حديث الجمعة 526 : أنماط التَّعاون – صحَّة آية الله الشَّيخ عيسى أحمد قاسم
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلين محمَّدٍ، وعلى آلِهِ الهُداةِ الميامين، وبعد:
أنماط التَّعاون
فقد قال الله تعالى في (سورة المائدة: الآية 2): ﴿… وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ …﴾.
يمكن أنْ تُصنِّفَ (التَّعاون) انطلاقًا من هذا النَّصِّ القرآنيِّ إلى نمطين:
النَّمط الأَوَّل: التَّعاوِنِ على البرِّ، والتَّقوى.
النَّمطُ الثَّاني: التَّعاوِنِ على الإثمِ، والعُدوَان.
ولكلٍّ من هذين النَّمطَين خصائِصُهُ، ومميِّزاتُه، ومكوِّناتُه، وبين النَّمطين تباين كبير جدًّا!
النَّمط الأوَّل: التَّعاون على البِرِّ والتَّقوى
نقرأ في (الآية 177 من سورة البقرة) تحديدًا لبعض مساراتِ البرِّ: ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾.
هذا النَّصُّ يُحدِّدُ مَسَارَيْن للبرِّ:
المسار الأوَّل: المسار الفكريُّ العقيديُّ
1- الإيمان بالله تعالى.
2- الإيمان باليوم الآخر.
3- الإيمان بالملائكة (عليهم السَّلام).
4- الإيمان بالكتاب [الكتب المنزلة من عند الله تعالى إلى أنبيائِه (عليهم السَّلام)].
5- الإيمان بجميع الأنبياء (عليهم السَّلام)، وخاتمهم وسيِّدهم محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
المسار الثَّاني: المسار العمليُّ السُّلوكيُّ
1- توظيف المال في:
أ- الإنفاق على الأقرباء المحتاجين.
ب- كفالة اليتامى
ج- رعاية الفقراء، والبائسين، والمحرومين.
د- إعانة المسافرين المنقطعين المحتاجين.
هـ- مساعدة السَّائلين الطَّالبين للصَّدقة.
و- فكُّ الأسارى.
2- أداء الصَّلاة بكلِّ حدودها، وضوابطها.
3- إعطاء زكاة الأموال.
4- الوفاء بالعهود التي بينهم وبين الله تعالى، والعهود الَّتي بينهم وبين النَّاس.
5- الصَّبر في حالات البؤس، والضُّرِّ، والبلاء.
6- الصَّبر في مواقع الجهاد.
فهؤلاء الَّذين عاشوا (البرَّ) بكلِّ تطبيقاته العقيديَّة، والعمليَّة هم: ﴿الَّذِينَ صَدَقُوا﴾، و﴿هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾.
أمَّا التَّقوى، فهي المُحصِّنُ الدَّاخليُّ لكلِّ حركة النَّاس، وهي الدَّافع لكلِّ أعمالِ البرِّ، والخير، والصَّلاح.
لا قيمة َلكلِّ المظاهر الخيِّرة إذا لم تنطلق من تقوى، ومن حبٍّ صادقٍ لأعمال البرِّ والخير والعطاء.
التَّقوى تهذِّبُ الرُّؤَى، والأفكار.
وتهذِّب العواطفَ، والمشاعر.
وتهذِّب الأعمال، والممارسات.
وهي التي تشكِّل (الضَّمانة) لديمومة (الاستقامة على خطِّ الطَّاعة).
وهي تشكِّل (المعيار لقَبول الأعمال).
أ- ﴿… إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾. (سورة المائدة: الآية 27).
ب- ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ …﴾. (سورة الأحقاف: الآية16).
بعد التَّعريف العاجلِ لمفردتي (البرِّ)، و(التَّقوى) نتساءل:
لماذا أكَّد القرآن الكريم على التَّعاونِ في مجالات (البرِّ)، و(التَّقوى)؟
ولماذا لا تُترك هذه المجالات لممارسات الأفراد؟
لأنَّ هذه المجالات لها أهداف اجتماعيَّة كبرى لا تنهض بها جهود الأفراد.
