حديث الجمعة 545: على أعتاب الشَّهر الفضيل – زيارة صاحب السُّموِّ رئيس الوزراء لمجلسنا
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلين محمَّدٍ، وعلى آلِهِ الهُداةِ الميامين.
على أعتاب الشَّهر الفضيل
وبعد:
فنحن أيُّها المؤمنون، على أعتابِ الشَّهرِ الفضيل، شهرِ اللهِ العظيم، شهرِ الخيراتِ والبركات، شهرِ الطَّاعاتِ والقُرُبات.
فما أحوَجنا إلى تصفيةِ القلوبِ والنُّفوس، فضيوف الله تعالى نقيَّة قلوبهم، طاهرة نفوسهم.
إذا لم يستطيع هذا الشَّهر الفضيل أنْ ينقِّي قلوبَنا، وأنْ يُصفِّي نفوسنا، فأيُّ شهر سوف يقدر على ذلك؟!
الشَّيطانُ، وأعْوَان الشَّيطان في الأرضِ يريدون لنا أنْ نتباغض، أنْ نتشاحن، أنْ نتقاذف، أنْ نتعادى، أنْ نتصارع، أنْ نتحارب، أنْ نتقاتل.
•﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ …﴾ (سورة المائدة: الآية 91).
•وقد حذَّر النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) من (البغضاء، والحسد)، حيث قال: «دبَّ إليكم داءُ الأممِ قبلكم: البغضاء، والحسد». (ميزان الحكمة 1/275، محمَّد الريشهري).
شهر إخصاب الخير!
إنَّ شهر الله هو شهر المحبَّة، والتَّسامح، والاعتدال، لا شهر الكراهية، والتَّطرُّف، والتَّعصُّب!
إذا كان هناك أملٌ أنْ تنعم أوطانُنا بالخير، والأمن، والمحبَّة، والتَّسامح، والألفة، والتَّقارب، فإنَّ في شهر الله ينطلق هذا الأمل.
وإذا كان هناك رجاءٌ أنْ تتخلَّص أوطانُنا من كلِّ المكدِّرات، والمنغِّصَاتِ، والمُؤزِّماتِ، فإنَّ في شهر الله ينطلق هذا الرَّجاء.
إذا ماتَ الأملُ في شهر الله، وإذا ماتَ الرَّجاءُ في شهر الله، فمتى سوف يُولد الأملُ، ومتى سوف يُولد الرَّجاء؟
إذا لم تنفتح القلوبُ لإنتاج الأمل، ولإنتاج الرَّجاء في شهر الله، فمتى تنفتح القلوب؟
أخصبُ موسم لزرع الخير، والعدل، والأمن، والصَّلاح، والأمل، والرَّجاء هو شهر الله الفضيل.
لماذا؟
في هذا الشَّهر أبواب الجِنان مُفتَّحة.
وفي هذا الشَّهر أبوابُ النِّيرانِ مُغْلقة.
وفي هذا الشَّهر الشَّياطين مغلولة.
•جاءَ في الخطبة الرَّمضانيَّة المعروفة للنَّبيِّ الأكرم (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) قوله: «أيُّها النَّاسُ، إنُّ أبواب الجِنان في هذا الشَّهر مُفتَّحة، فاسألوا ربَّكم أنْ لا يُغلقَها عليكم، وأبوابَ النِّيرانِ مُغْلَقةٌ، فاسألوا ربَّكُمْ أنْ لا يفتحها عليكم، والشَّياطين مغلولةٌ، فاسألُوا ربَّكم أنْ لا يُسَلِّطها عليكم». (الأمالي، الصَّفحة 155، الشَّيخ الصَّدوق).
هذه هي (المناخات الرَّبَّانيَّة) في هذا الشَّهر، وهي مناخاتٌ لا تتهيَّأ في غيره من الشُّهور.
فصُنَّاعُ الخير في الأرضِ.
وصُنَّاعُ العدل.
وصُنَّاعُ الإصلاح.
وصُنَّاعُ الأمن.
وصُنَّاعُ المحبَّة.
وصُنَّاعُ الألفة.
وصُنَّاعُ الأملِ.
وصُنَّاعُ الاستقرار.
هؤلاء لن يَجدُوا مناخاتٍ خيرًا من هذه المناخات.
والمحرومون كلُّ المحرومين مَنْ يُدركون (الشَّهر الفضيل)، ولا يستفيدون من عطاءاتِه، وفيوضاته، ومناخاته.
•في الخطبة الرَّمضانيَّة يقول النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): «…، فإنَّ الشَّقيَّ مَنْ حُرِمَ غفرانَ اللهِ في هذا الشَّهر العظيم». (الأمالي، الصَّفحة 154، الشَّيخ الصَّدوق).
