موائد الإيمان: ليلة النِّصف مِنْ شهرِ رمضان | كلمة أخيرة (الاعتداء الإسرائيلي على المسجد الأقصَّى) |
حديث السَّبت الرمضاني | تاريخ: 14 شهر رمضان 1443 هـ | الموافق: 16 أبريل 2022 م | مسجد الإمام الصَّادق (ع) بالقفول - البحرين
موائد الإيمان – 2
هي محاضرات للعلَّامة السَّيِّد عبد الله الغريفي، أُلقيت في أيَّام السَّبت خلال شهر رمضان المبارك 1443هـ، وقد تمَّ تفريغها من تسجيلات مرئيَّة، وتنسيقها بما يتناسب وعرضها مكتوبة للقارئ الكريم.
أعوذ باللَّه السَّميع العليم من الشَّيطان الغويِّ الرَّجيم
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصَّلوات على سيِّد الأنبياء والمرسلين، سيِّدنا ونبيِّنا وقائدنا محمَّد، وعلى آله الطَّيِّبين الطَّاهرين.
السَّلام عليكم أيُّها الأحبَّة جميعًا ورحمة الله وبركاته.
ليلة النِّصف مِنْ شهرِ رمضان
- مِن أعمال ليلة النِّصف من شهر رمضان
ليلة مباركةٌ عظيمةٌ شريفة، فمطلوبٌ مِن المؤمنين الاهتمام بهذه اللَّيلة مِنْ خلال الأعمال المسنونة والمندوبة فيها، ومِنها:
أحاول بشكل موجز جدًّا أن أشير إلى أهمّ الأعمال المسنونة والمندوبة في هذه اللَّيلة الشَّريفة:
(1) الغُسل
والغُسل له بُعدان:
البُعد الأوَّل: البُعد الحسِّي
وهو سكب الماء على البدن حسب الطَّريقة المذكورة في كتب الفقه.
البُعد الثَّاني: البُعد الرُّوحي
وهو تنقية الرُّوح وتطهيرها.
هذا البُعد غائبٌ عنَّا، فنحن نمارس أغسالًا كثيرة، لكن وِفق المنظور الفقهي البحت، أمَّا المضمون الرُّوحي والأخلاقي والتَّربوي للغُسل فهو غائب.
- ذكر المحدِّث النُّوري في المستدرك (حديث الإمام زين العابدين (عليه السَّلام) مع الشِّبلي): أنَّهُ لَمّا رَجَعَ مَولانا زَينُ العابِدينَ (عليه السَّلام) مِنَ الحَجِّ استَقبَلَهُ الشِّبلِيُّ، فَقالَ (عليه السَّلام) لَهُ: «حَجَجتَ يا شِبلِيُّ؟»
قالَ [الشِّبلي]: نَعَم يَا ابنَ رَسولِ اللهِ.
فَقالَ (عليه السَّلام): «أنَزَلتَ الميقاتَ، وتَجَرَّدتَ عَن مَخيطِ الثِّيابِ، واغتَسَلتَ؟»
قالَ [الشِّبلي]: نَعَم.
قالَ [عليه السَّلام]: «فَحينَ نَزَلتَ الميقاتَ نَوَيتَ أنَّكَ خَلَعتَ ثَوبَ المَعصِيَةِ، ولَبِستَ ثَوبَ الطَّاعَةِ؟»
قالَ [الشِّبلي]: لا.
قالَ [عليه السَّلام]: «فَحينَ تَجَرَّدتَ عَن مَخيطِ ثِيابِكَ نَوَيتَ أنَّكَ تَجَرَّدتَ مِنَ الرِّياءِ والنِّفاقِ والدُّخولِ فِي الشُّبُهاتِ؟»
قالَ [الشِّبلي]: لا.
قالَ [عليه السَّلام]: «فَحينَ اغتَسَلتَ نَوَيتَ أنَّكَ اغتَسَلتَ مِنَ الخَطايا والذُّنوبِ؟»
قالَ [الشِّبلي]: لا.
قالَ [عليه السَّلام]: «فَما نَزَلتَ الميقاتَ، ولا تَجَرَّدتَ عَن مَخيطِ الثِّيابِ، ولَا اغتَسَلتَ!».([1])
الإمام زين العابدين (عليه السَّلام) يسأل أحد الحُجَّاج واسمه الشِّبلي، وقد رجع من الحجِّ:
«حججت يا شبلي؟» قال: نعم يا ابن رسول الله.
طبعًا الإمام يعرف أنَّ (الشِّبلي) راجع من الحجِّ فما معنى أن يسأله: حججت يا شبلي؟
ذلك لأنَّه (عليه السَّلام) يريد أن يُعطي الشِّبلي المضمون الأصيل للحجِّ.
