حديث الجمعةشهر جمادى الأولى

حديث الجمعة 531: المكوِّنات الأساس لشخصيَّة المسلم

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلين محمَّدٍ، وعلى آلِهِ الهُداةِ الميامين.

المكوِّنات الأساس لشخصيَّة المسلم

وبعد، فقد فقال الله تعالى في (سورة فصلت: الآية 30): ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾.

هذا النَّصُّ القرآنيُّ يُحدِّد (المكوِّنات الأساس) في بناء شخصيَّة الإنسان المسلم.

أنت كمسلم لك هُويَّتُك، ولك شخصيَّتُك كما للآخرين هُويَّاتُهم، وشخصيَّاتُهم.

فمطلوبٌ منك كمسلم أنْ تحافظ على هُويَّتِكَ، وعلى شخصيَّتك.

وهنا سؤالٌ يُطرح: هل هذا يعني أنَّ الإسلامَ يُكرِّسُ (التَّمايز) بين أبناء الوطن الواحد؟

المسألة ليست كذلك.
أبناءُ الوطن الواحد لهم حقوق متساوية مهما كانت انتماءاتهم الدِّينيَّة، والمذهبيَّة، والقوميَّة، والعنصريَّة.

فالإسلامُ لا يؤسِّس للتَّمايز في حقوق المواطنة ما دام الجميع ينتمون إلى وطنٍ واحد.

إنَّ السِّياسات الفاسدة هي التي كرَّستْ (التَّمييز).

ولا يحلُّ التَّمييزُ في وطنٍ إلَّا وتأسَّست فيه (الخِلافات، والصِّراعات)، وتمركزت فيه (الكراهيات، والعصبيَّات).

وبقدر ما تتحرَّر الأوطان من عُقدة (التَّمييز)، فإنَّها تتخلَّصُ من الكثير من (التَّأزُّمات، والتَّوتُّرات، والتَّصدُّعات، والانقسامات)؛ لهذا يتشدَّد الإسلامُ في رفض (التَّمييز) لما له من منتجاتٍ تشكِّل خطرًا كبيرًا على سلامةِ وأمنِ ووحدة الأوطان.

•في الكلمة المأثورة عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام) – والواردة في عهده لمالك الأشتر النَّخعيِّ حينما ولَّاه على مصر حيث أكَّد عليه أنْ يتعامل مع الرَّعيَّة بالتَّساوي، وبلا تمييز على أساس الدِّين، أو العِرق، أو الطَّبقة، أو الموقع، أو القرابة، يقول أمير المؤمنين (عليه السَّلام) وهو يرسم لواليه على مصر (سياسة التَّعامل مع الرَّعيَّة)، والرَّعية تعني (الشَّعب) في مصطلح هذا العصر، هذه السِّياسة التي تحتضن (الرَّحمة، واللُّطف، والمحبَّة) تجاه الرَّعية (الشَّعب)، ولا تفرِّق بين إنسان وإنسان، يعني: بين مواطن، ومواطن – تقول الكلمة المخاطِبة للحاكم (مالك الأشتر): «وأَشْعِرْ قلبَكَ الرَّحمةَ للرَّعيَّة، والمحبَّةَ لهم، واللُّطف بهم، ولا تكوننَّ عليهم سَبُعًا ضاريًا تغتنم أكلهمْ، فإنَّهم صنفان: إمَّا أخٌ لك في الدِّين، أو نظيرٌ لكَ في الخَلَقِ، …». (نهج البلاغة، الصَّفحة 84، شرح: الشَّيخ محمَّد عبده).

ابحثوا في كلِّ (دساتير الحقوق)، في أرقى دول العالم في عصرنا الحاضر، فلن تجدوا ما يرقى إلى مستوى هذا النَّصِّ!

هذا على مستوى (حقوق المواطنة) لا تمييز، ولا مفاضلة بين المسلم، وغيره.
نعم، الإسلام له (رؤيته) في تحديد (هُويَّة) المنتمين إليه، كما هو شأنُ كلِّ الأديان، والنَّظريَّات، والأيديولوجيَّات، فمَن كانت له قناعته في الانتماء إلى الإسلام يجب أنْ يصوغ هذا الانتماء وفق الرُّؤية التي يحدِّدها الإسلام نفسه، كما أنَّ الانتماءات الأخرى تصوغ هُويَّة أتباعها وفق رؤاها.

