حديث الجامعة 552: مراسيم موسم عاشوراء – أشكال التَّعاطي مع عاشوراء – المطلوب من حملة الخطاب العاشورائي
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلوات على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلين محمَّدٍ وآلِهِ الهُداةِ الميامين، وبعد…
مراسيم موسم عاشوراء
فنحن على أعتاب (موسم عاشوراء)، وهذا الموسم له خصوصيَّة متميِّزة في الواقع الشِّيعي، وله مراسيمه المعروفة والتي من أهمِّها:
(1)إقامة مجالس العزاء
وقد أكَّدتْ على ذلك توجيهاتُ الأئمَّة من أهل البيت (عليهم السَّلام)
•قال الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) لأحد تلامذته واسمه فضيل بن يسار:
«تجلسون وتحدِّثون؟
قال: نعم جعلتُ فداك.
قال [الإمام الصَّادق (عليه السَّلام)]: إنَّ تلك المجالس أحبُّها، فأحيوا أمرنا يا فضيل، فرحم الله من أحيا أمرنا، يا فضيل؛ من ذَكَرَنا أو ذُكِرْنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه، …». (قرب الإسناد، ص72 ، الحميري القمي)
وهكذا تأسَّست (المجالس الحسينيَّة) لإحياء ذكرى عاشوراء، بما يحمله هذا الإحياء من مضامين كبرى، تجذِّر في وعي الأجيال أهداف ثورة الإمام الحسين (عليه السَّلام) ومبادئها وقيمها.
تاريخيًّا كانت (مجالسُ العزاء) تُقام في البيوت بتوجيهٍ مباشرٍ من أئمَّة أهل البيت (عليهم السَّلام) وما كانت هناك أماكن خاصَّة يُقام فيها عزاء الحسين (عليه السَّلام).
وبمرور الزَّمن بدأتْ تتشكَّل هذه الأماكن الخاصَّة والتي سمِّيت (حُسَينيَّات) أو (مآتم)
وأخذت هذه المآتم أو الحسينيَّات تتطوَّر شكلًا ومضمونًا إلى أنْ أصبحت كما هي عليه في عصرنا الحاضر.
فإقامة مجالس العزاء في (المآتم أو الحسينيَّات) تعتبر من أهمِّ (مراسيم عاشوراء) أو (شعائر عاشوراء)، هذه المراسم والشعائر التي تشكِّل مفصلًا مهمًّا جدًّا في الواقع الشِّيعي، وعنوانًا كبيرًا من عناوين هذا الواقع.
(2)إنشاد الشِّعر في رثاء الإمام الحسين (عليه السَّلام)
أحد المراسيم المهمَّة في موسم عاشوراء.
فمن أجل إبقاء قضيَّة عاشوراء حيَّة في وجدان الأجيال، وفي مشاعرها وفي وعيها حثَّ الأئمَّة من أهل البيت (عليهم السَّلام) على إنشاد الشِّعر في رثاء الإمام الحسين (عليه السَّلام).
•جاء في كامل الزيارات أنَّ الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) قال لأبي هارون المكفوف:
«يا أبا هارون أنشدني في الحسين (عليه السَّلام)،
قال: فأنشدته، فبكى.
فقال [الإمام الصَّادق (عليه السَّلام)]: أنشدني كما تنشدون – يعني بالرقة – [أي بالطريقة التي توجب التأثير في القلب]
قال [أبو هارون]: فأنشدته:
امرر على جدث الحسين فقل لأعظمه الزكيَّة
قال: فبكى [الإمام الصَّادق (عليه السَّلام)].
ثمَّ قال: زدني.
قال: فأنشدته القصيدة الأخرى.
قال: فبكى، وسمعت البكاء من خلف السِّتر.
