حديث الجمعة 507: منهج الحوار عند الإمام الصَّادق (ع) – نداء إلى حَمَلَة الخطاب – قلوب ضارعة، وتمنِّيات قلبيَّة ليرجع إلينا الأب الكبير مُعافَى
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلين محمَّدٍ، وعلى آلِهِ الهُداةِ الميامين، وبعد:
فلا زلنا نعيش ذِكرى شهادة الإمام الصَّادق (عليه السَّلام)، وهنا أَخْتَارُ للحديث هذا العنوان:
منهج الحوار عند الإمام الصَّادق (عليه السَّلام)
لقد تنوَّعت موضوعات الحوار عند الإمام الصَّادق (عليه السَّلام):
1- فحاور قضايا الإلحاد، والزَّندقة.
2- وحاور أصحاب الأديان، والمعتقدات.
3- وحاور المذاهب، والفِرق.
4- وحاور في شؤون الإيمان، والعقيدة.
5- وحاور في مسائل الفكر، والثَّقافة.
6- وحاور في التَّفسير، والتَّأويل.
7- وحاور في كلِّ موضوعات الشَّريعة.
8- وحاور علماء الطِّبِّ، والفَلَك، والكيمياء، وأصحاب كلِّ الاختصاصات.
* الحوار مفتوح على مصراعيه!
ففي مدرسة الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) (لا ممنوعات، ولا محرَّمات في الحوار)!
ولا قمع، ولا استبداد، ولا إرهاب!
ولا ذاتيَّات، ولا أنانيَّات، ولا شَخْصَنَات، ولا عصبيَّات.
اقرأوا (حوارات الإمام الصَّادق عليه السَّلام) كما دوَّنتها وثائق التَّاريخ المُنصِفة.
* أوَّل الدُّروس: حرِّيَّة الحوار
فأوَّل درسٍ نستفيده من (منهج الحوار عن الإمام الصَّادق عليه السَّلام) هو (حرِّيِّة الحوار)، فلا مُكبِّلات مفروضة على الحوار كما نشاهد في واقعنا المعاصر، فهناك قضايا (محرَّمة)، وممنوع جدًّا أنْ يقترب منها الحوار، فإذا اقترب منها، فالمآل عقوبات مغلَّظة ومشدَّدة، وربَّما تكون الأثمان باهظة!
وحينما نتحدَّث عن (حرِّيَّة الحوار) في مدرسة الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) لا نتحدَّث عن (فَوضى الحوار)، ولا نتحدَّث عن (عبثيَّة الحوار)، ولا نتحدَّث عن (القذف، والسَّبِّ، والمساس بالكَرَامات)، ولا نتحدَّث عن (الكلمات الهابطة، واللُّغة البَذِيئة)، وإنَّما نتحدَّث عن (أهداف نظيفة).
ونتحدَّث عن (منطلقات نظيفة).
ونتحدَّث عن (أدوات نظيفة).
وتتحدَّث عن (لغةٍ نظيفة).
فلا قيمة لحوار ينطلق من أنانيَّات، وأغراض شَخْصَانيَّة، ودوافع ذاتيَّة.
ولا قيمة لحوارٍ تكون أهدافه، وغاياته مشبوهة، ومتَّهمة.
ولا قيمة لحوار يعتمد (أدواتٍ هابطة، ومنحرفة، وغير مشروعة).
ولا قيمة لحوار تكون لغته سيِّئةً، وهابطة، وغير نظيفة.
الحوارات التي حرَّكها الإمام الصَّادق (عليه السَّلام)، أو التي تعاطى معها كانت تعتمد (منهج الحوار القرآنيِّ) فيما يحمله هذا المنهج من أُسس، ومرتكزات، وضوابط، ومنطلقات، وغايات.
كان الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) لا يتعقَّد من أيِّ حوارٍ حتَّى لو كان الحوار يلامس أهم الثَّوابت، والمرتكزات الدِّينية، فنراه (عليه السَّلام) وبكلِّ شفافية يفتح قلبَه، وعقلَه، ويعطي من وقته للحوار مع الملحدِين المنكِرين لوجود الله تعالى، ومع كلِّ المخالِفين لمدرسة أهل البيت (عليهم السَّلام) في المعتقدات، والأُسس، والأحكام.
هكذا تبنَّى الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) (منهج القرآن في الحوار).
* نماذج من الحوارات القرآنيَّة
1- ألم يدوِّن القرآنُ الكريم – وفي الكثير من آياتِه الكريمة – نماذج من حوارات الله (جلَّ جلاله) مع إبليس رمز الشَّرِّ، والعصيان؟
﴿قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ﴾ (سورة الحجر: الآية 32-41).
2- نموذج آخر من حوارات القرآن الكريم: (حوارٌ بين الله تعالى والملائكة)، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ (سورة البقرة: الآية30).
الملائكة هنا لم يعترضوا على اللهِ تعالى، وإنَّما كانوا مستفسِرِين!
وهنا يُطرح هذا السُّؤال: كيف تشكَّل في وعي الملائكةِ أنَّ هذا المخلوق الجديد (الإنسان) سوف يُفسدُ في الأرض، ويَسفك الدِّماء؟
توجد عدَّة إجابات أوردها المفسِّرون:
الإجابة الأولى: إنَّ الملائكة فهموا وقوع الإفساد، وسفك الدِّماء من قوله سبحانه: ﴿… إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً …﴾ (سورة البقرة: الآية30)، حيث إنَّ هذا المخلوقَّ الأرضيَّ ماديٌّ مركَّبٌ من غرائز وشهوات، سوف تدفعه إلى الخلافات والصِّراعات ممَّا ينتج عنها عبث، وفساد، وسفك دماء.
الإجابة الثَّانية: إنَّ الله سبحانه أوضح للملائكة من قبل خَلْق الإنسان: إنَّ هذا المخلوق الجديد سوف يُفْسدُ في الأرضِ، ويسفك الدِّماء، أيْ أنَّ الله تعالى أَطْلع الملائكة – على وجه الإجمال – على مستقبل الإنسان.
الإجابة الثَّالثَة: إنَّ تنبُّؤ الملائكة يعود إلى تجربتهم السَّابقة مع مخلوقاتٍ سَبَقتْ آدم (عليه السَّلام)، وهذه المخلوقات تنازعتْ، وسفكتْ الدِّماء، وخلقت لدى الملائكة انطباعًا سلبيًّا عن موجودات الأرض.
وقد ورد في الأخبار: إنَّ هناك دَوْرات في الأرضِ سبقت دَوْرة بني آدم (عليه السَّلام) هذه، ففي تفسير العياشيِّ عن أبي عبد الله [الإمام الصَّادق] (عليه السَّلام) قال: “ما علم الملائكةِ بقولهم: ﴿… أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء …﴾ (سورة البقرة: الآية30)، لولا أنَّهم قد كانوا رأوا ﴿… مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء …﴾ (سورة البقرة: الآية30)” (تفسير العياشي1/29، محمَّد بن مسعود العياشي).
ولا أريد أنْ أسترسل في ذِكْر (الحوارات القرآنيَّة)، فهو غنيٌّ بهذه الحوارات، ولذلك صحَّ أنْ يقال: (إنْ القرآن هو كتاب الحوار)!
* الحوار هدفه الحقيقة
ونعود للحديث عن (مدرسة الحوار عند الإمام الصَّادق عليه السَّلام) هذه المدرسة التي اسْتَقَت كلَّ مناهجها من (كتاب الله تعالى)، و(سُنَّة رسوله صلَّى الله عليه وآله وسلم).
كان الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) يحاور لا من أجل الحوار، وإنَّما من أجل (البحث عن الحقيقة).
حينما يكون الحوار من أجل الحوار، فهو: حوار عبثيٌّ.
يقتلُ الوقتَ.
ويقتل الجهد.
ويطمس الحقيقة.
ويعمِّق الخلاف.
أنْ يتجمد الحوار خيرٌ من أنْ يكون حوارًا عبثيًّا!
فما أكثر الحوارات العبثيَّة!
وما أكثر الحوارات الفاشلة!
لأنَّها حوارات لا تبحث عن الحقيقة.
وإذا كنَّا نطالب بحوارات تبحث عن الحقيقة، لا يعني أنْ ندخل الحوار ونحن ندَّعي أنَّنا نحمل (الحقيقة) والآخر لا يملك الحقيقة!
