حديث الجمعة 566: موسم الزَّهراء (عليها السَّلام) والخطاب الواعي
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلوات على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلين محمَّدٍ، وعلى آلِهِ الهُداةِ الميامين.
موسم الزَّهراء (عليها السَّلام) والخطاب الواعي
وبعد:
فهذه أيَّام الصِّدِّيقة الزَّهراء سلام الله عليها، وأيامُ الصِّدِّيقة الزَّهراء (عليها السَّلام) بقدر ما تحمل من (أسى وحُزْنٍ ودُموع)، فهي تحمل (أكبر عطاءٍ فكريٍّ، وروحيٍّ، وأخلاقيٍّ، وسلوكيٍّ، وجهاديٍّ).
يُسيئ إلى مناسبة الصِّدِّيقة الزَّهراء (عليها السَّلام) مَنْ يُفرِّغها من هذا العطاء الكبير، لتكون مناسبة (حزنٍ، ودموعٍ) فقط.
مَوسَمة أيام الزَّهراء عليها السَّلام
نحن ندعو إلى (مَوسَمة أيام الزَّهراء عليها السَّلام)، سواء أكانت (أيام شهادة)، أم (أيام ولادة)، إلَّا أنَّ هذه المَوسَمة في حاجة إلى مجموعة (مرتكزات)، من أهمِّها:
(الخطاب الواعي)
القيمة كلُّ القيمة في نجاح (موسم الصِّديقة الزَّهراء) هي في (مستوى خِطاب الموسم)، لا في (الكم من الأيام).
ربَّما يكون الموسم أسبوعًا، أو أسبوعين، أو أقل أو أكثر، إلَّا أنَّ هذا لا يعبِّر عن (قيمة الموسم) إذا كان الخطاب هابطًا، أو متخلِّفًا.
الذي يُعبِّر عن (قيمة الموسم) مستوى الخطاب إذا كان راقيًا، وواعيًا، وغنيًّا بالرُّؤى والمفاهيم.
مستوى خطاب الموسم
وحينما نتحدَّث عن (مستوى الخطاب)
نتحدَّث أولًا: عن المضمون
فكلَّما كان الخطاب غنيًّا بالرؤى والمفاهيم والمضامين الثَّريَّة والناضجة والواعية كان الخطاب راقيًا وأصيلًا.
وكلَّما كان الخطاب ناضبًا في رؤاه ومفاهيمه ومضامينه كان خطابًا هابطًا ومتخلفًا.
وكذلك حينما نتحدَّث عن (مستوى الخطاب)
نتحدَّث ثانيًا: عن (أسلوب الخطاب)، و(لغة الخطاب)
نجاح الخطاب حينما يكون (أسلوبه ناجحًا)
ونجاح الخطاب حينما تكون (لغته ناجحة)
الأسلوب الناجح هو الأسلوب القادر على إيصال (المضامين الراقية) إلى عقول الجمهور، وكذلك (اللغة الناجحة).
ربَّما تكون (أساليب الخطاب القديمة) غير قادرة أنْ تتعاطى مع جمهور هذا العصر، وكذلك اللغة والمفردات.
فيجب أنْ لا نُحمِّل الجمهور المسؤوليَّة دائمًا حينما لا ينفتح على الأفكار التي يطرحها خطابنا ومنبرنا.
لماذا لا نتَّهم خطابنا بالعجز والقُصور وعدم القدرة على إيصال المفاهيم إلى أجيال هذا العصر.
•قوله تعالى في سورة إبراهيم/ الآية 4:
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ …﴾.
﴿بِلِسَانِ قَوْمِهِ﴾ تحمل مدلولين:
المدلول الأوَّل: بلغة قومه.
المدلول الثَّاني: بالطريقة التي يفهمها قومه.
ربَّما تكون اللغة هي (لغتهم)، ولكن الطريقة التي تطرح بواسطتها الأفكار غير قادرة على إيصال الأفكار إلى الأذهان.
فنحن حينما نخاطب (أجيالنا المعاصرة) بلغة الأجداد، فيما هو الأسلوب، وفيما هي المفردات.
