حديث الجمعة 489: قراءة في النَّهج السِّياسيِّ للإمام الحسنِ المجتبى (عليه السَّلام)
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلينَ، محمَّدٍ وآلِهِ الهُداةِ الميامين، وبعد فهذه:
قراءة في النَّهج السِّياسيِّ للإمام الحسنِ المجتبى (عليه السَّلام)
مارس الإمامُ الحسنُ المجتبى (عليه السَّلام) (أسلوبَ المسَالمةِ) مع نظام الحكم في عصره.
ومارسَ الإمامُ الحسين (عليه السَّلام) (أسلوبَ المواجهة) مع نظامِ الحكمِ في عصره.
حاول بعضُ الدَّارسين أنْ يقرأ هذا الاختلاف بأنَّه يُشكِّل اختلافًا في المشروع السِّياسيِّ، فالإمام الحسن (عليه السَّلام) يحمل مشروعًا سياسيًّا سِلْميًّا، والإمام الحسين (عليه السَّلام) يحمل مشروعًا سياسيًّا ثوريًّا.
الاختلاف في الأسلوب ليس تعدُّدًا في المشروع!
الاختلاف بين الأسلوبين أمر حَدَثَ بلا إشكال، فقد صالح الإمام الحسن (عليه السَّلام)، وثار الإمام الحسين (عليه السَّلام).
ولكن السُّؤال: هل يعني هذا تعدُّد المشروع؟، فيكون للإمام الحسن (عليه السَّلام) (مشروعه)، ويكون للإمام الحسين (عليه السَّلام) (مشروعه)؟
الجواب: الأمر ليس كذلك قطعًا، فالمشروع عند جميع الأئمَّة (عليهم السَّلام) واحد، وهذا المشروع له (أهدافه الاستراتيجيَّة المركزيَّة الثَّابتة)، والتي لا تتغيَّر مهما تبدَّلت الظُّروف، والأزمان.
الأهداف الاستراتيجيَّة المركزيَّة لمشروع الأئمة (عليهم السَّلام)
وتتمثَّل هذه الأهداف الاستراتيجيَّة المركزيَّة فيما يلي:
1- الحِفاظ على أصالةِ الرِّسالةِ في مواجهة كلِّ أشكال التَّحريف، والتَّزييف.
2- الحِفاظ على القِيم الرُّوحيَّة، والأخلاقيَّة في مواجهة كلِّ أشكال العَبَث، والتَّزوير.
3- الحِفاظ على هُويَّة الأمَّةِ في مواجهة كلِّ أشكال الطَّمْس، والتَّمييع.
4- الحِفاظ على وحدةِ الأمَّة في مواجهة كلِّ أشكال التَّجزِئة والتَّمزيق.
هذه الأهداف الاستراتيجيَّة المركزيَّة لا يمكن أنْ تتجمَّد، وتتوقَّف في أيِّ زمنٍ من الأزمانِ، وفي أيِّ ظرفٍ من الظُّروف.
فمنذ أنْ انطلقت الرِّسالة على يد النَّبيِّ الأعظم (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) وهي تحمل هذه الأهداف.
وبقي الأئمَّة من أهل البيت (عليهم السَّلام) أُمناء عليها.
وهكذا الصَّحابة الأخْيَار (رضي الله عنهم)، ومَنْ جاء بعدهم من الدُّعاة، والعامِلين.
وتبقى هذه الأمانةُ – أمانة الحِفاظ على الأهداف الاستراتيجيَّة المركزيَّة – هي مسؤوليَّة كلِّ الأجيال، وتشتدُّ المسؤوليَّة كلَّما ازدحمت الأخطار التي تواجه الرِّسالة، وكلَّما ازدحمت التَّحدِّيات التي تواجِه الأمَّة.
إذًا جميع الأئمَّة من أهل البيت (عليهم السَّلام) يحملون مشروعًا واحدًا هو (الحِفاظ على الرِّسالة، والدِّفاع عنها، وحراسة وحدة الأمَّة، وقِيَمِها).
