كلمة سماحة العلَّامة السَّيِّد عبد الله الغريفي الملتقى الرَّابع لمنسِّقي الخطباء
السَّلام عليكم أيُّها الأحبَّة جميعًا، ورحمة الله وبركاته
ونحن نجتمع في هذا الملتقى الطَّيِّب، المحفوف والمغمور بنفحات الحسين (عليه السَّلام) ونفحات عاشوراء، ونحن على مَقْرُبة من عاشوراء.
ونحن على مَقْرُبة من موسم عاشوراء.
الحديث معكم أيُّها الأحبَّة أُمنهجه بالشَّكل التَّالي:
أوَّلًا: تمهيد
ثانيًا: دور المنسِّقين.
ثالثًا: شروط وصفات المنسِّقين.
أوَّلًا: بالتَّمهيد
في هذا التَّمهيد أتناول ثلاث فقرات، وباقتضاب:
الفقرة الأولى: مسؤوليَّة الأجيال تجاه موسم عاشوراء
ما هي مسؤوليَّة الأجيال تجاه موسم عاشوراء؟
أجيالنا ما هي مسؤوليَّتها تجاه موسم عاشوراء؟
أحبَّتي، نحن استلمنا موسم عاشوراء عبر أجيالٍ، وأجيال.
إنَّ الحسين (عليه السَّلام) صنع عاشوراء.
الأئمَّة (عليهم السَّلام) قد أكَّدوا على الحفاظ على عاشوراء.
وجاء أجدادنا، وأجدادنا، وأجدادنا، وحافظوا على موسم عاشوراء.
فأنتم الآن تحملون مسؤوليَّة عاشوراء.
لقد استلمتم مسؤوليَّة عاشوراء من أجدادكم، قد أوصلوها إليكم، فأنتم كذلك أَوْصلوا عاشوراء إلى الأجيال القادمة.
إنَّ مسؤوليَّتكم في هذا العصر أنْ توصِلوا عاشوراء إلى الأجيال القادمة، والأجيال القادمة توصلها لمَن بعدها من أجيال حتَّى يستلم الأمانة صاحب العصر والزَّمان (عليه السَّلام).
مسؤوليُّتنا أنْ نحافظ على بقاء هذا الموسم، وعلى ديموميَّته، وعلى استمراره.
وأنْ نحافظ على أصالته.
مسؤوليَّتان:
المسؤوليَّة الأولى: أنْ نحافظ على بقاء الموسم العاشورائي.
المسؤوليَّة الأخرى: وأنْ نحافظ على أصالة هذا الموسم العاشورائيِّ، هذه الفقرة الأولى.
الفقرة الثَّانية – في التَّمهيد -: ما هي أهداف الموسم العاشورائيِّ؟
ما هي أهداف موسم عاشوراء؟
هناك هدفان مركزيَّان لموسم عاشوراء:
الهدف الأوَّل: إحياء مأساة عاشوراء
إنَّ الهدف الأوَّل لموسم عاشوراء هو إحياء مأساة عاشوراء، ومن هنا نقول: يجب أنْ يبقى الحزن العاشورائيُّ.
ويجب أنْ تبقى الدَّمعة العاشورائيَّة، فهذا جزء مركزيٌّ.
هذا هدف مركزيٌّ في عاشوراء أنْ يبقي لنا حزن عاشوراء، وأنْ يُبقي لنا دمعة عاشوراء.
لعلَّ هناك مَن يقول: لسنا بحاجة إلى الحزن، والبكاء، والدُّموع، بل نحن بحاجة إلى الفِكر، والثَّقافة، والمعرفة، أين ستُوصلنا الدُّموع؟
وأين سيوصلنا الحزن؟، حتَّى قال بعضهم: إلى متى هذا الحزن المدمِّر؟!
لا، إنَّ حزن عاشوراء هو الذي أبقى لهذه الأمَّة وقْدَتَها، ونبضها، وحركيَّتها، ونشاطها.
الحزن العاشورائيُّ يجب أنْ يبقى.
والدَّمعة العاشورائيَّة يجب أنْ تبقى.
والتَّفاعل الوجدانيُّ مع عاشوراء يجب أنْ يبقى.
تموت عاشوراء إذا ماتت الدَّمعة!
وإذا سكتت الدَّمعة انتهى التَّفاعل الوجدانيُّ مع عاشوراء!
هذه الحرارة الوجدانيَّة مع عاشوراء أنتجها تفاعل وجدانيٌّ!
أنتجها حزن عاشورائيٌّ!
وليس عبثًا أنْ يؤكِّد أئمتنا (عليهم السَّلام) على الدَّمعة العاشورائيَّة.
ليس عبثًا بقاء الحركيَّة الانتمائيَّة لمشروع عاشوراء، فهو ينطلق من الدَّمعة العاشورائيَّة.
إنَّ بقاء الارتباط بهذا المشروع العاشورائيِّ هو بقاء الدَّمعة العاشورائيَّة.
فإذا وجدنا مَن يقول: لا نحتاج إلى الدَّمعة، هذا إمَّا لأنَّه لا يفهم عاشوراء، وإمَّا يريد أنْ يسقط النَّبض الوجدانيَّ العاشورائيَّ.
هذا هدف مركزي أساس لموسم عاشوراء، فموسم بلا دمعة، بلا حزن، هذا موسم فاشل!
هذا هو الهدف الأوَّل لموسم عاشوراء وهو أنْ تبقى مأساة عاشوراء.
لربما يقول البعض: إنَّ مأساة عاشوراء حَدَثت في التَّأريخ، وانتهى التَّأريخ، فلماذا نعيد المأساة من جديد؟!
إنَّ بقاء مأساة عاشوراء هو إدانة لكلِّ مآسي البشريَّة، فما دامت هناك مأساة، نسمِّيها مأساة عاشوراء، فهناك إدانة لكلِّ مأساة تحدث في الأرض.
إذًا، فلنبقِ الدَّمعة العاشورائيَّة.
ولنبقِ الحزن العاشورائيَّ.
ولنبقِ الوهجَ العاشورائيَّ، هذا الهدف الأوَّل من أهداف موسم عاشوراء.
الهدف الثَّاني – من أهداف موسم عاشوراء -: إبقاء مفاهيم وقِيم عاشوراء
عاشوراء تحمل قِيَمًا: قيَمًا عقائديَّة، وقِيَمًا فكريَّة، وقِيَمًا روحيَّة، وقِيَمًا أخلاقيَّة، وقِيَمًا اجتماعيَّة، وقِيَمًا رساليَّة، وقِيَمًا جهاديَّة، هذه عاشوراء، فكما نُبْقي الدَّمعة العاشورائيَّة، يجب أنْ نبقي الوعي العاشورائيَّ!
فحينما يلتقي الوهج الوجدانيُّ مع الوعيِّ العاشورائيِّ، تبقى عاشوراء حاضرة حيَّة في عقول الأمَّة، وفي وجدانها.
أنْ نُبْقي عاشوراء في الوجدان أوَّلًا، ثمَّ نُبقي عاشوراء في العقل ثانيًا.
إذا ما استطعنا أنْ نبقي عاشوراء في وجدان الأمَّة، واستطعنا أنْ نبقي عاشوراء في عقل الأمَّة:
فإنَّ عاشوراء ستبقى!
فإنَّ عاشوراء ستستمرُّ!
فإنَّ عاشوراء ستُعطي.
فإنَّ عاشوراء ستُغيِّر.
فإنَّ عاشوراء ستواجه كلَّ الواقع الفاسد.
إذًا، أمامنا هدفان مركزيَّان:
الهدف الأوَّل: هدف يرتبط بالوجدان العاشورائيِّ.
الهدف الثَّاني: هدف يرتبط بالعقل العاشورائيِّ، والوعي العاشورائيِّ.
الفقرة الثَّالثة – في التَّمهيد -: أُسُس نجاح الموسم العاشورائيِّ
ما هي الأسس المعتمدة لنجاح هذا الموسم العاشورائيِّ؟
وأنتم أيُّها الحضور في مواقع المسؤوليَّة؛ لإنجاح هذا الموسم العاشورائيِّ، نريد أنْ نُنْجِح موسمًا عاشورائيًّا.
الخطباء، أنتم أيُّها القُوَّام على أمور المؤسَّسات الحسينيَّة، تحملون مسؤوليَّة إنجاح الموسم العاشورائيِّ.
وباختصار جدًّا:
إنَّ أسس نجاح الموسم العاشورائيِّ: أوَّلًا، وثانيًا، وثالثًا، ورابعًا، فهي أربع أسس؛ لنجاح الموسم العاشورائيِّ:
الأساس الأوَّل: الإشراف النَّاجح على الموسم العاشورائيِّ.
الأساس الثَّاني: الخطاب العاشورائيُّ النَّاجح.
الأساس الثَّالث: الجمهور العاشورائيُّ النَّاجح.
الأساس الرَّابع: الأجواء العاشورائيَّة النَّاجحة.
إذا استطعنا أنْ نحقِّق هذه الأسس الأربعة، فموسم عاشوراء ناجح، ناجح بالمفهوم الذي يرتبط بأسس وأهداف عاشوراء.
الأساس الأوَّل: الإشراف النَّاجح على الموسم العاشورائيِّ
إذًا، الأساس الأوَّل مِن أسس نجاح الموسم العاشورائيِّ الإشراف النَّاجح.
نحن عندنا مواقع في الموسم العاشورائيِّ.
عندنا مآتم.
عندنا مواكب.
عندنا فعاليات عاشورائيَّة.
هذه مواقع في الموسم العاشورائيِّ.
وكلُّ موقع من هذه المواقع يوجد له مشرفون، وقيِّمون على هذا الموقع.
إذا وجد الإشراف النَّاجح على المأتم، والإشراف النَّاجح على الموكب، والإشراف النَّاجح على الفعالية العاشورائيَّة، تحقَّق شرطٌ أساس من شروط نجاح الموسم.
وإذا كان الإشراف فاشلًا على المأتم، أو على الموكب، أو على أيِّ فعالية عاشورائيَّة، فالموسم فَقَدَ أحد شروط نجاحه.
إذًا، هنا وأنا أتحدَّث مع مواقع إشراف، على المآتم، وعلى المنابر.
أنتم معنيُّون بالدَّرجة الأولى بأنْ تمارسوا إشرافًا ناجحًا.
الآن لا أريد أنْ أدخل في التَّفاصيل: ما هو الإشراف النَّاجح؟
وما هو الإشراف الفاشل؟
ما أريد أنْ أُؤكِّده: إنَّنا نحتاج لنجاح الموسم العاشورائي إلى إشراف ناجح.
الأساس الثَّاني: الخطاب العاشورائيُّ النَّاجح
نحتاج إلى خطاب عاشورائيٍّ ناجح.
هذا هدف مركزيٌّ، ونقطة مركزيَّة في الموسم العاشورائي هو خطاب عاشوراء.
خطاب عاشوراء يعطي الموسم قِيمتَه، وحضوره، ونجاحه.
حينما نتحدَّث عن الخطاب العاشورائيِّ، نتحدَّث عن خطاب المنبر، نتحدَّث عن خطاب الموكب، نتحدَّث عن الرَّدَّات، الشِّيلات، القصائد، الشِّعارات، اللَّافتات، هذا كلُّه يسمَّى خطابًا عاشورائيًّا.
المنبر هو المفصل المركزيُّ في خطاب عاشوراء، لكن كلَّ موقع فِكْر عاشورائيٍّ هو خطاب!
فكما نحتاج إلى إشراف ناجح على موسم عاشوراء، نحتاج إلى خطاب ناجح.
ولا أريد أنْ أدخل الآن في شرح: ماذا يعني الخطاب النَّاجح؟
الآن أتحدَّث فقط عن الأسس، والعنوان يحتاج إلى شرح.
نحتاج إلى خطاب عاشورائيٍّ ناجح.
إذًا، نحتاج إلى إشراف عاشورائيٍّ ناجح على الموسم.
نحتاج إلى خطاب عاشورائيٍّ ناجح ضمن أهداف عاشوراء الأساسيَّة المركزيَّة.
الأساس الثَّالث: الجمهور العاشورائيُّ النَّاجح
إذا وُجد الإشراف النَّاجح؟
ووُجد الخطاب النَّاجح؟
هل تحقَّق الموسم النَّاجح؟
لا، فعندنا جمهور أيضًا، فإذا كان الجمهور ليس ناجحًا عاشورائيًا، فلم يتحقَّق نجاح الموسم.
لربما يكون المشرفُ ناجحًا، ولربما يكون خطاب المنبر ناجحًا، إلَّا أنَّ الجمهور فاشل!، فلا يتحقَّق حينئذٍ نجاح للموسم العاشورائيِّ.
نحتاج إلى جمهور عاشورائيٍّ ناجح.
جمهور مآتم ومؤسَّسات حسينيَّة، وجمهور مواكب، وجمهور فعاليات، كلُّ هذا نسمِّيه الجمهور العاشورائيَّ.
فحضَّار المآتم هذا جمهور عاشوراء.
حضَّار المواكب هذا جمهور عاشوراء.
حضَّار الفعاليات العاشورائيَّة هذا جمهور عاشوراء.
إذًا نحتاج إلى جمهور!
لكن ما هي شروط الجمهور العاشورائيِّ النَّاجح؟ – هذا بحث آخر، ولستُ في صدد تناوله الآن -.
إذًا، أعطني إشرافًا ناجحًا، وأعطني خطابًا عاشورائيًّا ناجحًا، وأعطني جمهورًا عاشورائيًّا ناجحًا.
الأساس الرَّابع: الأجواء العاشورائيَّة النَّاجحة
نحتاج إلى أجواء عاشورائيَّة ناجحة.
ربَّما يكون الإشراف ناجحًا، والخطاب ناجحًا، والجمهور ناجحًا، إلَّا أنَّ الأجواء العاشورائيَّة غير ناجحة، وهذا بحث قد يقودنا إلى بعض الممارسات التي تسيئ إلى سمعة عاشوراء – هذا حديث لا أريد الدُّخول فيه الآن – إلَّا أنَّ المطلوب هو أنْ نحافظ على قداسة الأجواء العاشورائيَّة.
إنَّ أجواء عاشوراء لها قداسة.
لها روحانيَّة.
لها عقائديَّة.
