ثقافة الانتظار، وليلة النِّصف من شعبان
تاريخ: 14 شعبان 1444هـ | الموافق: 7 مارس 2023 | مأتم النُّعيم الجنوبي – النُّعيم
ثقافة الانتظار، وليلة النِّصف من شعبان
(1) انتظار المصلح في آخر الزَّمان ليست من مبتدعات العقل الشيعي كما يدِّعي بعض المخرِّفين.
انتظار قائد عظيم يظهر في آخر الزَّمان ويُصلح العالم قضيَّة يؤمن بها كلُّ البشر وليست من مختصَّات الشِّيعة وإن تعدَّدت التَّطبيقات لهذا المُعتقد.
أ- فالمسلمون بكلِّ مذاهبهم إلَّا من شذَّ كابن خلدون وأحمد أمين يؤمنون بعقيدة (المهدي المنتظر) وإن تعدَّدت التَّطبيقات.
لماذا هذا الغياب؟
- غياب قضيَّة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) في الخطاب الدِّيني السُّنِّي
- غيابها في مناهج الدِّراسة
- غيابها في الإعلام والثَّقافة
- غيابها في حياة النَّاس من بقيَّة المذاهب الإسلاميَّة
ب- كلُّ الأديان تؤمن بعقيدة المصلح الأعظم في آخر الزَّمان وإن اختلفت التَّسميات.
ج- كلُّ النَّظريَّات وإن كانت لا تؤمن بالأديان تؤمن بالمصلح الأعظم في آخر الزَّمان، وتحاول كلُّ نظريَّة أن تصوغ هذا المصلح وِفق منظومتها الفكريَّة.
د- الفلاسفة يؤمنون بالمصلح الذي يوحِّد العالم
- يقول الفيلسوف الإنجليزي راسل:
“إنَّ العالم في انتظار مصلح يوحِّد العالَم تحت عَلَم واحد وشعار واحد”.
- ويقول أينشتاين (صاحب النَّظريَّة النِّسبيَّة): “إنَّ اليوم الذي يسود العالم الصُّلح والصَّفاء ويكون النَّاس متحابِّين ليس ببعيد”.
(2) ليلة النِّصف من شعبان: محطَّة تقويميَّة لانتظار الإمام المهدي (عجَّ الله فرجه) وفق منظور مدرسة أهل البيت (عليهم السَّلام)
مطلوب أن نحاسب (الانتظار) في كلِّ الأزمان.
إلَّا أنَّ ليلة النِّصف من شعبان هي (المحطَّة المركزيَّة للتَّزوُّد بشحنات الانتظار) و(لمحاسبة مستويات الانتظار).
في هذا اللِّقاء أحاول أن أتناول بعض عناوين:
العنوان الأول: مفاهيم مغلوطة حول الانتظار
(1) الانتظار الضَّال المنحرف
نشر الفساد والضَّلال والظُّلم في الأرض لتعجيل الظُّهور.
(2) الانتظار التخديري
تجميد أيَّ حراك تغييري في عصر الغَيبة، كون ذلك من مهام الإمام المنتظر (عليه السَّلام)
(3) الانتظار التَّجزيئي
(أدعية/ زيارات/ نذور)
هذه العناوين لها قيمتها الكبرى إذا كانت ضمن المشروع الواعي للانتظار، وليس ضمن المشروع التَّجزيئي السَّاذج.
(4) الانتظار البدعي:
ادعاء السَّفارة الخاصَّة في عصر الغَيبة الكبرى.
للإمام المهدي غَيبتان:
الغَيبة الصُّغرى (260ه – 329ه)
وفي هذه المرحلة تشكَّلت النِّيابة الخاصَّة:
النَّائب الأوَّل: عثمان بن سعيد العَمري (خمس سنوات)
النَّائب الثَّاني: محمَّد بن عثمان بن سعيد العَمري (40 سنة)
النَّائب الثَّالث: الحسين بن روح النُّوبختي (21 سنة)
النَّائب الرَّابع: علي بن محمَّد السَّمري (3 سنوات)
وبوفاته انتهت الغَيبة الصُّغرى وبدأت الغَيبة الكبرى، وانتهت النِّيابة الخاصَّة وبدأت النِّيابة العامَّة.
فمَن ادَّعى النِّيابة الخاصَّة (السَّفارة) في عصر الغَيبة الكبرى فهو (مفتر كذَّاب).
وهذا ما أكَّده آخر توقيع صدر عن الإمام المهدي (عليه السَّلام) بواسطة السَّفير الرَّابع
وجاء في هذا التَّوقيع:
«…؛ فقد وقعت الغَيبة التَّامَّة، فلا ظهور إلَّا بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جورًا.