قال [أبو هارون]: فلمَّا فرغت قال لي [الإمام الصَّادق]: يا أبا هارون من أنشد في الحسين (عليه السَّلام) شعرًا فبكى وأبكى عشرًا كُتبت له الجنَّة، ومن أنشد في الحسين شعرًا فبكى وأبكى خمسة كُتبت له الجنَّة، ومن أنشد في الحسين شعرًا فبكى وأبكى واحدًا كُتبت لهما الجنَّة، …». (كامل الزيارات، ص 208، ابن قولويه)
هذا اللون من التعاطي مع قضية عاشوراء ساهم بدرجةٍ كبيرة في تأجيج المشاعر، وفي خلق الانصهار الوجداني مع مأساة الإمام الحسين (عليه السَّلام)، من خلال الإثارة الدائمة لصور المذبحة الفجيعة التي شهدتها ظهيرة عاشوراء في السَّنة الحادية والسِّتين من الهجرة.
وقد أبقى (الأسلوب الرِّثائي) الذي انتشر في الأدبيَّات الشيعيَّة درجة الحرارة في التفاعل مع ثورة كربلاء في أعلى مستوياتها عبر المراحل التاريخيَّة المتعاقبة.
ولذلك لم نجد فتورًا عاطفيًّا في داخل الوجدان الشِّيعي في التعامل مع القضيَّة الحسينيَّة في أيِّ عصرٍ من أعصر التاريخ، حتى في أقسى الظروف وأشدِّها.
إنَّ الرِّثاء الذي طبعت به (أدبيات الطَّف) لم يكن أسلوبًا سلبيًّا يتجمَّد عند (الإثارات الانفعاليَّة) فحسب، بل كان صيغة إيجابية فاعلة استطاعت أن تنمِّي روح الثبات في مواجهة كلّ أشكال الظلم والعبث والفساد والانحراف.
نعم هناك حالات من (التعاطي اللَّاواعي) مع البعد المأساوي في قضية كربلاء، ممَّا ساهم في خلق مجموعة مفاهيم سلبيَّة كرَّست قيم الانهزام والانقهار، وصاغت بعض المعطيات السَّاذجة في حركة الإنسان الشِّيعي.
إلَّا أنَّ الحركيَّة والفاعليَّة والهادفيَّة التي تختزنها قِيَم عاشوراء لم تعطِ لتلك المفاهيم السَّلبية قدرةً كبيرة على احتواء الواقع المنتمي إلى عاشوراء.
(3)الحزن العاشورائيُّ
يمثِّل الحزن العاشورائيُّ أحد أهمِّ مراسيم عاشوراء.
حسب ما أكَّدت على ذلك توجيهات الأئمَّة من أهل البيت (عليهم السَّلام)، والتي حثَّت على الحزن والبكاء في أيام عاشوراء.
وهنا إشكاليَّة تقول:
إنَّ هذا الأسلوب (الحزن والبكاء) يشكِّل حالة انفعاليَّة ساذجة، ويعبِّر عن تعاطي سلبي بليد.
نجيب عن هذه الإشكاليَّة:
إنَّ أسلوب (الحزن والبكاء) يُشكِّل صيغة واعية تتحرَّك من خلالها مجموعة معطيات إيجابيَّة هادفة.
المعطيات الإيجابية للبكاء
من هذه المعطيات:
(1) الانصهار والذَّوبان في جو الذِّكرى بما يحمله من أحداث مأساويَّة أليمة، ممَّا يخلق تلاحمًا عاطفيًّا ونفسيًّا وروحيًّا مع قضيَّة عاشوراء، وأحداث كربلاء.
(2) الانفتاح الذِّهني والفكري على معطيات الذِّكرى من خلال الاستعدادات النفسيَّة والعاطفيَّة والرُّوحيَّة التي تهيِّئ الجو الملائم للتعاطي مع الأفكار والمفاهيم والقِيَم.
(3) العاطفة تمنح الفكرة الحرارة والحيويَّة والفاعليَّة والحركيَّة، وحينما تخبو الوَقدة العاطفيَّة في داخل الفكرة تُصاب بحالةٍ من الرُّكود والخمود والجمود وتفقد قدرتها على الحركة والفعل.
