الإمام الحسين الشهيد (ع)ملف شهر محرممن وحي الذكريات

العناية بأشبال الإمام الحسين (عليه السَّلام)

هذه الكلمة للعلَّامة السَّيِّد عبد الله الغريفي، قد أُلقيت في يوم الاثنين بتاريخ: (13 ذو الحجَّة 1441 هـ – الموافق: 3 أغسطس 2020 م)، وقد ألقيت في ملتقى أشبال الإمام الحسين (عليه السلام) – النسخة الخامسة، لمركز إسكان عالي الإسلامي، المجلس التعليمي، وقد تمَّ تفريغها من تسجيل مرئيٍّ، وتنسيقها بما يتناسب وعرضها مكتوبةً للقارئ الكريم.
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصَّلوات على سيِّد الأنبياء والمرسلين، سيِّدنا، ونبيِّنا، وحبيبنا، وقائدنا، محمَّد وعلى آله الطَّيِّبين الطَّاهرين.

العناية بأشبال الإمام الحسين (عليه السَّلام)
السَّلام عليكم أيُّها الأحبَّة.

والكلمة في مؤتمر أشبال الإمام الحسين (عليه السَّلام) السَّنويِّ.
وأنا أبارك وأشدُّ على أيديهم أنْ يتابعوا هذه البرامج الهادفة الجادَّة.
وأنا سأتناول مجموعة عناوين مختصرة وفق سياقات الوقت المحدَّد.
العنوان الأوَّل: العلاقة بين البرامج التَّعليميَّة والمواسم العاشورائيَّة
أيُّ برنامج ثقافيٍّ، تربويٍّ، تعليميٍّ؛ لكي ينصبغ بالصَّبغة العاشورائيَّة مطلوب أنْ ينسجم مع أهداف الموسم العاشورائيُّ ففي ضوء هذا الانسجام يكتسب البرنامج الصِّبغة العاشورائيَّة.
أهداف الموسم العاشورائيِّ
هناك أهداف أربعة أساس للموسم العاشورائيِّ، متى توفَّرت انصبغ أيُّ برنامج بصبغة عاشورائيَّة.
1-إنتاج الوعي الإيمانيِّ العاشورائيِّ.
2-إنتاج الوجدان الإيمانيِّ العاشورائيِّ.
3-إنتاج السُّلوك الإيمانيِّ العاشورائيِّ.
4-إنتاج الحَرَاك الإيمانيِّ العاشورائيِّ.
فأيُّ برنامج تعليميٍّ لا يحمل هُويَّته الدِّينيَّة الإيمانيَّة إلَّا إذا توفَّر على هذه الأهداف الأربعة، فغياب أيِّ هدف يفصل البرنامج عن هُويَّته العاشورائيَّة.
‌أ- فليس برنامجًا تعليميًّا عاشورائيًّا أيُّ برنامج لا ينتج وعيًا إيمانيًّا، وعيًا إيمانيًّا عاشورائيًّا.
‌ب- وليس برنامجًا تعليميًّا عاشورائيًّا أيُّ برنامج لا ينتج وجدانًا إيمانيًّا، مشاعر إيمانيَّة، عواطف، أحاسيس.
‌ج- ولا يعتبر برنامجًا تعليميًّا عاشورائيًّا أيُّ برنامج لا ينتج سلوكًا إيمانيًّا.
‌د- وكذلك لا يعتبر برنامجًا تعليميًّا عاشورائيًّا أيُّ برنامج لا ينتج حراكًا إيمانيًّا.
هذا العنوان الأوَّل العلاقة بين البرنامج التعليمي والمواسم العاشورائي.
العنوان الثَّاني: دور الموسم العاشورائيِّ يمتدُّ لكلِّ الأعمار، ولكلِّ الفئات والمستويات
موسم عاشوراء ليس خاصًّا بمستوى معيَّن من الأعمار، بل هو لكلِّ الأعمار، ويمتدُّ لكلِّ الفئات.
ويمتدُّ لكل المستويات.
1-موسم عاشوراء للرِّجال والنِّساء.
2-موسم عاشوراء للأطفال، وللشَّباب، وللكهول، وللشُّيوخ.
3-موسم عاشوراء للعوام، وللمثقَّفين، وللعلماء، وللفقهاء.
موسم يمتدُّ على كلِّ المساحات.
فمطلوب من أجل أنْ نحيي الموسم أنْ نغطِّي كلَّ هذه المساحات، وكلَّ هذه المستويات.
وطبعًا لكلِّ مستوى من المستويات خطاب.
ولكلِّ مستوى من المستويات نمط من الإحياء.
وهذا يفرض أنْ يتوافر الخطيب على قدرات.
مؤهَّلات الخطاب العاشورائيِّ
1- مؤهَّلات علميَّة، وثقافيَّة
2- مؤهَّلات روحيَّة وسلوكيَّة
3- مؤهَّلات خطابيَّة
فالخطيب عندما يريد أنْ يخاطب مثقَّفين، مفكِّرين فإنَّه يحتاج إلى لغة، ويحتاج إلى مضامين معيَّنة.
خطاب عاشورائيٌّ يتوجَّه إلى مساحة عامَّة من النَّاس، ومستويات عامَّة من النَّاس يحتاج إلى نمط.
خطاب يتوجَّه إلى أشبال، وأطفال، وبراعم، يحتاج إلى نمط من الخطاب، ونمط من المضامين.
عندنا أسلوب ولغة.
وعندنا مفاهيم ومضامين.
أنا عندما أخاطب أشبال، وبراعم، وأطفال.
فتوجد مضامين، وأفكار، ورؤى، وتصوُّرات تحتاجها هذه المساحة من العمر.
وتوجد لغة، وأداة، وأسلوب، وكلمات تتناسب مع هذا المستوى.
فإذًا، العنوان الثَّاني هو أنَّ الموسم العاشورائيَّ يتَّسع، ويمتدُّ لكلِّ المستويات، ولكلِّ الأعمار، ولكلِّ الفئات.
العنوان الثَّالث – وهو العنوان الأهم، والَّذي يرتبط بهذا المؤتمر الطَّيِّب المبارك -: أشبالنا وموسم عاشوراء
كيف نُؤسِّس لموسم عاشورائيٍّ يتناسب مع الأشبال، أشبالنا وموسم عاشوراء؟
أوَّلًا، وثانيًا.
أوَّلًا: مطلوب إيجاد محفِّزات كبيرة لربط الأشبال بموسم عاشوراء
نحتاج إلى وسائل.
كيف نجتذب شبابنا للموسم؟
الآن – بغض النَّظر عن أسلوب الإحياء -، إنَّنا نريد أنْ نجتذب أشبالنا، أولادنا، أطفالنا إلى الحضور العاشورائيِّ، بأي شكل كان الإحياء.
نريد لهم حضورًا عاشورائيًّا.
نريد لهم ارتباطًا بالموسم العاشورائيِّ، هذا مطلوب.
وحتَّى نربطهم بالموسم العاشورائيِّ لا بدَّ أنْ نوجِد لهم محفِّزات كبيرة قادرة على أنْ تجتذبهم إلى موسم عاشوراء.
فمثلًا هذا الطفل، وهذا الشِّبل، وهذا البرعم، ليس كلُّ شيئ يربطه بالموسم، بالفكر، بالمضامين، فحتَّى نربطهم بقوَّة نحتاج إلى إيجاد محفِّزات.
مخفِّزات لربط الأشبال بموسم عاشوراء
أَذكر نماذج من المحفزِّات التي تساهم في اجتذاب هؤلاء البراعم إلى الموسم العاشورائيِّ:
المحفِّز الأوَّل: طبيعة وأسلوب الخطاب
أنت توجِّه خطابًا عاشورائيًّا إلى براعم، وإلى أعمار صغيرة.
إذًا، قُدرة الخطاب يساهم في اجتذاب هؤلاء البراعم.
أنا حينما أَستعمل خطابًا عاليًا فإنَّ ذلك لا يجتذب براعمنا، وأطفالنا، وصغارنا.
يجب أنْ أتعامل بلغة وأسلوب يتناسب مع عقليَّة هذا المستوى.
إذًا، الخطاب قادر على أنْ يجتذب، وقادر على أنْ يبعد هؤلاء البراعم.
فاختيار نمط الأسلوب، وطريقة الأسلوب هذا محفِّز من محفزِّات اجتذاب البراعم إلى الموسم العاشورائيِّ.
المحفِّز الثَّاني – من محفِّزات اجتذاب البراعم إلى موسم عاشوراء -: التَّوافر على مجالس خاصَّة للبراعم
دعه هو يقيم مجلسًا، وهو يتصدَّى لإحياء الموسم، وهو يدير مجالس الإحياء.
هذا يعطيه حوافز، وقوَّة، ودافعًا.
ويعطيه مسؤوليَّة في الإحياء العاشورائيِّ.
من الممكن أنْ أجعله ضمن مجالس الكبار، فقد يمارس دورًا ما بشكل أو بآخر، لكن قد لا تتحفَّز قدراته!
الذي يحفِّز قدراته هو أنْ أعطيه مسؤوليَّة خاصَّة.
أدعه هو يدير مساحة من الموسم.
هو يدير مجالس.
هو يرتبط بخطباء.
هذا مِن المحفِّزات الكبيرة التي تنشِّط في داخله حسَّ الارتباط بالموسم العاشورائيِّ.
هذا المحفِّز الثَّاني.
المحفِّز الثَّالث: إيجاد برامج عاشورائيَّة جديدة تجتذب الأشبال
لا أمارس معهم الخطاب فقط، فالخطاب ليس دائمًا يجتذب الأشبال.
توجد برامج متنوِّعة عاشورائيَّة.
كعمل مسرحيَّات عاشورائيَّة.
مَرْسَم عاشورائي.
فنون عاشورائيَّة.
مثل هذه البرامج يوجد فيها تنوُّع.
أو التجديد في أساليب البرامج، يمكن أن يساهم كثيرًا في اجتذاب الأطفال والأشبال.
فليس دائمًا الخطاب والمنبر وحده كافيًا.
وليس معنى ذلك نلغي هذا اللون من الإحياء، بل نحتاج إلى ربطهم بالمنبر، وبالأساليب التَّقليديَّة المعروفة.
لكنَّ تطوير الأسلوب، وتجديد نوعه يساهمان في ربط أشبالنا وشدِّهم إلى موسم عاشوراء.
كم تتصوَّرون أنَّه ربَّما مسرحيَّة عاشورائيَّة قد تشدُّ أعدادًا كبيرة جدًّا من الأشبال لا تستطيع عشرات المنابر أنْ تجتذبهم؟!
إذًا، هذا محفِّز، وهذا أسلوب؛ لربط الأشبال بالموسم.
المحفِّز الرَّابع: إصدارات عاشورائيَّة تغذِّي وعي الأشبال
نحتاج إلى:
أ- مجلات عاشورائيَّة خاصَّة بالأطفال.
ب- لوحات عاشورائيَّة خاصَّة بالأطفال.
ج- إصدارات عقليَّة، وذِهنيَّة بمستوى معيَّن، وقد تحتاج إلى لغة، وأسلوب، وصور، وإلى مجموعة استعدادات معيَّنة.
د- نخصِّص للبراعم إصدارات، وهم يساهمون فيها.
ه- نحن نكتب بلغتهم، بمستواهم؛ حتَّى يرتبطوا بالموسم.
المحفِّز الخامس: نتوافر على مسابقات عاشورائيَّة
هذا أسلوب من أساليب اجتذاب الأشبال، الأولاد، الصِّغار، البراعم، وجود مسابقات، وجوائز، وهدايا.
مثل هذا يحفِّز الأبناء، ويحفز البراعم، ويحفز الأطفال.
مسابقات بمستوى ذهنيَّتهم.
مسابقات خاصَّة بعاشوراء، وبموسم عاشوراء، وبقضيَّة عاشوراء.
المحفِّز السَّادس: تنشيط دور الأشبال في الموسم العاشورائيِّ
الموسم العاشورائيُّ ليس مجالس فحسب!
الموسم العاشورائيُّ مجموعة فعاليَّات.
فمطلوب أنْ ننشِّط مواقع الحضور.
توجد مجالس، ومواكب، ولافتات، وشعارات، وأعلام.
توجد كثير من المواقع لفعاليات عاشوراء.
إذا استطعنا – بقدر الإمكان – أنْ نعطي للأشبال حضورًا في كلِّ هذه المواقع، وفي كلِّ هذه الفعاليَّات، فقد نشَّطنا الحضور العاشورائيَّ لأشبالنا.
المحفِّز السَّابع: أنْ نذكِّر – دائمًا – أشبالنا بأشبال عاشوراء
عاشوراء بَرَز فيها أشبال قد مارسوا دورًا حاضرًا في عاشوراء.
هنا حينما نربط أشبالنا، وأولادنا، وأجيالنا بأشبال عاشوراء، وبأطفال عاشوراء، وببراعم عاشوراء، هذا يعطيهم كثيرًا، ويغذيهم بالرُّوح العاشورائيَّة.
لربما أتحدَّث عن مفاهيم قد لا تستطيع أنْ تربط أجيالنا بقدر ما نربطهم ببرامج حيَّة في عاشوراء.
هذا أوَّلًا، وهو كيفيَّة إيجاد محفِّزات.
ثانيًا: ماهي مواصفات أشبال عاشوراء؟
متى أقول: هؤلاء أشبال عاشورائيُّون؟
إذا كان شعار الموسم لهذا العام، شعار الموسم للأشبال (إحنا الأنصار)، شعار ممتاز، وجميل جدًّا.
ما هي المواصفات التي تصنع هذا العنوان؟
وكما تقدَّم في أهداف الموسم، فهنا تأتي نفس العناوين:
1- الوعي العاشورائيُّ
إذا قدرنا أنْ نصنع أشبالًا يحملون وعي عاشوراء بمستوى ذهنيَّتهم، فهؤلاء أشبال عاشورائيُّون، وهؤلاء أنصار.
2-الوجدان العاشورائيُّ
إذا استطعنا أنْ نصنع وجدانًا عاشورائيًّا عند هؤلاء الأشبال.
عواطف عاشورائيَّة، وانفعالات، وحسًّا، ونبضًا داخليًّا، ومشاعر، ووجدانًا.
فهؤلاء أشبال عاشورائيُّون.
إذا نحتاج إلى وعي، ووجدان، وكذلك إلى سلوك وممارسات عاشورائيَّة.
3-السُّلوك العاشورائيُّ
عاشوراء تفرض الصِّدق.
عاشوراء تفرض الأمانة.
عاشوراء تفرض الحبَّ.
عاشوراء تفرض التَّعاون.
هذا سلوك، وممارسات، وقيم عاشورائيَّة عمليَّة.
الأشبال يحملون الوعي.
يحملون الوجدان.
يحملون السُّلوك؛ حتَّى يكونوا أنصارًا.
حتَّى يكونوا أشبال عاشوراء.
4-الحَراك العاشورائيُّ
ثمَّ نعطيهم حَراكًا عاشورائيًّا.
يجاهد – ليس معنى يجاهد يحمل سيفًا – وإنَّما يجاهد بالكلمة، بالموقف، بالأمر بالمعروف، بالنَّهي عن المنكر، محاربة فساد، محاربة انحراف في داخل البيت، في قَريته، في أيِّ مكان، هذا حَراك عاشورائيٌّ.
فإذا استطعت أنْ أصنع منهم أشبالًا يحملون وعيَ عاشوراء، وأشبالًا يحملون وجدانَ عاشوراء، وأشبالًا يحملون سلوكَ عاشوراء، وأشبالًا يحملون حَراك عاشوراء، صنعت أنصارًا من الأشبال.
صنعت أشبالًا عاشورائيِّين.
وكلمة أخيرة – وقد انتهى الوقت المحدَّد -.
طبعًا الظُّروف الرَّاهنة تفرض تكييف البرامج وفق اشتراطات هذه الظُّروف، يمكن في الوضع الطَّبيعيِّ أنا أبرمج للأطفال برامج طبيعيَّة وفق السِّياقات الطَّبيعيَّة، لكن والوضع يمرُّ بظروف استثنائيَّة إذًا مطلوب من القائمين على هذه البرامج أنْ يكيِّفوا الأساليب بالطَّريقة التي تتناسب مع الظُّروف الاستثنائيَّة، فتفرض تكييف البرامج مع هذه الظُّروف الرَّاهنة.
تفرض تكييف البرامج وفق اشتراطات هذه الظُّروف، وذلك متروك للقائمين على برامج الأشبال.
مطلوب أنْ يعيش أشبالنا شعورًا بإحياء الموسم العاشورائيِّ.
لا يموت في داخلهم حسُّ الإحياء فمهما تكون الظُّروف يجب أنْ نجعلهم يعيشوا حسًّا بإحياء عاشوراء.
كيف نجعلهم يعيشون الإحساس؟
كيف نمنهج؟ وكيف نبرمج؟
هذا متروك للقائمين، إلَّا أنَّ هو المهمَّ هو ألَّا يعيشوا إحساسًا بضمور الارتباط بعاشوراء.
يجب أنْ نحسِّس أطفالنا، وأبناءنا بأنَّهم يعيشون موسم عاشوراء.
ومطلوب كذلك مراعاة الظُّروف الرَّاهنة، حماية لسلامة أبنائنا وأشبالنا.
لا نتهاون.
توجد اشتراطات صحِّيَّة.
توجد اشتراطات معيَّنة.
مهما نمارس من أساليب يجب أنْ نرعى الأوضاع الرَّاهنة التي تفرضها هذه الظُّروف الاستثنائيَّة.
وأخيرًا: أشدُّ على يد القائمين على هذا البرنامج المبارك الطَّيِّب، وأنْ يواصلوا هذه المسيرة في ربط أشبالنا، وأجيالنا، وأطفالنا بمسيرة كربلاء، وبمسيرة عاشوراء.
وآخر دعوانا أنْ الحمد لله ربِّ العالمين.
والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Show More

Related Articles

Back to top button