حديث الجامعة 508: التَّقاربُ هو خَيَار الشُّعوب والأنظمة – الفحوصات الطِّبِّيَّة لآية الله الشَّيخ عيسى أحمد قاسم
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلين محمَّدٍ، وعلى آلِهِ الهُداةِ الميامين، وبعد فمع العنوان:
التَّقاربُ هو خَيَار الشُّعوب والأنظمة
إنَّ هذا العنوان في غاية الصُّعوبة والوعورة، كونه شديدَ الحساسيَّة والخطورة، وقد تجاذبته رؤى متعدِّدة ومتباينة، ولذلك فإنَّ أيَّة محاولةٍ لمعالجة هذا النَّمط من العناوين تبدو عسيرةً، وفي غاية التَّعقيد، ولكثافة الإشكالات والمعوِّقات قد يذهب البعض إلى (عبثيَّة) هذا النَّمط من الأحاديث!
ورغم هذا النَّمط المعقَّد في التَّعاطي مع هذا العنوان، فإنَّه يشكِّل (ضرورة كبرى)؛ لحماية الأوطان، فأوطانٌ ممزَّقةٌ دينيًّا، وأوطان ممزَّقةٌ اجتماعيًّا، وأوطانٌ ممزَّقةٌ سياسيًّا هي أوطانٌ مكتوبٌ عليها الدَّمار، والبؤس، والشَّقاء، وأوطانٌ لا تعرف الأمنَ، والأمان، والرَّاحة، والاستقرار، وأوطان يموت فيها الحبُّ، والتَّسامح، والتَّآلف، والتَّآزر.
اقرأوا أوضاعَ الأوطان التي تحكمها الصِّراعات، والخلافات.
فلا تقارب بين أنظمتها، وشعوبها.
ولا تقارب بين أديانها، ولا بين مذاهبها.
ولا تقارب بين أحزابها، ومكوِّناتِها السِّياسيَّة، ولا بين مكوِّناتها الاجتماعيَّة.
من الطَّبيعيِّ جدًّا أنَّ أوطانًا هذه أوضاعها الدِّينيَّة، والسِّياسيَّة، والاجتماعيَّة هي أوطانٌ مآلاتها إلى الدَّمار، ومآلات شعوبها إلى الشَّقاء.
وإذا نَظَرْنا إلى أزمات الأوطان والشُّعوب – فيما هي الأزمات الدِّينيَّة، والأزمات السِّياسيَّة، والأزمات الاجتماعيَّة، والأزمات الاقتصاديَّة -، فسنجد أنَّ التَّوتُّرات، والاضطرابات هي من أبرز الأسباب لتلك الأزمات!
ثمَّ إنَّ التَّوتُّرات، والاضطرابات هي نتيجة طبيعيَّة لوجود الصِّراعات، والخلافات، والعداوات!
* حديثنا عن الخلافات المؤجِّجة والقاتلة
وحينما نتحدَّث عن (الخلافات) لا نتحدَّث عن اختلاف الرُّؤى والقناعات، فهذا الاختلاف أمر مشروع، فمِن حقِّ أيِّ إنسان أنْ يؤسِّس انتماءه الدِّينيَّ، أو المذهبيَّ، أو الثَّقافيَّ، أو السِّياسيَّ وفق ما تتشكَّل لديه من قناعات بشرط أنْ يكون هذا التَّشكُّل مبنيًّا على أُسُسٍ علميَّةٍ، وموضوعيَّة، وليس على أسسٍ وهميَّة، ونزعاتٍ عصبيَّة.
إذًا حديثُنا عن خِلافاتٍ تؤجِّج العداوات، والصِّراعات، والعصبيَّات، عن خلافات تقتل التَّقارب والتَّفاهم، وتكرِّس التَّباعد والتَّخاصم.