فالتَّعاون على البرِّ والتَّقوى له مجموعة مسارات:
المسار الأوَّل: التَّعاون في الرُّؤى والأفكار التي تؤسِّس للبِرِّ والتَّقوى
وما أحوج الواقع الذي يعيشه إنسان اليوم بكلِّ تشتُّتاتِهِ، وتمزُّقاتِهِ، وخلافاتِه، وصراعاتِه إلى أنْ تتلاقى وتتقارب الرُّؤى والأفكار، وبقدر ما تتلاقى وتتقارب هذه الرُّؤى والأفكار تتماسك العلاقات، وتتقوَّى الأواصر، والعكس صحيح، فكلَّما تباعدت الرُّؤى والأفكار تتصدَّع العلاقات، وتضعف الأواصر.
في واقعنا أزماتٌ كبيرة: في واقعنا الدِّيني.
وفي واقعنا الثَّقافيِّ.
وفي واقعنا الاجتماعيِّ.
وفي واقعنا السِّياسيٍّ.
هذه الأزمات في حاجةٍ إلى الكثير من اللِّقاءات، والتَّفاهمات، والحِوارات؛ من أجل (التَّعاون) لإنتاج (علاجاتٍ جادَّة).
وهذا لا يتمُّ حينما تتباعد القناعاتُ، وتتعمَّق الخلافات.
ومن أجل التَّعاون في مجالات الرُّؤى، والأفكار نحتاج إلى بعدين:
البعد الأوَّل: التَّوفُّر على قناعةٍ بضرورة هذا التَّعاون.
البعد الثَّاني: أنْ يكون تعاونًا على البرِّ والتَّقوى.
ومتى ساد في مجتمعاتنا (مبدأ التَّعاون على البرِّ والتَّقوى) تشكَّلت (الدَّوافع الخيِّرة)؛ للتَّلاقي والتَّواصل، وتشكَّلت (النَّوايا الصَّادقة)؛ لإنهاء كلِّ (الخلافات) الضَّارَّة بأوضاع الأوطان، وبأوضاع الشُّعوب.
إنَّ التَّعاون على البِرِّ والتَّقوى في مجال الرُّؤى والأفكار لا يمنع من تعدُّد (القناعات)، هذا التَّعدُّد حقٌّ مشروع ما دام مؤسَّسًا على وعي وبصيرة، وليس على هوًى وتعصُّب.
نعم، التَّعاون أمامه (مُشْتَرَكَات) هي أكبر من (المُخْتَلَفَات).
ثمَّ إنَّ التَّعاون ما دام على البِرِّ والتَّقوى، فهو يُرشِّدُ (حالات الاختلاف)، ولا يترك لها مجالًا؛ لكي تنزلق، وتتحوَّل إلى (خلافات، وصراعاتٍ، وعداوات) مُدمِّرة، ومُكْلِفة، وباهظة.
مشكلتنا أنَّنا حوَّلنا (الاختلافات) إلى (خلافات)!
وحوَّلنا (التَّعدُّديَّات) الدِّينيَّة، والمذهبيَّة، والثَّقافيَّة، والسِّياسيَّة إلى (تناقضات)، و(تباينات)، وإلى (عصبيَّات)، و(كراهيات)!
الحاجة كبيرة جدًّا إلى أنْ نكرِّس في واقعنا الفكريِّ والثَّقافيِّ مبدأ (التَّعاون على البِرِّ والتَّقوى) بمفهومه القرآنيِّ الأصيل، وبتطبيقاته السَّليمة.
المسَار الثَّاني – من مسارات التَّعاون على البِرِّ والتَّقوى -: التَّعاونُ في المشاعر، والعواطف
حينما تتباعد (المشاعر، والعواطف) تنشأ (التَّصدُّعات)، و(التَّمزُّقات) النَّفسيَّة.
وكلَّما تعمَّقت هذه (التَّصدُّعات، والتَّمزُّقات) تكرَّسَ التَّشتُّت، والتَّباعد، والتَّنافر.
ما يُوحِّد النَّاس في الأساس أنْ تتوحَّد (المشاعر)، وأنْ تتقاربَ (العواطف).
وما يفرِّق النَّاس أنْ تتباين المشاعر، وأنْ تتباعد العواطف.
لا يكفي أنْ تتقارب الرُّؤى والأفكار، فهذا لا ينتج (توحُّدًا) ما دامت المشاعر والعواطف متنافرة.
فالمطلوب أنْ تتعاون الأفكار والقناعات.
والمطلوبُ كذلك أنْ تتعاون المشاعر والعواطف بشرط أنْ يكون هذا التَّعاون على البرِّ والتَّقوى.
