مولد الإمام السَّجاد (عليه السَّلام)
التاريخ: يوم السَّبت (ليلة الأحد) 4 شعبان 1444هـ | الموافق: 25 فبراير 2023 م | حسينيَّة الحاج أحمد بن خميس – السَّنابس
مولد الإمام السَّجاد (عليه السَّلام)
1- هذه الاحتفالات ليست للتَّرف الفكري
2- الأهداف المركزيَّة لهذه الاحتفالات
3- أهداف المناسبات الدِّينيَّة
———————–
العنوان الأوَّل: هذه الاحتفالات ليست للتَّرف الفكري
وليست للاستهلاك الخطابي.
وليست للمباهاة والشُّهرة.
وليست لمجرَّد التَّعبُّد؛ وإن كان في التَّعبُّد ثواب.
هذه الاحتفالات لها أهداف كبيرة – أذكرها بعد قليل -.
- مرتكزات نجاح هذه الاحتفالات
ونجاح هذه الاحتفالات في تحقيق أهدافها يعتمد ثلاثة مرتكزات:
المرتكز الأوَّل: إعلام ناجح قادر على:
أوَّلًا: اجتذاب أكبر قدر من جمهور الاحتفالات.
ثانيًا: إيصال خطاب الاحتفالات إلى أكبر قدر من الجمهور.
- ضرورة تطوير إعلام الاحتفالات.
- الاستفادة من الخبرات الإعلاميَّة في ساحتنا.
وممَّا يُؤسف له ضياع أكثر الكفاءات.
المرتكز الثَّاني: حضور ناجح
جمهور الاحتفالات (الحاضر، المتواصل)
1- الكم الحضوري
2- النَّوع الحضوري
3- تصنيف جمهور الاحتفالات:
- حضَّار غائبون
- حضَّار عواطف
- حضَّار وعي
- حضَّار وعي وعواطف
- النَّماذج الأرقى: حضَّار وعي وعواطف وسلوك
المرتكز الثَّالث: برنامج ناجح
أ- ضرورة الارتقاء بمستويات البرامج الاحتفاليَّة.
ب- ضرورة تطوير الأساليب الاحتفاليَّة.
ج- القيمة الكبرى للاحتفالات المركزيَّة.
د- ممارسة النَّقد الهادف لخطاب الاحتفالات.
1- النَّقد الذَّاتي
2- نقد الآخر
للنَّقد شروطه، آدابه، لغته.
العنوان الثَّاني: الأهداف المركزيَّة لهذه الاحتفالات
الهدف الأول: إنتاج الوعي العقيدي
أ- الثَّبات العقائدي مهما كانت التَّحدِّيات
أيُّها الشَّاب الملتزم/ أيَّتها الشَّابة الملتزمة/ أيُّها المثقَّف …:
اثبُت ولو كنت وحيدًا ما دمت واثقًا أنَّك على الحقِّ.
ب- الإصرار العقيدي لا يعني العصبيَّة
- سُئِلَ الإمام زين العابدين عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ (عليه السَّلام) عَنِ الْعَصَبِيَّةِ؟
فَقَالَ: «العَصَبِيَّةُ الَّتِي يَأْثَمُ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا: أَنْ يَرَى الرَّجُلُ شِرَارَ قَوْمِه خَيْرًا مِنْ خِيَارِ قَوْمٍ آخَرِينَ، ولَيْسَ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُحِبُّ الرَّجُلُ قَوْمَه، ولَكِنْ مِنَ العَصَبِيَّةِ أَنْ يُعِينَ قَوْمَه عَلَى الظُّلْمِ». (الكليني: الكافي 2/308، ح7)
كذلك الانتماء العقيدي لا يعني التَّطرُّف والعنف والإرهاب.
الهدف الثَّاني: إنتاج الوعي الثَّقافي
هذه المناسبات من أهمِّ الرَّوافد في بناء ثقافة الإيمانِ.
في هذا العصر حيث الغزو الثَّقافي المضاد مطلوبٌ جدًّا التَّحصُّن بالثَّقافة الدِّينيَّة.
الهدف الثَّالث: إنتاج الثَّقافة الرُّوحيَّة والأخلاقيَّة والسُّلوكيَّة
ما أحوج أجيالنا في هذا العصر إلى الثَّقافة الرُّوحية والأخلاقيَّة، وثقافة التَّقوى.
مشاريع العبث الأخلاقي والسُّلوكي تتحرَّك بشراسة في مجتمعات المسلمين؛ معتمدة أخطر الوسائل والأساليب.
أ- هذه المشاريع تنشر ثقافة التَّحلُّل والفجور.
ب- وتروِّج للدَّعارة والشُّذوذ والمثليَّة.
ج- وتروِّج للملاهي الفاسقة.
د- وكم هي كارثة المخدِّرات؟
هنا المسؤولية العظمى في أنْ تتحمَّل مواقُعنا الدِّينيَّة دورها الكبير والفاعل في مواجهة هذا المدِّ المدمِّر؛ حفاظًا على قِيَم الدِّين وقِيَم الوطن، وحفاظًا على أصالة هذا الشَّعب الحريص كلَّ الحرص على دينه وعلى وطنه.
ومن أهمِّ هموم هذا الشَّعب حراسة الدِّين وقِيَم الدِّين، كما هي بقيَّة همومه الحقَّة والعادلة.