هويَّة الإنسان المسلم

من خلال النَّصِّ الدِّينيِّ الذي بَدَأنا به الحديث نستوحي رؤية القرآن الكريم في تحديد (هُويَّة الإنسان المسلم).

ما هويَّتُك أيُّها الإنسان المسلم حسبما حدَّدتها نصوص الدِّين؟

لك هُويَّتُك أيُّها الإنسان المسلم، هذه الهُويَّة التي تحدِّد (انتماءَك) لهذا الدِّين.

•﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾. (سورة فصلت: الآية 33)

هذا النَّصُّ يتحدَّث عن ثلاثة مكوِّنات في شخصيَّة الإنسان المسلم:

المكوِّن الأوَّل: الالتزام الرِّساليُّ ﴿دَعَا إِلَى اللهِ﴾

المكوِّن الثَّاني: الالتزام السُّلوكيُّ ﴿وَعَمِلَ صَالِحًا﴾

المكوِّن الثَّالث: الالتزام العقيديُّ ﴿وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾

ونحن ننتمي إلى الإسلام، فـ:
مطلوب أنْ نؤكِّد (هُويَّتنا الإسلاميَّة).
ومطلوب أنْ نؤكِّد (التزامنا العمليَّ بخطِّ الهُويَّة).

ومطلوب أنْ نؤكِّد (مسؤوليَّتنا الرِّساليَّة تجاه هُويَّة الانتماء)
وكلُّ هذه التَّأكيدات تفرضها طبيعة (الانتماء).

وفي الوقت الذي يؤسِّس الانتماء لهذا الدِّين مجموعة التَّأكيدات المذكورة، فإنَّه لا يسمح بتأزيم العلاقات مع الانتماءات الأخرى.

لا مشكلة أنْ نحاور القناعات الأخرى ما دام الحوار علميًّا، ونظيفًا، ورشيدًا، وهادفًا.

نعم، الحِواراتُ المنفلتةُ مرفوضة.
والحِواراتُ الهابطةُ مرفوضة.
والحِواراتُ الغبيَّةُ مرفوضة.
والحِواراتُ المأزومةُ مرفوضة.
والحِواراتُ الفاشلةُ مرفوضة.
والحِواراتُ الطَّائشةُ مرفوضة.
والحِواراتُ المفلسةُ مرفوضة.
والحِواراتُ السَّيِّئةُ مرفوضة.

أنْ يلتزم المسلم بهُويَّته، وبانتمائه لا يمنع أنْ يُحاور الآخرين فيما هي انتماءاتهم، وفيما هي قناعاتهم.

وممَّا يؤسِّس لبناء الهُويَّة الإسلاميَّة النَّصُّ القرآنيُّ الذي بدأنا الحديث به.

هذا النَّصُّ يتحدَّث:
أولًا: عن القاعدة المركزيَّة لبناء الهُويَّة الإسلاميَّة.

(الإيمان بالله، وتوحيده).
وهذا ما يؤكِّده هذا المقطع: ﴿قَالُوا رَبُّنَا اللهُ﴾ (سورة فصلت: الآية 30)
وهذه القاعدة ترتكز عليها كلُّ المنظومة العقيديَّة، وكلُّ المفاهيم والأفكار الإسلاميَّة، وكلُّ القِيم والمُثل الدِّينيَّة.

فالإيمان بالله تعالى وبوحدانيَّته هو الذي يحدِّد للإنسانِ المسلم كلَّ مساراتِهِ في الحياة، وكلِّ قناعاته.
فحينما يتعاطى الانسان المسلم مع قضايا الفكر.

