كلمة الحفل الختامي لمسابقة اقرأ (15)
تاريخ: 22 ربيع الأوَّل 1443 هـ | الموافق: 29 أكتوبر 2021 م | جمعيَّة اقرأ لعلوم القرآن: مأتم السَّنابس - البحرين
كلمة الحفل الختامي لمسابقة اقرأ (15)
أعوذ باللَّه السَّميع العليم من الشَّيطان الغوي الرَّجيم
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصَّلوات على سيِّد الانبياء والمرسلين، سيِّدنا ونبيِّنا وحبيبنا وقائدنا محمَّد وعلى آله الهداة الميامين الطَّيِّبين الطَّاهرين.
وبعد:
السَّلام عليكم أيُّها الأحبَّة جميعًا ورحمة الله وبركاته.
في هذا اللِّقاء الطيِّب أتناول بعض كلمات.
ومطلوب من الكلمات التي تُطرح في هذه الملتقيات الكريمة أن تصنع الوعي والرُّوح والقِيَم والسُّلوك، وأن تعالج قضايا الواقع، وإلَّا كانت استهلاكًا خطابيًّا وترفًا فكريًّا وهدرًا للجهد والوقت والقدرات، وما دامت هذه الملتقيات تحمل عناوين كبيرة فيجب أن تكون الأهداف كبيرة، ويجب أن تكون العطاءات كبيرة، ويجب أن يكون التمثُّل كبيرًا، ولا يتَّسع لهذه المساحات كما يتَّسع القرآن وسيرة النَّبيِّ الأعظم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وسيرة المعصومين من ذرِّيته (عليهم سلام الله).
وفي عجالة أضع هذه الكلمات:
الكلمةُ الأولى: عنوان الموسم القرآني (سراجًا منيرًا)
أثمِّن بكلِّ تقديرٍ هذا الاختيارَ الموفَّق جدًّا؛ أنْ يكون الحبيب المصطفى النَّبي الأكرَّم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) هو العنوان لموسمكم القرآني الكريم.
خاصَّة ونحن في مرحلةٍ قد اشتدَّتْ ضراوةُ الحرب على الإسلامِ، وعلى نبيِّ الإسلامِ، وعلى القرآنِ، وعلى قِيَم القرآنِ.
وتنمَّرت المشاريعُ المعاديةِ للدِّينِ ومواقعِ الدِّينِ، هذه المشاريعُ المُهندسُ لها من قِبَلِ قوى كبرى، ومؤسَّساتٍ متخصِّصة.
وإذا كانت هناك بقيَّةٌ مِن مساحاتٍ تنتمي إلى الشَّريعةِ وفقه الشَّريعةِ، فهذه المساحاتُ يجب أنْ تنتهي، فلا زواجَ، ولا طلاقَ، ولا ميراثَ، ولا أحكامَ أسرة تخضعُ إلى أحكامِ الدِّين، والبديل هو أحكامٌ مدنيَّة أنتجتها عقولٌ بشريَّةٌ قاصرةٌ، وحتى القضاء يجب أنْ يكون مدنيًّا، لا علاقة له بالشَّرع والدِّين.
لا أتحدَّث هنا عن هذا الوطن أو ذاك الوطن، الحديث عن مشاريع تتَّسع لكلِّ أوطان المسلمين ولكلِّ شعوب المسلمين.
ومبرِّراتُهم في كلِّ ذلك أنَّ هناك مشاكلَ وأزماتٍ حمَّلوا الدِّينَ وفِقهَ الدِّين مسؤوليَّتها، وهذا تجنٍّ فاحشٌ، وبهتانٌ كبير.
لا ننكر وجودَ مشاكلَ، وأزماتٍ وخاصَّة في مساحاتِ الأسرةِ والعلاقات الزَّوجيَّةِ، ولكن مَنْ قال أنَّها مِن إنتاجاتِ الدِّين وفقهِ الدِّينِ، إنَّها من إنتاج الأخطاء والأهواء.
أكَّدنا ولا زلنا نؤكِّدُ أنَّنا نطالبُ بمعالجة كلِّ هذه المشاكل والأزمات.
وفي الدِّين كلُّ الحلول، ولدى الفقهاء كلُّ العلاجات.
اليوم صرخاتٌ كبرى حول (المُعلَّقات) و(المعنَّفات).
نحن مع كلِّ قضايا الأسرة ومع كلِّ قضايا المرأة العادلة، ونرفض بقوَّة أن توجد (مُعلَّقات) أو (معنَّفات).
فللمرأة كلّ حقوقها المشروعة كما للرَّجل كلّ حقوقه المشروعة.