وممَّا يكرِّس التَّعاون على البرِّ والتَّقوى في المشاعر والعواطف:
أوَّلًا: التَّحابب في الله تعالى
1- قال النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «إنَّ أوثق عُرى الإسلام أنْ تُحبَّ في الله، وتبغض في الله». (ميزان الحكمة1/514، محمَّد الريشهري).
2- وقال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «الحبُّ في الله فريضة، والبغض في الله فريضة». (ميزان الحكمة1/514، محمَّد الريشهري).
3- وقال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «أفضل الأعمالِ الحبُّ في الله والبغض في الله تعالى». (ميزان الحكمة1/514، محمَّد الريشهري).
ثانيًا: التَّراحم بين النَّاس
1- قال رجل للنَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): أحبُّ أنْ يرحمني ربِّي.
فقال له النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «ارحم نفسَكَ، وارحم خَلْقَ الله يرحمك ربُّك». (ميزان الحكمة2/1050، محمَّد الريشهري).
2- وقال أمير المؤمنين (عليه السَّلام): «أبلغ ما تسْتَدرُّ به الرَّحمة أنْ تضمر لجميع النَّاس الرَّحمة». (ميزان الحكمة2/1050، محمَّد الريشهري).
3- وعنه (عليه السَّلام): “رحمة الضَّعفاء تستنزل الرَّحمة». (ميزان الحكمة2/1050، محمَّد الريشهري).
ثالثًا: الرِّفق، واللِّين
1- ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ …﴾. (سورة آل عمران: الآية159).
2- قال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): “إنَّ الله (عزَّ وجلَّ) رفيق يحبُّ الرِّفق في الأمر كلِّه». (ميزان الحكمة2/1103، محمَّد الريشهري).
3- وقال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): “إنَّ الله (عزَّ وجلَّ) رفيق يحبُّ الرِّفق، ويعطي على الرِّفق ما لا يعطي على العُنف». (ميزان الحكمة2/1103، محمَّد الريشهري).
4- وقال أمير المؤمنين (عليه السَّلام): “الرِّفق يؤدِّي إلى السِّلم». (ميزان الحكمة2/1104، محمَّد الريشهري).
5- وقال (عليه السَّلام): “لكلِّ دين خُلُق، وخُلُق الإيمان الرِّفق». (ميزان الحكمة2/1104، محمَّد الريشهري).
6- من دعاء النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «…، اللَّهمَّ، مَنْ ولي شيئًا من أمور أمَّتي، فَرَفَق بهم فارفق به، ومَنْ شقَّ عليهم فاشقُق عليه». (ميزان الحكمة2/1105، محمَّد الريشهري).
رابعًا: التَّسامح
بمعنى عدم التَّشدُّد.
1- في الحديث عنه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «ما بُعثتُ بالرَّهبانيَّة الشَّاقَّة، ولكن بالحنفيَّة السَّمحة». (مجمع البحرين2/374، الشيخ فخر الدين الطريحي).
أي: السَّهلة التي لا ضيق فيها، ولا حرج.
2- وفي الخبر: «اسمحْ يُسمح لك». (كنز العمال6/343، المتقي الهندي).
أي: سهِّل يُسَّهل عليك.
4- وفي خبر آخر: “السَّماح رباح، …». (كنز العمال6/361، المتقي الهندي).
أي: المساهلة تؤدِّي الرِّبح.
ومن معاني (السَّماح): الكرم، والجود.
5- وفي الخبر: «خيارُكم سمحاؤكم، …». (ميزان الحكمة1/845، محمَّد الريشهري).
خامسًا: نبذ التَّعصُّب
1- في الحديث عنه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «ليس منَّا مَنْ دعا إلى عصبيَّة.
وليس منَّا مَنْ قاتل على عصبيَّة.
وليس منَّا مَنْ ماتَ على عصبيَّة». (ميزان الحكمة3/1992، محمَّد الريشهري).
2- وسئِل (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) عن العصبّيَة.
فقال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «أنْ تُعِين قومَك على الظُّلم». (ميزان الحكمة3/1992، محمَّد الريشهري).
نعم، الانحياز إلى الحقِّ ليس عصبيَّة.
3- قال أمير المؤمنين (عليه السَّلام): «إنْ كنتم لا محالةَ متعصِّبين، فتعصَّبوا لنُصرة الحقِّ، وإغاثة الملهوف». (ميزان الحكمة3/1993، محمَّد الريشهري).
المسار الثَّالث – من مساراتِ التَّعاون على البِرِّ والتَّقوى -: التَّعاونُ في السُّلوكِ، والممارسات
لا يكفي أنْ نتعاون في الرُّؤى، والقناعات.
