حديث الجمعة 576: مع وباء العصر – وكيف تبرمج للشَّهر الفضيل؟
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد للهِ ربِّ العالمين، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّد الأنبياء والمرسلين محمَّدٍ وآلِهِ الهداة الميامين.
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مع وباء العصر
وكيف تبرمج للشَّهر الفضيل؟
أتناول عنوانين:
العنوان الأوَّل: مع وباء العصر
العنوان الثَّاني: كيف تبرمج للشهر الفضيل؟
العنوان الأوَّل: مع وباء العصر
وهنا بعض كلمات:
الكلمة الأولى: الوباء يُهدِّد العالم
وباءُ العصر بات يُهدِّد العالم، فيما أوجده من رُعبٍ شاملٍ لم يستثنِ أمَّةً، أو شعبًا، أو وطنًا، أو أرضًا، وفيما أوجده من استنفارٍ غير مسبوقٍ!
فضحايا هذا الوباء أصبحتْ أرقامًا قياسيَّة!
والتَّوقُّعاتُ تنذر بكوارثَ بشريَّة!
ومؤشِّرات الانفراج لا زالت غير واضحةٍ!
وإذا كان العالم قد استنفر كلَّ قُدراته البشريَّة، وهذا أمر مطلوبٌ جدًّا جدًّا، فالحاجة لا زالتْ إلى مضاعفة هذا الاستنفار!
والحاجة لا زالتْ إلى مضاعفةِ التَّعاون، والتَّآزر.
والحاجة لا زالت إلى أنْ تستيقظ الضَّمائر، وقِيم الإنسانيَّة.
والحاجة لا زالت إلى مراجعاتٍ جادَّةٍ وحقيقيَّةٍ لكلِّ أوضاع الثَّقافة، والاقتصادِ، والسِّياسة، والأمنِ، والحقوق.
والحاجة لا زالت إلى قلوب تنبض بالرَّحمة، والرِّفقِ، والتَّسامح، والعدل.
والحاجة لا زالتْ إلى أنْ ينتهي الجشع، والاستنمار، والغرور.
والحاجة لا زالت إلى أنْ تنتهي كلُّ أشكال العنف، والتَّطرُّف.
والحاجة لا زالت أنْ تنتهي معاناة الكثير من المحرومين، وخاصَّة الذين أوقعتهم أزمة العصر في مآزق صعبة جدًّا.
الوباء الكارثة يحتاج إلى جهود العقول.
والوباء الكارثة يحتاج إلى وعي النَّاس.
والوباء الكارثة يحتاج إلى تعاون، وتآزر.
الكلمة الثَّانية: دور عناية الله تعالى ولطفه في مثل هذه الأزمات
هنا سؤال كبير يُطرح: ما دور عناية اللهِ تعالى ولطفِهِ ورحمتِهِ في مثل هذه الأزمات؟
إنَّ كلَّ الجهودِ البشريَّةِ
إنَّ كلَّ العقولِ
إنَّ كلَّ الإجراءاتِ، والاحتياطات
إذا لم تُكلِّلها عناية اللهِ تعالى، ولطفُهُ، ورحمتُهُ تفقد كلَّ تأثيراتِها.
وحينما نتحدّث عن عنايةِ اللهِ تعالى، ولطفِهِ، ورحمته لا نتحدَّث عن عنايةٍ، ولطفٍ، ورحمةٍ لا تتَّسع لغير المؤمنين باللهِ تعالى، بل هي أوسع وأكبر، فتمتدُّ لكلِّ البشر وإنْ كانوا كفَّارًا وملحدين، وإنْ كانوا عُصاةً ومنحرفين، بل تمتدُّ لكلِّ المخلوقات!
1-يقول تعالى في: (سورة غافر: الآية 7): ﴿… رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً …﴾.
2-ويقول تعالى في: (سورة الأعراف: الآية 156): ﴿… وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ …﴾.
3-ويقول تعالى في: (سورة الأنعام: الآية 147): ﴿… فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ …﴾.
وإذا كان هناك مَنْ لا يعتقدون بوجود الله تعالى، أو لا يعتقدون بقدرتِهِ، أو بلطفِهِ، أو برحمتِهِ.
فنحن – المؤمنين باللهِ تعالى، وبكلِّ قدرتِهِ، ولطفِهِ، ورحمتِهِ – يجب أنْ نضع في حساب (معركتنا) مع هذا الوباء:
1-أنْ نضع (قدرة الله تعالى).
2-أنْ نضع (لطف الله تعالى).
3-أنْ نضع (رحمة الله تعالى).
وهذا الأمر في حاجة إلى (إيمان صادقٍ)، وإلى (قلوب خاشعة)، و(ألسنةِ لَهِجة بالدُّعاء).
لا يعني هذا أنْ تتوقَّف (العقول)، وأنْ تتوقَّف (الاحتياطات).
فالله تعالى أمرنا أنْ ننشِّط عقولَنا.
والله تعالى أمرنا أنْ نحرِّك جهودنا.
والله تعالى أمرنا أنْ نمارس كلَّ الوِقايات، والاحترازات.
وتبقى الضَّرورة كلُّ الضَّرورة أنْ نلجأ إلى الله تعالى ضارعين صادقين واثقين.
1-نقرأ قول الله تعالى في: (سورة الفرقان: الآية 77): ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ …﴾.
2-ونقرأ قول الله تعالى في: (سورة البقرة: الآية 186): ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ …﴾
3-ونقرأ قول الله تعالى في: (سورة النَّمل: الآية 62): ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ …﴾.
4-ونقرأ الكلمة للنَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «الدُّعاء سلاح المؤمن» (الكافي 2/468، الشَّيخ الكليني).
5-ونقرأ الكلمة لأمير المؤمنين (عليه السَّلام): «ادفعوا أمواج البلاء بالدُّعاء» (الدَّعوات، الصَّفحة 21، قطب الدّشين الرَّاوندي).
ولستُ – هنا – في صدد الحديث عن (شرائط الدُّعاء)، و(موانع الدَّعاء) بقدر ما هو التَّأكيد على ضرورة اللُّجوء إلى الله تعالى، وخاصَّة حينما تكون (المحن، والشَّدائد، والابتلاءات).
وها نحن نستقبل شهر الله الفضيل، فلتنطلق (الدَّعوات) ضاجَّه إلى الله تعالى، لاجِئة إليه، متضرِّعةً باكيةً، واثقة، وخاصَّة في الأسحار ﴿وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ (سورة الذاريات: الآية 18).
الكلمة الثَّالثة: أزمة الوباء أنتجت أوضاعًا معيشيَّة حرجة!
الأزمة بكلِّ تداعياتها القاسية أنتجت في هذا الوطن أوضاعًا معيشيَّة حَرِجةً جدًّا، خاصَّة لدى الشَّرائح التي تجمع (قُوتَها) كدَّها اليوميَّ، وحيث تعطَّل هذا (الكدُّ) فأصبحت بلا قوت، وقد أكَّدتُ في كلِّ ما صدر من كلمات، وأكَّد العلماء على ضرورة أنْ تنشط في مثل هذه الأزمات (الرِّعاية المعيشيَّة) لكلِّ المحتاجين والمعوزين، ولا سيما الَّذين أفقدتهم الأوضاع الرَّاهنة (مصادر رزقهم، ومعيشتهم)، وهم شرائح كثيرة معروفة في مجتمعنا.
وحينما أتحدَّث عن (رعاية معيشيَّة) لهذه الشَّرائح، لا أتحدَّث عن (بعض تبرُّعات) لا تكفل إلَّا جانبًا يسيرًا من حاجات هؤلاء، وإنَّما أتحدَّث عن ضرورة أنْ يوفِّر لهم ما يحمي أوضاعهم المعيشيَّة طيلة هذه المدَّة المثقلة بضروراتها التي أنتجتها أزمة (الوباء).
وهذا التَّكافل الاجتماعيُّ مسؤوليَّة كلِّ القَادرين من أبناء هذا الوطن، وهي مسؤوليَّة ترقى إلى (حدِّ الوجوب الشَّرعيِّ) ما دام هناك جائع، وهناك ظامِئ، وهناك عُريان، وهناك مَنْ يحتاج إلى الدَّواء!
1-في الحديث عن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «ما آمن بي مَن بات شبعان وأخوه المسلم طاو» (موسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم السَّلام) 1/295، الشَّيخ هادي النجفي).
2-وعن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): «أيَّما مؤمن منع مؤمنًا شيئًا ممَّا يحتاج إليه وهو يقدر عليه من عنده، أو من عند غيره أقامه الله (عزَّ وجلَّ) يوم القيامة مسودًّا وجهه، مزرَّقة عيناه، مغلولة يداه إلى عنقه، فيقال: هذا الخائن الذي خان الله ورسوله، ثمَّ يؤمر به إلى النَّار». (بحار الأنوار 72/176، العلَّامة المجلسي).
3-وفي الأحاديث الصَّادرة عن الأئمَّة (عليهم السَّلام): إنَّ إعالة أسرة محتاجة أفضل من سبعين حجَّة (انظر: الحج والعمرة في الكتاب والسنة، الصفحة 142، محمَّد الريشهري).
4-وأنَّ «مَن عال أهل بيت من المسلمين يومهم وليلتهم غفر الله له ذنوبه». (الأمالي، الصَّفحة 586، الشَّيخ الطُّوسي).
وإذا كنتُ – هنا – أتحدَّث عن مسؤوليَّة كلِّ القادرين من أبناء الوطن، فإنَّ الدَّولة هي الأخرى مسؤولة كلُّ المسؤوليَّة أنْ توفر (ضمانًا اجتماعيًّا) لكلِّ الشَّرائح المتضرِّرة من هذا الوباء.
مطلوب من الدَّولة وبكلِّ تأكيد أنْ تتفقَّد أوضاع المتضرِّرين وخاصَّة الذين تعطَّلت أعمالهم بسبب هذه الأزمة.
وهكذا يجب أنْ تتآزر جهود (الدَّولة) وجهود (النَّاس القادرين)؛ من أجل إنقاذ أوضاع المأزومين والمتضرِّرين بكلِّ شرائحهم، وعناوينهم ولعلَّ فيهم مَنْ يتعفَّف أنْ يمدَّ يدًا، أو يستجدى أحدًا لعزَّة، وكرامة لا تسمح له بذلك.
العنوان الثَّاني: كيف تبرمج للشَّهر الفضيل؟
لا أتحدَّث هنا عن (البرامج العامَّة) وهي برامج يُعنَى بها (القيِّمون) على شؤون التَّبليغ الدِّينيِّ – ومطلوب الاستفادة منها بكلِّ تأكيد -، وإنَّما أتحدَّث عن (برنامجك) أنت الفرد والذي يجب أنْ تضعه لنفسك.
مطلوب منكَ أنْ تضع لك (برنامجًا رمضانيًّا).
ومطلوب أنْ يتوفَّر هذا البرنامج على مجموعة مكوِّنات:
المكوِّن الأوَّل: المكوِّن العباديُّ
هنا مطلوب منك:
أوَّلًا: الحرص أداء الفرائض الخمس في وقتها
أنْ تحرص كلَّ الحرص على أداء الفرائض الخمس في أوَّل أوقاتها، وحذارِ حذارِ من التَّفريط في أداء الفرائض، وثواب الفريضة يتضاعف في هذا الشَّهر العظيم.
جاء في خطبة النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) الرَّمضانيَّة: «…، ومن أدَّى فيه فرضًا كان له ثواب من أدَّى سبعين فريضة فيما سواه من الشُّهور، …» (الأمالي، الصفحة 155، الشَّيخ الصَّدوق)
ثانيًا: عدم الحرمان من ثواب الصَّلوات المندوبة
حاول أنْ لا تكون محرومًا من ثواب الصَّلوات المندوبة كـ:
1-صلاة اللَّيل.
2-وصلاة جعفر الطَّيَّار.
3-وصلاة الغُفيلة.
4-وصلاة الوصيَّة.
5-وصلاة الولد لوالديه.
تحدَّث القرآن الكريم في الكثير من الآيات عن صلاة اللَّيل، وتحدَّثت الرِّوايات.
أذكر هذه الرِّواية عن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «من رزق صلاة اللَّيل من عبد أو أَمَة، قام لله (عزَّ وجلَّ) مخلِصًا، فتوضَّأ وضوءًا سابغًا، وصلَّى لله (عزَّ وجلَّ) بِنِيَّة صادقة، وقلب سليم، وبدن خاشع، وعين دامعة جعل الله تبارك وتعالى خلفه تسعة صفوف من الملائكة في كلِّ صف ما لا يحصي عددهم إلَّا الله تعالى، أحد طرفي كلِّ صفٍّ في المشرق، والآخر بالمغرب، قال: فإذا فرغ كتب له بعددهم درجات». (بحار الأنوار 84/137، العلَّامة المجلسي).
ثالثًا: الإكثار من تلاوة القرآن الكريم
في الخطبة الرَّمضانيَّة للنَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «…، ومَن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشُّهور، …» (الأمالي، الصفحة 155، الشَّيخ الصَّدوق).
رابعًا: التَّزوُّد من الأدعية الرَّمضانيَّة
هناك أدعية رمضانيَّة، فتزوَّدوا منها، وهناك أذكار عامَّة اجعلوها من أورادكم.
1-الإكثار من الاستغفار، وخاصَّة في الأسحار.
2-الإكثار من التَّسبيحات الأربع، وهي من الباقيات الصَّالحات: (سبحان الله والحمد الله، ولا إله إلّا الله والله أكبر). (انظر: الأمالي، الصَّفحة 270، الشَّيخ الصَّدوق).
3-الإكثار من الصَّلاة على محمَّد وآل محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): في الخطبة الرَّمضانيَّة للنَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «…، ومَن أكثر فيه من الصَّلاة عليَّ ثقَّل الله ميزانَه يوم تخفُّ الموازين، …». (الأمالي، الصفحة 155، الشَّيخ الصَّدوق).
المكوِّن الثَّاني: المكوِّن الرُّوحيُّ
من أجل أنْ تبني نفسك روحيًّا في هذا الشَّهر الفضيل حاول أنْ تلتزم بما يلي:
أوَّلًا: مارِس إعدادًا روحيًّا
1-أنْ تنقِّي قلبك من التَّلوُّثات.
2-أنْ تنقِّي بطنك من الحرام.
3-أنْ تجتنب المعاصي.
4-لا تسرف في الملذَّات.
ثانيًا: مارِس تعبئة روحيَّة
من خلال:
1-العبادات: (الصَّلاة/ الدُّعاء/ الذِّكر/ التِّلاوة، …).
2-الدُّروس الرُّوحيَّة، والكتب الرُّوحيَّة.
3-المواعظ.
4-الإكثار من ذِكر الموت.
ثالثًا: حصِّن نفسَك روحيًّا
1-ابتعد عن الأجواء الفاسدة (البرامج الفاسِقة).
2-المراقبة الدَّائمة.
المكوِّن الثَّالث: المكوِّن الأخلاقيُّ
1-«… مَن حسَّن منكم في هذا الشَّهر خلقَه كان له جواز على الصِّراط يوم تزلُّ فيه الأقدام، …» (الأمالي، الصفحة 154، الشَّيخ الصَّدوق).
1-حاسبك أخلاقك باستمرار.
2-اقرأ في كتب الأخلاق.
3-تابع دروس الأخلاق عبر وسائل التَّواصل الاجتماعيِّ، والفَضاءات الافتراضيَّة.
المكوِّن الرَّابع: المكوِّن السُّلوكيُّ
(بناء الورع، والتَّقوى)
«أفضل الأعمال في هذا الشَّهر الورع عن محارم الله (عزَّ وجلَّ» (الأمالي، الصفحة 154، الشَّيخ الصَّدوق).
1-جدِّد توبتك في كلِّ يوم.
2-حذارِ حذارِ من السُّقوط في المخالفات الشَّرعيَّة.