فهل يمكن أن نوصل المفاهيم إلى أذهانهم؟
أنقل هنا مقطعًا من محاضرة للشهيد السَّيد محمد باقر الصَّدر، هذا المقطع يقول:
“الأمَّة اليوم غير الأمَّة بالأمس في مستواها الفكري، في مستواها الأخلاقي، في علاقاتها الاجتماعيَّة، في أوضاعها الاقتصاديَّة، في كلِّ ظروفها …، لا يجوز لك أن تتعامل مع الأمَّة اليوم كما تتعامل مع الأمَّة بالأمس …، – إلى أنْ يقول مبيِّنًا سبب انحراف أعداد كبيرة من الأجيال الجديدة – ألا تفكِّرون في أنَّ هذه هي جريمتنا قبل أن تكون جريمتهم؟، في أنَّ هذه هي مسؤوليَّتنا قبل أن تكون مسؤوليَّتهم؟ لأنَّنا لم نتعامل معهم، نحن تعاملنا مع أجدادهم، ولم نتعامل معهم، فهذه الأجيال التي تحقد علينا اليوم، وتتربَّص بنا اليوم، تشعر بأنَّنا نتعامل مع الموتى، لا نتعامل مع الأحياء، ولهذا يحقدون علينا، ولهذا يتربَّصون بنا، لأنَّنا لم نقدِّم لهم شيئًا، لأنَّنا لم نتفاعل معهم”.
(المحنة، محاضرتان للشَّهيد السَّيد محمد باقر الصَّدر، ص 55 – 61)
خلاصة ما يريد أن يقوله الشَّهيد السَّيِّد محمد باقر الصَّدر: أنَّ سبب انحراف أعداد كبيرة من أجيال الأمَّة، الأجيال الجديدة هو أنَّنا كعلماءَ، كخطباءَ، كدُعاةٍ، كمبلِّغين لم نستطع أن نخاطب عقول الأجيال الجديدة، وبقينا نستخدم الأساليب القديمة، واللغة القديمة التي لا تفهمها هذه الأجيال.
ضرورة تطوير الخطاب واستثمار الموسم استثمارًا واعيًا
هنا تكون الضَّرورة أن يُطوِّر الدُّعاة والمبلغون (خطابهم) فيما هي المضامين، وفيما هي الأساليب، وفيما هي اللغة.
فموسم الصِّدِّيقة الزَّهراء (عليها السَّلام) فكرة رائدة جدًّا، وضروريَّة جدًّا، ولكن ليس الهدف أن نكثِّف (أعداد المجالس)، وإنَّما الهدف أن نستثمر هذه المناسبة استثمارًا جادًّا وواعيًا وكبيرًا.
ولا يمكن أن يتحقَّق هذا الاستثمار الجاد الواعي الكبير إلَّا من خلال (خطابٍ جادٍ، وواعٍ، وكبير).
وهذه مسؤوليَّة علماء، وخطباء، ومثقَّفين، وحملة فكر، وأصحاب أقلام، وقائمين على مؤسَّسات دينيَّة.
إنَّ موسم الصِّدِّيقة الزَّهراء (عليها السَّلام) فيما هي ذكرى الولادة، أو ذكرى الشَّهادة، له أهدافه ومعطياته، وليس مجرَّد التعبير عن (مشاعر وجدانيَّة)، مشاعر فرح، أو مشاعر حزن.
هذا التعبير عن المشاعر مطلوب جدًّا، وهو الذي يعطي لهذه المناسبات زخمًا كبيرًا من التفاعل والانصهار والذَّوبان، وإلَّا كان التعاطي مع المناسبات الدِّينيَّة جافًّا وفاترًا وراكدًا، وهذا ينعكس سلبيًّا على التعاطي مع الأهداف الكبرى لهذه المناسبات.
نعم لا قيمة لعواطف مفرَّغة من الوعي، إنَّها عواطف لا تملك ثباتًا، ممَّا يعرِّضها للاهتزاز والسُّقوط.
وإنَّها عواطف لا تملك بصيرة ممَّا يعرِّضها للانحراف والانفلات.
المنتمون لمدرسة الأئمَّة من أهل البيت (عليهم السَّلام) يملكون درجات عالية من الولاء لهذه المدرسة، ولكن كم من هؤلاء يملكون وعيًا بهذا الانتماء؟
كثيرون لا يملكون وعي الانتماء ممَّا أوقعهم في مفارقات كبيرة، وفي ممارسات مخالفة لمنهج الأئمَّة من أهل البيت (عليهم السَّلام).
مطلوبٌ أن نعرض كلَّ (متبنَّياتنا) العقيديَّة والفكريَّة والأخلاقيَّة والسُّلوكيَّة والاجتماعيَّة وفي كلِّ المساحات على المنهج الأصيل لأئمَّة أهل البيت (عليهم السَّلام).
كان أصحاب الأئمَّة (عليهم السَّلام)، وحتَّى الكبار منهم يعرضون على الأئمَّة عليهم السَّلام (دينهم) و(متبنَّياتهم) ليطمأنُّوا إلى صحَّتها وتوافقها مع (منهج الأئمَّة من أهل البيت عليهم السَّلام).
أسوق هذا المثال:
عبد العظيم الحسني من أجلَّاء أصحاب الأئمَّة (عليهم السَّلام)، ومن الثُّقات المعتمدين، ومعروف بالورع والصَّلاح.