ولا يكفي أنْ نتعاون في المشاعر، والعواطف.
إذا كانت الأعمال متنافرة، والممارسات متباعدة، والأفعال متجافية، فالأهمِّية كلُّ الأهمِّية حينما يتحرَّك (التَّعاون على البرِّ والتَّقوى) في كلِّ الواقع الدِّينيِّ.
وفي كلِّ الواقع الاجتماعيِّ.
وفي كلِّ الواقع السِّياسيِّ.
* كيف نتعاونُ على البِرِّ والتَّقوى في واقعِنا الدِّينيِّ؟
أوَّلًا: أنْ نُقوِّي (المشتركات الدِّينيَّة)، وهي أكبر بكثير من (المُخْتَلَفَات).
ثانيًا: أن نُرشِّد (حالات الاختلاف)؛ لكيلا تتحوَّل إلى خلافات، وإلى صراعات، ومواجهات.
* وكيف نتعاون على البرِّ والتَّقوى في واقعنا الاجتماعيِّ؟
1- أنْ نتواصل دائمًا.
2- وألَّا نتقاطع، وألَّا نتهاجر.
* وكيف نتعاون على البرِّ والتَّقوى في واقعنا السِّياسيِّ؟
1- أنْ نقوِّي (المشتركات السِّياسيَّة).
2- أنْ نؤسِّس للحوارات الجادَّة، والهادفة؛ لمعالجة (حالات الاختلاف السِّياسيِّ).
النَّمط الثَّاني: التَّعاون على الإثم والعدوان
كما تقدَّم حدَّدت الآية التي بدأنا بها الحديث (مسارين للتَّعاون):
المسار الأوَّل: التَّعاون على البرِّ والتَّقوى، وقد تناولت الكلمة بعض الحديث عنه.
المسار الثَّاني: التَّعاون على الإثم والعدوان، وهو الذي حذَّرت منه الآية الشَّريفة، حيث قالت: ﴿… وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ …﴾. (سورة المائدة: الآية2).
ومن بعض تطبيقات هذا التَّعاون المحرَّم:
أوَّلًا: في مجال الرُّؤى، والأفكار
التَّعاون على نشر الأفكار الضَّالة، والمنحرفة، وهي الأفكار التي تتنافى مع الدِّين، والمبادئ الحقَّة.
ثانيًا: في مجال المشاعر، والعواطف
التَّعاون على نشر العواطف الضَّالة، والمنحرفة كالولاء لأعداء الدِّين، والولاء لأعداء الحقِّ والخير، والمُثُل.
ثالثًا: في مجال السُّلوك، والممارسات
التَّعاون على نشر الممارسات المنحرفة، والفاسدة، والمخالفة للشَّرع، والدِّين، والمبادئ الحقَّه.
فالآية نَهَت عن كلِّ أشكال التَّعاون التي تكرِّس (الإثم)، وتكرِّس (العدوان).
(الإثم): كلُّ عمل يسير في غير خطِّ الله تعالى كالكذب، والغِيبة، والبُهتان، والكبر، والتَّجبُّر، والظُّلم، وكلُّ أشكال التَّمرُّد على أحكام الله تعالى.
(العدوان): الاعتداء على أموال النَّاس، وأعراضهم، ونفوسهم، وعلى كلِّ أوضاعهم الحياتيَّة، فإذا انتشر (الإثم) و(العدوان) ضاعت المبادئ والقِيم، وانتشر الفساد في الأرض، وفقد النَّاس (الأمن)، و(الأمان).
كلمة أخيرة: صحَّة آية الله الشَّيخ عيسى أحمد قاسم
بعد العمليَّة الأخيرة لسماحة آية الله الشَّيخ عيسى أحمد قاسم (حفظه الله)، فإنَّ أوضاعه جيِّدة، ومستقرَّه، وفي تحسُّن مستمرٍّ.
نأمل له اطِّراد التَّحسُّن، والمزيد من العافية، والعودة إلى الوطن، فأحبَّاؤه كلُّهم شَوق إلى رؤيته، والقلوب ضارعة إلى الله تعالى، والأيدي ممدودة إلى السَّماء لأنْ يُعجِّل سبحانه وتعالى للوالد الكبير بموفور الصِّحَّة، والعافية، والسَّلامة.
وآخر دعوانا أنْ الحمد لله ربِّ العالمين.