هذه العقائديَّة، هذه الرَّوحانيَّة، هذه القداسة للموسم، يجب أنْ نحافظ عليها، في أجواء الشَّوارع، وفي أجواء المواقع، وفي أجواء المواكب.
هذه أجواء عاشورائيَّة يجب أنْ تكون ناجحة.
فإذا ما توافرنا على الإشراف النَّاجح، وعلى الخطاب النَّاجح، وعلى الجمهور النَّاجح، وعلى الأجواء النَّاجحة أنتجنا موسمًا عاشورائيًّا ناجحًا.
هذا هو التمهيد.
ثانيًا: دور المنسِّقين
انتقل إلى دور المنسِّقين.
إنَّ المُنسِّقين هم مَنْ ينسِّقون بين المآتم، وبين المنابر، وبين الخطباء.
ما هي أدوار المنسِّقين بحيث يرتقوا إلى مستوى عاشوراء، وموسم عاشوراء؟
التَّنسيق ليس مجرَّد موقع إداري بحتٍ، لا!
التَّنسيق موقع رساليٌّ كبير – وكما تفضَّل المقدِّم – هو خدمة من أرقى ألوان الخدمات حينما تتَّصل بالحسين (عليه السَّلام).
إذًا، المنسِّقون مَن يكونون في مواقع التَّنسيق يتحمَّلون مجموعة أدوار:
الدَّور الأوَّل: تنسيق الأهداف العاشورائيَّة
أنت أيُّها القائم على إدارات مآتم، أو على التَّنسيق بين خطباء، أو على بَرْمَجَة البرامج العاشورائيَّة يجب أنْ تملك أنْ تنشِّط أهداف عاشوراء، ما هي أهداف عاشوراء؟
قلنا: عندنا هدفان مركزيان:
الهدف الأوَّل: إنتاج الحزن العاشورائيِّ.
الهدف الثَّاني: إنتاج الوعي العاشورائيِّ.
فأنت أيُّها المنسِّق، وأنت أيُّها القائم على المأتم، وأنت أيُّها القائم على الموكب، ضع في حسابك أنْ تؤسِّس لهذين الهدفين.
يأتينا مسؤول مأتم، فيقول – مثلًا -: إنَّنا لا نريد أنْ يكون كلَّ الإحياء بكاءً!
إنَّنا نريد محاضرات!
ليس من حقِّك أنت كمنسِّق ذلك.
إنَّ المأتم له أهداف!
وعندما يكون المنسِّق أو القائم على المأتم غير ملتزم بأهداف المأتم، فلا يحقُّ له أنْ يتصدَّى لإدارة، أو لإشراف، أو التَّواجد في هذا الموقع.
وقد يأتي أحدهم، فيقول – مثلًا -: لا نريد وعيًا، ولا نريد فكرًا، لا نريد ثقافة عاشوراء!
ليس من حقِّك أنْ تقول هذا!
كما أنَّ ذلك ليس من حقِّ المُشرف، وليس من حقِّ حتَّى الخطيب!
توجد مأساة عاشوراء، وهذه من اللَّازم أنْ تبقى.
توجد دمعة عاشوراء، وهذه من اللَّازم – أيضًا – أنْ تبقى.
ولذلك يقول بعض علمائنا، بعض فقهائنا – في التَّزواج بين الدَّمعة وبين الفكرة –: أعطِ الدَّمعة جرعةً من الوعي.
وأعطِ الوعي جرعةً من الدَّمعة!
فلتلتقِ الدَّمعة مع الفكرة، مع الثقافة.
إذًا، هذا الهدف العاشورائيُّ، هذا الهدف المركزيُّ لعاشوراء، يجب أنْ تحافظوا عليه أيُّها القائمون على إدارات المآتم، والإشراف والتَّنسيق.
ضعوا أمامكم هذين الهدفين؛ كي تحافظوا على أهداف عاشوراء، عاشوراء التي ورثناها من أجدادنا، وآبائنا.
عاشوراء التي طرحها أئمَّتنا (عليهم السَّلام) هي التي يجب أنْ تبقى بأهدافها الحقيقيَّة.
هذا هو الدَّور الأوَّل للمنسِّقين، وهي الحفاظ على أهداف الموسم العاشورائيِّ.
الدَّور الثَّاني – المسؤوليَّة الثَّانية – للمنسِّقين والقائمين على شؤون الموسم: ترسيخ أسس النجاح لموسم عاشوراء
إنَّا قد تحدَّثنا عن أسس النَّجاح، وقلنا: إنَّ الموسم يكون ناجحًا إذا ما كان هناك إشراف ناجح.
وإذا ما كان هناك خطاب ناجح.
وإذا ما كان هناك جمهور ناجح.
وإذا ما كانت هناك أجواء عاشورائيَّة ناجحة.
هذه هي أسس النَّجاح، فحافظوا على أسس نجاح الموسم العاشورائيِّ.