(4) إنَّ البكاء بما يحمله من تعبير عن حال التأثُّر والانفعال بأحداث المأساة يختزن في داخلِهِ مشاعر الرَّفض والتحدِّي والغضب تجاه صنَّاع فاجعة كربلاء.
ومن هنا يمكن أنْ نفهم جانبًا من دلالة النصوص الصَّادرة عن أئمَّة أهل البيت (عليهم السَّلام) والتي أكَّدت مسألة (البكاء على الإمام الحسين عليه السَّلام)
فالبكاء وإنْ كان يُمثِّل تعبيرًا وجدانيًّا انفعاليًّا عاطفيًّا، إلَّا أنَّه موجَّه توجيهًا فكريًّا وروحيًّا وسلوكيًّا.
وبقدر ما يتزاوج البعد الوجداني الانفعالي العاطفي والبعد الفكري الرُّوحي السُّلوكي تكون القِيمة للتعاطي مع قضيَّة عاشوراء.
أشكال التَّعاطي مع عاشوراء
إذًا هناك ثلاثة أشكالٍ للتَّعاطي مع عاشوراء:
الشكل الأوَّل: التَّعاطي الوجداني الانفعالي العاطفي البحت
هذا الشكل من التَّعاطي:
– مفرَّغ من الوعي
– مفرَّغ من الممارسة
إنَّ هذا الشكل يخلق انصهارًا وجدانيًّا وعاطفيًّا، وهذا أمر مطلوب جدًّا.
إلَّا أنَّ هذا التَّعاطي المفرَّغ من الوعي مهدَّد بالانفلات والانحراف.
وأنَّ هذا التَّعاطي المفرَّغ من الممارسة يفقد قيمته العمليَّة الفاعلة، ويجمِّد دوره الفاعل في الواقع وفي السُّلوك.
الشكل الثَّاني: التَّعاطي الثَّقافي البحت
هذا الشكل من التَّعاطي:
– مفرَّغ من العاطفة.
– ومفرَّغ من التطبيق.
هنا ينصنع وعيٌ بقضيَّة عاشوراء إلَّا أنَّه وعيٌ متكلَّس لا يحمل حرارة ونبضًا وجدانيًّا، ولا يحمل حركيَّة ولا فاعليَّة.
فأيَّة قيمةٍ لتعاطٍ عاشورائيٍّ يبقى محنَّطًا، ومسجونًا في العقل والفكر ولا يلامس القلب والوجدان، ولا يقارب السُّلوك.
الشكل الثَّالث: التَّعاطي العاشورائي الذي تتمازج فيه العاطفة مع العقل، وتتحرَّك من خلاله المفاهيم والقِيَم لتشكِّل سلوكًا وممارسة.
هنا التَّعاطي الَّذي يحمل الوهج والحرارة والفوران.
وهنا التَّعاطي الَّذي يحمل الوعي والرُّشد والبصيرة.
وهنا التَّعاطي الَّذي يحمل الحركيَّة والفاعليَّة والهادفيَّة.
مطلوبٌ من خطاب عاشوراء أنْ يصنع هذا الشكل من التَّعاطي المتكامل.
يُفرِّط في مسؤوليَّة عاشوراء خِطابٌ لا يُنتج حزنًا ودمعةً، وانصهارًا، ووجدانًا عاشورائيًّا.
ويُفرِّط في مسؤوليَّة عاشوراء خِطابٌ لا يُنتج وعيًا عاشورائيًّا، ورشدًا وبصيرة.
ويُفِّرط في مسؤوليَّةِ عاشوراء خِطابٌ لا يُنتج قِيَمًا، ومُثُلًا، وسلوكًا وممارسة.
المطلوب من حملة الخطاب العاشورائي
ولكي يُحقِّقُ الخِطابُ العاشورائيُ أهدافَه المتكاملة مطلوب من حملة الخطاب العاشورائي:
أوَّلًا: أنْ يكونوا عُشَّاقًا حقيقيِّين لعاشوراء الحسين (عليه السَّلام)، يملكون انصهارًا وجدانيًّا واقعيًّا، وبقدر ما يرتقي (الإخلاص) يرتقي هذا العشق، وهذا الانصهار.