حينما نتحاور مع الآخر الذي يختلف معنا دينيًّا، فلنتَّفق أنَّنا نبحث عن الحقيقة، فربَّما تكون الحقيقة معنا، وربَّما تكون الحقيقة مع الآخر، أمَّا إذا دخلنا الحوار وقد شطبنا على الآخر، فهذا ليس حوارًا، بل تعصُّبًا!
حتَّى لو كنَّا نؤمن كلَّ الإيمان أنَّ الحقيقة معنا، وليست مع الآخر، فمنهج الحوار العلميِّ والموضوعيِّ يفرض أنْ نكون حياديِّين، ونضع أنفسنا في موقع الباحثين عن الحقيقة.
اقرأوا هذه الآية في (سورة سبأ) على لسان النَّبيِّ الأكرم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، حيث قال محاورًا المشركين: ﴿… وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ (سورة سبأ: الآية24).
ما كان النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآله) شاكًّا أنَّ الهدى كلَّ الهدى معه، وأنَّ الضَّلالَ كلَّ الضَّلال مع الآخر!
وما كان (صلَّى الله عليه وآله) شاكًّا أنَّه يملك الحقيقة كلَّ الحقيقة، وأنَّ الآخر يملك الضَّلال كلَّ الضَّلال!
لكنَّه منهج الحوار الموضوعيِّ الباحث عن الحقيقة.
يفرض هذا النَّمط من الطَّرح، الذي يجعل الآخر لا يتعقَّد من الحوار، بل ينفتح بكلِّ عقله، وبكلِّ عواطفه على الحوار، وبالتَّالي ينفتح على الحقيقة.
فمطلوب منَّا حينما نتحاور دينيًّا، وحينما نتحاور مذهبيًّا، وحينما نتحاور ثقافيًّا، وحينما نتحاور سياسيًّا مطلوب منَّا جميعًا أنْ يكون حوارنا هادفًا، وليس عبثيًّا.
الرَّائج في هذا العصر (الحوارات العبثيَّة، والاستهلاكيَّة)!
فحواراتنا الدِّينيَّة، والمذهبيَّة هي كذلك!
وحواراتنا الثَّقافيَّة، والاجتماعيَّة هي كذلك!
وحواراتنا السِّياسيَّة هي كذلك!
ممَّا أنتج (إحباطات كبيرة)، و(مستويات عالية من اليأس)!
ومتى تشكَّل الإحباط واليأس تعقَّدت الأوضاع، وتأزَّمت العلاقات، واشتدَّت الخلافات، وكان الضَّحيَّة أمن الأوطان، واستقرارها!
فالأوطان التي تزدحم فيها الصِّراعات، والعداوات، والعصبيَّات، ويموت فيها التَّآلف، والتَّقارب، والتَّسامح هي أوطان مكتوب عليها الشَّقاء، والبُؤس، والحِرمان!
* نداء إلى حَمَلَة الخطاب
نُوجِّه النِّداء – هنا – إلى حَمَلة الخِطاب الدِّينيِّ، وإلى حَمَلة الخِطابِ الثَّقافيِّ، وإلى حَمَلةِ الخِطاب السِّياسيِّ أنْ يعتمدوا لغة الحوار في معالجة: (خلافاتِ الدِّين)، و(خلافاتِ الثَّقافة)، و(خِلافاتِ السِّياسة)، وأنْ يكون الحوار هادفًا، وجادًّا، وباحثًا عن الحقيقة.
لا تعالج إشكالات الخلاف الدِّينيِّ، وإشكالات الخلاف الثَّقافيِّ، وإشكالات الخلاف السِّياسيِّ إلَّا من خلال (الحوارات الجادَّة، والهادفة، والباحثة عن الحقيقة).
* أَعْقَدُ ألوان الخلاف!
ولعلَّ أعقد ألوان الخلاف هو (الخلاف السِّياسيُّ)!
هذا الخلاف تكون أطرافه (أنظمة حاكمة)، و(قوى ناشِطة متعدِّدة)، و(شعوب متباينة الأهواء والمَزَاجات) ممَّا يعقِّد (انطلاقات الحوار)، و(غايات الحوار)، و(مسارات الحوار).
إلَّا أنَّ (مصالح الأوطان) تبقى هي الأكبر من كلِّ الخلافات والتَّباينات، وأكبر من كلِّ الأهداف، والغايات الذَّاتيَّة.