فطرح عليه الإمام (عليه السَّلام) مجموعة أسئلة منها هذا السُّؤال:
«أنزلت الميقات – مكان الإحرام يسمَّى الميقات – وتجرَّدت عن مخيط الثِّياب واغتسلت؟».
قال الشِّبلي: نعم
فقال [الإمام عليه السَّلام]: «فحين نزلت الميقات نويت أنَّك خلعت ثوب المعصية ولبست ثوب الطَّاعة»
أو أنَّك فقط نزعت قطعة من قماش ولبست قطعة أخرى من قماش؟
فهل أنَّك حينما نزعت ملابسك العاديَّة ولبست ثوب الإحرام حضر في ذهنك هذا المعنى وهو: أنَّك تجرَّدت من المعاصي والذُّنوب وارتديت ثوب الطَّاعة؟
قال: لا.
قال [الإمام عليه السَّلام]: «فحين تجرَّدت عن مخيطِ ثيابك نويت أنَّك تجرَّدت مِنَ الرِّياء والنِّفاق والدُّخول في الشُّبهات؟»
الشِّبلي: لا.
قال [الإمام عليه السَّلام]: «فحين اغتسلت نويت أنَّك اغتسلت مِن الخَطايا والذُّنوب؟»
هذا الغسل تطهير روحيٍّ أو تطهير بدنيٍّ فقط؟
الشِّبلي: لا.
قال [الإمام عليه السَّلام]: «فما نزلت الميقات ولا تجرَّدت عن مخيط الثِّياب ولا اغتسلت».
إذًا مطلوب أن نغتسل في هذه المناسبات الشَّريفة، لكن لنجعل الغُسل حاضرًا بمضمونه الرُّوحي، وليس غُسلًا حِسِّيًّا ماديًّا فقط.
(2) زيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام)
زيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام) سواء كانت بالحضور في كربلاء، أم كانت عن بُعد.
والزِّيارة تعني ارتباط ٌروحيّ وفكريّ وسُلوكيّ وأخلاقيّ.
فهي عبارة عن مبايعة للإمام الحسين (عليه السَّلام)، وليس فقط أنَّك تقول: السَّلام عليك يا أبا عبد الله، بل إنَّك تريد من خلال الزِّيارة أن تستنطق ما في داخلك، وتوجِّه روحك ونفسك وعقلك إلى الإمام الحسين (عليه السَّلام)، هذه هي زيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام).
(3) صلوات مندوبة مذكورة في كتب الأدعية
وقيمة الصَّلاة بمقدار ما تصوغ الإنسان صياغة ربَّانيَّة إيمانيَّة.
والعبرةُ بالكَيفِ لا بالكمِّ.
(4) أعمال البِرّ والإحسان.
أيُّ عمل خيرٍ في هذه اللَّيلة مباركٌ ومضاعفٌ ثوابه.
مثلًا:
– مساعدة فقير
– إعانة محتاج
– المساهمة في علاج مريض
– أداء عملًا خيريًّا
– التَّزاور
أيُّ عمل برٍّ في هذه اللَّيلة يتضاعف ثوابه، فخطِّط وبرمج لليلتك أن يكون من ضمن أعمال هذه اللَّيلة ممارسة عمل خيرٍ كالتَّزاور مثلًا فهو عملٌ مبارك، ومساعدة النَّاس والفقراء والمحتاجين فهي أعمالٌ مباركة، فأيُّ عمل برٍّ وإحسان في هذه اللَّيلة له ثوابه عظيم.
(5) التَّفقُّه في الدِّين.
من أفضل الأعمال في هذه اللَّيلة الشَّريفة، وذلك من خلال:
– حضور درس دينيّ
– حضور محاضرة
– قراءة كتاب
– حفظ مسألة شرعيَّة
التَّفقُّه في الدِّين من أفضل الأعمال في هذه اللَّيلة، فهو أفضل من الصَّلاة، والدُّعاء، والتِّلاوة.
(6) ليلة ميلاد السِّبط الحسن المجتبى (عليه السَّلام).
وأفضل أشكال الإحياء لهذه المناسبة:
أوَّلًا: الاحتفالات الهادفة والواعية
ويتحمَّل خطباء المنبر الحسيني دورًا كبيرًا في التَّعريف بشخصيَّة الإمام الحسن المجتبى (عليه السَّلام)
فإنَّ أحد ظلامات الإمام الحسن (عليه السَّلام) أنَّه غائب في خطاب المنبر، وفي خطابنا الدِّيني طيلة السَّنة إلَّا ناذرًا.