هذا الرَّجل الكبير في علمه، وفي مقامه عند الأئمَّة (عليهم السَّلام)، يدخل يومًا على الإمام الهادي (عليه السَّلام)، ويقول له: يا ابن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) إنِّي أريد أن أعرض عليك ديني، فإنْ كان مرضيًّا أثبت عليه حتَّى ألقى الله عزَّ وجلَّ.
فقال له الإمام (عليه السَّلام): «هاتِ يا أبا القاسم»
وأخذ عبد العظيم الحسني يعرض دينه بدءًا من العقائد وانتهاءًا بالفرائض (الصَّلاة، والزَّكاة، والصَّوم، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر).
وبعد أن أنهى عبد العظيم الحسني عرضه لدينه على الإمام الهادي (عليه السَّلام)
قال له الإمام (عليه السَّلام): «يا أبا القاسم: هذا دين الله الذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه، ثبَّتك الله بالقول الثابت في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة».
(انظر: روضة الواعظين، الفتال النيسابوري، ص 31)
الهدف من طرح هذا المثال هو التأكيد على (قيمة الانتماء الواعي لمدرسة الأئمَّة من أهل البيت عليهم السَّلام).
فإذا كنَّا ندعو إلى تحويل بعض (المناسبات الدَّينيَّة) إلى (مواسم) كمناسبة الصِّدِّيقة الزَّهراء (عليها السَّلام)، فليس الغرض (تكثير أيام الإحياء)، وإنَّما الهدف الأساس هو توظيف هذه المناسبات توظيفًا هادفًا يصنع وعي الانتماء لمدرسة الأئمَّة من أهل البيت (عليهم السَّلام).
من أهم أهداف موسم الصِّدِّيقة الزَّهراء (عليها السَّلام)
فموسم الصِّدِّيقة الزَّهراء (عليها السَّلام) واحد من هذه المواسم، وهذا الموسم يحمل أهدافًا كبيرة، من أهم هذه الأهداف:
التعريف بشخصيَّة الصِّدِّيقة الزَّهراء (عليها السَّلام) في كلِّ أبعادها الفكريَّة، والرُّوحيَّة، والأخلاقيَّة، والسُّلوكيَّة، والجهاديَّة.
هذه الأبعاد غنيَّة كلَّ الغنى، لو استطعنا أن ننفتح عليها لأثرت واقعنا، ولأنتتجت في واقعنا قِيَمًا كبرى.
مطلوب من (موسم الصِّدِّيقة الزَّهراء عليها السَّلام) أن يرتقي بمستوى (وعينا) بهذه الشَّخصيَّة التي ملكت أعظم وسام (سيِّدة نساء العالمين).
المرأة التي عاشت قمَّة الذَّوبان والانصهار مع الله، فكانت العابدة الذائبة في الله.
شهد لها بهذا أبوها سيِّد الأنبياء (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) حينما قال: «إنَّ ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارِحَها إيمانًا إلى مُشاشها [العظام اللَّيِّنة] تفرَّغت لطاعة الله، …». (بحار الأنوار 43/48، المجلسي، ح44)
وأخبر عن عبادتها أبوها (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، حيث قال: «…، فإنَّها سيِّدة نساء العالمين من الأوَّلين والآخرين، …، متى قامت في محرابها بين يدي ربِّها جلَّ جلاله زهر نورُها لملائكة السَّماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله عزَّ وجلَّ لملائكته: يا ملائكتي انظروا إلى أمَتي فاطمة سيِّدة إمائي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي وقد أقبلت بقلبها على عبادتي». (أمالي الصَّدوق، ص 175)
فالصِّدِّيقة الزَّهراء (عليها السَّلام) امرأة المحراب.
وهي في كلِّ حياتها في محراب عبادة، وماذا يعني أنَّها في كلِّ حياتها في محراب عبادة؟
إنَّها العابدة السَّاجدة لله في كلِّ مواقع حياتها.
في حياتها الزَّوجيَّة هي العابدة الطائعة لله.
في تربيتها لأولادها هي العابدة الطائعة لله.
في مواساتها للفقراء هي العابدة الطائعة لله.
في دعوتها وأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر هي العابدة الطائعة لله.
في مكارم أخلاقها هي العابدة الطائعة لله.
في كلِّ جهادها، وفي كلِّ صبرها، وفي كلِّ بلائها هي العابدة الطائعة لله.
الزَّهراء (عليها السَّلام) القدوة والنموذج
وإذا كان للمرأة المسلمة في عصرنا الحاضر أن تبحث عن (قدوة)، وأن تبحث عن (نموذج)
فالزَّهراء (عليها السَّلام) هي القدوة.
والزَّهراء (عليها السَّلام) هي النموذج.
استعارة نماذج من الغرب والشَّرق
من المؤسف جدًّا أنَّ بعض نساء هذه الأيام في عصرنا الحاضر أخذن يبحثن عن (نموذج)، وعن (قدوة) من الغرب، ومن الشَّرق.