ولدينا في الشَّريعة ما يعالج كلَّ المشاكل، وما يُصحِّح كلَّ الأزمات.
فلا مُعلَّقات في منظور الفقه والشَّريعة ولا معنَّفات.
ولا شروط تعجيزيَّة أو إضراريَّة (فلا ضرر ولا ضِرار).
وللفقهاء صلاحيَّاتهم في حسم هذه القضايا، حتى لو تعنَّتَ زوجٌ أو تعنَّتت زوجة.
هناك أخطاء في التطبيق يجب أن تُصحَّح من أيِّ موقع صدرت هذه الأخطاء، ولا أحد -غير المعصوم- فوق النَّقد والمحاسبة، متى توفَّرت كفاءة النَّقد والمحاسبة.
الكلمةُ الثَّانيةُ: كيف يمكن أنْ نقرأ شخصيَّة النَّبيِّ الأعظم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)؟
هناك مجموعة طرق:
الطَّريق الأوَّل: أن نتدبَّر القرآن.
الطَّريق الثَّاني: أنْ ندرس السِّيرة العطرة للنَّبيِّ الأعظم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
الطَّريق الثَّالث: أنْ نقرأ ما صدر عن المعصومين (عليهم السَّلام) في الحديث عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم).
الطَّريق الرَّابع: ما قالته كتب التَّأريخ والسِّيرة.
الطَّريق الخامس: ما قاله الدَّارسون والباحثون.
قمَّة هذه الطُّرق (تدبُّر القرآن).
فما تحدَّث أحدٌ عن النَّبيِّ الأكرم كمَّا تحدَّث الله جلَّ جلاله.
وبقدر ما يرتقي التَّدبُّر للقرآن ترتقي الرُّؤية حول شخصيَّة النَّبيِّ العظيم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)
ولهذا أكَّدت كلمات القرآن، وكلمات النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وكلمات المعصومين (عليهم السَّلام) على تدبُّر القرآن:
• {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ …} (النِّساء/ 82) (محمَّد/ 24)
• قال (صلَّى الله عليه وآله): «اقرؤوا القرآن واستظهروه، فإنَّ الله تعالى لا يعذِّب قلبًا وعى القرآن». (النُّوري: مستدرك الوسائل 5/245، أبواب قراءة القرآن، ب5، باب استحباب حفظ القرآن، ح4608 / 1).
• وقال (صلَّى الله عليه وآله): «أشراف أمَّتي حملة القرآن وأصحاب اللَّيل». (الصَّدوق: الأمالي، ص 305، ح347/6)
• وقال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «إنَّ هذهِ القُلوب َتَصدَأُ كما يَصدَأُ الحَديدُ.
قيل: يا رسول الله فما جَلاؤها؟
قال [صلَّى الله عليه وآله وسلَّم]: تِلَاوةُ القرآنِ». (المتَّقي الهندي: كنز العمَّال 1/550، ح2441)
• وقال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «يا سلمان علَيكَ بقِراءةِ القرآنِ؛ فإنَّ قِراءَتَهُ كَفّارةٌ للذُّنوبِ، وسَتر مِنَ النَّارِ، وأمانٌ مِن العذابِ، …». (النُّوري: مستدرك الوسائل 4/257، أبواب قراءة القرآن، ب10، ح4637/3)
وكلمات المعصومين (عليهم السَّلام) غنيَّة في هذا المجال.
ومكوِّنات التدبُّر:
(1) الوعي القرآني (علاقة العقل بالقرآن).
(2) العشق القرآني (علاقة القلب بالقرآن)
(3) التمثُّل القرآني (الرُّوحي/ الأخلاقي/ السُّلوكي/ الرِّسالي)
الكلمة الثَّالثة: كيف تحدَّث القرآنُ عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)؟
هذه بعضُ لقطات سريعة جدًّا.
اللَّقطةُ الأُولى: نزول القرآن على النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)
إنَّ للقرآن نزولين
يذهب إلى ذلك: الشَّيخ الصَّدوق، والشَّيخ المجلسي، والسَّيد الطَّباطبائي (صاحب الميزان)، والشَّهيد السَّيد محمَّد باقر الصَّدر والشَّيخ ناصر مكارم وبعض المفسِّرين.
النُّزول الأوَّل: النُّزول الدَّفعي
وهو نزول القرآن بأجمعه على قلب رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)
• {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ} (الشُّعراء/193 – 194)
• {فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ …} (البقرة/97).
وهدف هذا النُّزول هو إعداد النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، أو كما يقول الشَّهيد الصَّدر لإيجاد القائد الرِّسالي وتثقيفه بالرِّسالة، وإعداده لقيادة الأمَّة في معركتها الرِّساليَّة ضدَّ جاهليَّات الأرض.
تشير إلى هذا النُّزول مجموعة آيات:
• منها قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (القدر/1).
• {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ …} (الدُّخان/3)
• {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ …} (البقرة/185)
النُّزول الثَّاني: النُّزول التَّدريجي
وهو نزول استمر (23 سنة) وهي عمر الدَّعوة، هدف النُّزول التدريجي كما يقول الشَّهيد الصَّدر هو تثقيف الأمَّة وإعداد الجيش الواعي القادر على حماية الرِّسالة الجديدة.
وتحدَّث القرآن عن النُّزول التدريجي بقوله: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا} (الإسراء/106)
وتوحي إليه بعض الآيات:
• {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ …} (طه/114)
• {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} (القيامة/ 16 – 17)
اللَّقطة الثَّانية: القرآن دوَّن اسم النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)
• {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ …} (آل عمران/144)
• {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ …} (الأحزاب/40)
• {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ …} (الفتح/29)
• {… وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ …} (محمَّد/2)
• {… وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ …} (الصَّف/6)
اللَّقطة الثَّالثة: سمَّاه القرآن رَسُولًا ونبيًّا
• {قُلْ أَطِيعُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ …} (آل عمران/32)
• {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ …} (آل عمران/144).
• {… أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ …} (النِّساء/59)
• {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ …} (المائدة/67)
• {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} (الأحزاب/45)
• {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ …} (الأحزاب/6)
• {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ …} (الأحزاب/56)
اللَّقطة الرَّابعة: سمَّاه القرآن (عبد الله) و(عبده) و(عبدنا)
• {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ …} (الجن/19)
• {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا..} (البقرة/23)
• {… وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ …} (لأنفال/41})
• {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا …} (الإسراء)
• {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ …} (الفرقان)
• {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} (النجم/10)
فكلمة عبد الله، عبده، عبدنا، من الاستعمالات الموجودة بكثرة في القرآن، وتخصُّ النَّبيَّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
اللَّقطة الخامسة: هكذا خاطب الله نبيه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)
• {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} (المزمِّل/1-2)
• {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ} {المدثِّر/1-2}
• {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ …} (المائدة/67)
• {… وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} (الحجر/88)
• {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} (الحجر/94-95)
• {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (الحجر/98-99)
• {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ …} (النحل/125)
• {طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} (طه/1-2)
اللَّقطة السَّادسة: هكذا وصفه القرآن
• قوله تعالى في سورة الأحزاب: {وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} (الأحزاب/46)
هذا شعار موسمكم وملتقاكم سراجًا منيرًا.
السِّراج هو الذي يُصدر الضَّوء الذَّاتي، وليس مقتبسًا، فمثلًا الشَّمس سراجًا، لكن القمر ليس سراجًا، فالقمر يستقي النُّور من الشَّمس، ولذلك القرآن عبَّر عن الشَّمس بسراج، وعن القمر بنور، نور يستمد من السِّراج.
إذن القرآن عبَّر عن النَّبيِّ بسراج، {وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا}. أضاء الكون نورًا وهداية وأداء، ورسم للبشريَّة طريق الهدى والصَّلاح إلى يوم القيامة، هذا السِّراج الذي – الآن – تكاثفت قوى الظَّلال من أجل أن تُطفئه ولا يستطيعون أن يطفؤا نور الله.
• {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ …} (آل عمران/159)
• {… بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (التوبة/128)
• {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء/107)
• {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} (الفرقان/56)
• {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (الجمعة/2)
اذن، أحبَّتي لا مصدر أقدر على فهم النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) من القرآن، تدبَّروا القرآن، اقرأوا القرآن، تستطيعون أن تتعرَّفوا على شخصه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، قراءة سيرة النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) هي طريق مهمٌّ لكن تدبُّر القرآن هو الطَّريق الأكبر من أجل أن نتعرَّف على النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
وأتمنَّى لملتقاكم أن يكون قد حقَّق أهدافه، في إنتاج وعي قرآني يستطيع أن يرتقي إلى مستوى فهم النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
إنَّ كتب السيرة وكتب الباحثين والدارسين مصادر مهمَّة، وكذلك كلمات الأئمَّة مهمَّة جدًّا في التعريف بالنَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، لكن يبقى المصدر الأهم لمعرفة شخصيَّة النَّبيِّ هو القرآن، فحينما تقرأون القرآن حاولوا أن تستنطقوا القرآن حول شخصيَّة النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)؛ لتعيشوا مع النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
وفَّقكم الله، وسدَّد خطاكم وأيَّدكم وبارك لكم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين
والسَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه.