نفحات رمضانيَّة (11) الخطبة الرَّمضانيَّة تُذَكِّر بثواب الأعمال (5)
هذه الكلمة للعلَّامة السَّيِّد عبد الله الغريفي، وهي الحلقة الحادية عشر ضمن البرنامج اليومي (نفحات رمضانيَّة)، والذي تمَّ بثُّها في شهر رمضان المبارك 1442هـ، عبر البثِّ الافتراضيِّ في يوم السبت بتاريخ: (11 شهر رمضان 1442 هـ – الموافق 24 أبريل 2021 م)، وقد تمَّ تفريغها من تسجيل مرئيٍّ، وتنسيقها بما يتناسب وعرضها مكتوبةً للقارئ الكريم.
الخطبة الرَّمضانيَّة تُذَكِّر بثواب الأعمال (5)
أعوذ باللَّه السَّميع العليم من الشَّيطان الغوي الرَّجيم
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلوات على سيِّدِ الأنبياء والمرسلين سيِّدنا ونبيِّنا وحبيبنا وقائدنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ الطَّيِّبين الطَّاهرين المعصومين المنتجبين الأخيار الأبرار.
السَّلام عليكم أيُّها الأحبَّة ورحمة الله وبركاته.
أهمِّيَّة قراءة الخطبة الرَّمضانيَّة والتَّأمُّل في مضامينها وتطبيقها
مع مقطع آخر من مقاطع الخطبة الرَّمضانيَّة للنَّبيِّ الأعظم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والتي أؤكِّد وأؤكِّد وأؤكِّد على ضرورة قراءتها والتَّأمُّل في مضامينها، والسَّعي إلى تطبيق المضامين.
قد يوجد شخص لا يقرأ، فهذا الشَّخص عازف عن حديث وخطبة النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
وقد يوجد شخص يقرأ لكن بدون تأمُّل، قراءة عشوائيَّة عمياء، فهذه القراءة لا تمنح عطاءات.
اقرأوا الخطبة قراءة تأنٍّ وتدبُّر وتبصُّر؛ حتى تكتشفوا المضامين، وتكتشفوا المعطيات لهذه الخطبة. اقرأوها مرَّة ومرَّتين وثلاث، ولو استطاع الإنسان أن يقرأ الخطبة في كلِّ يوم فهو أفضل، فهي منهج وبرنامج لشهر رمضان، فأنت لا تحتاج أن تضع لك برنامجًا، ففي هذه الخطبة برنامجك الشَّامل.
اقرأوا الخطبة بتدبُّر وتأمُّل وتأنٍّ وتبصُّر ثمَّ صمِّموا على أن تطبِّقوا مضامين الخطبة بقدر ما تستطيعون، وإلَّا فقراءة بلا تطبيق لا جدوى منها.
الهدف من القراءة هو أن نصنع لنا برنامجًا رمضانيًّا، ونطبِّق من خلاله توجيهات النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، تلك التَّوجيهات العظيمة.
فنأخذ توجيهات مَنْ إذا لم نأخذ توجيهات النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)؟ وإذا لم نأخذ توجيهات القرآن؟ وإذا لم نأخذ توجيهات الأئمَّة (عليهم السَّلام)؟ فهذه هي مصادر التَّوجيه.
إذن، نحن مع هذه الخطبة الكريمة المباركة العظيمة.
المقطع العاشر: يقول النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في خطبته: «ومَنْ تَلَا فِيهِ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ» (القمِّي: مفاتيح الجنان، ص 283، الفصل 3)
«تلا»: يعني قرأ في شهر رمضان آية من آيات القرآن.
السُّورة فيها مقاطع، وكلُّ مقطع يسمَّى آية، ربما تضمَّنت بعض السُّور مائتي أو ثلاثمائة آية، وهناك سور تتضمَّن ثلاث آيات، كسورة الكوثر.
الخطبة تقول: «مَنْ تَلَا فِيهِ آيَةً»، آية من أيِّ سورة من سور القرآن.
وسواء قرأ في المصحف، أم عن ظهر قلب.