مطلوب منكم:
أوَّلًا: أنْ تملكوا وعيًا بهذه الأسس.
ثانيًا: أنْ تحافظوا على ترسيخ أسس النَّجاح لموسم عاشوراء.
هذا الدَّور الثَّاني – المسؤوليَّة الثَّانية – الذي يتحمَّله القيِّمون على شؤون الموسم العاشورائيِّ.
الدَّور الثَّالث – المسؤوليَّة الثَّالثة -: إزالة كلِّ أسباب الخلافات في الموسم العاشورائي
إنَّ هذا الدَّور – وهذه المسؤوليَّة – مهمَّة خطيرة جدًّا!
ومع الأسف – وأقولها بصراحة -: إنَّنا ومنذ أنْ يُقبل موسم عاشوراء، فإنَّ الصِّراعات والنِّزاعات، والخلافات تبدأ!، وكأنَّ الإمام الحسين (عليه السَّلام) يقول لنا: إذا جاء الموسم اختلفوا، تقاذَفوا، تشاتموا، تنازعوا، تصارعوا!!
فهل هذا هو خطاب عاشوراء؟!
وهل هذا هو هدف الموسم العاشورائي؟!
إنَّ خطاب عاشوراء هو خطاب وحدة، وليس وحدة في الدَّاخل الشِّيعيِّ فقط، بل هو خطاب وحدة لكلِّ الأمَّة، بكل مذاهبها، ومكوناتها.
خطاب عاشوراء لا يُفرِّق مذهبيًّا، ولا فكريًّا، ولا عقيديًّا، إذ: “…، خرجت لطلب الإصلاح، …” (لواعج الأشجان، الصَّفحة30، السَّيِّد محسن الأمين).
إنَّ أوَّل عنصر من عناصر الإصلاح هو أنْ تتوحَّد الأمَّة.
عاشوراء توحِّدنا.
الحسين (عليه السَّلام) يوحِّدنا، ليس كشيعة فقط!
الحسين (عليه السَّلام) يوحِّدنا كأُمَّة إسلاميَّة، ولذلك نريد لخطاب عاشوراء أنْ يكون خطابًا توحيديًّا.
إنَّ مناسباتنا ليست مناسبات تأزيم علاقات!
إنَّ مَن يستخدم المناسبات لتأزيم العلاقات مع الآخر، فهذا لم يفهم أهداف المناسبات!
إنَّ لهذه المناسبات أهدافًا مركزيَّة معيَّنة، ومن أهم أهداف مناسباتنا الدِّينيَّة توحيد الأمة.
وقد قلتُ في حديث الغدير قبل ليلتين: إنَّهم يُشْكِلون علينا بأن حادثة الغدير تُفرِّق الأمَّة!
الحَدَث الذي اختلف المسلمون حوله.
وقلتُ: إنَّ قضية الغدير توحِّد الأمَّة، ولا تفرَّق – حديث مفصَّل -.
إذًا، عاشوراء توحِّد، ولا تفرِّق.
إنَّ المطلوب من خطاب عاشوراء أنْ يوحِّد.
المطلوب من القيِّمين على عاشوراء أنْ يوحِّدوا.
أمَّا أنْ نجد مأتمًا يختلف مع مأتمٍ، وموكبًا يختلف مع موكبٍ، والجميع يصرخ يا حسين!، فهل حسينُك غير حسيني؟!
هل حسيني يختلف؟
أنت تقول: يا حسين، والآخر يقول: يا حسين، فلماذا تختلفون؟
لماذا تتصارعون؟
لماذا نشتِّت الأجواء العاشورائيَّة، ونُضْعِف وهج عاشوراء؟
عاشوراء لها وهج.
عاشوراء لها أهداف كبرى، فلا تضيِّعوا هذا الوهج، وهذه الأهداف الكبرى من خلال أنانيَّات، وذَاتيَّات، وصِراعات، لا تُرضي الله سبحانه أبدًا.
ضعوا الحسين (عليه السَّلام) أمامكم.
ضعوا مأساة الحسين (عليه السَّلام) أمامكم.
فليوحِّدنا الحسين (عليه السَّلام).
وليوحِّدنا خطاب الحسين (عليه السَّلام).
وليوحِّدنا موسم الحسين (عليه السَّلام).
فمسؤوليَّتكم أيُّها القيِّمون على شؤون المآتم، وشؤون المنابر، وشؤون الفعاليات العاشورائيَّة، مسؤوليَّتكم هي أنْ توحِّدوا أجواء عاشوراء.
حرام، وحرام، وحرام أنْ تصنعوا أجواءً متوتِّرة في عاشوراء!
أنتم بذلك تقتلون الحسين (عليه السَّلام)! تذبحون الحسين (عليه السَّلام).
بصراعاتكم، بخلافاتكم! تذبحون الحسين (عليه السَّلام)، وتقتلون الحسين (عليه السَّلام)، وتبكون على الحسين (عليه السَّلام)؟!