وحينما يتعاطى مع قضايا الأخلاق.
وحينما يتعاطى مع قضايا الاجتماع.
وحينما يتعاطى مع قضايا الاقتصاد.
وحينما يتعاطى مع قضايا السِّياسة.
وحينما يتعاطى مع كلِّ قضايا الحياة.
فيجب أنْ يكون من خلال (الإيمان بالله تعالى وبوحدانيَّته).
هنا إشكال يُطرح: هل يعني هذا أنَّكم تدعون إلى (أَسْلَمَة) كلِّ الواقع الحياتيِّ؟

أليس هذا هو تعبير آخر عن: (الدَّعوة إلى الدَّولة الدِّينيَّة)؟

أنا – هنا – أتحدَّث عن أسلمة حركة الفرد، فالإنسان المسلم مطلوب أنْ يخضع في حركته إلى (توجيهات الدِّين)، وهذا ما أكَّدته الفقرة الثَّانية من النَّصِّ الآنف الذِّكْر.

فكما أكَّد النَّص (أوَّلًا) على (مَرْكَزَة) القاعدة الإيمانيَّة من خلال هذا المقطع: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ﴾ (سورة فصلت: الآية 30)، فهو – أي النَّصُّ – يؤكِّد:
ثانيًا: على تجسيد مضامين الانتماء إلى الإسلام، وهذا نفهمه من قوله تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾،
أي: إنَّهم حوَّلوا (مضمون الانتماء) إلى واقع عمليٍّ متحرِّك.

بمعنى: إنَّهم التزموا الإسلام عمليًّا في كلِّ أفكارهم.

والتزموا الإسلام عمليًّا في كلِّ عواطفهم.

والتزموا الإسلام عمليًّا في كلِّ أقوالهم.

والتزموا الإسلام عمليًّا في كلِّ أفعالهم، ومواقفهم، وممارساتِهم.

أي: إنَّ انتماءهم إلى الإسلام ليس انتماءً شكليًّا، بل هو انتماء عمليٌّ واقعيٌّ.

ثمَّ إنَّنا نستوحي كذلك من قوله تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ (سورة فصلت: الآية 30) مضمومين آخرين مهمَّين:
المضمون الأوَّل: إنَّ الاستقامة تعني: (الثَّبات، والاستمرار على خطِّ الالتزام مهما كانت التَّحدِّيات).

بعض النَّاس لا يملكون القدرة على الثَّبات، والاستمرار على خطِّ الالتزام، والاستقامة، فمع أوَّل تحدٍّ يضعفون، فتهتزُّ لديهم الاستقامة، فيسقطون في المعصية، وربَّما انحرفوا انحرافًا كبيرًا، وربَّما يصل الانحراف لدى البعض إلى حدِّ التَّخلِّي عن الدِّين، وهو ما يعبَّر عنه في المصطلح الشَّرعي بـ(الارتداد)!

بقدر ما تكون القيمة كبيرة جدًّا – أنْ يبدأ الإنسان خطَّ الطَّاعة، والالتزام -، فإنَّ القيمة كلَّ القِيمة أنْ يملك القدرة على الاستقامة، والاستمرار على هذا الخطِّ، خطِّ الطَّاعة، والالتزام.

نقرأ في حديث معروف عن ابن عبَّاس أنَّه قال: «ما نزل على رسول الله [صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم] آية كانت أشدَّ عليه، ولا أشقَّ من هذه الآية – يعني الآية 112 من سورة هود، وهي قوله تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ …﴾ -، ولذلك قال [صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم] لأصحابه حين قالوا له: أسرع إليك الشّيب يا رسول الله!
قال [صلَّى عليه وآلِهِ وسلَّم]: شيَّبتني هود، والواقعة». (بحار الأنوار 17/52، العلَّامة المجلسي).

فالاستقامة على خطِّ الالتزام، والطَّاعة هو الذي يعبِّر عن صدق الالتزام، وصدق الطَّاعة.

وهنا مسألة في غاية الأهمية، وهي: إنَّ النَّجاح في أمر من الأمور قد لا يكون أمرًا صعبًا، إلَّا أنَّ المحافظة على هذا النَّجاح أمرٌ في غاية الصَّعوبة.

فما أكثر المشاريع النَّاجحة في حياة الفرد.

وفي حياة الجماعة.
في المجال العلميِّ، أو الاجتماعي، أو الاقتصاديِّ، أو السِّياسيِّ.
هذه المشاريع تنطلق بنجاح إلَّا أنَّ هذا النَّجاح لا يستمرُّ، لأنَّ القائمين على هذه المشاريع لم يستطيعوا أنْ يحافظوا على بقاء هذا النَّجاح!