«ومَنْ تَلَا فِيهِ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ»
أيُّ عطاء أكبر من هذا، وأيُّ فيض أكبر من هذا الفيض الرَّبَّاني العظيم، آية واحدة تعادل ختمة قرآنيَّة في غير شهر رمضان، فأنت قد تختم القرآن في غير شهر رمضان في مدَّة شهر واحد، أو أكثر من شهر، ولكنك إذا قرأت في شهر رمضان في أقل من دقيقة فإنَّ الله يعطيك ثواب ختمة قرآنيَّة كاملة. كم هو ثواب ختم القرآن؟! وكم هي الرِّوايات التي أكَّدت على عظمة وقيمة ختم القرآن؟!
أنت حينما تقول: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فهذه آية.
وحينما تقول: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} (الإخلاص/1) فهذه آية.
وحينما تقول: {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الفاتحة/2) فهذه آية.
وحينما تقول: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} (الكوثر/1) فهذه آية.
آية واحدة أنت حينما تقرأها وتذكرها بقلب صادق، وبنيَّة صادقة، وبطمع في عطاء الله وكرمه، فاللَّه يعطيك ثواب ختمة.
كم ختمة ستحصل عليها إذا قرأت القرآن كلَّه في شهر رمضان؟
كم هي آيات القرآن؟ إنَّها آلاف الآيات، فإذن أنت ستحصل في شهر رمضان على آلاف الختمات، وفي كلِّ يوم من أيام شهر رمضان يُكتب لك ختمات؛ لأنَّك قد تقرأ آيات كثيرة، كجزء كامل أو أكثر.
الكلام كلام النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «مَنْ تَلَا فِيهِ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ».
وكم أكَّدت الأحاديث على ثواب تلاوة القرآن.
مكوِّنات وشروط التِّلاوة
التِّلاوة لها مكوِّناتها وشروطها، أشير لها هنا إشارة سريعة.
التِّلاوة التي تحقِّق العطاء والأجر والثَّواب.
أوَّلًا: التِّلاوة
نحن مطلوب منَّا التِّلاوة، والنُّطق باللِّسان تلاوة.
والتِّلاوة بحاجة إلى أن تكون تلاوة صحيحة، كما أنَّ النُّطق بالكلمات يجب أن يكون صحيحًا، وإذا تمكَّن الإنسان من الالتزام بشروط التَّجويد فهو شيئ جميل، وإذا لم يتمكَّن فعلى أقل تقدير تكون القراءة لغةً ونحوًا صحيحة، فضبط اللُّغة والنَّحو ومخارج الكلمات بشكلٍ صحيح واجب، وأمَّا بقيَّة شروط التَّجويد إذا استطاع الإنسان أن يتوافر عليها فشيئ جميل جدَّا.
إذن، مطلوب أن يتلو الإنسان القرآن في شهر رمضان، اجعل القرآن صاحبك وزميلك وصديقك في شهر رمضان.
•عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: «لِكُلِّ شَيْئٍ رَبِيعٌ، وَرَبِيعُ الْقُرْآنِ شَهْرُ رَمَضَانَ». «الكليني: الكافي 4/664، ح 3578/ 10)
الرَّبيع تزدهر فيه الورود، وتزدهر فيه الحياة، وتزدهر فيه الأشجار، وربيع القرآن هو شهر رمضان، ففي شهر رمضان يزدهر القرآن، وفي شهر رمضان تزدهر ورود القرآن، وأشجار القرآن، ونباتات القرآن، وفيوضات القرآن، وخيرات القرآن.
«لِكُلِّ شَيْئٍ رَبِيعٌ، وَرَبِيعُ الْقُرْآنِ شَهْرُ رَمَضَانَ»، فاجعلوا ربيعكم – ربيع القرآن – في شهر رمضان.
أكثروا ما استطعتم من تلاوة القرآن.
قد يقول شخص: لا أتمكَّن من قراءة القرآن.
ويمكن أن يُقال له: ألا تتمكَّن أن تقرأ الفاتحة وتكرِّرها؟! ألا تتمكَّن أن تقرأ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} وتكرِّرها؟! ألا تتمكَّن أن تقرأ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} وتكرِّرها؟! ألا تتمكَّن أن تفتح جهاز التَّسجيل وتسمع وتتلو معه؟! اليوم الوسائل المتعدِّدة موجودة.
إذن، مطلوب أن نكثر من تلاوة القرآن في شهر رمضان بقدر ما نستطيع.
إذا كان ثواب قراءة حرف واحد من القرآن في الأيام العادية هو أنَّه يُعطى عشر حسنات، وتُمحى عنه عشر سيِّئات، وتُرفع له عشر درجات، فمثلًا: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} كم حرف؟ الباء حرف، السِّين حرف، الميم حرف، بكلِّ حرف يُعطى عشر حسنات، وتُمحى عنه عشر سيِّئات، وتُرفع له عشر درجات، هذا في الأيام العاديَّة، في الوضع العادي الطبيعي.
أمَّا لو قرأ القرآن في صلاة واجبة أو مستحبَّة فيختلف الأمر، حيث يُعطى بكلِّ حرف مائة حسنة، وتمحى عنه مائة سيِّئة، وترفع له مائة درجة.
وكيف إذا كان في شهر رمضان؟ لا حدود للحسنات، ولا حدود لدفع السَّيِّئات، لا حدود لرفع الدَّرجات، العطاء الإلهي والرباني مفتوح في شهر رمضان، فكيف مع القرآن مع كتاب الله، وشهر رمضان هو شهر القرآن.
وسنتحدَّث في حديث قادم – إن شاء الله – عن القرآن في ليالي القدر.
فأكثِر من تلاوة القرآن في شهر رمضان قدر ما تستطيع.
ثانيًا: الانصهار
ليكن عند الإنسان انصهار وذوبان وعشق مع القرآن، وليس فقط قراءة عاديَّة.
هناك فارق بين مَنْ يقرأ القرآن بتململ وتضجُّر وتضايق، وبين مَنْ يقرأ القرآن وهو يشعر بالأُنس والرَّوحانيَّة واللَّذة الرُّوحيَّة.
إذن، هناك تلاوة، والتِّلاوة هي حركة اللِّسان، أمَّا الانصهار فهي حركة الوجدان والقلب والضَّمير والمشاعر الداخليَّة.
ليس فقط لسانك ينطق بالقرآن، بل اجعل قلبك يتعامل مع القرآن، واجعل روحك تتعامل مع القرآن، واجعل وجدانك يتعامل مع القرآن، واجعل مشاعرك الدَّاخليَّة تُحلِّق مع القرآن، فهذه تلاوة تختلف.
بقدر ما يرتقي الانصهار ويرتقي الذَّوبان مع القرآن، ترتقي قيمة التِّلاوة، فتوجد تلاوة جافَّة جامدة راكدة خاملة وتوجد تلاوة حيَّة.
بقدر الإمكان اجعل قلبك يتفاعل مع القرآن، واجعل وجدانك يتفاعل مع القرآن.
إذن توجد تلاوة ويوجد انصهار وجداني مع التِّلاوة، وتجاوب وعشق للتِّلاوة وللقرآن.
ثالثًا: التدبُّر
بقدر ما تستطيع تدبَّر، وليس المطلوب منك أن تفهم القرآن مثل صاحب تفسير الميزان، وإنَّما بقدر ما تستطيع حاول أن تفهم القرآن.
والتَّدبُّر بأن يحاول الإنسان أن يعيش فيه مع مضامين القرآن بقدر عقله، لا بمعنى أن يستخدم عقله في تفسير القرآن حتى لو كان تفسيرًا بالرأي، فهناك مِنَ النَّاس يُعمِل عقله حتى لو حرَّف القرآن عن مضامينه الحقيقيَّة.
مثلًا: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ …} (فصِّلت/53)، تأمَّل في الآفاق، والسَّماوات، والكواكب، والنُّجوم، والشَّمس، والقمر، والأرض، والإنسان، والطَّير، والحيوانات، وفي كلِّ شيئ.
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا …} هنا نقلت الآية الإنسان إلى التأمُّل، وإلى التدبُّر، وإلى التفكير في عظمة الله وقدرته.
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ …} (فصِّلت/53)
هنا في هذه الآية كلُّ إنسان يمكنه أن يتدبَّر فيها.
الله بعظمته أعطاني العقل، أيُّ عظمة هذه التي خلقت هذا العقل!
أيُّ خالق عظيم هو الذي خلق هذا البصر!
أيُّ خالق عظيم هو الذي خلق هذا السَّمع!
هذه الآية حتى الكنَّاس يتمكَّن أن يتأمَّل فيها.
أيُّ خالق عظيم هو الذي أعطاني النُّطق!
أيُّ خالق عظيم هو الذي أعطاني الجوارح: اليدين والرّجلين!
أيُّ خالق عظيم هو الذي خلق هذه النِعم في الأرض!
إذن، الإنسان بحاجة إلى أن يعيش تدبُّرًا وتأمُّلًا في عظمة الله، وفي قدرة الله، وفي عطاء الله، فيعيش تلاوة فيها شيئ من التدبُّر بقدر استطاعته، وبقدر فهمه، وبقدر عقله.
دون أن ينحرف بآيات الله عن مضامينها، ودون أن يعطيها من ذوقه ومن مزاجه بما لم ينزل لله.
إذن، يوجد تلاوة، ويوجد انصهار، ويوجد تدبُّر.
رابعًا: التمثُّل
إذا قرأ مثلًا قوله تعالى: {… كُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} (التَّوبة/119).
فيحاول أن يكون نموذجًا للصِّدق.
لا أن يقرأ القرآن والقرآن يتحدَّث عن الصِّدق وهو من الكذَّابين المعروفين.
يتلو القرآن والقرآن يتحدَّث عن الأمانة وهو من الخائنين.
يقرأ القرآن والقرآن يتحدَّث عن الخُلق والطُهر وهو من الملوَّثين.
هذه ليست تلاوة، بل هذه مجافاة.
•عن النَّبي (صلَّى الله عليه وآله): «مَن قَرأَ القرآنَ ولَم يَعمَل بهِ حَشَرَهُ اللهُ يَومَ القِيامَةِ أعمى، …». (الرَّيشهري ميزان الحكمة 12/431، ح20792)
فليحاول الإنسان أن يأخذ التَّوجيهات من القرآن.
القرآن حينما يوجِّهنا للأمانة، فأحاول بقدر الإمكان أن أكون الأمين.
القرآن حينما يوجِّهنا إلى الصِّدق فأحاول بقدر الإمكان أن أكون الصَّادق.
القرآن حينما يوجِّهنا إلى نظافة الخُلُق، ونظافة السُّلوك، ونظافة القلب، ونظافة الضَّمير، فأحاول أن أكون النَّظيف.
فهنا يُصبح الإنسان تلميذ القرآن، وابن القرآن، ونتاج القرآن.
إذن، توجد تلاوة، ويوجد انصهار، ويوجد تدبُّر، ويوجد تمثُّل.
خامسًا: الفاعليَّة
وهذه النقطة هي أرقى النقاط: أن أتحوَّل إلى داعية للقرآن.
فقد يوجد مَنْ يتلو القرآن وينصهر معه، ويتدبَّره، ويتمثَّله في سلوكه الخاص، ولكنَّه يبقى عند هذه الحدود، وهذا له مقام كبير عند الله.
لكن عندما يتحوَّل الإنسان إلى داعية إلى القرآن، ويروِّج للقرآن، ويروِّج لمفاهيم القرآن بقدر استطاعته، ويروِّج لبرامج القرآن، وإذا كان غير قادر على التَّرويج لمفاهيم القرآن كأن كان لا يفهم القرآن فيدعو النَّاس إلى المناهج القرآنيَّة، ويربط النَّاس بها، وبالدُّروس القرآنيَّة، وإذا كان غير قادر على ذلك أيضًا فيُقدِّم المال لدعم البرامج القرآنيَّة إن كان متمكِّنًا، وإلَّا فبالكلمة إذا كانت عنده كلمة ولها تأثير.
إذن، فهذا يتحوَّل إلى داعية للقرآن، ويروِّج مفاهيم القرآن بقدر إمكاناته ولو بالنَّقل عن العلماء الموثوقين، ويكون من أهل القرآن ومن أصحاب القرآن الذين هم أشرف الخلق.
•قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): «أشراف أمَّتي حملة القرآن، وأصحاب اللَّيل» (الصَّدوق: الأمالي، ص 304، ح 347/ 6)
إذن، اقرأوا القرآن، وانصهروا مع القرآن، وتدبَّروا في القرآن، وتمثَّلوا القرآن، وكونوا دعاة للقرآن. وهكذا نعيش مع القرآن في شهر الله، وفي شهر القرآن.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.