هنا يكون (التأثير الكبير) في الجمهور العاشورائي، وهنا تنفتح القلوب والأرواح، وهنا ينصنع الحزن العاشورائي.
ثانيًا: أنْ يكونوا – يعني حملة الخطاب العاشورائي- على درجةٍ كبيرة من (الوعي العاشورائي).
منابر لا تحمل وعي عاشوراء منابر تدمِّر وعي الجمهور، وتُربك مسؤوليَّات هذا الموسم، وتسيئ إلى أهدافه.
وبقدر ما يرتقي وعيُ المنابر يكون النجاح في التعريف بعاشوراء الحسين (عليه السَّلام)، ويكون النجاح في صنع أجيال عاشوراء الحسين (عليه السَّلام).
المنابر هي صوت عاشوراء وهنا الخيار بين صوتٍ يحمل كلّ الوعي، وصوتٍ ترتبك لديه الرؤية، وينخفض لديه الوعي.
ثالثًا: أن يكونوا – يعني حملة الخطاب العاشورائي – على درجة عالية من الصَّلاح والتقوى.
هؤلاء هم صُنَّاع أجيال عاشوراء.
وأهم مقوِّمات أجيال عاشوراء (الصَّلاح والتقوى)
متوهمٌ كلّ التوهّم مَنْ يعتبر نفسه عاشورائيًّا إذا كان لا يملك صلاحًا وتقوى.
متوهم كلّ التوهم مَنْ يعتبر نفسه عاشورائيًّا إذا كان لا يملك وَرَعًا واستقامة.
قولوا لي بربِّكم:
هل تملك منابرُ فاقدة للصَّلاح والتقوى والورع والاستقامة أنْ تصنع (أجيال عاشوراء) في خطِّ التَّقوى والصَّلاح والورع؟
الجواب بكلِّ تأكيد (لا)
ما نأمله في كلِّ منابرنا أن تكون منابر تقوى وصلاح، فأنتم يا حملة الخطاب العاشورائي صُنَّاع الأجيال العاشورائيَّة منابركم تصنع وعي هذه الأجيال.
ومنابركم تصنع روحانيَّة هذه الأجيال.
ومنابركم تصنع أخلاق هذه الأجيال.
ومنابركم تصنع تقوى هذه الأجيال العاشورائيَّة.
فبقدر وعيكم ينصنع وعي الأجيال العاشورائيَّة.
وبقدر روحانيَّتكم تنصنع روحانيَّة الأجيال العاشورائيَّة.
وبقدر أخلاقكم تنصنع أخلاق الأجيال العاشورائيَّة.
وبقدر تقواكم يَنصنع تقوى الأجيال العاشورائيَّة.
لا يوجد موسمٌ يستقطب جمهورًا كموسم عاشوراء.
هذا الموسم يستقطب حتى الَّذين لا يعيشون أجواء الدِّين.
وهنا تكون الفرصة كبيرة جدًّا في أن يكون خطاب عاشوراء قادرًا أنْ يقتحم عقول هؤلاء، وأنْ يلامس مشاعرهم، وأنْ يوقظ ضمائرهم.
فكم استطاع موسم عاشوراء أنْ يجتذب إلى أجواء الدِّين أعدادًا من الفارين والهاربين من أجواء الدِّين.
وكم استطاع موسم عاشوراء أنْ يصحح الكثير من الأخطاء والانحرافات.
أيُّها الحملة لخطاب عاشوراء:
بقدر ما يرتقي أسلوبكم المنبري الجاذب والمتطوِّر
وبقدر ما ترتقي لغتكم المنبريَّة الجاذبة والمتطوِّرة
وبقدر ما ترتقي مهاراتكم المنبريَّة الجاذبة والمتطوِّرة
تكونون مؤهَّلين لأداء مسؤوليات عاشوراء.