إذا كان الأمر كذلك، فلماذا الاختلاف في المواقف؟
فنجد أمير المؤمنين (عليه السَّلام) مسالمًا في مرحلة، ومحاربًا في مرحلةٍ أخرى؟
ونجدُ الإمام الحسن (عليه السَّلام) مصالحًا؟
ونجدُ الإمام الحسين (عليه السَّلام) ثائرًا؟
ونجدُ الإمام السَّجَّاد (عليه السَّلام) روحانيًّا، وواعظًا.
ونجدُ الإمام الباقر (عليه السَّلام) موجِّهًا، ومربِّيًا؟
ونجدُ الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) معلِّمًا، ومثقَّفًا؟
وهكذا بقيَّة الأئمَّة (عليهم السَّلام) لكلٍّ دورُه، وأسلوبُه.
هذه الاختلافات لا تعني اختلافًا في المشروع، وإنَّما تعني اختلافًا في (الأساليب، والأدوار) حسب الاختلاف في الظُّروف، والمتغيِّرات، وحسبما تفرضه مصالح الرِّسالة، والأمَّة.
فالظُّروف، والمتغيِّرات، ومصالح الرِّسالة، والأمَّة فرضت على أمير المؤمنين (عليه السَّلام) أنْ يكون مُسالمًا في مرحلةٍ، ومحاربًا في مرحلة أخرى.
وهكذا فرضت على الإمام الحسن (عليه السَّلام) أنْ يكون مُصالحًا.
وعلى الإمام الحسين (عليه السَّلام) أنْ يكون ثائرًا.
وعلى الإمام السَّجَّاد (عليه السَّلام) أنْ يكون مربِّيًا، وروحانيًّا.
وعلى الإمام الباقر (عليه السَّلام) أنْ يكون من حَمَلَةِ الحديث.
وعلى الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) أنْ يكون صاحب مدرسة.
قراءة النَّهج السِّياسي للإمام الحسن (عليه السَّلام)
وبعد هذا العَرْض نطرح هذا السُّؤال: كيف نقرأ النَّهج السِّياسيَّ للإمام الحسن المجتبى؟
يحاول أكثر الدَّارسين لموقف الإمام الحسن (عليه السَّلام) المُسَالِم أنْ يربطوه بأسباب عسكريَّة:
فـ:
1- التفكُّك في جماعةِ الإمام الحسن (عليه السَّلام)!
2- والخيانات!
3- وحرب الإشاعات!
4- وعدم تكافُؤ العدد في الجيشين (20 ألف، 60 ألف)!
هذه الأسباب دفعت الإمامَ الحسن (عليه السَّلام) إلى أنْ يقبل بالصُّلح، وألَّا يخوض معركة عسكريَّة خاسرة!
هذه القراءة قاصرة جدًّا، وهي غير قادرةٍ على أنْ تبرِّرَ صُلحَ الإمام الحسن (عليه السَّلام)!!
إنَّها تتحدَّث عن خسارة المعركة عسكريًّا.
الإمام الحسين (عليه السَّلام) خَسَرتْ معركتُهُ عسكريًّا، فلماذا يلجأ إلى المصالحة؟
المسألة عند الأئمَّة (عليهم السَّلام) ليست خسارة، أو ربحًا في المعركة العسكريَّة.
المسألة خسارة، أو ربح المشروع فيما يعنيه من خسارة أو ربح الرِّسالة التي يحمل أهدافها أئمَّةُ أهلِ البيت (عليهم السَّلام).
فالإمام الحسن (عليه السَّلام) لم يضع في حسابه – حينما قرَّر (المصالحة) – المُعطيات العسكريَّة، فهي – رغم أهمِّيتها – لا تشكِّل العامل الأساسَ في قَبول (الصُّلح)، بل لهذا الخَيار أسباب أعمق تتَّصل بمصلحةِ الإسلام العُليا، فهذه المصلحة هي التي تحدِّد خَيار الأئمَّة (عليهم السَّلام) في المواجهةِ، أو المسالمةِ، أو في أيِّ خَيار آخر.