•وفي كلمة أخرى قال (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): «…، قال – جبرئيل -: مَن أدرك والديه، ولم يؤدِّ حقَّهما، فلا غفر الله له…
ثمَّ قال: مَن ذُكرت عنده، فلم يصلِّ عليكَ، فلا غفر الله له…
ثمَّ قال: مَن أدرك شهر رمضان، ولا يتوب، فلا غفر الله له. فقلت: آمين».
(مستدرك الوسائل 7/434، ميرزا حسين النوري)
هكذا تتوفَّر في هذا الشَّهر (مناخات الطَّاعة، والخير) لكلِّ الباحثين عن مواقع الطَّاعة، ومواقع الخير.
مواقع الطَّاعة والخير
ومواقع الطَّاعة والخير تعني: (العبادة بكلِّ مساحاتها الخاصَّة، والعامَّة).
1-مواقع العبادة الخاصَّة
العبادة في مساحاتها الخاصَّة تعني:
أ-الفرائض اليوميَّة.
ب- النَّوافل اليوميَّة.
ج-الصَّلوات المندوبة كصلاة جعفر الطَّيَّار.
د-الذِّكر، والدُّعاء.
ه- تلاوة القرآن الكريم.
و-بقيَّة العبادات الخاصَّة، كـ: الصِّيام، الحجِّ، العمرة، الزِّيارة.
2-مواقع العبادة العامَّة
وأمَّا العبادة في مساحاتها العامَّة، فتعني: (كلَّ عمل يَتقرَّبُ به الإنسان إلى الله تعالى في أيِّ موقعٍ من مواقع الحياة)، فـ:
أ-الزَّوج وهو يمارسُ مسؤوليَّاتِهِ تجاه زوجته امتثالًا لأمر الله تعالى يكون (عابدًا لله سبحانه)، وكذلك الزَّوجة.
ب- والأب وهو يمارسُ مسؤوليَّاته تجاه أولادِهِ امتثالًا لأمر الله تعالى يكون (عابدًا لله سبحانه)، وكذلك الأمُّ.
ج-والأولاد وهم يمارسون (برَّ الآباءِ والأمَّهات) امتثالًا لأمر الله تعالى يكونون (عابدين لله سبحانه).
د-أنْ تبتسم في وجه أخيك المسلم امتثالًا لأمر الله تعالى أنت عابدٌ للهِ سبحانه.
•في الكلمة عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): «تبسُّمك في وجه أخيك صدقة، …». (ميزان الحكمة 2/1597، محمَّد الريشهري).
ه-أنْ تُصافح أخاك المسلم امتثالًا لأمر الله تعالى أنت عابدٌ لله سبحانه.
•في الكلمة عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام): «إذا لقيتم إخوانَكم، فتصافحوا، وأظهروا لهم البشاشة، والبِشر تتفرَّقوا وما عليكم من الأزوار قد ذهب». (ميزان الحكمة 2/1616، محمَّد الريشهري).
و-أن تَزُورَ أخاك المسلم امتثالًا لأمر الله تعالى أنت عابدٌ لله سبحانه.
•في الكلمة عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): «مَنْ زار أخاه المؤمن إلى منزله لا لحاجة منه إليه كُتِبَ مِن زوَّار اللهِ، وكان حقًّا على الله أنْ يُكرم زائره». (ميزان الحكمة 2/1192، محمَّد الريشهري).
•وفي الكلمة عن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): «ما زار مسلم أخاه المسلم في الله وللهِ إلَّا ناداه الله (عزَّ وجلَّ): أيُّها الزَّائر طِبتَ، وطابتْ لكَ الجنَّة». (ميزان الحكمة 2/1192، محمَّد الريشهري).
ز-أنْ تُحِبَّ أخاك المسلم امتثالًا لأمر الله تعالى أنتَ عابدٌ لله سبحانه.
•في الكلمة عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): «إنَّ أوثق عُرى الإسلام أنْ تحبَّ في الله، وتبغض في الله، …». (ميزان الحكمة 1/199، محمَّد الريشهري).
•وفي الكلمة عن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): «إنَّ المتحابِّينَ في اللهِ يوم القيامةِ على منابر من نور، قد أضاء نورُ أجسَادِهم ونورُ منابرِهم كلَّ شيئ، حتَّى يُعرفُوا، فيقال: هؤلاءِ المتحابُّون في اللهِ». (ميزان الحكمة 1/514، محمَّد الريشهري).
ح-أنْ تقضي حاجة لأخيك المسلم امتثالًا لأمر الله تعالى أنت عابد لله سبحانه.
•في الكلمة عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): وقد سُئِل: مَنْ أحبُّ النَّاسِ إلى الله؟
فقال (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلّم): «أنفعُ النَّاسِ للنَّاس». (ميزان الحكمة 1/506، محمَّد الريشهري).