هل نستطيع أنْ نعالج الفتن الطَّائفيَّة، والمذهبيَّة؟
هل نستطيع أنْ نعالج الخلافات الاجتماعيَّة؟
هل نستطيع أنْ نعالج التَّباينات السِّياسيَّة؟
سواء أكانت هذه (التَّباينات السِّياسيَّة) بين أنظمة حاكمةٍ وشعوبها، أم بين قوى، وأحزابٍ، أم بين مكوِّنات جماهير؟
هل نستطيع أنْ نعالج كلَّ هذه الفتن، وهذه الخلافات، وهذه التَّباينات من خلال التَّباعد، والتَّقاطع؟
الجواب بكلِّ تأكيد: (لا)!
ومهما استعصت (الخلافات)، فعلاجها التَّقارب، والتَّفاهم، والتَّحاور.
* رؤية حول مواقف التَّقارب والتَّفاهم
وبعد هذا العرض العاجل أحاول أنْ أتناول مجموعة مواقف، حدَّدت رؤيتها حول (التَّقارب، والتَّفاهم) إنْ على المستوى الدِّينيِّ، وإنْ على المستوى السِّياسيِّ.
الموقف الأوَّل: الموقفُ الرَّافضُ لكلِّ أشكالِ التَّقارب الدِّينيِّ، أو التَّقارب السِّياسيِّ
يمثِّل هذا الموقفَ متطرِّفون، متشدِّدون، ربَّما يكونون في مواقع دينيَّة، أو مواقع سياسيَّة، أو مواقع اجتماعيَّة!
وحينما نتحدَّث عن مواقع سياسيَّة نتحدَّث عن أنظمة حاكمة، ونتحدَّث عن قوى، وأحزاب، ونتحدَّث عن جماهير.
فكم أزَّمت هذه المواقف أوطانًا؟!
وكم أنتجت أوضاعًا في غاية السُّوء؟!
إنَّ الرَّافضين للتَّقارب الدِّينيِّ، أو للتَّقارب السِّياسيِّ ينطلقون من فهمٍ مُسْرِف في التَّطرُّف.
هذا الفهم يتمثَّل في إلغاء الآخر!
فالمتطرِّفون دينيًّا، أو مذهبيًّا يعتبرون الآخر الدِّينيَّ، أو الآخر المذهبيَّ خارجًا عن الدِّين، أو عن المذهب، فلا معنى للتَّقارب معه!
والمتطرِّفون سياسيًّا يعتبرون الآخر السِّياسيَّ عَدُوًّا سياسيًّا مرفوضًا تمامًا لا يصحُّ التَّقارب معه!
هذا النَّهج المتطرِّف دينيًّا، أو المتطرِّف سياسيًّا هو الذي أوقع الأوطان والشُّعوب في مآزق، وكوارث، وويلات، وأزمات.
إنَّ العقلاء، والأوفياء للأوطانِ يرفضون كلَّ الرَّفض النَّزعات المفرِطة في الانغلاقِ، والتَّشدُّد المتطرِّف، وكلِّ أشكال التَّعصُّب، وإلغاء الآخر.
إنَّ هذا اللَّون من النَّزعات المغلقة، والمتطرِّفة، والمتعصِّبة يُشكِّل أحد أهم الأسباب في إنتاج العنف والإرهاب، ممَّا كلَّف الأوطان أثمانًا باهظةً جدًّا من صراعاتٍ، ومواجهات، وأرواحٍ، ودماءٍ!
وهل سوف يبقى هو هذا خَيار الأنظمة الحاكمة؟
وهل سوف يبقى هو هذا خَيار القوى، والأحزاب؟
وهل سوف يبقى هو هذا خَيار الجماهير؟
منطق العقل، والحِكمة يرفض هذا الخَيار.
ومنطق المحبَّة، والتَّسامح يرفض هذا الخَيار.
ومصالح الأوطان، والشُّعوب ترفض هذا الخَيار.
نعم هذا الخَيار:
تغذِّيه قوى معادية لتطلُّعات الشُّعوب.
