كلماتٍ إلى جمهورِ عاشوراء
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلينَ، محمَّدٍ وعلى آلِهِ الهُداةِ الميامين.
وبعد: فإنَّنا على مقربةٍ من ليلةِ عاشوراء، ويومِ عاشوراء!
وهنا أوَجّهُ بعضَ كلماتٍ إلى جمهورِ عاشوراء.
الكلمة الأولى: ليكن الحضور العاشورائيُّ كبيرًا
يا جمهورَ عاشوراء، ليكُنْ حضورُكم في هذا الموسم العاشورائيِّ كبيرًا، وكبيرًا جدًّا.
بهذا الحضورِ الكبير تعطون للموسم العاشورائيِّ هيبتَه، قوَّتَه، شموخه، عنفوانه، معناه الكبير.
لِيَكُنْ حضورُكُمْ في مجالسِ العزاءِ كبيرًا.
لِيَكُنْ حضورُكُمْ في مواكب العزاءِ كبيرًا.
لِيَكُنْ حضورُكُمْ في كلِّ الفعّالياتِ العاشورائيَّةِ كبيرًا.
حضورُكُمْ يعني أنْ يكونَ لكُمْ مشاركةٌ فاعلةٌ في كلِّ المراسيم، وفي كلِّ الفعّاليات، وفي كلِّ ممارسات الإحياءِ المشروعة.
التَّواجد في الشَّوارع بلا مشاركة في مراسيم عاشوراء إذا كان تواجدًا محكومًا للضَّوابط الشَّرعيَّة هو شكل من أشكال الحضور العاشورائيِّ، إلَّا أنَّه لا يرتقي إلى مستوى المشاركة في المراسيم العاشورائيَّة كحضور المجالس العزائيَّة، والانضمام إلى مواكب العزاء، أو القيام بأيَّةِ خدمةٍ عاشورائيَّة.
إنَّ الحضور العاشورائيَّ إذا كان بدوافع التَّقرُّب إلى اللهِ تعالى، وطمعًا في الأجر والثَّواب من خلال إحياءِ قضيَّة عاشوراء وأهدافها الكبرى، ومن خلال إظهار الحزن والأسى لما أصاب آلَ الرَّسولِ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في كربلاء، فهذا الحضور إذا كان كذلك فهو من أعظم الأعمالِ المشروعةِ في منظور الدِّين، وفي رأيّ الشَّرع ما دام ضمن ضوابط الدِّين والشَّرع.
* إقامة العزاء، وإظهار الحزن سُنَّة متَّبعة
إقامة العزاء، وإظهار الحزن لِمَا أصابَ سبط رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ليست بدعة في الدِّين، ولا خرافة أنتجتها عقول متخلِّفة!
النَّبيُّ الأعظم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بكى الحسين (عليه السَّلام).
1- روى الحافظ الهيثمى في مجمع الزَّوائد عن عليٍّ (عليه السَّلام): «…، دخلتُ على النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ذات يوم وإذا عيناه تذرفان!
قلت: يا نبيَّ الله، أغضبك أحدٌ ما شأنُ عينيك تفيضان؟
قال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): بلْ قام من عندي جبرئيل (عليه السَّلام)، …، فحدَّثني: إنَّ الحسين يقتل بشطِّ الفراتِ!
قال [يعني جبرئيل]، فقال: هل لك أنْ أشمَّكَ مِن تربته؟
قلت: نعم.
قال: فمدَّ يدهُ، فقبض قبضةً من ترابٍ فأعطانيها، فلم أملك عينيَّ أنْ فاضتا« (مجمع الزوائد9/187، الهيثمي).
2- روى الحاكم النِّيسابوريُّ في (المستدرك) عن أمِّ سَلَمة: إنَّ رسول الله (صلّىَ الله عليه وآله وسلَّم) اضطجع ذات ليلةٍ للنَّوم، فاستَيقظ وهو حائر، ثمَّ اضَّطجع فرقد، ثمَّ استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرَّة الأولى، ثمَّ اضَّطجع فاستيقظ وفي يدِهِ تربةٌ حمراء يقبِّلها!
فقلت له: ما هذه التُّربة يا رسول الله؟
قال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): أخبرني جبرئيل (عليه السَّلام): إنَّ هذا [الحسين] يقتل بأرض العراق … .
فقلت لجبريل: أرني تربة الأرض التي يقتل بها، فهذه تربتُها»؟
(ثمَّ قال الحاكم): هذا حديث صحيح على شرط الشيخين [البخاري، ومسلم]، ولم يخرجاه. (المستدرك4/398، الحاكم النيسابوري).
3- وروى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، عن أمِّ سَلَمَة، أو عائشة: إنَّ النَّبيَّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قال: «لقد دخل عليَّ البيت مَلَكٌ لم يدخلْ عليَّ قَبْلها!، فقال لي: إنَّ ابنّك هذا حُسَينًا مقتول، وإنْ شئت أريتُك مِن تربةِ الأرض التي يُقتل بها!
قال: فَأَخْرَج تربة حمراء». (مسند أحمد6/294، الإمام أحمد بن حنبل).
4- وروى ابن المغازلي في المناقب بالإسناد عن أمِّ سَلَمة، قالت: كان جبرئيل عند رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والحسين معي، فبكى، فتركته!
فدنا من رسول اللهِ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، فقمت، فأخذته، فبكى، فتركته، فدخل إلى النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
فقال جبرئيل (عليه السَّلام): أتحبُّه يا محمَّد؟
قال (صلَّى الله عليه وآله وسلّم): نعم!
قال [جبرئيل]: إنَّ أمَّتكَ ستقتُلُهُ، وإنْ شئتَ أرَيتُك من تربةِ الأرضِ التي يقتل بها.
وبَسَط جناحَهُ إلى الأرضِ التي يُقتل بها، فأراني إيَّاها، فإذا الأرض يقال لها: كربلاء». (مناقب علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)، الصَّفحة318، ابن المغازلي).
5- وروى ابن الصَّباغ المالكيِّ في (الفصول المهمَّة) بالإسناد إلى أمِّ الفضل بنت العبَّاس: إنَّها دخلت على رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) [وكانت تحمل الحسين]، فوضعته في حجره.
[تقول أمُّ الفضل]: ثمَّ حانت منِّي التفافةٌ، فإذا عينا رسول لله تهراقان بالدُّموع!
فقلت: بأبي وأمِّي يا رسول الله، ما لكَ تبكي؟
قال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «أتاني جبرئيل، فأخبرني: إنَّ أمَّتي ستَقْتُل ابني هذا! أتاني منه بتربة حمراء». ( الفصول المهمة في معرفة الأئمة2/760، علي بن محمد أحمد المالكي).
6- وروى السَّيوطيُّ في (الخصائص الكبرى) في إخبار النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بقتل الحسين (عليه السَّلام) ما يناهز العشرين حديثًا عن أكابر الثِّقات من رواة علماء السُّنَّة ومشاهيرهم كلُّها تؤكِّد خبر التُّربة التي نزل بها جبرئيل على رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) (انظر: كفاية الطَّالب اللَّبيب في خصائص الحبيب (الخصائص الكبرى)2/125، جلال الدين السيوطي).
الكلمة الثَّانية: قدِّموا عاشوراء في أقدس صورة
يا جمهور عاشوراء، قدِّموا عاشوراء للعالم في أقدس صورة.
ابتعدوا بمراسيم عاشوراء عن كلَّ ما يسيئ إلى أهداف عاشوراء، وعن كلِّ ما يسيئ إلى سمعةِ عاشوراء، وعن كلّ يسيئ إلى سمعة المَذْهَب.
عاشوراء مبادئ، ومُثُل، وقِيَم.
عاشوراء جهاد، وعطاء، وتضحية.
عاشوراء أهداف كبرى.
يجب أنْ تخضع كلُّ مراسيم عاشوراء إلى معايير الدِّين، والشَّرع، وليس إلى المَزَاجات والأهواء.
يجب أنْ تخضع كلُّ ممارسات عاشوراء إلى معايير العقل والرُّشد، وليس إلى نوازع الجهل والتِّيه.
وبمقدار ما تعبِّر مراسيم الإحياء عن معنى عاشوراء، وعن أهداف عاشوراء، وبمقدار ما تعبِّر عن مأساة عاشوراء، وفاجعة عاشوراء، وحزن عاشوراء، وبمقدار ما تعبِّر عن قِيَم ومُثُل عاشوراء، وبمقدار ما تعبِّر عن جهاد عاشوراء بمقدار ما تعبِّر المراسيم عن هذه المعاني تكون أكثر وعيًا.
وتكون أصدق دلالةً.
وتكون أقوى تجسيدًا.
وتكون أقدر تعبيرًا.
إنَّنا لا نريد لعاشوراء أنْ تبقى مسجونة في الزَّنزانات المذهبيَّة.
عاشوراء لكلِّ الطَّوائف، والمَذَاهب.
عاشوراء لكلِّ الأديان.
عاشوراء لكلِّ البشريَّة.
فهل استطعنا نحن حملة عاشوراء أنْ ننفتح بعاشوراء على كلِّ الطَّوائف، والمَذَاهب، وعلى كلِّ الأديان، وعلى كلِّ العالم؟
قد يقال: إنَّ الآخرين لا يريدون أنْ ينفتحوا على عاشوراء الحسين (عليه السَّلام) بسبب رؤى خطأ، أو بسبب عُقَدٍ متراكمة، أو بسبب عصبيَّات.
بعضُ هذا موجود بلا إشكال.
ولكن ليس كلُّ الآخرين يحملون رؤى خطأ!
وليس كلُّ الآخرين معقَّدين.
وليس كلُّ الآخرين متعصِّبين.
ولماذا لا نكون نحنُ الَّذين كرَّسنا الرُّؤى الخطأ عند الآخرين؟!
ولماذا لا نكون نحن الذين أوجدنا العُقَد لدى الآخرين؟!
ولماذا لا نكونُ نحن الَّذين أعطينا للعصبيَّات أجواء؛ لكي تتحرَّك؟!
إذا استطعنا أنْ نقدِّم عاشوراء بكلِّ وعيها، وبكلِّ نقائها، وبكلِّ أهدافها، وبكلِّ عطاءاتها، وبكلِّ أصالتها، وبكلِّ حضاريَّتها، وبكلِّ إبداعاتها، فسوف نفتح كلَّ الآفاق أمام الآخرين؛ ليدخلوا موسم عاشوراء.
الكلمة الثَّالثة: احملوا شعار المحبَّة، والتَّسامح
يا جمهور عاشوراء، احملوا شعار: (المحبَّة، والتَّسامح).
إنَّه شعار عاشوراء الحسين (عليه السَّلام).
لا كراهية، ولا عصبيَّة في نهج عاشوراء الحسين (عليه السَّلام).
عاشوراء يجب أنْ توحِّد، وتقارب بين كلِّ الطَّوائف، والمذاهب، والمكوِّنات.
عاشوراء يجب أنْ تزرع روح المحبَّة، والتَّسامح.
عاشوراء يجب أنْ تحارب الفِتن، والصِّراعات، والخلافات.
خطاب الحسين (عليه السَّلام) يوم عاشوراء: «إنَّما خرجت؛ لطلب الإصلاح في أمَّة جدِّي، …» (معالم المدرستين3/302، السَّيِّد مرتضى العسكري).
هذه الأمَّة التي تنازعتها الفِتن العمياء، وتراكمت في داخلها كلُّ العصبيَّات، وكلُّ الأنانيات، وكلُّ العداوات، وكلُّ الكراهيات، هكذا عاد موروث الجاهليَّة من جديد؛ ليغتال كلَّ قِيم الرِّسالة، وليسقط كلَّ مفاهيم الدِّين، وكادت كلُّ الجهود التي بذلها النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وبذلها الصَّحابة الكرام أنْ تسقط أمام عواصف جاهليَّة مرعبة ومدمِّرة لولا وقفة الحسين (عليه السَّلام) وأصحاب الحسين (عليهم السَّلام)، ولولا نهضة الحسين (عليه السَّلام) وأصحاب الحسين (عليهم السَّلام)، ولولا دماء الحسين (عليه السَّلام) وأصحاب الحسين (عليهم السَّلام).
فعنوان (الإصلاح) كان العنوان الأكبر في حركة الإمام الحسين (عليه السَّلام)، وكان العنوان الأبرز في نهضتِهِ..
وإذا كان شعار عاشوراء هو (الإصلاح)، فلا يمكن أنْ يتحوَّلَ العاشورائِيُّون (صُنَّاعَ فِتنٍ)، و(منتجي صِرَاعاتٍ)، و(دُعاةَ كراهيات)!
إنَّ العلماء أكَّدُوا – ولا زالوا يؤكِّدون – على ضرورة إبعاد أجواء الموسم العاشورائيِّ عن جميع أشكال التَّوتُّرات الأمنيَّة، وعن كلِّ الإثارات الضَّارَّة.
وفي الوقت ذاته يُطالب العلماءُ السُّلطةَ أنْ تكون الرَّاعية، والحارسة لشعائر عاشوراء، فمنذُ قرونٍ والشِّيعة في هذا الوطن يمارسون إحياء عاشوراء، وأنَّ أيَّ استفزازٍ للمشاعر العاشورائيَّة أمرٌ ضارٌّ، وقد يؤدِّي إلى معطياتٍ موتِّرة ومُؤزِّمة، وهذا ما لا نريده لهذا الوطن.
وإنَّنا نثمن أيَّ جهد؛ من أجل خدمة وحراسة هذا الموسم العاشورائيِّ.
الكلمة الرَّابعة: حافظو على نظافة الأجواء العاشورائيَّة
يا جمهورَ عاشوراء، حافظوا على نظافةِ الأجواءِ العاشورائيَّة.
فلا تسمحوا للممارسات غير المشروعة أنْ تقتحم أجواءَ هذا الموسم، ولا تسمحوا للسُّلوكات الخارجة عن ضوابط الشَّرع أنْ يكون لها حضورها في الأوساط العاشورائيَّة.
جنِّبوا أجواء الموسم العاشورائيِّ كلَّ أشكال (الاختلاط بين الرِّجال والنِّساء) في الشَّوارع، والطُّرقات، وفي مواقع الازدحام.
إنَّ هذه المظاهر تسيئ جدًّا إلى سمعة عاشوراء، وإلى أهداف عاشوراء.
وكذا جنِّبوا أجواءَ الموسم العاشورائيِّ كلَّ (الأزياء، والألبسة) التي تتنافى مع الحشمةِ، والعفافِ، والطُّهر، فهذه الأزياء تتناقض مع الشَّرع، ومع قداسة موسم عاشوراء، فعاشوراء الحسين (عليه السَّلام) كان من أبرزِ أهدافِها الدِّفاع عن شرع الله سبحانه، وعن أحكامه، وقِيَمِه، ومبادئه.
مَنْ يقتحمون الموسم العاشورائي بهذه المظاهر المسيئة، والمنافية لضوابط الشَّرع إمَّا أنَّهم لا يملكون وعيًا بقداسة هذا الموسم، وإمَّا أنَّهم عناصر مندسَّةٌ تهدف إلى تشويه سمعة هذا الموسم العاشورائيِّ.
هيئات للإشراف على مواسم عاشوراء وشروطها
وهنا نؤكِّد على ضرورة وجودة (هيئات إشراف) تراقب أجواء الموسم العاشورائيِّ، وتتصدَّى لكلِّ الظَّواهر السَّيئة، والمخالفة لأحكام الشَّرع، ولقداسة الموسم.
ويجب أنْ تتوفَّر هذه الهيئات على درجات عالية من:
1- الوعي الدِّيني.
2- والوعي بأهدافِ عاشوراء.
3- وعلى درجات عالية من الإخلاص، والصِّدق، والالتزام.
4- إضافة إلى قُدُرات عالية من الكفاءة، والخِبرة، والصَّبر، والتَّحمُّل.
5- وأنْ تكون مدعومة ومخوَّلة من قبل العلماء، ومسؤولي المآتم، والمواكب.
ومطلوب من كلِّ الجمهور العاشورائيِّ أنْ يتعاونوا مع هذه اللِّجان؛ لتتمكَّن من أداء مهامِّها بنجاح.
وفي سياق الحديث عن ضرورة أنْ تحكم أجواء الموسم العاشورائيِّ (ضوابط الشَّرع) نؤكِّد على ضرورة أنْ لا تتزاحم المراسيم العزائيَّة مع (أوقات الصَّلوات)، فالإمام الحسين (عليه السّلام) إنَّما استشهد؛ من أجل أنْ يبقى الدِّين، ومن أجل أنْ تبقى الفرائض، ومن أجل أنْ تبقى الشَّريعة، ومِن أجلِ أنْ تبقى القِيم.
وإنَّه ليؤلم الإمامَ الحسينَ (عليه السَّلام) أيُّ تجاوز لشرع الله سبحانه في مراسيم عزائه.
ويجب على العلماء، والخطباء أنْ يوجِّهوا جماهير العزاء إلى ذلك.
ويجب على مسؤولي المآتم، والمواكب أنْ يتحمَّلوا مسؤوليَّتهم في هذا الشَّأن.
ويجب على كلِّ الجمهور العاشورائيِّ أنْ يحافظوا على الفرائض، وعلى أوقاتها.
وهكذا يجب علينا جميعًا أنْ نكون حُرَّاسًا أمناء؛ لحماية قداسةِ ونظافة أجواء الموسم العاشورائيِّ، ومن أجل أنْ يحقِّق هذا الموسم أهدافه الكبرى التي أرادها له الإمام الحسين (عليه السَّلام) من خلال نهضتِه المباركة، ومن خلال دمه الطَّاهر.
والحمد لله ربِّ العالمين.