رسالة العلاّمة الغريفي للشُّعراء والرَّواديد مع اِقْتِرَاب موسم عاشوراء
كلمة للشُّعراء والرَّواديد
وأنا أوبِّنُ شاعرًا من شعراء عاشوراء الحسين (عليه السَّلام) أجدها فرصة أنْ أخاطب كلَّ الشُّعراء والرَّواديد، ونحن نستقبل موسم عاشوراء.
أيُّها الأعزَّاء الكرام:
إنَّ القصائد والرَّدَّات العاشورائيَّة يجب أن تحكمها مجموعة ضوابط:
الضَّابط الأوَّل: أنْ يكون المضمون عاشورائيًّا
وأعني بالمضمون العاشورائي:
أوَّلًا: أن تعبِّر – هذه القصائد والرَّدَّات – عن وعي عاشوراء في أفكارها ومفاهيمها، وفي كلِّ رُؤاها وتصوُّراتها.
ثانيًا: أنْ تعبّر – هذه القصائد والرَّدَّات – عن وجدان عاشوراء، ووهج عاشوراء، ونبض عاشوراء، ومشاعر عاشوراء، وعواطف عاشوراء.
ثالثًا: أن تعبِّر عن رسالة عاشوراء في تحصين الأمَّة عقيديًّا، وإيمانيًّا، وثقافيًّا، وروحيًّا، وأخلاقيًّا، وسلوكيًّا، واجتماعيًّا، وفي كلِّ المجالات.
عاشوراء لها رسالة، فهذا الشِّعر، وهذه الرَّدات إذا لم تحمل هذه الرِّسالة فليست شعرًا عاشورائيًّا، وليست ردَّات عاشورائيَّة.
الضَّابط الثَّاني: فيما يتعلَّق بلغة القصائد والرَّدَّات
مطلوب:
أوَّلًا: أنْ تكون اللُّغة واضحة ومفهومة، والابتعاد عن اللُّغة المطلسمة، والغارقة في المعاني المبهمة، والخيالات الغائمة.
ثانيًا: أنْ تجمع اللُّغة بين الفكر والعاطفة
فالفكر العاشورائي مطلوب أنْ يُعبَّأ بجرعات من العاطفة العاشورائيَّة، وإلَّا تكلَّس وتجمَّد.
والعاطفة العاشورائيَّة مطلوب أنْ تُعبَّأ بجرعة من الوعي العاشورائي، وإلَّا انزلقت وتاهت.
الضَّابط الثَّالث: فيما يتعلَّق بألحان القصائد والرَّدَّات
مطلوبٌ:
أوَّلًا: أنْ تكون الألحان خاضعة للضَّوابط الفقهيَّة الصَّحيحة.
وإلَّا اصطدم ذلك مع الأحكام الشَّرعيَّة، وما قامت ثورة الإمام الحسين (عليه السَّلام) إلَّا من أجل حماية شرع الله، فيجب أنْ تكون جميع مراسم عاشوراء تتحرَّك في اتِّجاه هذا الهدف.
ثانيًا: أنْ لا ينساق الشُّعراء والرَّواديد مع مزاجات الشَّارع، إذا كانت هذه المزاجات لا تنسجم مع ضوابط الدِّين، فالكثير ممَّا هو دخيل على مراسم عاشوراء كان من إنتاج هذه المزاجات.
وأخيرًا:
أشدُّ على أيدي كلِّ الشُّعراء والرَّواديد، آملا أن يكونوا نماذج مُشرِّفة تحمل (صوت عاشوراء) إلى كلِّ العالم بكلِّ اقتدار وكفاءة، وبكلِّ نقاء وأصالة، وبكلِّ فخر واعتزاز، وبكلِّ إرادة وإصرار، بعيدًا عن كلِّ أشكال الغبش والزَّيف والخرافة.
وآخر دعوانا أنْ الحمد الله ربِّ العالمين.
والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.