وتغذِّيه بعض أنظمة حكم.
وتغذِّيه بعض رجال سياسة، ورجال إعلام.
وتغذِّيه بعض منابر دِين.
ويجب أنْ لا ننسى قوى الجهل، والتَّعصُّب، والمصالح الضَّيِّقة في تأجيج الفتن، وتغذية الصِّراعات!
وهكذا تعاضدت كلُّ هذه المواقع في تحريك (مشروعات التَّفتيت، والتَّمزيق)، وفي دعم (خَيارات التَّباعد، والتَّخاصم).
الموقف الثَّاني: الفهم الملتبِس المعتقِد بفقدان الهُويَّة
هذا الموقف لا ينطلق من عصبيَّة، وتشدُّد، وتطرُّف – كما هو الموقف الأوَّل -، وإنَّما من فهمٍ ملتبِس خطأ.
هذا الموقف يعتقد أنَّ أيَّ تقارب يعني: (فقدان الهُويَّة: الدِّينيَّة، أو المذهبيَّة، أو السِّياسيَّة).
فحينما أتقارب أنا الدِّينيُّ مع الآخر العَلْمَانيِّ، فمعناه أنْ أتنازل عن انتمائي الدِّينيِّ!
وحينما أتقارب أنا المسلم مع الآخر المسيحيِّ، فمعناه: أنْ أتنازل عن انتمائي الإسلاميِّ!
وحينما أتقارب أنا السُّنِّيُّ مع الآخر الشِّيعيِّ، أو حينما أتقارب أنا الشِّيعيُّ مع الآخر السُّنِّيِّ، فمعناه: أنْ أتنازل عن انتمائي المذهبيِّ!
وحينما يتقارب (النِّظام الحاكم) مع الشَّعب، فمعناه: أنْ يفقد النِّظام هُويَّته، وهيْبَتَه، وسُلْطَتَه!
وحينما يتقارب الشَّعب مع النِّظام، فمعناه: أنْ يفقد الشَّعب إرادته، ووجوده، ومصالحه!
هذا الفهم للتَّقارب مغلوط جدًّا!!
فالتَّقارب الإنسانيُّ، والتَّقارب الدِّينيُّ، والتَّقارب المذهبيُّ، والتَّقارب السِّياسيُّ لا يفرض – أبدًا – (التَّخلِّي عن الانتماء).
نعم، هذا التَّقارب يُشكِّل (تفعيلًا عمليًّا للقواسم المشتركة) الكبيرة جدًّا.
أبناء الوطن الواحد يشكِّلون (مكوِّنات متعدِّدة): (أديان، ومذاهب متنوِّعة).
فمِن حقِّ أصحاب أيِّ مكوَّن، أو أيِّ دين، أو أيِّ مذهب أنْ يحتفظوا بهُويَّتهم، وانتمائهم، وأنْ يمارسوا كلَّ شعائرهم، بشرط الحِفاظ على (هُويَّة الوطن الإسلاميَّة)، و(انتمائه القوميِّ).
* معاني التَّقارب
ورغم هذه (التَّعدُّديَّات) في الوطن الواحد، ورغم هذه التَّنوُّعات والخصوصيَّات، فهناك (مشتركات عامَّة)، و(قواسم موحِّدة).
فالتَّقارب يعني:
أَوَّلًا: التَّفعيل العمليُّ للمشتركات العامَّة، والقواسم الموحِّدة
فالدِّفاع عن الوطن، والدِّفاع عن أمنِهِ، والدِّفاع عن وحدته، والدِّفاع عن كرامته، والدِّفاع عن حقوق أبنائه هذه مشتركات لا تخصُّ مكوِّنًا، أو دينًا، أو مذهبًا، بل تتَّسع لكلِّ مَن ينتمي للوطن.
فللوطن على أبنائه حقوق عامَّة، كما أنَّ لأبناء الوطن على الوطن حقوقًا عامَّة.
