجِّل نفسك ضيفًا حقيقيًّا، ضع نفسك ضيفًا حقيقيًّا في هذا الشَّهر.
الرَّسولُ الأعظم (صلَّى الله عليه وآله) في هذه الخطبة وضع لنا بعض عناوين الضِّيافة.
ماذا تحتاج هذه الضِّيافة؟
ما هي أهم شروط الضِّيافة الرَّبانيَّة في هذا الشَّهر؟
ذكرت الخطبة ثلاثة شروط أساس:
الشَّرط الأوَّل: صدق النِّيَّة (الإخلاص)
كلَّما ارتقى مستوى الإخلاص ارتقى مستوى الضِّيافة.
عبَّرت عنه: «فَاسْأَلُوا اللهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ».[1]
الرَّسول (صلَّى الله عليه وآله) وضع لنا شرطًا مهمًّا فِي الضِّيافة وهو الإخلاص، فحاسبوا الإخلاص.
الإخلاص يحتاج إلى محاسبة دائمة، فأنا أُصلِّي، وأصوم، وأقرأ الدُّعاء والزيارة، وأمارس عملًا خيريًّا، و…، لكن هل توفَّرت على الإخلاص بصدق؟
هل فعلًا كلُّ هذه الأعمال خالصة لله؟
ليست لأغراض؟
ليست لجاه؟
ليست لشهرة؟
ليست لأسباب؟
ليست لعلاقات؟
الإخلاص يحتاج محاسبة، الأبدال الصَّالحون يجلسون جلسات كبيرة مع النَّفس يحاسبون الإخلاص.
ينقل السَّيِّد كاظم الحائري (حفظه الله) تحت عنوان: (ذكريات عن حياة شهيدنا الصدر) ما يلي: “حدَّثني – رحمه الله – ذات يوم: أنَّه حينما كتب كتاب (فلسفتنا) أراد طبعه باسم جماعة العلماء في النَّجف الأشرف بعد عرضه عليهم متنازلًا عن حقِّه في وضع اسمه الشَّريف على هذا الكتاب، إلَّا أنَّ الذي منعه عن ذلك أنَّ جماعة العلماء أرادوا إجراء بعض التَّعديلات في الكتاب، وكانت تلك التَّعديلات غير صحيحة في رأي أستاذنا الشَّهيد، ولم يكن يقبل بإجرائها فيه، فاضطر أن يطبعه باسمه، قال – رحمه اللَّه – إنِّي حينما طبعت هذا الكتاب لم أكن أعرف أنه سيكون له هذا الصِّيت العظيم في العالم والدَّويِّ الكبير في المجتمعات البشريَّة ممَّا يؤدِّي إلى اشتهار من يُنسب إليه الكتاب، وأنا الآن أفكِّر أحيانًا أنِّي لو كنت مطَّلعا على ذلك، وعلى مدى تأثيره في إعلاء شأن مؤلِّفه لدى النَّاس، فهل كنت مستعدًّا لطبعه باسم جماعة العلماء وليس باسمي كما كنت مستعدًّا لذلك أوَّلًا؟ وأكاد أبكي خشية أنِّي لو كنت مطَّلعًا على ذلك لم أكن استعدَّ لطبعه بغير اسمي”.[2]
فيبكي محاسبة لنفسه، ومحاسبة لإخلاصه.
فمَن نحن حتَّى لا نحاسب إخلاصنا؟
لا بدَّ مِن مُحاسبة الإخلاص، خاصَّة في هذا الشَّهر المبارك.
الإخلاص عمليَّة صعبة، لكنَّ المؤمن عنده قدرة أنْ يمركز الإخلاص في داخله.
إذًا أهمُّ شرطٍ لهذه الضِّيافة الرَّبانيَّة التي وضعته الخطبة المباركة: الإخلاص، «فَاسْأَلُوا اللهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ»، النِّيَّات الصَّادقة هي النِّيَّات المُخلِصة.
حضور المسجد، والمأتم، والاحتفالات و…، هل كلُّه لله فعلًا؟ ألا توجد غايات وحسابات أخرى؟
خصِّص جلسات للمراقبة، وللمحاسبة.