الحسين (عليه السَّلام) يريدنا أنْ نكون وجودًا ملمومًا، متراصًّا، متوحِّدًا، بعيدًا عن التَّشنُّجات، والصِّراعات، والأنانيَّات، والذَّاتيَّات.
هذا الدَّور الثَّالث لكم أيُّها القيِّمون المسؤولون، وهو أنْ توحِّدوا الموسم العاشورائيَّ، وأنْ تواجهوا أيَّ شكل من أشكال الصِّراع، والخلاف، والتَّأزُّم.
الدَّور الرَّابع – المسؤوليَّة الرَّابعة للقيِّمين على المآتم، والموسم، والمواكب -: تنظيم أوقات المجالس
إنَّ هذه القضيَّة الآن هي أحد أسباب بعض التَّأزُّمات!
أنتم بحاجة إلى أنْ تُمارسوا بقدر الإمكان تنظيم أوقات المجالس.
فإن مشكلة الكثير من القرى والمناطق أنَّهم يختلفون على الأوقات!
فالبعض يرجعها إلى الخطباء، حيث يقول: إنَّ الخطباء هم الذين يُحدِّدون لنا الأوقات!
لكن يمكن بطريقة وأخرى تنتظم الأوقات، ولا تكون هذه سببًا لإنتاج خلافات في أوقات المواكب، وخلافات في أوقات المجالس.
هذه أدوار ومسؤوليَّات.
ثالثًا: شروط وصفات المنسِّقين
ما هي الشُّروط؟
ما هي شروط وصفات المنسِّقين، ومَن يتصدَّى لموقع التَّنسيق، ومَن يتصدَّى لموقع الإشراف، وموقع المسؤوليَّة في الموسم العاشورائيِّ؟
الشَّرط الأوَّل: الوعي بأهداف عاشوراء
فأنتَ لا يحقُّ لك الإشراف على موسم لا تملك وعيًا كاملًا بأهدافه – وإنْ شاء الله تعالى كلُّكم تملكون هذا الوعي بأهداف عاشوراء -.
إنَّ عاشوراء عَبرة وعِبرة.
هذه هي عاشوراء.
هذه أهادف عاشوراء.
فمَن يتصدَّى لإشراف على مأتم، أو إشراف على موكب، أو إشراف على فعالية عاشورائيَّة يجب أنْ يملك درجةً عالية من الوعي بأهداف عاشوراء.
الشَّرط الثَّاني: الإخلاص، والصِّدق لأهداف عاشوراء
هذه مسألة – وإنْ شاء الله الجميع مخلصون، وصادقون في خدمتهم للحسين (عليه السَّلام) -، إلَّا أنَّ هذه المسألة مسألة داخليَّة في القلب، ولا يطَّلع عليها إلَّا الله تعالى.
إنَّك لا تقدر على الاطِّلاع على نيَّتي.
فهل في خطابي هذا أنا مخلص لله تعالى، أم هو للشُّهرة والبروز؟، وخاصَّة في القضايا التي فيها بروز اجتماعيٌّ، فالشيطان يدخل في مثل هذه المواقع.
فأنت تريد خدمة الحسين (عليه السَّلام) إلَّا أنَّ الشَّيطان يزجُّ في داخلك، ويوسوس لك بـ: اعمل للشُّهرة، اعمل للبروز!
اجعل النَّاس تمدحك!
اجعل النَّاس تُثني عليك!
لقد تحولَّت الخدمة من خدمة للحسين (عليه السَّلام) إلى خدمة للشَّيطان!!
إنَّ هذه مسؤوليَّة كلِّ واحد – فيما بينه وبين الله تعالى – أنْ يحاسب نفسه.
أنا عالم حينما ألقي.
أنا خطيب حينما ألقي.
أنا متصدٍّ لإشراف على مأتم.
متصدٍّ لموكب.
متصدٍّ لأيِّ فعالية.
فلأضع الله تعالى أمامي.
فلأجعل نيَّتي خالصة لوجه الله تعالى.
وربَّما أشتهر!
كعالم أشتهر!
كخطيب أشتهر!
كمسؤول حسينيٍّ أشتهر!
عند النَّاس أشتهر!
ولعلِّي أملأ الدُّنيا شهرةً، ولكن عند الله تعالى لا أُساوي جناح بعوضة!!
“إنَّ العبد لينشر له من الثَّناء ما بين المشرق والمغرب وما يزن عند الله جناح بعوضة”! (كشف الخفاء1/221، العجلوني).
كم نحن عند الله تعالى؟
وهذا يحتاج إلى تطهير وتنقية النِّيَّة في الدَّاخل حتَّى تحقَّقوا ثوابًا!
يا جماعة، إنَّ خدمة الحسين (عليه السَّلام) ثوابها عظيم جدًّا، فلا نضيِّع هذه الخدمة بنزعات أحيانًا تضغط علينا في الدَّاخل، وتحوِّلنا من خدمة للحسين (عليه السَّلام) إلى خدمة لأهدافنا، ومصالحنا.
إذًا، الشَّرط الثَّاني هو الإخلاص.
الشَّرط الثَّالث: الفهم الفقهيُّ
لا أقول لكم: كونوا علماء، وفقهاء، إلَّا أنَّ الإشراف على مأتم يحتاج إلى رؤى فقهيَّة، حيث توجد أحكام فقهيَّة خاصَّة بالمأتم، فعلى الأقل اجعلوا لكم مستشارين من العلماء؛ لتراجعوهم في الشُّؤون الفقهيَّة للمأتم، أو للمركب.
إنَّ الشُّؤون الفقهيَّة لموسم عاشوراء هذه تحتاج إلى مستوى من الفهم والاستعداد، فحتَّى المال الذي تستخدمه في المأتم خاضع لمجموعة من الضَّوابط الشَّرعيَّة.
فليس في مقدوري التَّصرُّف في المال كيفما أشاء!
توجد ضوابط شرعيَّة لصرف المال.
توجد ضوابط شرعيَّة لأوقاف المأتم.
توجد ضوابط شرعيَّة للتَّصرُّف في كهرباء المأتم.
هل من الصَّحيح أنْ أجد أربعة أشخاص، أو خمسة أشخاص مثلًا جالسين – والمجلس الحسينيُّ قد انتهى – في المأتم وكلُّ الكهرباء تعمل، وأدفع أجر هذا الاستعمال للكهرباء من أموال المأتم –!
فهذه مسؤوليَّة مَن؟
فعندما ينتهي المجلس، فبمقدار الضَّرورة أستعمل الكهرباء، والماء، الفُرش، الكراسي – كما أنَّ هذه القاعدة في الاستعمال وهو الاكتفاء بالضَّرورة سارية في كلِّ وضعيَّة -، فهذه التَّصرُّفات كلُّها تحتاج لأحكام فقهيَّة.
إذًا، المعنيُّون بالإشراف، والقيمومة، وبالتَّنسيق محتاجون إلى أنْ يملكون درجة من الفهم، أو يضعوا لهم مستشارين من العلماء الواعين المخلصين الصَّادقين، فيستشيرونهم في القضايا الفقهيَّة المتعلِّقة بكلِّ ذلك.
الشَّرط الرَّابع: الالتزام، والمظهر الالتزاميُّ
أنت تمثِّل موقعًا من مواقع عاشوراء، فبقدر الإمكان كُنْ نموذجًا في أخلاقك، نموذجًا في سلوكك، نموذجًا في تَقواك.
إنَّ الحسين (عليه السَّلام) دعه يزرع فيك التَّقوى، والصَّلاح، والإيمان.
فلا يصحُّ أنْ أتصدَّى لموقع باسم الحسين (عليه السَّلام) وأنا أخلاقي لا تليق بهذا الأمر!
وسلوكيَّاتي فيها خلل!
وممارساتي تحتاج إلى تصحيح.
من العجيب أنْ أتصدَّى للقيمومة على مشروع هو من أجل إصلاح النَّاس، وبناء دين النَّاس، وأخلاق النَّاس وأنا أفقد الكثير من الأهليَّة! – وإنْ شاء الله تعالى لا يوجد فيكم من يفتقد الأهليَّة – إلَّا أنَّ هذا للتَّذكير، وهو: إنَّنا عندما نتصدَّى كقيِّمين، أو كعلماء، أو خطاب نوجِّه النَّاس، ونرشدهم، فنحن أولى النَّاس بأنْ نكون ملتزمين بما نقوله، ونرشد به!
أنتم في مواقع هي مواقع إشراف على مشروع حسينيٍّ، ومؤسَّسات حسينيَّة، فمن اللَّازم أنْ يكون الإنسان على درجة عالية من الخُلقيَّة والالتزام.
الشَّرط الخامس: توظيف الطَّاقات والقُدُرات والأوقات لخدمة أهداف عاشوراء
أنْ يوظِّف – يعني هذا القيِّم، هذا المسؤول، هذا المشرف – كلَّ طاقاتِه، وقدراتِه، وأوقاتِه لخدمة أهداف الموسم العاشورائيِّ.
فمن غير الصَّحيح أنْ أختار إدارة لمجلس، ويكون بعض أعضائه مشلولين!، لا يعملون، ولا ينشطون، ولا يقدِّمون!
بل يضعوا أعذارًا لهم كـ: إنَّني مشغول!
أريد أنْ أنام!
أريد أنْ أستريح!
لا، إنَّ هذا الموسم يجدر أنْ تستنفروا فيه طاقاتِكم.
هذا موسم يحتاج لاستنفار.
هذا موسم استثنائيٌّ.