•وفي الكلمة عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام): «إنَّ لله عبادًا من خَلقِهِ تفزع النَّاسُ إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله (عزَّ وجلَّ)». (مسند الإمام علي (عليه السَّلام) 10/211، السَّيِّد حسن القبانجي).
•وفي الكلمة عن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): «لأنْ أمشي في حاجةِ أخٍ لي مسلمُ أحبُّ إليَّ من أنْ أعتق ألف نسمةٍ، وأحمل في سبيل الله على ألف فرسٍ مُسرجة ملجمة». (الوافي 5/666، الفيض الكاشاني).
ط-أنْ تُعولَ أسرةً فقيرةً امتثالًا لأمرِ اللهِ تعالى أنت عابدٌ لله سبحانه.
•في الكلمة عن الإمام الباقر (عليه السَّلام) قال: «لأن أعول أهلِ بيتٍ من المسلمين أسدُّ جوعتهم، وأكسُو عورتَهم، وأكفُّ وجوهَهُمْ عنِ النَّاسِ أحبُّ إليَّ مِن أنْ أحجَّ حجةً، وحجَّةً، وحجَّةً، ومثلَها ومثلَها ومثلَها حتَّى بلغ عشرًا، ومثلَها ومثلَها حتَّى بلغ السَّبعين». (ميزان الحكمة 1/701، محمَّد الريشهري).
ومن أجلى مصاديق العبادةِ في مدلولها العام:
ي- أنْ يمارسَ المسلمُ دورَ الإصلاحِ بين النَّاس، حينما تتأزَّم العلاقات، وحينما تتصدَّع الأواصر.
•يقول تعالى: ﴿… فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ …﴾. (سورة الأنفال: الآية 1)
•ويقول تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾. (سورة الحجرات: الآية 10).
الجناية في حقِّ الأوطان والشُّعوب
فكم هي جناية في حقِّ الأوطان، وفي حقِّ الشُّعوب أنْ تتقطع أواصر المحبَّة، والمودَّة بين النَّاس، وأنْ تتأزَّم العلاقات بين المكوِّنات، وأنْ تتأجَّج الأحقاد والضَّغائن في القلوب والنُّفوس!
هناك قُوى لا تريد الخيرَ للأوطان، ولا تريد الألفة في داخل الشُّعوب.
ولا أنْ تتكرَّس المحبَّة بين النَّاس.
ولا تريد أنْ تنطفِئ نارُ الفتن، والعصبيَّات.
ولا تريد أنْ تنتهي كلُّ الخلافات، والصِّراعات.
هذه القوى هي التي تغذِّي (مشاريع التَّمزُّق) بكلِّ ما تحمله هذه المشاريع من أهداف سيِّئة ومدمِّرة!
إنَّ مسؤوليَّة الأنظمة الأمينة على مصالح الأوطان، وإنَّ مسؤوليَّة الغَيَارى على وحدة الشُّعوب هو التَّصدِّي الجادُّ والحازم لكلِّ الخَيَارات التي تَعْبث بوحدة الأمَّة، وتسعى لتفريقها، وتمزيقها، وإذكاء الفتن، والخِلافات، والصِّراعات بين أبنائها.
لقد كلَّفت الفتن الطَّائفيَّة والمذهبيَّة أمَّتنَا، وأوطاننا، وشعوبَنا أثمانًا باهظة، ودماءً غزيرة، ومالات مُرعِبه، ما كانت لتحدث لو:
1-استجبنا لنداء القرآن الكريم
﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ …﴾. (سورة الأنفال: الآية 46).
2-واستجبنا لكلام رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): «…، فإنَّ فساد ذات البَين هي الحالقة». (ميزان الحكمة 2/1622، محمَّد الريشهري).
التي تحلق الدِّينَ، وقيمَ الدِّين، وأهداف الدِّين!
آثار إنتاج الفتن!
إنَّ إنتاجَ الفتنِ بكلِّ أشكالِها له آثاره المدمَّرةـ:
1-فتسقط الهَيْبة.
2-وتضعف القوَّة.
3-وتتأزَّم الأوضاع.
4-وتتحرَّك كلُّ العداوات، والصِّراعات.
•في الكلمة عن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): «يُوشك أنْ تداعى عليكم الأمم، …، كما تداعى الأكلةُ على قصعتها». (مسند أحمد 5/278، الإمام أحمد بن حنبل).
يُحذِّر النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) المسلمين من واقع سيِّئ سوف يتهدَّدهم في مرحلة من مراحل تاريخهم، بحيث تتداعى [يعني: تتكالب] عليهم الأمم «… كما تداعى الأَكَلةُ على قصعتها».
القَصْعة: الحَفْنة التي يوضع فيها الطَّعام.
وقيل: تشبع عشرة من الرِّجال.