هذا شهر المحاسبة، هذا شهر بناء العقل، وبناء الرُّوح، وبناء الأخلاق، وبناء السُّلوك.
إذا لم أقدِر أنْ أحاسب نفسي في شهر رمضان فمتى سأحاسب نفسي؟
إذا لم أقدِر أنْ أحاسب حركتي في شهر رمضان فمتى سأحاسب حركتي؟
الشَّرط الثَّاني: طهارة القلب مِن كلِّ التَّلوُّثات
• «فَاسْأَلُوا اللهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ، وَقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ»
أخطر ما يواجه الإنسان هو: تطهير القلب.
كم نحمل في قلوبنا مِن غبش؟
وكم نحمل في قلوبنا مِن تلوُّثات؟
يوم يتلوَّث القلب تفشل كلُّ الممارسات العباديَّة.
كلُّ ممارستنا العباديَّة تحتاج إلى قلبٍ نقيٍّ، وطاهرٍ، ونزيهٍ، فبقدر ما نمسح الأدران مِن على قلوبنا يرتقي مستوى العبادة، يرتقي مستوى الذِّكر، ويرتقي مستوى العمل الصَّالح لدينا.
• «فَاسْأَلُوا اللهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ، وَقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ أَنْ يُوَفِّقَكُمْ الله لِصِيَامِهِ وَتِلَاوَةِ كِتَابِهِ، فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اللهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ».[3]
إذا لم احصل على المغفرة في شهر رمضان فمتى سأحصل عليها؟
• حديثٌ آخر بهذا المعنى أيضًا:
عن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، أنَّه كان يرتقي المنبر، فأمَّن عند كلِّ مِرقاة، فسُئِل عن سبب ذلك، فقال: «دعا جبرئيل وأمنَّت، قال: من أدرك والديه ولم يؤدِّ حقَّهما فلا غفر الله له، فقلتُ: آمين، من ذُكرتَ عنده فلم يصلِّ عليك فلا غفر الله له، فقلتُ: آمين، ثمَّ قال: من أدرك شهر رمضان ولا يتوب فلا غفر الله له، فقلتُ: آمين».[4]
إذا لم أتوفَّق للمغفرة في شهر رمضان فمتى سأتوفَّق؟!
أبواب الجنان مفتَّحة، وأبواب النِّيران مغلقة، والشَّياطين مغلولة، ولا أتوفَّق للمغفرة، ولا أتوفَّق للتَّوبة، ولا أتوفَّق للقرب مِن الله، فمتى سأتوفَّق؟!
• «من أدرك والديه ولم يؤدِّ حقَّهما فلا غفر الله له».
يدرك والديه، محطَّ الرَّحمة، محطَّ المغفرة، محطَّ القبول ولا يغفر له، هذا شقي!
رضا الوالدين، البرُّ بالوالدين، العطف على الوالدين.
هذه محطَّة مِن محطَّات الرَّحمة والرِّضوان الإلهيّ.
• «مَنْ ذُكِرتَ عنده فلم يصلِّ عليكَ فلا غفر الله له».
• عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): «…، ومَنْ باتَ وفي قَلبِهِ غِشٌّ لأخيهِ المُسلِمِ باتَ في سَخَطِ اللهِ، وأصبَحَ كذلكَ، …».[5]
إذًا الإخلاص وطهارة القلب شرطان أساسان.
الشَّرط الثَّالث: التَّقوى
اجتناب المعاصي والذُّنوب
التَّقوى والورع، أفضل الأعمال في هذا الشَّهر.
• حينما سَألَ أميرُ المؤمنين (عليه السَّلام) رسولَ الله (صلَّى الله عليه وآلهِ) في آخر الخطبة:
«…، مَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ؟
قالَ (صلَّى الله عليه وآلهِ): أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، …».[6]
تقوى، التزام الطَّاعة، تجنُّب الذُّنوب والمعاصي.
مِن أعظم منجزات الشَّهر المبارك هو صناعة التَّقوى.
• «…، وَاحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ، …»[7]، هذه تقوى.