فلا يجوز أنْ يتخلَّى أبناء الوطن علن حقوق وطنهم.
ولا يجوز أنْ يتخلَّى وطنٌ عن حقوق أبنائه.
هذا أوَّلًّا.
ويعني التَّقارب:
ثانيًا: معالجة مساحات الاختلاف من خلال (الحوارات العلميَّةَ الجادَّة)
ورغم المساحات الكبيرة المشتركة بين أبناء الوطن الواحد، إلَّا أنَّه هناك (اختلافات وقناعات متعدِّدة) في التَّعاطي مع أوضاع الوطن، وأزماته، وإشكالاته، وهذا يفرض (التَّقارب، والتَّفاهم).
إنَّ هذا التَّقارب والتَّفاهم قادر – إذا توفَّرت الحكمة، والصِّدق، والإخلاص – أنْ يحوِّل الكثير من نقاط الاختلاف في مجالات الفِكر، والدِّين، والسِّياسة إلى (منتجات فاعلة) في الكثير من قضايا الوطن، وأزماته.
إنَّ الأوطان تحتضن (كفاءات علميَّة كبيرة)، ولكنَّها ضائعة، ومهدورة، ومعطَّلة!
هنا الحاجة إلى سياسات قادرة على أنْ تستوعب هذه الكفاءات؛ لكيلا تبقى مهدورةً، ومعطَّلة.
وهنا الحاجة إلى (التَّقارب، والتَّفاهم)؛ من أجل (المصارحة، والمكاشفة)، ولكيلا تتراكم الأخطاء، وتتولَّد الأَزَمات.
نريد لهذا الوطن أنْ يكون معافَى من كلِّ الأزمات، أزمات السِّياسة، وأزمات الاقتصاد، وأزمات التَّوظيف.
أنا واثق أنَّ النِّظام يؤلمه كلَّ الألم أنْ يسمع مَنْ يتحدَّث عن (تدنِّي الخَدَمات الصِّحيَّة)، و(غياب الكثير من الأدوية)!
أنا واثق أنَّ النِّظام يؤلمه أنْ ينتشر بين النَّاس (الحديث عن البطالة، ووجود عدد كبير من الطَّلبة الجامعيِّين العاطلين عن العمل)!
هذا الكلام يؤلمنا كما يؤلم النِّظام.
إنَّنا لا نريد ما يسيئ إلى سمعة هذا الوطن.
أنا لا أشكُّ أنَّ في وطننا عقولًا لو وُظِّفت لاستطاعت أنْ تغني هذا الوطن بعطاءاتها العلميَّة الكبيرة.
وهذا ما يفرض ضرورة التَّفاهم؛ من أجل أنْ تعالج الأوضاع التي هي في حاجة إلى معالجة، وربَّما تصحِّح بعض الرُّؤى هنا، أو هناك.
فالمراجعة، والمحاسبة مطلوبة من كلِّ المواقع.
الموقف الثَّالث: المُثقَل باليَّأس والإحباط للتَّجارب الفاشلة
الموقف الأوَّل كان رافضًا لكلِّ أشكال التَّقارب.
الموقف الثَّاني كان يحمل فهمًا خطأً للتَّقارب.
أمَّا الموقف الثَّالث، فهو مُثْقلٌ باليأس والإحباط، نتيجة تاريخ من التَّجارب الفاشلة، ممَّا كرَّس إحساسًا منقبِضًا غير متفاعل مع أيِّ حَراكِ يدعو للوحدة، والتَّقارب، والتَّفاهم.
وإذا قيل لأصحاب هذا الموقف: لماذا لا نتوحَّد دينيًّا، ومذهبيًّا؟
قالوا: إنَّ تجارب التَّاريخ في هذا الشَّأن قد باءت بالفشل، فلماذا نعيد تجاربَ فاشلةً؟!