المكوِّن الخامس: المكوِّن الثَّقافيُّ
(بناء الوعي الدِّينيِّ)
من خلال: القراءة/ السُّؤال/ الدُّروس/ المحاضرات
(تعتمد أدوات التَّواصل الاجتماعيِّ/ الفضائيَّات)
1-قال أمير المؤمنين (عليه السَّلام): «إذا جلس المتعلِّم بين يدي العالم فتح الله له سبعين بابًا من الرَّحمة، ولا يقوم من عنده إلَّا كيوم ولدته أمُّه، وأعطاه – الله – بكلِّ حديث عبادة سنة، …» (مسند الإمام علي (عليه السَّلام) 1/44، السيد حسن القبانجي).
المكوِّن السَّادس المكوِّن الاجتماعيُّ
1-صِلة الأرحام (عبر أدوات التَّواصل)
«…، ومَن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومَن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه، …» (الأمالي، الصفحة 155، الشَّيخ الصَّدوق).
2-تصفية الخلافات، وتطهير القلوب من الشَّحناء.
«…، إنَّ الله تعالى نظر إليهم في هذه اللَّيلة، فعفا عنهم، وغفر لهم إلَّا أربعة.
قال: فقال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): وهؤلاء الأربعة: مدمن الخمر، والعاق لوالديه، والقاطع الرَّحم، والمُشاحن» (الأمالي، الصفحة 231، الشَّيخ الصَّدوق).
3-المساعدات وقضاء الحوائج، وخاصَّة في مثل الظُّروف الرَّاهنة.
«…، قال موسى (عليه السَّلام): إلهي، فمَا جزاء مَن أطعم مسكينًا ابتغاء وجهك؟
قال: يا موسى، آمر مناديًا ينادي يوم القيامة على رؤوس الخلائق: إنَّ فلان بن فلان من عتقاء الله من النَّار، …» (الأمالي، الصفحة 276، الشَّيخ الصَّدوق).
المكوِّن السَّابع: جلسة المراجعة، والمحاسبة
وهذا المكوِّن هو أهم مكوِّنات برنامجك الرَّمضانيِّ، وهو الذي بنجاحه تنجح بقيَّة المكوِّنات، وبفشله تفشل!
فمِن خلال جلسة المراجعة، والمحاسبة تقوى في داخلك:
1-(الاستعدادات الرُّوحيَّة).
2-وتقوى (الاستعدادات العباديَّة).
وتقوى (الاستعدادات الأخلاقيَّة).
3-وتقوى (الاستعدادات السُّلوكيَّة).
4-وتقوى (الاستعدادات الثَّقافيَّة).
5-وتقوى (الاستعدادات الاجتماعيَّة).
وهكذا تتكامل مفردات برنامجك الرَّمضانيِّ.
الاستفادة من البرامج الرَّمضانيَّة العامَّة الصَّالحة
واحرص كلَّ الحرص أنْ تستفيد من (البرامج الرَّمضانيَّة العامَّة)، والتي تبثُّ عبر الفضاء الافتراضي بشرط أنْ تكون برامج صالحة ونظيفة ومأمونة، وحذارِ حذارِ من الانزلاق في البرامج الفاسدة والسَّيِّئة لما يترتَّب عليها من آثار مدمِّرة، وعقوبات أُخرويَّة مغلَّظة، فكما أنَّ الطَّاعات في شهر رمضان ثوابها مضاعف، فإنَّ المعاصي كذلك عقابها مشدَّد!
قال نبيُّنا (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في خطبته الرَّمضانيَّة: «… إنَّ أبواب الجِنان في هذا الشَّهر مفتَّحة، فاسألوا ربَّكم أنْ لا يغلقها عليكم.
وأبواب النِّيران مغلَّقة، فاسألوا ربَّكم أن لا يفتحها عليكم.
والشَّياطين مغلولة، فاسألوا ربَّكم أنْ لا يسلِّطها عليكم، …» (الأمالي، الصفحة 155، الشَّيخ الصَّدوق).
وآخر دعوانا أنْ الحمد الله ربِّ العالمين.