حديث الجمعة 484: نحن نستقبل موسم عاشوراء وهنا أخاطب عدَّة جهات
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلينَ محمَّدٍ وآلِهِ الهُداةِ الميامين، وبعد فمع هذا العنوان:
نحن نستقبل موسم عاشوراء
وهنا أخاطب عدَّة جهات:
الجهة الأولى: علماء الدِّين
يا علماءَ الدِّينِ، كونُوا القيِّمين الأمناءَ على هذا الموسم العاشورائيِّ.
وماذا تعني قيمومتُكم الأمينة على هذا الموسم؟
تعني:
أوَّلًا: الإشراف الشَّرعيُّ على كلِّ مراسيم الإحياء العاشورائيِّ
إنَّ كلَّ المراسيم والفعَّاليات العاشورائيَّة تجب أنْ تخضع للضَّوابط الشَّرعيَّة والفقهيَّة؛ لكيلا تنحرف عن مساراتها الصَّحيحة.
لا يصحُّ – إطلاقًا – أنْ تترك ممارسات عاشوراء إلى مَزَاجات الشَّارع، وإلى اجتهادات عوام النَّاسِ، الأمر الَّذي يؤدِّي إلى إقحام ممارسات دخيلة في مراسيم العزاء ممَّا يضرُّ بسمعتها، ويشوِّه صورتها.
فمسؤوليَّة علماء الدِّين الواعين في حراسة هذا الموسم العاشورائيِّ، والحِفاظ على سمعته، وتنقية ممارساته مسؤوليَّة كبيرة لا يجوز التَّفريط فيها مهما كانت المبررات والمسوِّغات.
مطلوب أنْ يمتلك العلماء جرْأةً في أنْ يقولوا الكلمة الموجِّهة لجمهور عاشوراء بلا مداهنة، ولا مجاملة.
نعم، مطلوب أنْ تُعتمد الأساليب الحكيمة والرَّشيدة في النُّصح والتَّوجيه، لكيلا تكون ردود الفعل ضارَّه بعمليَّة التَّرشيد والتَّوجيه.
•يقول تعالى: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ …﴾ (سورة النَّحل: الآية125).
ثانيًا: الحراسة على خِطاب الموسم
وتعني قيمومةُ العلماء الأمينة على هذا الموسم العاشورائيِّ أنْ تكون لهم حراسة على خِطاب الموسم:
1- خِطاب المنبر.
2- خِطاب الموكب.
3- خِطاب المواقع.
4- خِطاب الإصدارات.
5- خِطاب الشِّعارات.
6- خِطاب كلِّ الفعاليات.
من الخطر كلِّ الخطر أنْ تغيب هذه الحراسة والقيمومة العلمائيَّة على خطاب الموسم، فيما هي مضامينُهُ، وأفكارهُ، وطروحاتُه، ومرويَّاتُه، ونقولاتُه، وقصصُه، وتصوُّراتُه، وفيما هي لغتُه ومفرداتُه، وأساليبُه، وأدواتُه، فهذا الخطابُ هو الَّذي يصنع وعي الجمهور العاشورائيِّ، ويصوغ وجدانَهم، ويوجِّه كلَّ سلوكهم وممارساتهم، فإذا انحرف الخطاب، أو التبس، أو أخطأ كانت مردوداتُه الخطيرة جدًّا على واقع هذا الجمهور.
ثالثًا: ممارسة الدَّور الفاعل للحفاظ على نظافة أجواء الموسم العاشورائيِّ
وتعني قيمومةُ العلماءِ الأمينة على موسم عاشوراء أنْ يمارسوا دورًا فاعلًا في الحفاظِ على نظافة أجواء الموسم العاشورائيِّ بعيدًا عن كلِّ التَّلوُّثات الأخلاقيَّة، والسُّلوكات السَّيِّئة الضَّارة بسمعة هذا الموسم، فقد بدأت تخترق أجواء الموسم ممارسات منحرفة، فيما هي مظاهر التَّبرُّج لدى بعض النِّساء، واللَّواتي تزدحم بهنَّ الشَّوارع، وفيما هي الاختلاطات غير المشروعة، وفيما هي سلوكات بعض الشَّبان النَّزِقِين.
هذه الظَّواهر يجب ألَّا يسمح لها أنْ تلوِّث أجواء هذا الموسم، الأجواء الإيمانيَّة التي تحمل عَبَق عاشوراء، وروحانيَّة عاشوراء، وقِيم ومبادئ عاشوراء.
هنا يجب أنْ يكون دور العلماء حاضرًا؛ لحماية أجواء الموسم من كلِّ ما يسيئ إلى سمعته، وإلى أهدافه.
دعوة لـتخصيص (موسمٍ للإعداد العاشورائيِّ)
وهنا أدعو العلماء أنْ يكثِّفُوا محاضراتهم في التَّهيئة لموسم عاشوراء، وحبَّذا لو يخصَّص الأسبوع الأخير من ذي الحجَّة (موسمًا للإعداد العاشورائيِّ) بحيث تنظِّم المآتم ملتقيات عاشورائيَّة، وندوات، ومحاضرات يشارك فيها علماء بارزون، وخطباء مؤهَّلون، وكفاءات وقُدُرات عاشورائيَّة، بشرط أنْ تتجنَّب هذه الملتقيات العاشورائيَّة أيَّ جدل يُوتِّر أجواء الموسم العاشورائيِّ، وأيَّة لغة تؤجِّج الخلافات.
فموسم عاشوراء يجب أنْ يُوحِّد لا أن يُفرِّق، ويُقاربَ لا أنْ يباعد، ويُجذِّرَ المحبَّةَ لا أنْ يُؤجِّجَ الشَّحناء، ويصوغَ الوعي لا أنْ ينتج الجهل.
الجهة الثَّانية: – التي يتوجَّه إليها الخطاب – خطباء المنبر، والشُّعراء، والرواديد
أنتم أيُّها الخطباءُ، والشُّعراءُ، والرَّواديد (صوت عاشوراء)، و(لسان عاشوراء)، فمطلوب منكم:
أوَّلًا: الأمانة على أهداف عاشوراء
أنْ تكونوا الأمناء على (أهداف عاشوراء)، فمسؤوليَّتكم أنْ تُوصلوا للأجيال:
1- وعي عاشوراء من خلال الأدوات الصَّحيحة.
2- وحزن عاشوراء من خلال الأساليب المشروعة.
3- ورسالة عاشوراء.
وتعنى رسالة عاشوراء تحصين الأجيال عقيديًّا، وإيمانيًّا، وثقافيًّا، وروحيًّا، وأخلاقيًّا، وسلوكيًّا، واجتماعيًّا، وجهاديًّا.
فلستم أمناء على (أهداف عاشوراء) حينما (تُغيِّبوا وعي عاشوراء الأصيل)، أو حينما (تُغيِّبوا حزن عاشوراء المشروع)، أو حينما (تُغيِّبوا رسالة عاشوراء الهادفة).
ثانيًا: عدم الإساءة إلى سمعة عاشوراء
ومطلوبٌ منكم أنْ لا تُسيئوا إلى (سمعة عاشوراء) فيما تنقلونه من (مرويَّات، وقصص، وأحداث)، ومن (خيالاتٍ، وتصوُّراتٍ).
وخاصَّة فيما ينسب للإمام المعصوم (عليه السَّلام) من كلماتٍ، وأفعال.
وربَّما تدفعُ الخطباءَ، والشَّعراءَ، والرَّواديدَ رغبةُ (الإبكاءِ، وإنتاج الدَّمعة) إلى اعتماد (مرويَّات) حولها الكثير من التَّحفُّظات!
وربَّما يطغى (لسان الحال) على (واقع الحال).
وربَّما، …، وربَّما، … .
الحفِاظ على سمعة عاشوراء، وقداسة عاشوراء مسؤوليَّة الخطيب، والشَّاعر، والرَّادود خاصَّة وهم صوت هذا الموسم العاشورائيِّ.
ثالثًا: مؤازرة العلماء في حراسة أجواء عاشوراء
مطلوبٌ من الخطباء، والشُّعراء، والرَّواديد أنْ يؤازروا العلماء في حراسة أجواء الموسم العاشورائيِّ من كلِّ التَّلوُّثات الأخلاقيَّة، والممارسات الضَّارة بسمعة هذا الموسم كالاختلاطات غير المشروعة، والسُّلوكات غير الملتزمة.
ونظرًا لأنَّ (الخطاب العاشورائيَّ) هو الأقوى حضورًا في هذا الموسم، فمسؤوليَّة الخطباء، والشُّعراء، والرَّواديد في التَّصدِّي للأوضاع الخطأ تتضاعف وتشتدُّ.
ومن الخيانة لأهداف عاشوراء ألَّا يكون لهذا الخطاب حضورٌ جادٌّ، وحضورٌ جريئٌ، وحضورٌ فاعلٌ.
التَّصدِّي للاختراقات
وكذلك مطلوبٌ من (خطاب المنبر)، و(خطاب الموكب)، و(خطاب كلِّ المواقع العاشورائيَّة) مطلوبٌ من هذا الخطاب أنْ يتصدَّى لكلِّ (الاختراقات) الضَّارَّه بسمعة (الشَّعائر الحسينيَّة)، والمسيئة إلى (أهداف عاشوراء)، فكما هي مسؤوليَّة العلماء في حراسة الموسم العاشورائيِّ، وفي حصانة وحماية (الشَّعائر) من كلِّ الاختراقات كذلك هي مسؤوليَّة الخطباء، والشُّعراء، والرَّواديد، وربَّما تكون مسؤوليَّة هؤلاء أكبر؛ لما لهم من حضورٍ أكبر في موسم عاشوراء.
فالحفاظ على نقاوة المراسيم العاشورائيَّة وحمايتها من كلِّ التَّسرُّبات الخطأ مسؤوليَّة كلِّ الغَيَارى على هذا الموسم.
رابعًا: الدَّعوة للوحدة لا التَّفرقة
مطلوبٌ منكم يا صوتَ عاشوراء، أنْ تكونُوا دُعاةَ وحدةٍ، ومحبَّةٍ، وتسامح، لا دُعَاةُ فرقةٍ، وكراهية، وتعصًّب.
حذارِ حذارِ من أنْ تنزلِقُوا نحو الفتنِ العمياء، والصِّراعاتِ المدمِّرةِ، والخلافاتِ المقيتةِ، فتكونوا قد نَسَفتم رسالة عاشوراء بكلِّ مبادئِها، ومُثُلِهَا، وقِيَمِها، وأهدافِها الكبرى، وغاياتِها السَّامية.
لا يعني ألَّا تعالجوا أوضاع الواقعِ، ولكن بالطَّريقة التي تحمل الرُّشد، والحكمة، والكلمةَ الطَّيِّبة، واللُّغة النَّقيَّة، هكذا تصحَّح الأخطاء، وتعالج الاختلافات بعيدًا عن كلِّ الانفعالاتِ، والحساسيَّات.
الجهة الثَّالثة: – والتي يُوجّه إليها الخطاب – إدارات المآتم، والمواكب، والفعاليات
هذه الإدارات تمثِّل: القوى التَّنفيذيَّة المشرفة على مراسيم الموسم العاشورائي.
مطلوبٌ من الإدارات:
أوَّلًا: تحمُّل المسؤوليَّة بأمانة وصدق
أنْ تتحمَّلَ المسؤوليَّةَ بكلِّ أمانةٍ وصدق، فأيُّ تفريط يُمثِّل (خيانة) لأهدافِ عاشوراء، فإذا كان النَّاسُ قد اسْتَأْمَنوا هذه (الإدارات) مسؤوليَّة الإشراف على (مراسيم عاشوراء)، فيجب أنْ يكون القائمون على هذه الإدارات في مستوى هذه المسؤوليَّة.
وكلُّ مَنْ يجد نفسه غير مؤهَّلٍ لهذه المسؤوليَّة، أو يجد نفسه غير قادرٍ على أدائها، فمطلوب منه أنْ يتخلَّى؛ لكيلا يملأ موقعًا، ويجعله مُعطَّلًا.
وكلَّما كثرت (المقاعد المعطَّلة) في الإدارات المشرفة، أنتج ذلك ارتباكاتٍ كبيرة، وأثَّر سلبًا على مسار المراسيم العاشورائيَّة، وأوجد أوضاعًا ضارَّة بمسارات الموسم العاشورائيِّ.
فعلى كلِّ المتصدِّين لإدارات المآتم، والمواكب، والفعاليات العاشورائيَّة أنْ يكونوا على درجات عالية من (الإخلاص) لأهداف عاشوراء، وأنْ يكونوا على درجات عالية من (النَّظافة، والاستقامة)، وعلى درجاتٍ عاليةٍ من (الكفاءة الإداريَّة).
ثانيًا: التَّعاون مع الموقع المعنيَّة بعاشوراء
مطلوبٌ من (الإدارات) التَّعاون مع كلِّ (المواقع) المعنيَّة بالشَّأن العاشورائيِّ من (علماء)، و(خطباء)، و(رواديد)، و(لجان عمل)، و(جهات رسميَّة).
وكلَّما كان هذا (التَّعاون) ممنهجًا، ومبرمجًا، ومدروسًا، وجادًّا، وصادقًا أعطى للموسم العاشورائيِّ قوَّةً، وانتظامًا، وفاعليَّة، ونجاحًا.
ثالثًا: توثيق العلاقات بالجمهور العاشورائيِّ
ومطلوب من (الإدارات) أنْ توثِّق (علاقاتها) بالجمهور العاشورائيِّ، وبقدر ما تتوثَّق هذه العلاقات يقوى دور الإدارات في تنشيط (الفعاليات العاشورائيَّة)، وتقوى (قدرة الضَّبط) لممارسات الشَّارع في موسم عاشوراء.
وكلَّما انفصل الجمهور العاشورائيُّ عن (الإدارات)، و(قوى التَّوجيه) العلمائية والخطبائيَّة كان سببًا في حدوث (الانفلاتات) في الممارسات العاشورائيَّة، وفي السُّلوكات الضَّارة بسمعة هذا الموسم.
التَّعاون ضرورة مُلحَّة
نؤكِّد على ضرورة التَّعاون بين العلماء، والخطباء، والإدارات في توجيه الجمهور العاشورائيِّ، وفي توجيه المراسم العاشورائيِّة، وتنقيتها من كلِّ ما هو خطأ، وضارٌّ بسمعة عاشوراء، وبسمعة المذهب.
مُشكلةُ بعض ِالإدارات أنَّها خاضعة لمزاجات الجمهور – وإنْ كانت هذه المَزاجات غير سليمة، هذا أمر غير مبرَّر من النَّاحية الشَّرعيَّة -، يجب أنْ تكون (الإدارات) محكومة لرأي الشَّرع، فيما هو جائز، وفيما هو غير جائز، وفيما هو صحيح، وفيما هو خطأ.
هكذا يُحصَّن موسم عاشوراء في مواجهة كلِّ الاختراقات، وكلَّما هو مرفوض.
إنَّ الإدارات المأسورة للمزاجات الشَّعبية الخطأ هي إدارات غير أمينة على مراسيم عاشوراء، وغير صادقةٍ في ولائها لأهداف هذا الموسم، وهي إداراتٌ فاشلة، لا يصحُّ أنْ تبقى في هذا الموقع!
الجهة الرّابعة: – والتّي يوجَّه إليها الخطاب – الجمهور العاشورائيُّ
وهنا بعض كلمات:
الكلمة الأولى: الحضور الفاعل
مطلوب من الجمهور أنْ يكون له حضورٌ كبيرٌ في موسم عاشوراء، فهذا الحضور الكبير يعطي للموسم قوَّةً، وعنفوانًا، وشموخًا.
وحينما نتحدَّث عن الحضور، نتحدَّث عن:
1- حضور المجالس العاشورائيَّة.
2- وحضور المواكب العاشورائيَّة.
3- وحضور كلِّ الفعاليات العاشورائيَّة الصَّحيحة والجادَّة.
وهنا بعضُ تساؤلات:
التَّساؤل الأوَّل: هل التَّواجد في الشَّوارع يعدُّ حضورًا فاعلًا؟
التَّواجدُ في الشَّوارع بلا مشاركة في مجالس العزاء، أو في مواكب العزاء، أو في أية فعالية عاشورائيَّة، هذا التَّواجد هل يُعدُّ حضورًا عاشورائيًّا؟
إذا كان التَّخلُّف عن المشاركة في المجالس، والمواكب، والفعاليات العاشورائيَّة بلا عذر، فإنَّ مجرَّد التَّواجد في الشَّوارع إذا كان محكومًا للضَّوابط الشَّرعيَّة، فهو عمل مشروعٌ إلَّا أنَّه لا يُعدُّ حضورًا عاشورائيًّا كما هي المشاركة في المجالس، والمواكب، والفعالية العاشورائيَّة.
التَّساؤل الثَّاني: هل ظاهرة المضايف مشاركة عاشورائيَّة؟
ما رأيكم في ظاهرة (المضايف) التي توزَّع فيها المأكولات، والمشروبات بثواب الإمام الحسين (عليه السَّلام)، وهل يُعدُّ هذا مشاركة عاشورائيَّة؟
لا إشكال أنَّ الإطعام على حبِّ الإمام الحسين (عليه السَّلام) عملٌ مشروعٌ، وفيه أجرٌ عظيم وهو ممارسة عاشورائيَّة إلَّا أنَّ ظاهرة (المضايف) الشَّائعة في هذه الأيَّام تحتاج إلى ترشيد:
1- لا يصحُّ إذا كانت هذه المضائف قريبة من الحسينيَّات أنْ تزاحم مجالس العزاء، كما هو الملاحَظ في الكثير من المضايف، حيث تزدحم عندها أعداد كبيرة من النَّاس، تاركين الحضور في المجالس العزائيَّة!
لذلك ننصح بأن تُعطَّل هذه المواقع عملها ما دام المجلس العزائيُّ القريب منعقدًا.
2- نحذِّر من (ظاهرة الاختلاط) عند هذه (المضائف)، فهي مضائف تحمل اسم الحسين (عليه السَّلام)، فمن الإساءة إلى أهداف عاشوراء أنْ يحدث اختلاط قد يؤدِّي إلى الوقوع في المخالفات الشَّرعيَّة!
فمدرسة عاشوراء تعلِّمنا الطُّهر، والعفاف، والنَّظافة.
فمطلوبٌ أنْ نجنِّب أجواء عاشوراء كلَّ ما ينتج أوضاعًا تتنافى مع هذه القِيم، ولا شكَّ أنَّ الاختلاط – وخاصَّة إذا كان بين الشُّبَّانِ والشَّابات – له تأثيراته المدمِّرة على دين الإنسان، وعلى روحيَّته وأخلاقه، وسلوكيَّاته، وله تأثيراته على الهُويَّة العاشورائيَّة.
3- إنَّنا نطرح فكرة (المضائف الفكريَّة، والرُّوحيَّة)، وتقوم بتوزيع (الكتيِّبات)، و(الكاسيتات)، و(الإصدارات) التي تقدِّم (ثقافة عاشوراء)، و(رسالة عاشوراء)، و(نهج عاشوراء)، أنْ يتغذَّى النَّاسُ ثقافيًّا، وروحيًّا، ووجدانيًّا، وأخلاقيًّا أهم بكثير من أنْ يملأوا بطونهم بالأطعمة والأشربة.
الحديث عن (الجمهور العاشورائيِّ) له تتمَّة نتابعُها إنْ شاء الله تعالى في حديث قادم.
وآخر دعوانا أنْ الحمد لله ربِّ العالمين.