وسيأتي لشيعتي من يدَّعي المشاهدة، ألَا فمَن أدَّعى المشاهدة قبل خروج السَّفياني والصَّيحة فهو كذَّاب مفتر، ولا حول ولا قوَّة إلَّا باللَّه العلي العظيم». (الطُّوسي: الغَيبة، ص 395، ح 365)
اصنعوا علاقتكم بالإمام المهدي (عليه السَّلام) في عصر الغَيبة الكبرى من خلال الارتباط بالفقهاء العدول، وليس من خلال (أدعياء السَّفارة)؛ فهؤلاء سُرَّاق الانتظار.
العنوان الثَّاني: مكوِّنات الانتظار الأصيل
المكوِّن الأوَّل: البصيرة الإيمانيَّة
أنصار الإمام (عليه السَّلام) هم: (أصحاب بصائر).
المكوِّن الثَّاني: وعي الانتظار
المكوِّن الثَّالث: رَوحانيَّة الانتظار
المكوِّن الرَّابع: تقوى الانتظار
- عن أبي عبد الله (عليه السَّلام) أنَّه قال ذات يوم: «…، من سرَّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر، وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، …». (النُّعماني الغَيبة، ص 207، ح 16)
المكوِّن الخامس: رساليَّة الانتظار
كيف نؤسِّس لهذه المكوِّنات؟
- الثَّقافة الانتظاريَّة
أ- هذه نماذج من كتابات تؤصِّل للانتظار:
- بحث حول الإمام المهدي، للشَّهيد السَّيِّد محمَّد باقر الصَّدر.
- في انتظار الإمام المهدي، للشَّيخ عبد الهادي الفضلي.
- أحاديث وكلمات حول الإمام المنتظر (عجَّل الله فرجه)، للسَّيد عبد الله الغريفي
- الامامة الخاتمة
- منتخب الأثر في الإمام الثًّاني عشر، للشَّيخ لطف الله الصَّافي.
- موسوعة الإمام المنتظر، للسَّيد محمَّد الصَّدر.
- الإمام المنتظر (عجَّل الله فرجه) قراءة في الإشكاليات، للسَّيد عبد الله الغريفي.
ب- دروس ومحاضرات
ج- أسئلة وحوارت
تطوير أساليب التَّوعية المهدويَّة
التَّوعية المهدويَّة ليست موسميَّة
العنوان الثَّالث: ليلة النِّصف من شعبان
(1) من أهم المحطَّات الرُّوحيَّة:
- محطَّات يوميَّة
- محطَّات أسبوعيَّة
- محطَّات شهريَّة
- محطَّات سنويَّة
أ- أشهر: شهر رمضان، شعبان، رجب …
ب- ليالي وأيام: ليلة القدر، ليلة النِّصف من شعبان، ليلة ويوم عرفة، ليلة ويوم عيد الفطر وعيد الأضحى.
(2) قيمة ليلة النصف من شعبان:
أفضل ليلة بعد ليلة القدر.
أ- مستحبات
ب- أعمال البِّر والخير.
ج- التَّقارب والتَّآلف
(3) بناء الانتظار الأصيل
(مراجعة جادَّة لمسألة الانتظار)
(4) قراءة تقويميَّة لاحتفالات النِّصف من شعبان
– من أكبر الاحتفالات
– ضرورة الاحتفالات المركزيَّة
– تطوير أساليب الاحتفالات
(5) المظاهر السَّيِّئة في إحياء ليلة النِّصف من شعبان
- إنَّها:
أ- مسؤوليَّة علماء وخطباء
ب- مسؤوليَّة إدارات البرامج والفعَّاليَّات
ج- مسؤوليَّة الواعين والمثقَّفين
د- مسؤوليَّة الأُسر وأولياء الأمور
ه- مسؤوليَّة كلِّ الغَيارى من الجماهير المؤمنة
- الإحياءات المسمَّاة بالنَّاصفة وبعض التَّوجيهات
أوَّلًا: يجب أن تُشكَّل لجان مراقبة لأجواء الإحياء.
ثانيًا: يجب أن تكون محليَّة وغير مفتوحة لمناطق أخرى، هذا الانفتاح أوجد اختراقًا لبعض العابثين والفاسقين وصنَّاع الرَّذيلة.
ثالثًا: الحذر الحذر من كلِّ أشكال الاختلاط.
رابعًا: أن لا يقتحم هذه الأجواء الشَّباب الكبار.
خامسًا: تكثيف الخطاب التَّوجيهي من العلماء والخطباء.
سادسًا: معالجة وضع المضائف وما تسبِّبه من ازدحامات وربَّما مختلطة.
سابعًا: اتخاذ إجراءات حازمة في حراسة أجواء هذه المناسبة.
ثامنًا: أولياء الأمور يتحمَّلون مسؤوليَّة كبرى في الحفاظ على نظافة الإحياء.
تاسعًا: مطلوب من النِّساء والبنات البالغات التَّقيُّد التَّام بضوابط الحجاب والستر الشَّرعي.
عاشرًا: إيجاد بث مباشر للخطاب التَّوجيهي الصَّادر من العلماء والمواقع المعتمدة.