ليس المهم كيف نجتذب الجمهور.
ربَّما تملكون القدرة على اجتذاب الجمهور من خلال مهارات صوتيَّة متميِّزة.
هذا مطلوبٌ ما دام الأداء الصَّوتي محكومًا لضوابط الشَّرع.
وهذا مطلوبٌ من أجل إنتاج الحزن العاشورائي.
ولكن مطلوبٌ جدًا أن تكون لديكم القدرة على صنع (وعي الجمهور)، و(أخلاق الجمهور)، و(سلوك الجمهور).
هنا النجاح كلّ النجاح لمنابركم، لخطابكم، لأدائكم.
وإذا كنَّا نحمِّل المنابر كلَّ هذه المسؤوليَّة.
فإنَّنا في الوقت ذاته نحمِّل جمهور المنابر كثيرًا من المسؤوليِّة.
فمسؤوليَّة الجمهور الحضورُ المكثَّف في هذا الموسم العاشورائي، وهذا الحضور هو الذي يهيِّئ للفعاليَّات العاشورائيَّة وللمنابر العاشورائيَّة أنْ تنجح في أداء مسؤوليَّاتها.
ومسؤوليَّة الجمهور الحضور الفاعل بما يعنيه هذا الحضور من توظيف كلّ القدرات في تنشيط برامج هذا الموسم، فلا قيمة لحضورٍ فاترٍ راكد.
ومسؤوليَّة الجمهور أنْ ينفتح بكلِّ عقله وقلبه وبكلِّ مشاعره على معطيات الموسم العاشورائي.
ومسؤوليَّة الجمهور أنْ يكون أمينًا على أهداف الموسم، وعلى نظافة أجوائه.
هناك مَنْ يريد أنْ يعبث بهذه الأجواء من خلال ممارسات تسيئ إلى سمعة الموسم العاشورائي، فمطلوبٌ من جمهور عاشوراء أنْ يكون حارسًا أمينًا، ومدافعًا عن قداسة ونظافة هذا الموسم ونظافة أجوائه.
ويبقى دور القيِّمين والإداريِّين فدورهم في غاية الأهمية والخطورة.
فَهُمْ الأجهزة التنفيذيَّة المشرفة على مراسيم الموسم العاشورائي من مآتم، ومواكب، وفعاليات.
وبقدر نجاح أو فشل هذا الإشراف تنجح المراسيم العاشورائيَّة أو تفشل.
فكم أربكت صراعاتُ الإدارات أوضاع مآتم، وأوضاع مواكب، وأوضاع فعاليات.
وكم استطاعت حكمةُ إداراتٍ من احتواء نزاعات وخلافات، لو تركت لكان لها نتائج مرعبة ومدمِّرة.
وهنا أذكِّر بضرورة الحفاظ على الأجواء العاشورائيَّة بعيدًا عن كلِّ الموتِّرات والمؤزِّمات الأمنيَّة والسِّياسيِّة.
إذا كان هذا مسؤوليَّة خطباء، ومسؤوليَّة جمهور، ومسؤوليَّة إدارات.
فهو كذلك مسؤوليَّة سلطة.
وإذا كنَّا نثمِّن دور السُّلطة، فإنَّا نتمنَّى أنْ لا يصدر أيّ استفزاز مقصود أو غير مقصود لأجواء الموسم، ممَّا يوتِّر هذه الأجواء ويربك هذا الموسم.
إنَّنا نريد لموسم عاشوراء أنْ يكون موسم محبَّة وتآلف، وموسم تسامح واعتدال، وموسم خيرٍ وعطاء، وموسم هداية ورشاد.
ولا نريده موسمًا ينتج كراهيَّاتٍ وعداواتٍ وخلافاتٍ وصراعاتٍ وعصبِيَّاتٍ وأزماتٍ وتوتُّراتٍ.
وهكذا يمكن أنْ نقوِّم نجاح أو فشل الموسم العاشورائي في أداء أهدافه ومسؤوليَّاته الكبرى.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين