نفحات رمضانية (29) وداع الشَّهر الفضيل
هذه الكلمة للعلَّامة السَّيِّد عبد الله الغريفي، وهي الحلقة التَّاسعة والعشرون ضمن البرنامج اليومي (نفحات رمضانيَّة)، والذي تمَّ بثُّها في شهر رمضان المبارك 1442هـ، عبر البثِّ الافتراضيِّ في يوم الأربعاء بتاريخ: (29 شهر رمضان 1442 هـ – الموافق 12 مايو 2021 م)، وقد تمَّ تفريغها من تسجيل مرئيٍّ، وتنسيقها بما يتناسب وعرضها مكتوبةً للقارئ الكريم.
وداع الشَّهر الفضيل
أعوذ بالله السَّميع العليم مِن الشَّيطان الغوي الرَّجيم
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلوات على سيِّدِ الأنبياء والمرسلين سيِّدنا ونبيِّنا وحبيِبنا وقائِدنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ الطَّيِّبين الطَّاهرين.
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عنوان الكلمة: وداع الشَّهر الفضيل
أوَّلًا: سؤالان في بداية الشَّهر وفي نهايته؟
في بداية الشَّهر الفضيل يُطرح هذا السُّؤال: كيف نستقبل الشَّهر الفضيل؟
وفي نهاية هذا الشَّهر الفضيل يُطرح هذا السُّؤال: كيف نودِّع هذا الشَّهر الفضيل؟
هناك استقبال لشهر الله، وهناك وداع.
فهل هناك علاقة بين الاستقبال والوداع؟
التَّكامل بين الاِستقبال والوداع
هناك ضرورة أن يتكامل الاستقبال والوداع، وأن يتكامل استقبالنا لشهر رمضان ووداعنا له.
1-الاستقبال الحقيقي يوفِّر:
أ-لِتعاطي ناجح
ب- ووداع ناجح
إذا لم نتوفَّر على استقبال ناجح لشهر رمضان، سيرتبك أسلوب التَّعاطي مع الشَّهر، وسيرتبك أسلوب الوداع للشَّهر.
إذا أردنا أن نتعاطى مع شهر رمضان بشكلٍ ناجح، وأن نودِّع الشَّهر بشكلٍ ناجح لا بدَّ أن يكون الاستقبال ناجحًا.
بقدر ما يرتقي مستوى الاستقبال، يرتقي مستوى التَّعاطي، ويرتقي مستوى الوداع.
إذن، عندنا استقبال، وعندنا تعاطي، وعندنا وداع.
هذه ثلاث مسارات:
1.نستقبل الشَّهر.
2.نتعامل مع الشَّهر.
3.نودِّع الشَّهر.
وهي أمور متكاملة، فإذا ارتبك العنصر الأوَّل وهو الاستقبال الحقيقي، فسيرتبك التَّعاطي وسيرتبك الوداع.
إذن، نحتاج أوَّلًا إلى تأسيس استقبال ناجح لشهر رمضان.
2-الاستقبال الحقيقي يحتاج إلى مجموعة مكوِّنات:
أ-خلوص نيَّة
ب- طهارة قلب
ج- إقلاع صادق عن المعاصي
هذه أمور أساس، لكي نستقبل شهر رمضان استقبالًا حقيقيًّا لا بدَّ من أن نتوافر على نِيَّة خالصة، وعلى قلبٍ طاهر، وعلى جوارح نقيَّة بعيدة عن الذُّنوب والمعاصي.
3-وهذا يهيِّئ لِتعاطي ناجح
نحن إذا استقبلنا شهر رمضان بهذه المُكوِّنات: خلوص نِيَّة، وطهارة قلب، وإقلاع عن ذنوب ومعاصي، فإنَّنا نهيَّئ بذلك لِتعاطي ناجح.
4-ويهيِّئ لوداع ناجح
وإذا عشنا التَّعاطي النَّاجح، تهيَّأ الوداع النَّاجح.
إذن، لاحظوا التَّسلسل، استقبلوا الشَّهر بطريقة ناجحة، وعيشوا مع الشَّهر بطريقة ناجحة، ستودِّعون الشَّهر بطريقة ناجحة، وأيُّ خلل في هذه المسارات الثَّلاثة، يُحدث إرباكًا في المسارات الأخرى.
ثانيًا: مستويات المودِّعين للشَّهر الفضيل شهر رمضان
لو أردنا أن نصنِّف النَّاس الَّذين يودِّعون شهر رمضان، فيمكن تصنيفهم إلى عِدَّة مستويات:
المستوى الأول: المودِّعُون للشَّهر الفضيل زمانًا ومضمونًا
ما معنى المودِّعُون للشَّهر زمانًا ومضمونًا؟
هناك قسم من النَّاس ينتهي الشَّهر عندهم بانتهاء الزَّمان، فالزَّمان انتهى، لأنَّ شهر رمضان يبدأ بالهلال وينتهي بهلال شوال، فشهر رمضان مقطع زماني، فنحن نودِّعه بلا إشكال، وهذا نسمِّيه وداع زماني.
وهناك قسم من النَّاس يودِّعون المضمون، فهنا وداع للشَّهر المضمون، وللشَّهر المفاهيم، وللشَّهر القِيَم، وللشَّهر التَّعاليم، وللشَّهر الرُّوح، هذا القسم من النَّاس يودِّعون هذا المضمون الإيماني الرُّوحي أيضًا، فإنَّهم عاشوا الجوّ الإيماني والرُّوحي في شهر رمضان، وعندما ينتهي شهر رمضان ينتهي كلُّ هذا الجوّ، فكما يودِّعون الشَّهر زمانًا يودِّعون الشَّهر مضمونًا.
كم عاشوا الشَّهر درجة عالية من التَّعاطي الرُّوحي، الأخلاقي، الإيماني، العبادي، فبانتهاء شهر رمضان ينتهي كلُّ هذا الجوّ الإيماني، وكلُّ هذا الجوّ الرُّوحي، وكلُّ هذا الجوّ العبادي.
هذا صنف من النَّاس الَّذين يودِّعون الشَّهر زمانًا ومضمونًا.
المستوى الثَّاني: المودِّعون زمانًا المحافظون على شيئ من المضمون
هذه مرتبة أعلى وأفضل من المرتبة الأولى، فهم ودَّعوا الشَّهر زمانًا بلا إشكال، حيث انتهى الشَّهر الفضيل، وانتهى المقطع الزَّماني منه، لكنَّهم بقوا يحملون بعض عطاءات شهر رمضان، بقوا يحملون بعض عطاءاته الرُّوحيَّة، وعطاءاته العقائديَّة، وعطاءاته الإيمانيَّة، وعطاءاته الأخلاقيَّة، وعطاءاته السُّلوكيَّة.
لا زالوا يحملون نسبة ولو قليلة – 5% أو 10% مثلًا – من عطاءات الشَّهر، فلا يبقى عندهم كلَّ ما حصل في الشَّهر من عطاءات، لكنَّهم يبقون يحتفظون بنسبة من هذه العطاءات الإيمانيَّة والرُّوحيَّة والأخلاقيَّة والعِباديَّة.
هذا المستوى الثَّاني، وهو أرقى وأفضل من المستوى الأوَّل الذين يفارقون الشَّهر زمانًا ومضمونًا، ولا يحتفظون بنسبة ما مِن عطاءات الشَّهر الفضيل.
المستوى الثَّالث: المودِّعون زمانًا المحافظون على نسبة عالية من المضمون
المستوى الأكمل والأفضل هو المستوى الثَّالث، فهم الذين يودِّعون الشَّهر زمانًا بلا إشكال، فالزَّمان الرَّمضاني انتهى، لكنَّهم يبقون يحتفظون بدرجةٍ كبيرة من عطاءات الشَّهر، العطاءات الإيمانيَّة، العقائديَّة، الرُّوحيَّة، الأخلاقيَّة، السُّلوكيَّة، التَّقوائيَّة، ويبقى الوهج الرَّمضاني مستمر، قد لا يكون بحجم وهج شهر رمضان، لكن تبقى المؤجِّجات الرُّوحيَّة، والعقيديَّة، والسُّلوكيَّة التي اكتسبوها في شهر رمضان مستمرَّة في حياتهم إلى مساحة طويلة، ويبقى شهر رمضان حاضرًا في حياتهم لم ينته، قد لا يكون بمستوى الزَّخم الرَّمضاني في شهر رمضان، لكن تبقى هناك مستويات مقبولة وربما عالية من مستويات العطاء الرَّمضاني.
إذن، نحن أمام ثلاثة مستويات:
1- المستوى الذي يغادر الشَّهر مغادرة كاملة زمانًا ومضمونًا.
2- المستوى الذي يغادر الشَّهر زمانًا ويبقى يحتفظ ببعض معطيات الشَّهر.
3- المستوى الأرقى وهو الذي يبقى يحتفظ بدرجة مقبولة وربما عالية من عطاءات الشَّهر الفضيل.
ثالثًا: كيف نودِّع الشَّهر الفضيل؟
كيف نودِّع شهر الله؟
هنا مجموعة مُكوِّنات لوداع شهر رمضان:
المُكوِّن الأوَّل: أنْ نسأل الله العود
هذا أول مُكوِّن لوداع الشَّهر، اسألوا الله أن تعودوا على شهر رمضان، فشهر رمضان سيعود، لكن هل سنعود نحن مع الشَّهر أم لا؟ هنا مورد الدُّعاء، ولذلك ورد في الدُّعاء في وداع شهر رمضان أن نقول:
•«…، اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ وَطَوْلِكَ وَعَفْوِكَ وَنَعْمَائِكَ وَجَلَالِكَ وَقَدِيمِ إِحْسَانِكَ وَامْتِنَانِكَ، أَنْ لَا تَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا لِشَهْرِ رَمَضَانَ حَتّى تُبَلِّغَنَاهُ مِنْ قَابِلٍ عَلى أَحْسَنِ حَالٍ، …». (الكليني: الكافي 4/166، ح 6)
لا تجعله يا الله هذا آخر شهر رمضان صمناه، ووفِّقنا لشهر رمضان القابل، ونسأل الله ونطلب منه سبحانه أن نعود إلى شهر رمضان القابل.
هذا أوَّل مُكوِّن في وداع شهر رمضان وهو أن نسأل الله العود.
المكوِّن الثَّاني: أن نسأل الله أنْ يتقبَّل مِنَّا هذا الشَّهر وأن يرحمنا
•«اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ صِيَامِنَا إِيَّاهُ فَإِنْ جَعَلْتَهُ – آخر العهد – فَاجْعَلْنِي مَرْحُومًا وَلَا تَجْعَلْنِي مَحْرُومًا». (ابن طاووس: إقبال الأعمال، ص 542)
•«أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وأَنْ تَقْبَلَ مِنِّي شَهْرَ رَمَضانَ، وَتَكْتُبَنِي مِنَ الوافِدِينَ إِلى بَيْتِكَ الحَرامِ، وَتَصْفَحَ لِي عَنِ الذُّنُوبِ العِظامِ، وَتَسْتَخْرِجَ يا رَبِّ كُنُوزَكَ يا رَحْمنُ» (الطُّوسي: مصباح المتهجِّد، ص 454)
نحن نسأل الله أن نعود إلى شهر رمضان القادم، كذلك نسأل الله أن يتقبَّل صيامنا، ويتقبَّل صلاتنا، ويتقبَّل دعاءنا، ويتقبَّل تلاوتنا، ويتقبَّل كلَّ أعمالنا، وصدقاتنا، وبرامجنا في شهر رمضان.
لقد قمنا بأعمال كثيرة في شهر رمضان، لكنَّها هل هي مقبولة عند الله؟
هنا ونحن نودِّع الشَّهر فكما نسأله تعالى أن يعيدنا على هذا الشَّهر، كذلك نسأله أن يتقبَّل ما صدر منَّا من أعمال في شهر رمضان.
العِبرة بالقبول لا بالكمِّ، صحيح كلَّما كثر الكمّ المقبول ارتفعت درجة الإنسان عند الله، لكنَّ الكمّ الفارغ من القبول لا قِيمة له.
إذن، المُكوِّن الثَّاني في وداع شهر رمضان أن نسأل الله أن يتقبل أعمالنا.
المُكوِّن الثَّالث: أنْ نقوم بجردٍ لحسابنا في هذا الشَّهر
حساب الأرباح والخسائر.
الأرباح مذهلة عظيمة، والخسائر مرعبة.
لو حدثت خسائر في شهر رمضان فهي مرعبة كلّ الرُّعب.
إذن، نحن في أواخر الشَّهر نحتاج لوقفة، نحاسب أرباحنا وخسائرنا:
كم مارسنا من طاعات، وعبادات، وأمور تقرِّبنا إلى الله؟
وكم غفلنا، وسهونا، وعطَّلنا الكثير من أوقاتنا، وكم صدرت مِنَّا معاصي في شهر رمضان.
هذه كلّها تحتاج إلى وقفة حساب، ففي الأيام الأخيرة من شهر رمضان نحتاج إلى هذه الوقفة، أن نحاسب الأرباح والخسائر.
فإذا قال شخص: ما الفائدة أن أحاسب وأجرد وقد انتهى الشَّهر؟
لماذا نحاسب الأرباح والخسائر وقد انتهى الشَّهر؟
نقول: لا، فالفرصة لا زالت موجودة، ربما إنسان قصَّر طيلة شهر رمضان فيمكنه أن يتدارك في الأيام الأخيرة، أو في اليوم الأخير، أو في ليلة العيد.
وتبقى فرصة ليلة العيد.
ربما لم تبق إلَّا ليلة العيد فهي فرصتنا.
ليلة العيد الفرصة الأخيرة في شهر رمضان، حتى ورد أنَّه:
“يغفر فيها بعدد ما غفر الله طيلة الشَّهر الفضيل”
يُغفر في ليلة العيد بعدد ما غفر الله في كلِّ شهر رمضان.
إذن، ليلة العيد ليلة مهمَّة.
