حديث الجمعةشهر ربيع الثاني

حديث الجمعة 497: الرُّدود المُتبايِنة لخطابِ الجمعة الماضية! – توضيح لخطاب الجمعة الماضية – تساؤلات منطقيَّة – الكلمة والمسؤوليَّة الشَّرعيَّة والوطنيَّة – داعية وحدة وتقارب، ولكن! – قلقٌ للحكم على ال

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّدِ الأنبياء والمرسلين محمَّدٍ وعلى آلِهِ الهُداةِ الميامين، وبعد:

الرُّدود المُتبايِنة لخطابِ الجمعة الماضية!
فقد تابعتُ بعضَ ردودِ الفعلِ لخطابِ الجمعة الماضية، وكانت ردود فعلٍ متباينة، فأيَّد الخطابَ كثيرون، وخالفه كثيرون، وهذا أمرٌ كنت أتوقَّعه، وما كان مفاجئًا لي، فموضوع يتعلَّق بمصير وطنٍ لا شكَّ أنَّه يحمل حساسيَّة كبيرة وخطيرة، ومن الطَّبيعي جدًّا أنْ تتباين حوله الرُّؤى والقناعات، وتتخالف حوله المواقف.

إلى هنا الأمر لم يُقلقني!
ولكن ما أقلقني أنْ تتحوَّل بعض (السِّجالات) إلى (مقاذَفَات)، و(مشاتَمَات)، و(مساقَطَات)، هذا يعبِّر عن (تخلُّف)، و(سقوط)!

الاختلافات في القناعات أمر مشروع، وأمر حضاريٌّ، ولكن حينما تتحوَّل (الاختلافات) إلى (خلافات)، و(صراعات)، و(عداوات)، و(مشاحنات)، فهذا أمر مقيت جدًّا، ويعبِّر عن هبوط في مستوى الوعي، وفي مستوى أخلاقيَّات الاختلاف، فما أتمنَّاه على كلِّ الأحبَّة المؤيِّدين والمعارضين أنْ يلتزموا بضوابط الشَّرع، وخُلُق الدِّين، وأدب الاختلاف.
فلا يجوز أنْ تتحول المواقف إلى (عصبيَّات)، فهي (جاهليَّة عمياء)، وهي من صفات الكفَّار، فـ:

1- قال تعالى في (سورة الفتح: الآية 26): ﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ …﴾.
– الحمية: العصبيَّة، والأَنَفَة، والاستكبار.
2- وقال النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): “مَنْ كان في قلبه حبَّة مِن خردلٍ من عصبيَّة بعثه الله يومَ القيامة مع أعراب الجاهليَّة” (الكافي2/308، الشَّيخ الكليني).
مطلوبٌ من الإنسان أنْ يقف مع (الرَّأي) الذي يعتقده حقًّا، أو صائبًا وفق المعايير الشَّرعيَّة والعلميَّة، وأنْ يعارض (الرَّأي) الذي يعتقده باطلًا، أو خطأً إذا فرضت عليه معايير الشَّرع والعلم ذلك، إلَّا أنَّ الموقف في القَبول، أو الرَّفض يجب أنْ يكون مُحصَّنًا بقِيم الدِّين، وضوابط العقل، وأدب الخِلاف.

إنَّ سماسرة (الفتن والعصبيَّات) ينشطون في أجواء الخِلافات، فحذارِ حذارِ من السُّقوط في حبائل هؤلاء السَّماسرة، وصنَّاع العَداوات، ومؤزِّمي العلاقات.
أوصي مَنْ وافقني، ومَنْ خالفني بتقوى الله تعالى.
فلا يزيدني كثرة الموافقين عِزًّا إذا كنت على باطل.
ولا يزيدني كثرة المخالفين ذُلًّا إذا كنت على حقٍّ.
فلا تشطط بكم المواقف والانفعالات، فتخرجون من دينكم بكلمات السُّباب، والتَّقاذف، والاتِّهامات.

ربَّما تصيب آراء، وربَّما تخطِئ، فمِن حقِّ أيِّ إنسان أنْ يعبِّر عن رأيه، وعن قناعتِهِ، وللآخرين أنْ يعبِّروا عن آرائهم، وعن قناعاتهم في طرح هنا، أو طرحٍ هناك.
ولكن لغة القذفِ، والسَّبِ، والافتراء لغة هابطة، وساقطة، ومقِيته، وسيِّئه يجب أنْ يترفَّع عنها كلُّ النَّاسِ الشُّرفاء، والنُّبلاء، والعقلاء.

في الكلمة عن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): “كلُّ بالغٍ من ذَكَر أو أنثى افترى على صغير أو كبير، أو ذَكَر أو أنثى، أو مسلم أو كافرٍ، أو حرٍّ أو مملوك، فعليه حدُّ الفِرْية، وعلى غير البالغ حدُّ الأدب”. (وسائل الشِّيعة18/440، الحر العاملي).

هكذا يعلِّمنا الدِّين نظافة الكلمة، ونظافة الموقف، حتَّى مع غير المسلمين، وهذا لا يعني ألَّا نمارس محاسبةَ المواقف، ومواجهةَ المقولات الفاسدة، وفضحَ لُعَب السِّياسة ما توافرنا على الرُّؤية الواضحة، واعتمدنا المعاييرَ الصَّائبة، واللُّغة الرَّاشدة.

توضيح لخطاب الجمعة الماضية
وبعد هذا التَّمهيد أضع توضيحًا.
فقد اختلط الأمر على الكثيرين من القارئين لخطاب الجمعةِ الماضية.
فالخطابُ لم يطرح (مبادرةً)، وإنَّما طرح (أُسُسًا عامَّةً) تحصِّن (الرُّؤى) الباحثةَ عن (مبادرة).
والفارق كبيرٌ جدًّا بين العنوانين، لأنَّ الأُسس العامَّة التي طرحها الخطاب تحتاج في المجالاتِ التَّطبيقيَّة إلى الكثير من التَّوضيحات، وربَّما الكثير من الاختلافات.
فَريقَا النَّقد الهادف

وأنا من خلال متابعتي للكلمات النَّاقدة يمكنني أنْ أصنِّف أصحابها إلى فريقين، وطبعًا لا أضع في حسابي الكلمات المنفعِلة، والمنفلِتة في أساليبها، ولغتها، فأصحابها لا يملكون لغة النَّقد!
ما يعنيني هو النَّقد الجادَّ، والهادف، والمؤدَّب.

أصحاب هذا النَّقد يمثِّلون فريقين:
الفريق الأوَّل: فريق لا يؤمن بجدوى كلِّ المبادرات
هذا الفريق – طبعًا – لم يتفاعل مع ما طرحه الخطاب جملةً وتفصيلًا، فلا معنى عنده للحديث عن (مناخات)، و(حوارات)، وعن (خارطة طريق) ما دام (خَيار المبادرات) مرفوضًا كلَّ الرَّفض، فهي جميعها مبادرات عقيمة، لهذا الفريق شأنه، وقناعته!
الفريق الثَّاني: فريق يؤمن بضرورة البحث عن (مبادرة)؛ لمعالجة الأوضاع المأزومة
ومع ذلك موقفه ناقد للخطاب!، ربَّما اعتقادًا منه بأنَّ ما طرحه الخطاب من مكوِّنات، وهي:
1- تنقية المناخات.
2- التَّأسيس لحوار جادٍّ.
3- الاتِّفاق على خارطة طريق.
هذه المكوِّنات غير قادرة على (إنتاج مبادرات)، أو أنَّها إذا أنتجت مبادرات، فهي عاجزه عن معالجة الأوضاع!
ربَّما أتفَّهم هذا الكلام لو طرح هؤلاء (بدائل) أكثر صلاحًا، وأكثر قدرةً، ولكنَّهم لم يطرحوا!

تساؤلات منطقيَّة
وهنا أطرح هذه التَّساؤلات:
التَّساؤل الأوَّل: هل يمكن لأيَّة مبادرة أنْ تنطلق بدون (تنقية المناخات)؟
لا يمكن ذلك إطلاقًا.
قد يقال: إنَّكم تجنَّبتم في خطابكم التَّفاصيل فيما هي (المؤزِّمات للمناخات السِّياسيَّة، والأمنيَّة).

نعم، أنا تجنَّبتُ ذلك، لأنَّ الدُّخول في هذه (التَّفاصيل) من خلال (الخطاباتِ العامَّةِ المفتوحة) سوف يحرِّك الكثير من (الإرباكات)، والكثير من (التَّعقيدات).
ولكن حينما تتحرَّك (اللِّقاءات الجادَّة) يجب أنْ تكون هناك (مكاشفات جريئة) في تشخيص كلِّ (المؤزِّمات للمناخات) على كلِّ المستويات السِّياسيَّة، والأمنيَّة، والحقوقيَّة، والاقتصاديَّة، وكذلك على كلِّ المستويات الدِّينيَّة.

لا يعني هذا أنْ يكون الخطاب مداهِنًا، أو مساوِمًا، أو صامتًا فيما هي (القضايا العادلة)، و(المطالب الحقَّة).
ما أعنيه أنْ تكون (المعالَجات الجادَّة) في الأجواء الهادئة، والبعيدة عن (الانفعالات)، و(المزايدات)، و(الاستهلاكات الإعلاميَّة).
نعم، ربَّما تفرض (الضَّرورات) أنْ تكون (المقاربات للشَّأن السِّياسيِّ، أو للشَّأن الأمنيِّ، أو الاجتماعيِّ، أو الاقتصاديِّ) مقاربات علنيَّة، ومكشوفة.
التَّساؤل الثَّاني: هل يمكن لأيَّة (مبادرة) أنْ تنطلق بدون أنْ (يُؤسَّس لحوار جادٍّ)؟
وهل الحديث عن (أسس الحوار الجادِّ) أمر خطأ؟
وهل الحديث عن (نظافة الحوار) أمر مرفوض؟

لا شكَّ أنَّ هناك مَنْ لا يؤمن بالحوار مع النَّظام، فهذا له رؤيته، وقناعته.
وأمَّا مَنْ يؤمن بالحوار، فيجب أنْ يكون بكلِّ شروطِهِ، ومكوِّناته، ومعاييره، وضوابطه.
ماهية الحوار الأمثل
الحوار الذي يعالج الأزمات.
الحوار الذي يستجيب للمطالب العادلة.
الحوار الذي ينتج الخير للوطن.
الحوار الذي يزرع الأمن، والأمان.
الحوار الذي ينشر الحبَّ، والصَّفاء.
الحوار الذي يصنع الأمل، والتَّفاؤل.
وليس أيَّ حوار، وإنْ كان بلا ضوابط، وبلا أهداف، ولا منتجات!!
قد يقال: إنَّكم في خطابكم دعوتم إلى (تأسيس حوار جادٍّ)، وتناولتم بعض (ضوابط الحوار)
إلَّا أنَّكم لم تتناولوا:
1- مادَّة الحوار.
2- وخطوات الحوار.
3- ومنتجات الحوار.
نعم، أنا تعمَّدت ألَّا أذْكرها، لأنَّ التَّوافق عليها متروك للِّقاءاتِ، وللتَّفاهماتِ، وليس للخطابات والسِّجالات الإعلاميَّة.

فإذا وُجد الحوار الجادُّ بكلِّ شروطه، وتمَّ التَّوافق على خطواتِ الحوار، وعلى مادَّة الحوار، وملفَّاته، ومنتجات الحوار، فإنَّ هذا يساهم في إنتاج (المبادرة) التي تحاول معالجة الأزمات.
ولا أدَّعي أنَّ هذا التَّوافق أمر في غاية السُّهولة، الأمر ليس كذلك أمام هذا الكثير من التَّعقيدات، والصُّعوبات، والاختلافات.

إلَّا أنَّ ضرورة معالجة الأوضاع أمر يجب أنْ يكون متَّفقًا عليه.
وأي حلول ٍلا تملك القدرة على معالجة الأوضاع، وتحقيق الإصلاح، فهي حلول فاشلة، ولا تزيد الأوضاع إلَّا تعقيدًا، وتأزيمًا.

من هنا كان الإصرار على الحوار الهادف والجادِّ الذي ينتج إصلاحًا ينقذ الوطن من أزماته.
هذا الحوار الذي عناه الأب الكبير آية الشَّيخ عيسى أحمد قاسم (حفظه الله تعالى)، حينما قال: “تعطيل الحوار يُبقي المشكلة، ويُسوِّف لقضيَّة الإصلاح”.
وأمَّا ما ذَكَرْتُه كمكوِّن ثالث، وهو: (ضرورة الاتِّفاق على خارطة طريق)، فلأنَّ هذا الاتِّفاق يُمَرْحِل لخطواتِ الإصلاح، ويُفعِّل (منتجات الحوار)؛ ممَّا يعبِّر عن (جدِّيَّة الرَّغبة) في التَّغيير، والإصلاح، ومعالجة الأَزَمات، وإلَّا فكثيرًا ما تكون (منتجات الحوارات) مُعطَّلة ومجمَّدة، لأنَّه لم تُرسم لتفعيلها (خوارط طريق) متَّفق عليها، فالخوارط هي التي تعطي لمنتجات الحوارات حركتها، وجدِّيَّتها، وفاعليَّتها.