فكم نذكر الإمام الحسن (عليه السَّلام) في مجالسنا؟
للإمام الحسن (عليه السَّلام) مناسبتان في السَّنة نتحدَّث فيهما عنه: ميلاده وشهادته (عليه السَّلام)، أمَّا بقيَّة أيام السَّنة فهل نتحدَّث فيها عن الإمام الحسن (عليه السَّلام)؟
أليس هو سبط رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)؟
أليس هو أخو الإمام الحسين (عليه السَّلام)؟
المسؤوليَّة تقع على مَن؟
إنَّها مسؤوليَّة العَالِم، ومسؤوليَّة الخطيب، ومسؤوليَّة مَنْ يحملون الخطاب الدِّيني أنْ يُعرِّفوا بشخصيَّة الإمام الحسن (عليه السَّلام) طِيلة السَّنة.
اطلبوا من الخطباء أن يتحدَّثوا عن الإمام الحسن (عليه السَّلام) طِيلة السَّنة، حيث يجب أن يكون الإمام الحسن (عليه السَّلام) حاضرًا طِيلة السَّنة.
فإحياء مناسبة الإمام الحسن (عليه السَّلام) يجب أن تستنهض في داخلنا الاهتمام بهذه الشَّخصيَّة الرَّبانيَّة المباركة.
ثانيًا: مسارات الإحياء
(1) المسار الفكري والثَّقافي
(2) المسار الرُّوحي والعبادي
(3) المسار السُّلوكي والأخلاقي
(4) المسار الرِّسالي والجهادي.
- مراسيم منحرفة
تبرز في ليلة النِّصف من شعبان، وفي ليلة النِّصف من رمضان مراسيم مخالفة لضوابط الدِّين:
– أجواء مختلطة بين شباب وشابات.
أهكذا نحيي ليلة ولادة الإمام الحسن (عليه السَّلام)؟
أهكذا نحيي ليلة في شهر الله؟
هناك اختلاطات واضحة، – بحسب ما نقل لي بعض الإخوة المؤمنين الصَّالحين -، اختلاطات مسيئة جدًّا، اختلاطات بين شباب وشابات في مناطقنا وبمرأى وبمسمع من الآباء والأمَّهات والأُسر، وباسم إحياء ليلة النِّصف، كأنَّ ليلة النِّصف يُرفع فيها القلم!! فلا نحتاج إلى شرع ولا نحتاج إلى دين!!
– مظاهر تبرُّج لدى أعداد من النِّساء.
– ممارسات منفلتة تسيئ إلى أجواء المناسبة.
– ضجيج وصخب يُفقدان هذه اللَّيلة روحانيَّتها.
لماذا هذه المناسبات تنفلت فيها الضَّوابط الشَّرعيَّة؟
مَنْ يقف وراء هذه الانفلاتات؟
ومَنْ هم سُرَّاق روحانيَّة هذه المناسبات؟
هناك سُرَّاق يسرقون الرَّوحانيَّة مِن هذه المناسبات، فهذه المناسبات مناسبات خير وصلاح وهدى وتقوى، وهذه المناسبات تملأنا روحانيًّا لكن هناك سُرَّاق يسرقون هذه الرَّوحانيَّة.
فمَنْ هم العابثون بأجواء هذه اللَّيلة، ومَنْ هم المساهمون في إنتاج هذا الانفلات؟
مِنْ هؤلاء:
(1) أعدادٌ من غير الملتزمين بضوابط وقِيَم الدِّين
هناك أناس ليس لهم علاقة بالدِّين إطلاقًا، لكنَّهم يستغلِّون هذه المناسبات، ويخترقون هذه المناسبات للإساءة إلى سمعتها، وحتى يُشبعون رغبات شيطانيَّة في داخلهم، فهؤلاء لا يهمُّهم أنْ تسقط القِيمة الرَّوحانيَّة لهذه المناسبات بل هم يخطِّطون لإسقاطها.
(2) أعداد كبيرة من السُّذَّج والعوام
الَّذين لا يملكون فَهمًا بقِيم الدِّين، وتعاليم الشَّرع فينبهرون ببعض المظاهر الفاسدة؛ معتقدين أنَّها من الدِّين وأنَّها تقرِّبُهم إلى الله.
(3) الصَّامتون
الَّذين لا يملكون الجرأة في أن يأمروا بمعروفٍ وأن ينهوا عن منكرٍ وأن يواجهوا هذه المظاهر الفاسدة.
كم مِنَ النَّاس مَنْ يُشاهد لكنَّه يصمت، ولا يقول الكلمة، فهذا يدخل في مَن يتحمَّل المسؤوليَّة، ويُعَاقب كما يُعَاقب العابثون، هذا الصَّامت الذي يصمت وهو يرى هذا الواقع وهذه المنكرات ويصمت، ويقول: هذا لا يعنيني ولا أتمكَّن من تغييره، والكلُّ يقول: هذا لا يتغيَّر، ويظلُّ صامتًا يتفرَّج في حين تنتشر هذه المظاهر وتتركَّز!
فلو قلنا الكلمة من اليوم الأوَّل لما تمركزت هذه المظاهر في واقعنا وعند النَّاس، ولما أصبح النَّاس يمارسونها بكلِّ أريحيَّة ولا شيئ يُذكر.
إذًا الصَّامتون يتحمَّلون مسؤوليَّة أمام الله ويعاقبون كما يُعاقب العابِثون.
(4) أصحاب المضايف
الَّذين أوجدوا مبرِّرات للتَّجمعات المختلطة، رغم أنَّ نوايا هؤلاء حسنة، إلَّا أنَّ هذه المضايف أعطت مبرِّرًا لهذا اللَّون من الاختلاطات غير المنضبطة، وأعطت الفرصة لأصحاب النَّوايا الفاسقة أن يدسُّوا أنفسهم في هذه الأجواء.
فنِداء الدِّين:
إلى الغيارى على قِيم الدِّين.
وإلى الغيارى على أعراض المؤمنين.
وإلى الغيارى على روحانيَّة هذه المناسبات الإيمانيَّة.
وإلى الغيارى على سمعة المنتمين إلى مدرسة الأئمَّة الميامين.
أوقفوا هذه الاختراقات، وهذه الانفلاتات وهذه المخالفات.
- مَن يتحمَّل مسؤوليَّة التَّصحيح؟
وهنا يجب أنْ يتحمَّل علماء الدِّين، وخطباء المنبر وأصحاب الكلمة، وكلّ مَنْ يملكون القدرة أن يتحمَّلوا مسؤوليَّاتهم في تحصين هذه المناسبات مِنْ كلِّ الانزلاقات والمخالفات.
وإلَّا فهم مسؤولون أمام الله ما داموا يملكون القدرة أن يقولوا الكلمة، وأن يمارسوا دورهم في تصحيح ما يُسيئ إلى الدِّين، وإلى المؤمنين.
- جاء في الكافي عن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «إِنَّ اللهَ – عَزَّ وَجَلَّ – لَيُبْغِضُ الْمُؤْمِنَ الضَّعِيفَ الَّذِي لَا دِينَ لَهُ.
فَقِيلَ لَهُ: وَمَا الْمُؤْمِنُ الَّذِي لَادِينَ لَهُ؟
قَالَ [صلَّى الله عليه وآله]: الَّذِي لَا يَنْهى عَنِ الْمُنْكَرِ».([2])
- كلمة أخيرة (الاعتداء الإسرائيلي على المسجد الأقصَّى)
يوم أمس الجمعة وفي ساعات مبكِّرة اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصَّى واعتدت بشكلٍ فاحش على المصلِّين، وأصابت واعتقلت المئات.
وهكذا يُشكِّل هذا الاعتداء جريمةً كبرى هزَّت وجدان المسلمين في شهر الله العظيم.
فالأقصى عنوانٌ كبيرٌ من عناوين المسلمين، وموقعٌ من مواقعِ هذه الأُمَّة، وسوف يبقى عنوانًا وموقعًا من مواقعها الرُّوحيَّة والإيمانيَّة.
فالمساس بهذا العنوان، وبهذا الموقع يُشكِّل صدمةً عنيفةً هزَّت كلَّ المشاعر، وكلَّ الأحاسيس لدى كلِّ المسلمين، ولدى كلِّ الأحرار في العالم.
المسلمون جميعًا يستنكرون هذا الاعتداء وهذا التَّطرُّف بما له من تداعيات كبيرة.
ومطلوبٌ مِنْ كلِّ المجتمع الدُّولي أن يستنكر هذا الاعتداء.
نرفع أكفَّ الضَّراعةِ إلى الله السَّميع العليم في شهرِ الضَّراعة والدُّعاء أنْ يشملَ أهلنا في فلسطينَ بلطفهِ وفَيضهِ وكَرمِهِ وعِنايتهِ، وأنْ يشمل جميع المسلمين بِحراسته ورِعايتهِ ومِنَنِه وإحسانه، إنَّه تعالى نِعْمَ الْمَوْلَى ونِعْمَ المُجِيب.
والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[1]– النُّوري: مستدرك الوسائل 10/166، (ك: الحج، ب 17: باب نوادر ما يتعلَّق بأبواب العود إلى منى إلى آخره …)،
ح 11770- 5.
[2]– الكليني: الكافي 9/494، (ك: الجهاد، ب 28: بَابُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ)، ح 8333/15.