فإذا استطعنا جميعًا أنظمةً، وقوى، وجماهير أنْ نتحرَّز من هذه التَّمركُزات الذَّاتيَّة، وأنْ نؤسِّس (تَمَرْكُزَاتِنا) حول (المصالح العُليا للأوطان) هذه المصالح التي تَحْمِي الأمن للأوطان، والشُّعوب، وتؤسِّس للازدهار، والاستقرار، وتزرع المحبَّة، والتَّسامح، وتجذِّر التَّآلف، والتَّقارب.
إذا استطعنا أنْ نمارس ذلك، فإنَّ مصالح الأوطان والشُّعوب سوف تنتصر على كلِّ الخلافات، والصِّراعات، والتَّباينات، وسوف نؤسِّس لحوارات قادرة على أنْ تعالج كلَّ الأزمات مهما كانت صعبة، ومستعصية!
ومهما كانت شديدة، وقاسية!
* المكوِّنات العامَّة؛ لبناء الأوطان
صحيح أنَّ القراءات السِّياسيَّة لأزمات الأوطان ربَّما تكون متبايِنة، بل ربَّما شديدة التَّباين، ممَّا يُعقِّد أيَّ تقاربٍ، وأيَّ تصالح، وأيَّ تحاور، وأيَّ تقاهم هذا كلامٌ صحيحٌ جدًّا، إلَّا أنَّه هناك (مكوِّناتٌ عامَّةٌ؛ لبناء الأوطان) لا يمكن أنْ تكون موقعًا للجَدَل، والخلاف، فـ:
1- هناك الثَّوابت الدُّستوريَّة.
2- هناك المصالح الوطنيَّة العُليا.
3- هناك القِيم الإنسانيَّة الكبرى.
4- هناك المُسلَّمات الحقوقيَّة، والسِّياسيَّة.
5- هناك ضرورات الإصلاح، والاستقرار.
6- هناك التَّعايش، والتَّآلف، والمحبَّة، والتَّسامح.
7- هناك الشَّراكة في بناء الوطن.
8- هناك التَّعاون، والتَّآزر في مناهضة التَّطرُّف، والعنف، والإرهاب.
9- هناك الحاجة إلى التَّصارُح، والتَّناصح، والتَّفاهم، والتَّحاور.
هذه مجموعة (مكوِّنات عامَّة؛ لبناء الأوطان) لا تختلف عليها الأنظمة، والشُّعوب.
ومتى تَمَرْكَزَت هذه المكوِّنات في وعي الأنظمه، وفي وعي القوى النَّاشطة، وفي وعي الجماهير، فسوف تتهاوى كلُّ المعوِّقات، وسوف تتقارب كلُّ الرُّؤى، والقناعات، وسوف تنشط كلُّ الحِوارات، والتَّفاهمات، وسوف تُعالج كلُّ الأزمات.
كلمة أخيرة: قلوب ضارعة، وتمنِّيات قلبيَّة
لا زالت الإجراءات العلاجيَّة لسماحة آية الله الشَّيخ عيسى أحمد قاسم مستمرَّة ودؤوبة، ولا زالت كلُّ الأكفُّ المؤمنة ضارعةً إلى الله العليِّ القدير أنْ يكلِّل تلك الإجراءات بالنَّجاح؛ ليرجع إلينا الأب الكبير مُعافَى، ومُشافَى، وسالمًا من كلِّ الأمراض والأسقام برعاية وعناية من الله تعالى المشافِي والمعافِي، فكلُّنا شوق إلى تلك العَوْدة الحميدة لهذا الأب الذي احتضن كلَّ آلام أبنائه، وكلَّ أوجاعهم، وهمومهم على حساب صحَّته، وراحته!
وما نتمناه، ونوجِّه إليه كلَّ أبناءِ شعبِنا الأوفياء أنْ يتابعوا الدُّعاء بقلوب ضارعة، وصادقة لشفاء سماحته.
وما نتمنَّاه على كلِّ الأوفياء لهذا الأب الكبير أنْ يبتعدوا عن أيِّ ممارسةٍ تحاول أنْ (تسيِّس) هذه القضيَّة الإنسانيَّة، وأنْ تدفع بها في غير اتِّجاهها الصَّحيح.
حَمَى الله سبحانه هذا الوطن من كلِّ الأَزَمَات، ومن المِحن والآلام، ومن كلِّ المنْزَلَقَات، والمنعطفات الضَّارَّة بوحدتِه، وأمنِهِ، واستقراره.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.