الكلمة والمسؤوليَّة الشَّرعيَّة والوطنيَّة
وأخيرًا أؤكِّد بأنِّي: سوف أبقى أقول الكلمةَ ما فرضتها المسؤوليَّةُ الشَّرعيَّةُ، والوطنيَّة.
سوف أبقى أقول الكلمةَ الدَّاعيةَ إلى المحبَّة، والتَّسامح، والرِّفق.
سوف أبقى أقول الكلمةَ التي تؤسِّسُ للوحدة، والتَّقارب، والتَّآلف.
سوف أبقى أقول الكلمةَ النَّاصحةَ المصارحةَ المكاشفة.
سوف أبقى أقول الكلمةَ المطالِبة بالتَّصحيح، ومعالجة الأوضاع.
سوف أبقى أقول الكلمةَ الرَّافضةَ للعُنف، والتَّطرُّف، والإرهاب.
سوف أبقى أقول الكلمةَ داعيًا إلى الحوار، والتَّفاهم.
سوف أبقى أقول الكلمةَ ما دام الوطن يتألَّم، وما دامت جراحاته تبحث عن علاج.
سوف أبقى أقول الكلمةَ ما دام هناك أملٌ يتنفَّس.
سوف أبقى أقول الكلمةَ ما دامت هناك عقولٌ منفتحة، وقلوب نابضة، وضمائر حَانِية على هذا الوطن.
سوف أبقى أقول الكلمةَ ما دمتُ أعتقد أنَّها كلمةُ حقٍّ، وكلمةُ صِدْقٍ، وكلمةُ رشد.
سوف أبقى أقول الكلمةَ، وربَّما أيَّدها كثيرون، وربَّما عارضها كثيرون.
سوف أبقى أقول الكلمةَ، ولن أضيقَ بأيِّ نقدٍ، أو بأيَّة محاسبةٍ، ما دام هدفُ النَّقدِ والمحاسبة شريفًا، وما دامت لغةُ النَّقد، والمحاسبة رشيدةً.
سوف أبقى أقول الكلمةَ وربَّما أخطأتُ في رأيٍ، أو قول، فلن أَتَعَالى على المراجعة، والتَّصحيح.
سوف أبقى أقول الكلمةَ، ولكنِّي لن أخون دِيني، ولن أتعمَّد الإساءة إلى وطني.

كلمة أخيرة: داعية وحدة وتقارب، ولكن!
أعلنتُ، وسوف أبقى أعلن أنِّي داعية وحدة وتقارب بين المذاهب، والطَّوائف، والمكوِّنات، ولكنَّ هذا لا يعني أنْ أبقى صامتًا حينما أسمع ما يسيئ إلى معتقدِي، ومذهبي، وأئمَّتي، لأنَّ هذا الصَّمت غير جائز، وهو الذي يشجِّع العابثين بوحدة الشَّعب، والمؤزِّمين لعلاقات الطَّوائف، والمذاهب، والنَّاشرين للفِتن العمياء، والمؤجِّجين للعصبيَّات.
الإساءة للمذهب والطائفة!
قبل أيَّام طالعنا نائب سابق بتغريدةٍ تحمل سافهًا من القول، وباطلًا من الكلام، حيث أساء بشكل وقحٍ إلى مذهبٍ يُعدُّ من أعرق المذاهب في هذا البلد، وإلى طائفةٍ كبيرةٍ لها كلُّ التَّجذُّر في هذه الأرضِ، والأشد قبحًا ووقاحة أنَّه أساء وبلغة فاحشة جدًّا إلى إمامنا الثَّاني عشر الإمام المنتظر (سلام الله عليه).
وأنا حينما أصرُّ على إثارة هذا الموضوع لا من أجلِ أنْ أوقظَ انفعالًا مذهبيًّا، بل أنا أدعو أبناء طائفتي ومذهبي ألَّا يسقطوا في انفعالاتٍ منفلتةٍ، وردودِ فعلٍ منفعلةٍ لا تملك الرُّشد والحكمة، وألَّا ينزلقوا فيما يسيئ إلى الطَّوائف والمذاهب الأخرى التي نحترمها كلُّ الاحترام، ولا نسمح أنْ نُسِيئ إلى معتقداتها، ورموزها، وهذا ما أوصانا به أئمَّتنا (عليهم السَّلام)، وفقهاؤنا (رضوان الله عليهم).
نعم، نحن ضدَّ هذا النَّمط من النَّاس العابثين بوحدة الأمَّة، وبتآلفها، وتقاربها.
فالكلمات التي تحمل نَفَسًا طائفيًّا بغيضًا، وحسًّا مذهبيًّا مؤزِّمًا هي كلماتٌ سيِّئة وسيِّئة ومقيتة، يجب إدانتها صدرت من أيِّ شخصٍ، ومن أيِّ موقع، ويجب أنْ تُحَاسَب، ولا يجوز أنْ يكون هناك صمتٌ رسميٌّ تِجاهها.

قلقٌ للحكم على العلَّامة الشيخ محمود العالي
ولا يسعني وأنا أُنهي كلمتي إلَّا وأن أُبدي قلقي الشديد، وقلق الأوساط الحوزوية والعلمائية، بل وقلق كل أبناء الطائفة للحكم على العلَّامة الشيخ محمود العالي أحد أبرز علماء الحوزة المعروفين وهو من الفضلاء الأجلَّاء، وما عرفنا عنه إلَّا الخير والصلاح والاستقامة والإخلاص لدينه ووطنه.
والحمد لله ربِّ العالمين.

Show More

Related Articles

Back to top button