بدعوى أنَّ هذا النموذج المستعار من الغرب أو من الشَّرق هو الأقدر على التعاطي مع ضروريات المرحلة، وحاجات هذا العصر.
أمَّا الزَّهراء (عليها السَّلام) فهي نموذج من التاريخ، ولا يصلح أن نستعير نموذجًا من الماضي ليصوغ واقعًا حاضرًا له كلّ متغيراته وضروراته وحاجاته.
هذا كلام باطل، ولا يحمل شيئًا من الصِّحة:
أوَّلًا: استعارة النموذج الغربي أو الشَّرقي في صياغة المرأة المسلمة يشكِّل تناقضًا صارخًا مع (الهُويَّة الإسلاميَّة).
حملة هذا المشروع هم (التَّغريبيُّون) الذين يحملون (مشروع الانحراف بهُويَّة المرأة المسلمة)، وقد وجدوا لهم في بلدان المسلمين مواقع تعليم، ومواقع ثقافة، ومواقع إعلام، ومواقع سياحة، ومواقع فنٍّ، ممَّا وفَّر لهم قدرة اختراق الواقع الإسلامي، وفي ضوء هذا الاختراق تشكَّلت أجيال متغرِّبة من شباب وشابات هذه الأمَّة، هذه الأجيال التي تنكَّرت لهُويَّتها الإسلاميَّة، واستعارت هُويَّة بديلة.
ثانيًا: صحيح أنَّ الزَّهراء (عليها السَّلام) عاشت في حقبة من التاريخ، إلَّا أنَّها أكبر من مساحات التاريخ، فهي عطاءٌ متجدِّد في كلِّ زمان، وفي كلِّ مكان، هي نموذج لقيم كبرى، هذه القِيم تشكِّل حاجة متجدِّدة ما دامت الحياة متحرِّكة، وما دام الزَّمان يتجدَّد.
الزَّهراء (عليها السَّلام) عنوانٌ للعقيدة، ولمفاهيم الإسلام، ولقيم الدِّين الرُّوحيَّة والأخلاقيَّة، ولخطِّ الجهاد، ولكلِّ مسارات العطاء.
فهل هذه (المضامين الكبرى) هي حاجات تاريخيَّة؟
لا ليست كذلك، هي حاجات دائمة ومستمرَّة، حاجات تشكِّل ضرورة ما دمنا في حاجة إلى صوغ الحياة وفق مبادئ الدِّين وقِيَمه، وما دمنا في حاجة إلى أن نؤسِّس لمشروع النُّهوض بالمرأة المسلمة في هذا العصر.
ما يحتاجه مشروع النُّهوض بالمرأة في هذا العصر
أيّ مشروع للنُّهوض بالمرأة في هذا العصر هو في حاجة إلى:
1-التأصيل العقيدي.
2-التأصيل الثَّقافي.
3-التأصيل الرُّوحي والأخلاقي.
4-التأصيل السُّلوكي.
5-التأصيل الرِّسالي.
وهذه الأنماط من التأصيل تجسّدها في أعلى مستوياتها (الصِّدِّيقة الزَّهراء عليها السَّلام)، لذلك فالمشروع الحقيقي للنُّهوض بالمرأة في أيِّ عصر مطلوب منه أن يستدعي (شخصيَّة الزَّهراء عليها السَّلام) بكلِّ ما تحمل من (مكوَّنات التأصيل)، وإنَّ أيَّ غياب لشيئ من هذه المكوَّنات هو تشويش لمشروع النُّهوض بالمرأة المسلمة، بل قد يؤدِّي إلى سقوط خطير في المشروع التغريبي المدمِّر لهُويَّة المرأة المسلمة.
المطلوب من الخطاب الدِّيني
وهذا ما يفرض على خطابنا الدِّيني خاصَّة في هذا الموسم الذي يحمل اسم الصِّدِّيقة الزَّهراء (عليها السَّلام) أنْ يعالج كلَّ التحدِّيات والإشكالات في حياة المرأة المسلمة المعاصرة لكيلا يتحوَّل هذا الموسم موسمًا استهلاكيًّا فاقدًا للقدرة على معالجة قضايا المرأة في هذا العصر.
فمطلوب من خطباء المنبر أن يوظِّفوا أيَّام الصِّدِّيقة الزَّهراء (عليها السَّلام) توظيفًا جادًّا وواعيًا وفاعلًا.
أكرِّر أنَّني لا أريد أن يتجمَّد الجانب الوجداني والعاطفي وإنَّما أردت القول أنَّ موسم الصِّدِّيقة الزَّهراء (عليها السَّلام) يحمل مضامين كبرى لا يجوز إطلاقًا التفريط فيها.