استنفِرْ فيه طاقاتِك، ووقتَك، وجهدك، وفكرك، وعطاءَك لخدمة الحسين (عليه السَّلام)، وإلَّا، فلا تتصدَّ!
فأنت عندما تتصدَّى لمسؤوليَّة مأتم، أو موكب، أو مسؤوليَّة موسم، وتكون طول الوقت نائمًا في بيتك، فهذا لا يجوز!
دع غيرك – ما دام هذا وضعك – الذي يعمل أنْ يتقدَّم، ولذلك أقول: إنَّ مَن يترشَّح لإدارات المآتم يجب أنْ يتحمَّل مسؤوليَّة أن يُعطي كلِّ جهده، وطاقاته لوظيفته، ولدوره، وإلَّا فليعتذر، ويقول: لا أقدر.
لماذا أشغل موقًعا في إدارة المأتم؟
وأُعطِّل موقعًا في إدارة المأتم؟ وأنا لا أعمل، وليس لديَّ وقت، أو أنَّ اهتماماتي الأخرى مقدَّمة على اهتمامات الموسم، والمأتم!
إذًا، إنَّ توظيف الطَّاقات، وتوظيف القُدُرات مطلوب، وحرام أنْ اُجمِّد طاقاتي وأنا أملك موقعًا!!
فَلَسْتَ مُجبرًا أنْ تكون في هذا الموقع، ولكن إذا صرت في هذا الموقع، فَتَحَمَّلْ مسؤوليَّته، وأَعْطِه من وقتك، من جهدكَ، من طاقتك لخدمة هذا الموقع.
الشَّرط السَّادس: أنْ تكون هناك لقاءات تقويم لأداء المنسِّقين
المطلوب في كلِّ سنة – بعد موسم عاشوراء – أنْ تُجرى جلسات تقويميَّة ولو في مجاميع حواريَّة، وتكون بطرح أسئلة:
بأيِّ قَدر أدَّينا دورَنا؟
بأي قدر أدَّى هؤلاء المنسِّقون أدوارهم في هذا الموسم؟
هل نجحنا؟
هل فشلنا؟
هل كان دورنا متوسطًا؟
ونناقش دورَنا بكلِّ حرِّيَّة، وبكلِّ صراحة، وبكلِّ أريحيَّة.
والمقصِّر يقول: أنا قصَّرت هذه السَّنة، وفي الواقع: لم أُؤدِّ كما ينبغي.
ومهما نعطي فنحن مقصِّرون مع الحسين (عليه السَّلام)!
فمهما نعطي من طاقات، وقدرات فنحن مقصِّرون!
فالمطلوب بعد كلِّ موسم لقاءات، وجَلَسات، ولقاءات مع علماء، ولقاءات مع خطباء؛ لتقييم الموسم.
فلنقيِّم الموسم.
ولنقيِّم الأداء الخطابيَّ.
ولتقيِّم الأداءَ الإداريَّ.
ولنقيِّم المواكب.
فكلُّ هذا مطلوب.
وليكن كلُّ ذلك بأريحيَّة، وبحبٍّ، وتفاهم حتَّى نصحِّح بعض أخطاءَنا.
الشَّرط السَّابع: توثيق المنسِّقين علاقاتِهم بالعلماء المؤهَّلين الموثوقين
أنْ يوثِّق المنسِّقون علاقاتهم مع علماء مؤهَّلين موثوقين؛ من أجل تحصين مسار التَّنسيق، والإشراف على المآتم.
ولقد ذَكرتُ هذه النقطة – هنا -، وجعلتها شرطًا: اجعلوا كلَّ مأتم، كلَّ إدارة مأتم ترتبط بعالِم، عالم: موثوق، نظيف، ومؤهَّل، ومحترم عند الطَّائفة، وترتبط به؛ حتَّى نصحِّح الكثير من أوضاع الموسم.
وكما قال في المقدمة الأخ (حفظه الله تعالى): إنَّنا اليوم بحاجة لأنْ نرجع لمرجعيَّاتنا الدِّينيَّة، فهي التي تحدِّد لنا مسارنا الفكريَّ، والثَّقافيَّ، والفقهيَّ، والعقيديَّ، والاجتماعيَّ، فهم فقهاء الأمَّة الصُّلحاء.
يوجد فقهاء صلحاء، ويوجد قادة علماء، فهؤلاء يُحدِّدون مسار الأمَّة، ومسار المؤسَّسات، ومسار كلِ المواقع الدِّينيَّة، والاجتماعيَّة.
إنَّ التَّواصل الدَّائم مع هذه المواقع مسؤوليَّتكم جميعًا أيُّها القيِّمون.
نسأل الله تعالى أنْ يديم لنا هذه اللِّقاءات، وأنْ نعيش موسم عاشوراء إنْ شاء الله تعالى بنجاح، وبكلِّ تقدُّم.
والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.