وكلّما تعاطى النِّظام مع هذه القِيَم وهذه الهموم العادلة توثَّقت العلاقة بين الشَّعب والنِّظام.
أمَّا إذا غاب التَّعاطي، وتباينت القناعات كانت النَّتائج ليست في صالح النِّظام، وليست في صالح الشَّعب.
إنّنا نريد لهذا الوطن الخير والأمن والسَّلام.
ونريد لهذا الوطن الوحدة والتَّآلف والتَّقارب.
ونريد لهذا الوطن أن يكون معافى من كلِّ الإشكالات والأزمات.
ونريد لهذا الوطن أن يكون خاليًا من كلِّ الآلام والهموم والعناءات.
ونريد لهذا الوطن أن يكون بلا بائسين ولا معدمين، وبلا محرومين.
ونريد لهذا الوطن أن يكون بلا سجناء ولا نزلاء ولا بعيدين أو مبعدين أو مغرَّبين.
ونحن على مقربة من الشَّهر الفضيل نتمنَّى لهذا الوطن كلَّ الخير والهناء والسَّعادة.
وكلَّ المحبَّة والتَّآلف والتَّسامح.
وكلَّ الاطمئنان والرخاء والاستقرار.
نتمنَّى أنْ نجد الوطن بلا أزمات.
الوطن غالي ويستحقُّ كلَّ العطاء ما دام هذا العطاء الخير والصَّلاح والأمن والأمان.
كلُّ هذا ليس عسيرًا إذا:
- صدقت النَّوايا
- وتقاربت القناعات
- وتآزرت الإرادات
- وتصارحت الكلمات
- وتهيَّأت المناخات
- وتأسَّست الحوارات
- وأحكمت الخيارات
هكذا يبقى الوطن كبيرًا
وهكذا يبقى الوطن شامخًا
وهكذا يبقى الوطن آمنا
وهكذا يبقى الوطن وطن محبَّة، ووطن خير، ووطن صلاح وإصلاح وفلاح، ووطن رفعة وعزَّة وكرامة.
- كلمات تتحدَّث عن الوطن وحقِّ المواطن
وفي هذا السِّياق نضع بين أيدينا بعض كلمات صادرة عن أهل بيت العصمة (صلوات الله عليهم أجمعين)، تتحدَّث عن الوطن وحقِّ المواطن.
- قال أمير المؤمنين (عليه السَّلام): «لا خير في القول إلَّا مع العمل، …، ولا في الوطن إلَّا مع الأمن والمسرَّة، …». (المفيد: الاختصاص، ص 243)
– المسرَّة: أن تتوفَّر كلُّ ضرورات الحياة من مسكن، ومأكل، ومشرب، وعلاج …
- وقال أمير المؤمنين (عليه السَّلام): «الغِنَى فِي الغُرْبَةِ وَطَنٌ، والفَقْرُ فِي الوَطَنِ غُرْبَةٌ». (نهج البلاغة، خطب الإمام علي (ع)، ص 478، ح 56)
رغم قسوة الغربة، فكيف إذا عاش الإنسان الغربة؟!
- وقال أمير المؤمنين (عليه السَّلام): «شَرُّ اَلْأَوْطَانِ مَا لَمْ يَأْمَنْ فِيهِ اَلْقُطَّانُ». (الآمدى: غرر الحكم ودرر الكلم، ص 410، ح 40)
فخير الأوطان أوطان تأمن فيها الشُّعوب على أنفسهم، وعلى أعراضهم، وعلى أموالهم، والأهم من ذلك أن يأمنوا على دينهم وقِيَمهم.
فحراسة الدِّين والقِيَم مسؤوليَّة الأنظمة والشُّعوب، وأيُّ تفريط في هذه الحراسة هو خيانة عظمى.
فالحذر الحذر من كلِّ المنغِّصات للأوطان والشُّعوب.
ولا أجدني إلَّا مضطَّرًا أن أعبِّر عن واحد من أشدِّ المنغِّصات لهذا الوطن، فقد دخل على ساحتنا داخل شاذٌّ وغريب، دخل على ساحتنا صهاينة يحملون قِيَمًا مناقضة لقِيَم هذا الوطن ولقِيَم هذا الشَّعب، وشعبنا انطلاقًا من حسِّه الدِّيني والوطني يرفض هذه القِيَم الدَّخيلة وهذا الوجود الدَّخيل، كيف ونحن نسمع ونرى ما يصنعه الصَّهاينة في فلسطين من انتهاكات لقدس المسلمين، ومن اعتداءات مدمِّرة على أبناء فلسطين، وردود الفعل من دول المسلمين خجولة جدًّا جدًّا.
العنوان الثَّالث: أهداف المناسبات الدِّينيَّة
وختامًا أؤكِّد:
على ضرورة أن نكرِّس في وعي جماهيرنا أهداف هذه المناسبات الدِّينيَّة:
1- الأهداف العقائديَّة
2- الأهداف الثَّقافيَّة
وإلَّا كانت الاحتفالات فاقدة الهُويَّة.
3- الأهداف الرُّوحيَّة والأخلاقيَّة
وإلَّا كانت الاحتفالات فاقدة للوهج الإيماني.
4- الأهداف التَّقوائيَّة
وإلَّا كانت الاحتفالات فاقدة للممارسة والتَّطبيق.
5- الأهداف الرِّساليَّة
وإلَّا كانت الاحتفالات فاقدة للفاعليَّة والحركيَّة.