وإذا قيل لهم: لماذا لا نتقارب سياسيًّا؟
قالوا: إنَّ كلَّ تجارب التَّاريخ، وتجارب البلدان باءت بالفشل، فلا معنى أنْ نكرِّر تجارب فاشلةً!
إنَّ هؤلاءِ يرون في الدَّعوة إلى الوحدة، والتَّقارب مضيعةً للجهد والوقت، وتكرار لتجارب ليس مكتوبًا لها النَّجاح.
وإذا سألت أحدهم عن التَّعصُّب الدِّينيِّ، أو المذهبيِّ، أو السِّياسيِّ وجدتَهُ يمقتُهُ كلَّ المَقْت!
وإذا سألته عن ضرورة الوحدة والتَّقارب وجدتَه يؤمن بذلك كلَّ الإيمان!
إلَّا أنَّه يبقى مأسورًا لعقدة اليأسِ والإحباطِ، فتسمعه يُردِّد: لا جدوى من اللِّقاءات، لا فائدة من الحوارت الدِّينيَّة، أو السِّياسيَّة.
كلُّ المحاولات السَّابقة فشلت!
فلماذا نكرِّر تجارب فاشلةً، ومشاريع خياليَّة، وهميَّة محكومة لمجموعة معوِّقات، وإشكالات متجذِّرة.
قد يبدو لأوَّل وَهْلة أنَّ هذا الكلام منطقيٌّ، ويحمل وجاهةً!!
فما أكثر الملتقيات، والاجتماعات التي كانت فاشلة!
وما أكثر المؤتمرات التي صدرت عنها قرارات معطَّلَة!
وما أكثر الحوارات في شؤون الدِّين، وفي شؤون السِّياسة، وفي شؤون الحقوق، وفي شؤون الثَّقافة، وفي شؤون الاقتصاد كانت منتجاتها حبرًا على ورق، وكانت بياناتُهم وهمًا في وهم!!
وكم، وكم من الخطابات كانت استهلاكًا، وتخديرًا، ومزايدةً، ومساومة!!
كلُّ هذا عمَّق في نفوس النَّاس عُقدةَ اليأس، والإحباط، والشَّكِّ، والرَّيبة.
أقول: كلُّ هذا الكلام صحيح، ووجيه، ومنطقيٌّ.
إلَّا أنَّه تبقى عليه ملاحظات نعرض لها في حديث قادم إنْ شاء الله تعالى.
* كلمة أخيرة: الفحوصات الطِّبِّيَّة لآية الله الشَّيخ عيسى أحمد قاسم
الفحوصات الطِّبِّيَّة بالنِّسبة للأب الكبير سماحة آية الله الشَّيخ عيسى أحمد قاسم مستمرَّة، وبكلِّ رعاية من قبل كبار الأطباء الاستشاريِّين، وبمتابعه مشكورة من قبل المسؤولين.
إنَّ الوضع الصِّحِيَّ لسماحته مستقرٌّ، ونفسيَّته عالية، وواثقة بعنايةِ الله تعالى، وألطافِه، وبدعاءِ المؤمنين الأوفياء الَّذين لا زالت ألسنتهم، وقلوبهم ضارعةً إلى الله العليِّ القدير أنْ يمنَّ على سماحتِهِ بوافر الصِّحَّة والعافية، وأنْ يعود إلى وطنه، وأبنائِه، وكلِّ أحبَّائِهِ مشافى معافى، وسالمًا من كلِّ العِللِ، والأمراض، والأسقام.
فالدُّعاء الدُّعاء هو كلُّ ما يطلبه سماحته من كلِّ أحبَّائه، وأبنائه.
وأمله الكبير الكبير ألَّا يسمع عن هذا الوطن إلَّا الخير، والأمن، والتَّعافي من كلِّ المكدِّرات، والمنغِّصات، والمؤزِّمات.
وآخر دعوانا أنْ الحمد لله ربِّ العالمين.