• «…، وَغُضُّوا عَمَّا لَا يَحِلُّ النَّظَرُ إِلَيْهِ أَبْصَارَكُمْ، …»[8]، هذه تقوى.
• «…، وَعَمَّا لَا يَحِلُّ الِاسْتِمَاعُ إِلَيْهِ أَسْمَاعَكُمْ، …»[9]، هذه تقوى.
آثارُ الذُّنوب:
الذُنوب خطيرة يا أحبَّائي، وهذا يحتاج إلى حديث مستقل.
كم للذُّنوب مِن كارثة على سلوك الإنسان.
المعصية الواحدة تدمِّر الإنسان.
قد يقول شخص: أنا أرى لديَّ خمول وكسل في العِبادة.
هل سأل نفسه لماذا هذا الكسل؟
كان نشطًا وفجأة يُصاب بخمولٍ في عبادته، في طاعته، في تقربِّه إلى الله؟!
رُبَّما هي كِذبة، رُبَّما هي غِيبة، رُبَّما هي نميمة، رُبَّما هي إساءة إلى عبدٍ صالح، هذه كلُّها تدمِّر الحالة الرُّوحيَّة عند الإنسان، الذُّنوب تدمِّر الارتباط العبادي.
1- ما جَفَّتِ الدُّموعُ إلَّا لِقَسوةِ القُلوبِ
• قالَ أميرُ المؤمنين (عليه السَّلام) لرجلٍ شكى إليه جمود العين: «ما جَفَّتِ الدُّموعُ إلَّا لِقَسوةِ القُلوبِ، وَما قَسَتِ القُلوبُ إلَّا لكَثرَةِ الذُّنوبِ».[10]
هذه معادلة: ذنبٌ يخلقُ قسوة في القلب، قسوة في القلب تُجفِّف الدَّمعة.
طهِّر نفسك مِن الذُّنوب يخشع قلبك، إذا خشع القلب دمعت العين.
2- أَنْتَ رَجُلٌ قَدْ قَيَّدَتْكَ ذُنُوبُكَ
• جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السَّلام) فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي قَدْ حُرِمْتُ الصَّلَاةَ بِاللَّيْلِ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السَّلام): «أَنْتَ رَجُلٌ قَدْ قَيَّدَتْكَ ذُنُوبُكَ».[11]
طهِّر نفسك مِن الذُّنوب ستُوفَّق لصلاة اللَّيل، وستُوفَّق للعِبادة، وستُوفَّق للقرب مِن الله سبحانه وتعالى.
3- كَيْفَ يَجِدُ لَذَّةَ الْعِبَادَةِ
• في الحديث عن الإمام عليٍّ (عليه السَّلام) قالَ: «كَيْفَ يَجِدُ لَذَّةَ الْعِبَادَةِ مَنْ لَا يَصُومُ عَنِ الْهَوَى؟!».[12]
حتَّى نعيش الفوران الرُّوحيّ، والهيام الرُّوحيّ في العبادة؛ نحتاج إلى أنْ نُطهِّر أرواحنا وقلوبنا مِن التَّلوُّثات، وسلوكنا مِن المخالفات، فينفتح القلب، وتنفتح الرُّوح على الآفاق الرُّوحيَّة الرَّبانيَّة.
اقرأوا الخطبة الرَّمضانيَّة المباركة، واجعلوها برنامجكم الرَّمضانيّ.
الرَّسول الأكرم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وضع لك البرنامج، خذ الخطبة واقرأها مرَّة، مرَّتين، ثلاث، أربع، بين وقت وآخر، كرِّر قراءتها بنيَّة التَّطبيق، هذا نفسه عِبادة.
أنْ تقرأ الخطبة بنِيَّة أنْ ترسم مِنها مَنهجًا وبرنامجًا رمضانيًّا، هذا نفسه عِبادة وعِبادة كبرى.
ثالثًا: ثواب الأعمال في هذا الشَّهر
الخطبة أشارت إلى مجموعة أعمال لها عطاءات عظيمة في شهر رمضان، اقرأوا الخطبة ستجدونها غنيَّة بالمعطيات العباديَّة، والأعمال الكبيرة التي تقرِّب إلى الله.
(1) «أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تَسْبِيحٌ، وَنَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ»[13]
النَّفَسُ لا يتوقَّف، هذا النَّفَسُ عِبادة.
أيُّ عطاء ربَّانيّ كبير؟
خلق الله سبحانه وتعالى هذا النَّفس يتحرَّك باستمرار، وهو يعطيني الثَّواب على هذا النَّفس الذي هو ليس بجهدي.
كلُّ نَفَسٍ مِن هذه الأنفاس يُمثِّل تسبيح.
«وَنَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ»
بعض النَّاس يقول: ما دام النَّوم عبادة سأقضي كلَّ شهر رمضان في النُّوم!
صحيح النُّوم عِبادة، لكن ليس أكبر مِن عبادة صلاة اللَّيل، ولا أكبر مِن خدمة النَّاس، ولا أكبر مِن أعمال البِّرِّ والصَّلاح الأخرى.
(2) تفطير صائم يعادل عتق رقبة وتكفير الذُّنوب
• قالَ النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآله): «…، أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ فَطَّرَ مِنْكُمْ صَائِمًا مُؤْمِنًا فِي هَذَا الشَّهْرِ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ عِتْقُ رَقَبَةٍ، وَمَغْفِرَةٌ لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ.
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَلَيْسَ كُلُّنَا نَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ.
فَقالَ (صلَّى الله عليه وآله): اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشَرْبَة مِنْ مَاءٍ، …».[14])مَن لا يستطيع أنْ يفطِّر صائمًا في بيته أو في أيِّ موقع، فشقُّ التَّمرة وشربة الماء تقوم مقام الإفطار، أمَّا مَن يملك الأموال فهذا لا يكفيه.
(3) تحسين الخُلُق جواز على الصِّراط
• «يا أيُّها النَّاس مَنْ حَسَّنَ مِنكُم في هذَا الشَّهرِ خُلُقَهُ كانَ لَهُ جواز عَلَى الصِّراطِ يَومَ تَزِلُّ فيهِ الأَقدامُ».[15]
حسِّنوا أخلاقكم في شهر رمضان، عيشوا الانفتاح الرُّوحيِّ والأخلاقيِّ، ألغوا كلَّ الحساسيَّات، كلَّ الخلافات، كلَّ النِّزاعات.
الصِّراط يوم القيامة جسرٌ يمرُّ على جهنَّم.
• في الحديث عن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام)، قالَ: «النَّاسُ يمرُّون على الصِّراط طبقات، والصِّراط أدقُّ مِن الشَّعر ومِن حدِّ السَّيف، فمِنهم مَنْ يَمرُّ مثل البَرق، ومِنهم مَنْ يَمرُّ مثل عَدْوِ الفرس، ومِنهم مّنْ يَمرُّ حبوًا، ومِنهم مَنْ يَمرُّ مشيًا، ومِنهم مَنْ يَمرُّ متعلِّقًا، قد تأخذُ النَّارُ مِنه شيئًا وتترك شيئًا».[16]
بمقدار عملك تكون حركتك على الصِّراط.
النَّماذج العليا الكبيرة: الأبرار، الأتقياء هؤلاء يمرُّون على الصِّراط كالبرق الخاطف.
أنت اصنع الصِّراط هنا في الدُّنيا.
(4) صِلة الرَّحم صلةٌ برحمة الله
• «ومَنْ وَصَلَ فِيهِ رَحِمَهُ وَصَلَهُ اللهُ بِرَحْمَتِهِ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ قَطَعَ فِيهِ رَحِمَهُ قَطَعَ اللهُ عَنْهُ رَحْمَتَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ».[17]
(5) التَّطوُّع بصلاة براءة مِن النَّار
• «ومَن تَطَوَّعَ فيهِ بِصَلاةٍ كتبَ الله لَهُ بَراءَةً مِنَ النَّارِ».[18]
تطوَّع بصلاة، صلِّي صلاة اللَّيل، النَّوافل … هذه ليست واجبة، لكنَّها براءة مِن النَّار.
صلاة جعفر الطَّيار براءة من النَّار.
صلِّي صلاة الوصيَّة، المطلوبة في كلِّ ليلة بين صلاة المغرب والعشاء، ليس في شهر رمضان فقط، بل في كلِّ وقت، وهي صلاة عظيمة، عظيمة جدًّا.
(6) أداء فرض في شهر رمضان يعادل سبعين فرضًا في فيما سواه مِنَ الشُّهور
• «وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرْضًا كَانَ لَهُ ثَوَابُ مَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الشُّهُورِ».[19]
(7) الإكثار مِن الصَّلاة على مُحمَّد وآل مُحمَّد (صلَّى الله عليه وآله) تثقِّل الميزان
• «ومَن أكثَرَ فيهِ [في شهرِ رمضان] مِنَ الصَّلاةِ عَلَيَّ ثَقَّلَ اللهُ ميزانَهُ يَومَ تَخفُّ المَوازينُ».[20]
نصوص أخرى:
• وعَن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله) أنَّه قالَ:
«أكثروا الصَّلاة عليَّ، فإنَّ الصَّلاة عليَّ نورٌ فِي القبر، ونورٌ عَلى الصِّراط، ونورٌ فِي الجنَّة».[21]
• وعَنه (صلَّى الله عليه وآله) أنَّه قالَ:
«جاءَني جَبرَائيلُ وقالَ: يا مُحَمَّدُ لا يصلِّي عليكَ أحدٌ إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، ومَنْ صلَّتْ عليه الملائكةُ كان مِنْ أهل الجنَّة».([22])
(8) تلاوة آية تعادل ختم القُرآن
• «ومَنْ تَلَا فِيهِ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ».[23]
مِن أهمِّ الأعمال في شهر رمضان تلاوة القُرآن.
ولكي نعيش روحانيَّة القُرآن في شهر القُرآن نحتاج إلى:
(1) إخلاص النِّيَّة
(2) طهارة القلب
(3) التَّدبُّر القُرآنيُّ
(4) التَّقوى والورع
تعبَّأوا مِن محطَّات القُرآن (أعظم محطَّات التَّعبئة الرُّوحيَّة)
المحطَّات القُرآنيَّة تشعُّ في شهرِ رمضان، وإنْ كُنَّا لم نوظِّف القُرآن توظيفًا يملأ القلوب والأرواح والعقول.
المجالس القُرآنيَّة الرَّمضانيَّة
لدينا مجالس قُرآنيَّة كثيرة، لكن تحتاج إلى كثير مِن الجهد لتوظيفها توظيفًا فاعلًا وحقيقيًّا، وتوظيفًا ربَّانيًّا، مجالس القُرآن مجالس مباركة، لكن أنتم أدرى بما هي عليه مجالس القُرآن، نحتاج إلى جهدٍ في توظيف هذه المجالس.
هنا دور العلماء، هنا دور الخطباء، هنا دور أصحاب الوعي والبصيرة والثَّقافة، كيف نقدر أنْ نحوِّل المجالس القُرآنيَّة إلى مجالس عطاء؟
يمكن الاقتصار على بعض أجزاء مِن القُرآن، فليس بالضَّرورة قراءة جزئين أو ثلاثة في اللَّيلة الواحدة، نوظِّف هذه المجالس توظيفًا يخدم أهداف القُرآن: حديث قصير عن القُرآن، كلمات قصيرة عن القُرآن.
اجعلوا المجالس عناوين تشعُّ بعطاءات القُرآن، ضعوا لافتات، ضعوا كلمات تربط أجيالنا، أبنائنا، أهلنا، أقاربنا، تربطهم بالقُرآن، اجعلوا القُرآن يشعُّ في هذا الشَّهر، اجعلوا القُرآن يُعطي في هذا الشَّهر، اجعلوا القُرآن يُربِّي في هذا الشَّهر.
المجالس عظيمة، والمجالس مباركة، ونشدُّ على أيدي القائمين على هذه المجالس.
نحتاج إلى كثيرٍ مِن التَّعبئة القُرآنيَّة.
كيف تتحوَّل هذه المجالس إلى مواقع إشعاعٍ قُرآنيّ، مواقع تعبئة قُرآنيَّة، تصنع العقل القُرآنيّ، تصنع الوعي القُرآنيّ، تصنع الرُّوح القُرآنيَّة، تصنع النَّفس القُرآنيَّة، تصنع السُّلوك القُرآنيّ؟
هذا شهر القُرآن، شهرُ رمضان ربيع القُرآن، ألا ترون في الرَّبيع كيف تزدهر الأشجار؟
وكيف تزدهر الأوراق؟
القُرآنُ يزدهر في شهرِ رمضان كما تزدهر الأزهار في شهر الرَّبيع، ولذلك جاء في الحديث:
• عَنْ أَبِي جعفر (عليه السَّلام) قَالَ: «لِكُلِّ شَيْئٍ رَبِيعٌ، وَرَبِيعُ الْقُرْآنِ شَهْرُ رَمَضَانَ».[24]
إذًا اعملوا على أنْ تعطوا للقُرآن حضوره الحقيقيّ في هذا الشَّهر العظيم.
وآخرُ دَعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
والسَّلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.
————————————————————————————
الهوامش:
[1]– الصَّدوق: الأمالي، ص 154، (المجلس العشرون)، ح 149/4.
[2]– الحائري: مباحث الأصول 45/1، (ذكريات عن حياة شهيدنا الصَّدر).
[3]– الصَّدوق: الأمالي، ص 154، (المجلس العشرون)، ح 149/4.
[4]– النُّوري: مستدرك الوسائل 435/7، (ك: الصِّيام، أبواب أحكام شهر رمضان)، ح [8599] 16.
[5]– الصَّدوق: الأمالي، ص 515، (المجلس السَّادس والسُّتون)، ح 707/1.
[6]– الصَّدوق: الأمالي، ص 155، (المجلس العشرون)، ح 149/4.
[7]– المصدر السَّابق، ص 154.
[8]– المصدر السَّابق.
[9]– المصدر السَّابق.
[10]– الصَّدوق: علل الشَّرائع 81/1، (ب 74: علَّة جفاف الدُّموع)، ح 1.
[11]– الكليني: الكافي 450/3، (ك: الصَّلاة، ب: صلاة النَّوافل)، ح 34.
[12]– الآمدي التميمي: غرر الحكم، ص 517، (ف 64: مما ورد في حرف الكاف بلفظ كيف)، ح 12.
[13]– الصَّدوق: الأمالي، ص 154، (المجلس العشرون)، ح 149/4.
[14]– القمِّي: مفاتيح الجنان، ص 173، (ف 3: في فضل شهر رمضان وأعماله).
[15]– الصَّدوق: الأمالي، ص 154، (المجلس العشرون)، ح 149/4.
[16]– المصدر السَّابق، ص 242، (المجلس الثَّالث والثَّلاثون)، ح 257/5.
وعن أبي عبد الله (عليه السَّلام) قال: سألته عن الصِّراط، فقال: «هو أدقُّ من الشَّعر، وأحدُّ من السَّيف، فمنهم من يمرُّ عليه مثل البرق، ومنهم من يمرُّ عليه مثل عدو الفرس، ومنهم من يمرُّ عليه ماشيًا، ومنهم من يمرُّ عليه حبوًا، ومنهم من يمرُّ عليه متعلقًا فتأخذ النَّار منه شيئًا وتترك منه شيئًا». (عزيز الله عطاردي: مسند الإمام الصَّادق (ع) 6/201، ح 4)
[17]– الصَّدوق: الأمالي، ص 154، (المجلس العشرون)، ح 149/4.
[18]– المصدر السَّابق، ص 155.
[19]– المصدر السَّابق.
[20]– المصدر السَّابق.
[21]– المجلسي: بحار الأنوار 18 ق 395/1، (ك: الطَّهارة والصَّلاة، ب 14: استحباب الصَّلاة عن الميت)، ح 8.
[22]– الشَّاكر الخوبري: دُرَّة النَّاصحين، ص 164، (المجلس الخامس والأربعون: في فضيلة الذِّكر).
[23]– المصدر السَّابق.
[24]– الكليني: الكافي 630/2، (ك: فضل القرآن، باب: النوادر)، ح 10.