إذن، نحن نسأل الله العود، هذا أوًّلًا، ونسأل الله أن يتقبَّل أعمالنا ثانيًا، وأن نقوم بجردٍ لحساباتنا في هذا الشَّهر ثالثًا.
المكوِّن الرَّابع: أنْ نخطِّط لاستمرار عطاءات هذا الشَّهر الفضيل
إذا انتهى الشَّهر هل انتهت علاقتنا به؟
لا، لا بدَّ أن نرسم برنامجًا لاستمرار عطاءات هذا الشَّهر الفضيل.
كيف نعطي لعطاءات الشَّهر ديمومة واستمرارًا في حياتنا؟
كيف نخطِّط لاستمرار عطاءات هذا الشَّهر الفضيل؟
التَّخطيط لاستمرار عطاءات شهر رمضان تحتاج إلى أوَّلًا وثانيًا وثالثًا، أعرضها لكم بإيجاز:
أوَّلًا: تجنب الأسباب التي تصادر العطاءات الرُّوحيَّة لهذا الشَّهر
قد أكون حصلت على مكاسب كبيرة في شهر رمضان، ورصيد كبير كبير جدًّا من الحسنات، لكن هذه الحسنات قد تُصادر وقد تُحرق، فيجب أن أتجنَّب كلَّ الأسباب والعوامل التي تحرق الطَّاعات.
الأمور التي تحرق الطَّاعات كثيرة، منها:
•تلوُّث القلب.
•الأكل الحرام.
•الإسراف في الملذَّات.
•ارتكاب المعاصي والذُّنوب.
هذه أمور تحرق الطَّاعات.
إذن، حتى نحافظ على عطاءات شهر رمضان مطلوب أوَّلًا أن نتجنَّب كلَّ الأسباب التي تحرق الطَّاعات.
ثانيًا: استمرار الشَّحن الرُّوحي
قد يقول قائل: إنَّنا قد قمنا بالشَّحن في شهر رمضان، فلا نحتاج إلى أن نستمر في الشَّحن الرُّوحي.
نقول: بل نحتاج أن نستمر في الشَّحن الرُّوحي؛ حتى يبقى الوهج الرَّمضاني، وتبقى العطاءات الرُّوحيَّة، ويبقى الشَّحن المبارك في هذا الشَّهر الفضيل، فنحتاج أن نمارس عمليَّة شحن مستمر.
أدوات الشَّحن الرُّوحي
أدوات الشَّحن موجودة ومتوفِّرة بشكل دائم، وذلك من خلال:
1-الصَّلاة
2-الدُّعاء
3-الذِّكر
4-التِّلاوة القرآنيَّة
5-المواعظ
6-الثَّقافة الرُّوحيَّة، والقراءة
7-حضور المجالس الإيمانيَّة الرُّوحيَّة والأخلاقيَّة
هذه كلُّها وسائل تجعلنا نستمر ونمارس الشَّحن الرُّوحي.
إذن، أوَّلًا: نتجنُّب الأسباب التي تصادر الحالة الرُّوحيَّة.
ثانيًا: أن نستمر في الشَّحن الرُّوحي.
ثالثًا: المراقبة والمحاسبة
حتى نعطي لعطاءات الشَّهر ديمومة واستمرارًا فنحن بحاجة إلى أن نمارس مراقبة ومحاسبة.
فقيمة الشَّهر الفضيل ما بقي حاضرًا في حياتنا.
ليست القيمة أن نستنفر كلَّ طاقاتنا في شهر رمضان وينتهي كلُّ شيئ!
القيمة الحقيقيَّة للتَّعاطي مع شهر رمضان هو كم يبقى في حياتنا من عطاءات الشَّهر.
قيمة الصَّلاة أن تبقى حاضرة في حياتنا
قيمة الدُّعاء أن يبقى حاضرًا في حياتنا
قيمة الذِّكر أن يبقى حاضرًا في حياتنا
قيمة التِّلاوة أن تبقى حاضرة في حياتنا
قيمة الحجّ أن يبقى حاضرًا في حياتنا
قيمة العمرة/ الزِّيارة أن تبقى حاضرة في حياتنا
وهكذا قيمة الصِّيام، وقيمة شهر رمضان ما بقي حاضرًا في حياتنا
ليست القيمة أن يبقى الزَّمن حاضرًا، فالزَّمن انتهى.
لكن القيمة أن تبقى العطاءات الرُّوحيَّة، والإيمانيَّة، والتَّقوائيَّة، والأخلاقيَّة، والسُّلوكيَّة حاضرة في حياتنا.
الزَّمان لا أتمكَّن أن أبقيه فقد انتهى، لكنَّ العطاءات بيدي أن أبقيها.
فإذن، مطلوب ثالثًا لكي تستمر عطاءات الشَّهر الفضيل: أن يستمر الشَّحن الرُّوحي.
وآخرُ دعوانا أن الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.