وهذا الإخفاق ربَّما يحدث نتيجة ضعف الإرادات في المحافظة على عناصر النَّجاح.

وربَّما نتيجة هيمنه المصالح الشَّخصيَّة لدى القائمين على هذه المشاريع، وربَّما، …، وربَّما، …! والأسباب كثيرة في إخفاق المشاريع التي تبدأ ناجحة، وموفَّقة!

وهنا مضمون آخر نستوحيه من قوله تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ (سورة فصلت: الآية 30)، هذا المضمون هو أنَّ الانتماء إلى الإسلام يحمِّل المنتمين مسؤوليَّات كبيرة في الدَّعوة، والدِّفاع، والتَّضحية.

•﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾. (سورة فصلت: الآية 33)
فيجب على المنتمين إلى الإسلام أنْ يؤكِّدوا هُويَّتهم الإيمانيَّة.
•﴿… وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾
ويجب أنْ يؤكِّدوا التزامهم العمليَّ بخطِّ الهُويَّة.
•﴿… وَعَمِلَ صَالِحًا …﴾
ويجب عليهم أنْ يؤكِّدوا مسؤوليَّتهم الرِّساليَّة تجاه هذه الهُويَّة.
•﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ …﴾

هذا هو مضمون الانتماء إلى الإسلام.
وهنا أؤكِّد:

إنَّه ليس انتماءً للإسلام ما يدَّعيه صنَّاع الإرهابِ، والعنف، والتَّطرُّف في هذا العصر، فالإسلام بَراءٌ كلُّ البراءة من هذه المُسَمَّيات التي تنتسب كذِبًا وزورًا إلى الإسلام وقد شوَّهت الوجه المشرق لهذا الدِّين دين الرِّفق والاعتدال، ودين المحبَّة والتَّسامح، ودين الأمن والسَّلام، ودين التَّآلف والتَّقارب.

ونبقى مع المقطع الأخير من النَّصِّ القرآنيِّ الذي بدأنا به الحديث، هذا المقطع هو قوله تعالى:
•﴿… تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾. (سورة فصلت: الآية 30).

فعلى مَنْ تتنزَّل الملائكة؟
ومتى تتنزَّل الملائكة؟
وبماذا تتنزَّل الملائكة؟

•الجواب على السُّؤال الأوَّل: على مَنْ تتنزل الملائكة؟

تتنزَّل الملائكة على ﴿الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾

•الجواب على السُّؤال الثَّاني: متى تتنزل الملائكة؟

هنا أقوال:
1-تتنزل عليهم حين الاحتضار، وخروج الرُّوح.
2-حينما يكونون في قبورهم.
3-حينما يخرجون من قبورهم.
4-حينما يكونون في المحشر يوم القيامة.
5-تكون بشائر الملائكة مستمرَّة في كلِّ المواطن: عند الموت، وفي القبر، وحين البعث والنُّشور، وفي يوم القيامة.

•الجواب عن السُّؤال الثَّالث: وبماذا تتنزل الملائكة؟

تتنزَّل الملائكة بسبع بشائر:
البشارة الأولى: ﴿أَلَّا تَخَافُوا﴾ عقاب الله.
البشارة الثَّانية: ﴿وَلَا تَحْزَنُوا﴾ لفوات الثَّواب.
البشارة الثَّالثة: ﴿وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾.
البشارة الرَّابعة: ﴿نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ (سورة فصلت: الآية 31) نحن معاشر الملائكة أنصاركم، وأحبَّاؤكم في الدُّنيا والآخرة.
البشارة الخامسة: ﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي﴾ (سورة فصلت: الآية 31)، أي في الجنَّة.
البشارة السَّادسة: ﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ﴾ (سورة فصلت: الآية 31) من العطايا المعنويَّة.
البشارة السَّابعة: ﴿نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ﴾ (سورة فصلت: الآية 31)، أي: سوف تحلُّون ضيوفًا لدى الباري (عزَّ وجلَّ) في جنَّته الخالدة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

Show More

Related Articles

Back to top button