فلو كانت مصلحة الإسلام في عصر الإمام الحسن (عليه السَّلام) تفرض (المواجهة) لكان خَيارُه (المواجهة).
ولو كانت مصلحة الإسلام في عصر الإمام الحسين (عليه السَّلام) تفرض (المصالحة) لكان خَيارُه (المصالحة).
ورغم أنَّ خيارات الأئمَّة (عليه السَّلام) – وفق منظورنا العقيديِّ – هي خَيارات معصومة، فقناعاتنا بهذه الخَيارات لا تحتاج إلى بَرْهَنة، إلَّا أنَّ هذا لا يلغي ضرورة (البَرْهَنة) ما دام هناك منظور آخر لا يؤمن بعصمةِ الأئمَّة من أهل البيت (عليهم السَّلام).
هنا نحتاج إلى (قراءة موضوعيَّة) لا تضع في حسابها منظور الشِّيعة العقيديِّ المتمثِّل في عصمة الأئمَّة (عليهم السَّلام).
قراءة المرحلة التي عاصرها الإمام الحسن (عليه السَّلام)
كيف نقرأ المرحلةَ التّي عاصرَها الإمامُ الحسنُ المجتبى (عليه السَّلام)؟
كيف نقرأُها دينيًّا؟
وكيف نقرأُها سِيَاسيًّا؟
في هذه المرحلةِ بدأتْ مؤشِّراتُ (الانقلاب على مفاهيم، وقِيَم الإسلام)، وبدأت تتسرَّب من جديد (مفاهيم، وقِيم الجاهليَّة)، وبرعايةٍ غير مكشوفة من قبل (السُّلطة الأمويَّة الحاكمة)، والتي كانت تحمل صبغة دينيَّة حينذاك.
أهداف المرحلة الحَسنيَّة
فالمرحلة في حاجةٍ إلى هدفين:
الهدف الأوَّل: تعرية المشروع الجاهليِّ الذي أخذت مفاهيمه، وقِيمه تفرض نفسها على واقع الأمَّة.
الهدف الثَّاني: تعرية القيِّمِين على هذا المشروع، وإزالة الأقنعة الدِّينيَّة التي كانوا يحملونها.
وقد استطاع الإمام الحسن المجتبى (عليه السَّلام) من خلال (المصالحة) أنْ يحقِّق هذين الهدفين: (تعرية المشروع، وتعرية القيِّمين)!
وبذلك هيَّأ لنجاح المرحلة الثَّانية، وهي مرحلة (المواجهة)، والتي نفذَّها الإمام الحسين (عليه السَّلام) من خلال (ثورته).
وما كانت هذه (المواجهة / الثَّورة) لتحقَّق هدفها لولا (المصالحة) التي خطَّط لها الإمام الحسن (عليه السَّلام) بكلِّ حكمةٍ، هذه المصالحة التي استطاعت إيقاظ وعي الأمَّة على أخطر مشروعٍ استهدف الإسلام في كلِّ وجوده.
كما أنَّ هذه المصالحة – ومن خلال نقض كلِّ بنودها – استطاعت أنْ تؤسِّس في وعي الأمَّة (المبرِّر للنُّهوض، والثَّورة)،
فأحد أهم مؤسَّسات النَّجاح في ثورة الإمام الحسين (عليه السَّلام) هو (صلح الإمام الحسن) (عليه السَّلام).
فلو لم يتمَّ هذا الصُّلح الحسنيُّ لبقيَ (المشروع الجاهليُّ) بلا تعرية، وبقيت الأمَّة تحمل كلَّ القداسة لمؤسِّسي ذلك المشروع، وبالتَّالي لن يكون للثَّورة الحسينيَّة (مُبرِّرها) في نظر الأمَّة، بل سوف تُصَّنف ضمن (حركاتِ التَّمرُّدِ على الشَّرعيَّة).
الصُّلح ووضِعِهِ الخَيَارين الصَّعبين
إلَّا أنَّ (وثيقة الصُّلح) – بكلِّ بنودها المدروسة بحكمة – وضعت (السُّلطة الحاكمة) أمام خَيَارين صعبين:
الخَيار الأوَّل: الالتزام بكلِّ بنود الصُّلح
وهذا يعني عودة الشَّرعيَّة إلى مسارها الصَّحيح، وبالتَّالي ينتهي (المشروع الجاهليُّ)، وتنتهي جميع أهدافه، ولن تكون هناك حاجة إلى ثورة الإمام الحسين (عليه السَّلام).
الخَيار الثَّاني: عدم الالتزام ببنود الصُّلح
وهذا يعني فضح (المشروع الجاهليِّ)، وكشف جميع أهدافِهِ، وتعرية كلِّ نواياه، الأمر الذي يهيِّئ لشرعيَّة الثَّورة، والنُّهوض، وهذا الذي حَدَث!
وهكذا تكامل الدَّوْران: دور الإمام الحسن (عليه السَّلام)، ودور الإمام الحسين (عليه السَّلام).
دور الإمام الحسن (عليه السَّلام) هيَّأ الأسباب، والمبرِّرات.
ودور الإمام الحسين (عليه السَّلام) مارَس التَّصدِّي، والمواجهة.
فلو كان الإمام الحسين (عليه السَّلام) في موقع الإمام الحسن (عليه السَّلام) لَمَارَس دور المصالحة.
ولو كان الإمام الحسن (عليه السَّلام) في موقع الإمام الحسين لَمَارَس دور المواجهة.
فالاختلاف بين الأسلوبين ليس منطلِقًا من اختلاف في القناعة، والرُّؤية، والاجتهاد كما تزعم بعض القراءات.
وليس منطلِقًا من اختلاف في القُدُرات، والكفاءات، فالأئمَّة (عليهم السَّلام) جميعًا مؤهَّلون بأعلى درجات التَّأهيل؛ لمواجهة كلِّ المواقف في حركة الرِّسالة.
وليس منطلِقًا من اختلاف في المَزَاجَات النَّفسيَّة (السِّلميَّة، والثَّوريَّة)، فالأئمَّة (عليهم السَّلام) لا تحكم مواقفهم الحالات المزاجيَّة، والانفعاليَّة.
أسباب ومبرِّرات اختلاف المواقف عند الأئمَّة (عليهم السَّلام)
ولا يعبِّر هذا الاختلافُ عن حالةٍ من التَّناقض، فالاختلاف في المواقف، والأدوار عند الأئمَّة (عليهم السَّلام) ليس تناقضًا، وإنَّما له أسبابُه، ومبرِّراتُه، ومنها:
1- اختلاف الظُّروف الموضوعيَّة المتحرِّكة حول الرِّسالة، والمتحرِّكة حول الإمام (عليه السَّلام) نفسِهِ.
2- اختلاف الوضع الذي تعيشه الأمَّة.
3- حجم الانحراف.
4- طبيعة الأنظمة السِّياسيَّة الحاكمة.
في ضوء هذه الأسباب والمبرِّرات يُحدِّد الأئمَّة (عليهم السَّلام) (أسلوب التَّحرُّك)، و(نمط التَّصدِّي)، وهكذا تعدَّدت (الأساليب)، وتنوَّعت (الأدوار)، وبقيت (الأهداف الاستراتيجيَّة) ثابتة مهما تغيَّرت الظُّروف، والأوضاع.
مَسْؤُوليَّةُ الدُّعاةِ والمبلِّغين في كلِّ عصرِ
أدوارُ الأئمَّةِ من أهلِ البيت (عليه السَّلام) تُشكِّل منهجًا عمليًّا متنوِّعًا يضع أمام الدُّعاةِ، والمبلِّغينَ في كلِّ عصرٍ (خياراتٍ متعدِّدة) حسبَ الظُّروفِ الموضوعيَّةِ المتحرِّكة، وحسبَما تفرضه مصالحُ الرِّسالة وأهدافُها العُليا، وحسبما يخدم مصالح الأوطان.
ولا يبرِّر (الاختيار) كونه أحد (خَيَارات الأئمَّة عليه السَّلام) إلَّا أنْ تكون (الظُّروف) هي الظُّروف، و(الضَّرورات) هي الضَّرورات، و(المصالح) هي المصالح.
فربَّما تفرض الظُّروفُ والضَّروراتُ على الدُّعاة والمبلِّغين في عصرٍ ما، وفي بلدٍ ما أنْ يكون مشروعهُم (ثقافيًّا بحتًا)، أو (تربويًّا بحتًا)، أو (اجتماعيًّا بحتًا)، أو (سياسيًّا بحتًا).
وقد يتوزَّع الدُّعاة، والمبلِّغون هذه الأدوار حسب القُدُرات، والإمكانات، فيتفرَّغ بعضُهم للعمل الثَّقافيِّ، وبعضهم للعمل التَّربويِّ، وبعضهم للعمل الاجتماعيِّ، وبعضهم للعمل السِّياسيِّ.
ولا مشكلة في المُزاوجة بين الأدوار إذا فرضت الضَّرورات، وتوفَّرت القُدُرات والكفاءات، وسمحت المناخات.
أولويَّات تحديد الخَيارًات
ومطلوبٌ من الدُّعاةِ والمبلغين؛ لكي يحدِّدوا (خياراتِهم) أنْ يضعوا في اعتبارهم:
أوَّلًا: المناخات السِّياسيَّة
لا بمعنى مسايرة الأوضاع السِّياسيَّة الخطأ، وإنَّما اعتماد (الخَيَارات الصَّالحة)؛ لإنتاج (الواقع السِّياسيِّ الصحيح)، ومن خلالِ (الأدوات والأساليب المشروعة).
ثانيًا: الظُّروفُ الاجتماعيَّةُ المتحرِّكة
ممَّا يُعطي للخَيَارات قُدرتَها، وواقعيَّتها.
فالواقعيَّة لا تعني السُّقوط في تأثيرات الواقع بكلِّ انحرافاته، وإنَّما تعني اعتماد (أدوات الواقع المشروعة)؛ من أجل تصحيح هذا الواقع.
ثالثًا: المستويات الذِّهنيَّة، والنَّفسيَّة للجماهير
فمراعاة هذه القُدُرات الجماهيريَّة عامل مهمٌّ من عوامل نجاح (مشروعات التَّبليغ) سواء أكانت هذه المشروعات ثقافيَّة، أم تربويَّة، أم اجتماعيَّة، أم سياسيَّة.
وكلَّما كان الخطاب التَّبليغيُّ قادرًا على التَّعاطي مع الجماهير بكلِّ مستوياتِها الذِّهنيَّة، والنَّفسيَّة، ومن أجل بنائها، والارتقاء بها، وتوظيفها بشكل جادٍّ، وسليم، وهادف كانت (المشروعات) أقدر على التَّحرُّك، والنَّجاح.
رابعًا: الإمكانات الذَّاتيَّة، والموضوعيَّة
والمحكومة للضَّوابط الشَّرعيَّة، فيما هي (الأهداف، والأدوات)، وهذا ما يحمِي المشروعات الدِّينيَّة، والثَّقافيَّة، والاجتماعيَّة، والسِّياسيَّة من أنْ تنزلق نحو التَّطرُّف، والعنف، والإرهاب.
ومهما كانت (الأهداف، والغايات) كبيرة، فإنَّ هذه الانزلاقات مرفوضة ومحرَّمة؛ لأنَّ الغايات النَّظيفة يجب أنْ تُنظِّفَ الوسائل، والأدوات.
هذا هو منظور الدِّين، والمُثُل، والقِيم الحقَّة، والقوانين الصَّالحة.
وآخر دعوانا أنْ الحمد لله ربِّ العالمين.