فماذا سوف يبقى في القَصْعةِ؟
وخاصَّة إذا كان الطَّعامُ شهيًّا، وكان الأكلة حول هذه القَصْعة يملكون كلَّ الشَّراهة والنَّهم، لن يبقى شيئ حتَّى العظام.
كم هو تصوير مخيف، ومُرعب!
لماذا يبلغ المسلمونَ هذا المستوى من الاستضعاف؟
هل لأنَّهم قلَّة في عددهم؟
هل لأنَّ إمكاناتهم المادِّيَّة متهاوية؟
هل لأنَّ قدراتهم العسكريَّة متخلِّفة؟
هل لأنَّ مواقعَهم الاستراتيجيَّة ضعيفة؟
هل لأنَّ إراداتهم مهزومة؟
هل لأنَّ مواقفهم مشتَّتة؟
كلُّ هذه الاحتمالات واردة إلَّا (قلَّة العدد)، و(تهاوي الإمكانات المادِّيَّة)!
المسلمون اليوم ليسوا قلَّة.
إمكاناتهم المادِّيَّة كبيرة.
فلماذا يعيشون الضَّعف، والانكسار؟
لأنَّه تمركزت في واقعهم التَّمزُّقات، والخلافات، والعداوات، والصِّراعات المدِّمرة.
ولأنَّه انهارت عندهم العزائمُ، والهِممُ، والإرادات.
ولأنَّه غاب لديهم الرُّشدُ، والبصيرةُ، والحكمة.
أيُّها الأحبَّة، إنَّنا على أعتابِ الشَّهر الفضيل، فهلْ يستطيعُ شهرُ الله أنْ يوقِظ لدى شعوبنا (عناوين المحبَّة، والأُخوَّة، والتَّآلف، والتَّسامح)؟
هلْ يستطيع شهرُ اللهِ أنْ يقتلع من أوطانِنا كلَّ (أسباب الفتن، والعصبيَّات، والعداوات)؟
هل يستطيع شهرُ اللهِ أنْ ينفتح بالسَّاسةِ، والقادةِ، والرُّعاةِ، ومواقعِ القرارِ على كلِّ (الخَيَاراتِ الرَّشيدةِ في معالجةِ الأزماتِ والتَّوتُّراتِ، والتَّعقيدات)؟
هذا ما يتمناه كلُّ الخيِّرين من أبناءِ هذه الأمَّة.
وهذا ما يتمناهُ الأوفياء لأوطانِهم.
وهذا ما يتمناهْ دعاةُ المحبَّة، والتَّسامح، والخير، والصَّلاح.
في هذا الشَّهرِ الفضيل شهرِ الله، شهر البركةِ، والرَّحمةِ، والمغفرةِ، والرُّضوانِ.
كلمة أخيرة
في صباح الأربعاء الماضية قام صاحب السُّموِّ رئيس الوزراء مشكورًا بزيارة إلى مجلسنا، وهي خطوة طيِّبة، أتمنَّى أنْ يكون لها عطاءُاتها، وآثارها على أوضاع هذا الوطن.
كان اللِّقاء فرصة جيِّدة؛ للتَّداول والحديث عن هموم النَّاس الأمنيَّة، والسِّياسيَّة، والحقوقيَّة، والاقتصاديَّة، والمعيشيَّة، والدِّينيَّة.
وطال الحديثُ أمرَ السُّجناء، وقضايا الشَّعائر الدِّينيَّة، ومجموعة قضايا تهمُّ أبناء هذا الوطن، وقد وجدت صاحب السُّمو متفاعلًا كلَّ التَّفاعل مع هذه القضايا والهموم، وواعدًا بالسَّعي الجاد؛ لمعالجة الأوضاع، وتضميد الجراحات، وتخفيف المعاناة.
فنأمل – بعد الثِّقة بالله تعالى – أنْ نجد حَراكًا جادًّا في معالجة كلِّ هموم النَّاس، وكلِّ قضايا هذا الوطن.
ومن خلال هذا اللِّقاء حَمْلتُ رسالة إلى جلالة الملك، مؤكِّدا فيها أنَّ الشَّعب ينتظر من جلالته مبادرة، ونحن على أبواب الشَّهر الفضيل؛ لتدخل الفرحة على كلِّ القلوب، ولترتفع أكفُّ الضَّراعة بالدُّعاء، ولتصْمُت دموع الأمَّهات، كما هي مبادرة جلالته في تثبيت الجنسيَّات.
نتمنَّى لهذا الوطن كلَّ الأمن، والخير، والاستقرار، والازدهار، وأنْ يبقى عنوان المحبَّة، والتَّسامح هو العنوان الذي يتحدَّى كلَّ عناوين الفتنة، والتَّفرقة.
وآخر دعوانا أنْ الحمد لله ربِّ العالمين.