حديث الجمعةشهر ذي القعدة

حديث الجمعة 477: فوائدِ الصَّلاةِ على النبيِّ وآلِهِ – هل انتهتْ كلُّ قضايا الأسرةِ والمرأة؟ –

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلينَ محمَّدٍ وآلِهِ الطاهرين.

فوائدِ الصَّلاةِ على النبيِّ وآلِهِ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم)
تمهيد: وقفة مع الآية 56 من سورة الأحزاب
يستمر الحديث عن (فوائدِ الصَّلاةِ على النبيِّ وآلِهِ صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم).
وقبل أنْ أتابعَ الحديثَ عن هذه الفوائد أقف مع الآيةِ السَّادسةِ والخمسين من سورة الأحزاب وهي قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ {الأحزاب/56}.
ماذا تعني صلاةُ اللهِ على نبيِّهِ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم)؟
إنَّها تعني الرَّحمة وإعلاءَ الدَّرجة والرضوان وفي هذا إعطاء النبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ) درجة عالية من التكريم والتشريف والعناية واللطف.

ماذا تعني صلاةُ الملائكة؟
صلاةُ الملائكة على النبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) تعني ثناءهم عليه بأحسنِ الثناء، ودعاءَهم له بأزكى الدعاء، واستغفارهم له أعظم الاستغفار.

ماذا تعني صلاة المؤمنين؟
تعني الدُّعاء الدائم له بالرحمة الإلهية، والرضوان في دار النعيم، وإعطائه الدرجة الرفيعة والمقام المحمود.

ما معنى قوله تعالى: ﴿وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾؟
هنا احتمالان:
الإحتمال الأول: إطلاق التحية على النبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم)، في حياته، وبعد وفاتِهِ، لأنَّه حيٌّ عند الله، فالسَّلام عليه يجب أنْ يستمر، ولهذا ورد في تشهد الصَّلاة أنْ نقول: (السَّلام عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله وبركاته).
الإحتمال الثاني: المقصود التسليم لأوامر النبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم).
• سأل أبو بصير الإمام الصادق (عليه السَّلام) عن معنى قوله تعالى: ﴿وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾؟
فقال (عليه السَّلام): “هو التسليم له في الأمور”.

ماذا تحمل الصَّلاة على النبيّ وآلِهِ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) من دلالاتٍ عمليةٍ في حياة المؤمنين؟
إنَّها تكرِّس الارتباط الإيماني والرُّوحي والفكري والأخلاقي والسلوكي والجهادي بالنبيِّ الأعظم (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) وبأهل بيته عليهم أفضل الصَّلوات.
وكلّما استطاعت هذه الصَّلاة أن تكرِّس الارتباط بالنبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) وبأهل بيته عليهم صلوات الله، بدرجات أكبر وأصدق، كانت معطياتها وفوائدها الأخروية أكبر وأعظم.

متابعة الحديث عن فوائد الصَّلاة على النبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم)
بعد هذا التمهيد أتابع الحديث عن فوائد الصَّلاة على النبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم).
تقدَّمت فائدتان:
الفائدة الأولى: مَنْ صلَّى على النبيِّ وآلِهِ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم)، صلَّى الله عليه، وكذلك ملائكته… وقد تقدَّمت بعض روايات تؤكِّد ذلك.

الفائدة الثانية: إنَّ الصَّلاة على النبيِّ وآلِهِ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) تهوِّن سكراتِ الموت، وقد تقدَّمت روايات في هذا الشَّأن.

وهنا نتابع ذكر الفوائد..
الفائدة الثالثة: الصَّلاة على النبيِّ وآلِهِ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) نور في القبر، ونور على الصِّراط، ونورٌ في الجنَّة
• قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم):
“أكثروا الصَّلاة عليَّ، فإنّ الصَّلاة عليَّ نور في القبر، ونور على الصراط، ونور في الجنَّة”.
• وقال (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم):
“للمصلِّي عليَّ نور على الصِّراطِ يوم القيامة، ومن كانَ على الصِّراطِ من أهلِ النور، لم يكن من أهل النَّار”.
• وروي عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم):
أنَّه مَنْ صلَّى عليهِ وآلِهِ مرةً واحدةً خلق الله له يومَ القيامة نورًا فوق رأسِهِ، ونورًا عن يمينِهِ، وآخر عن يسارِهِ، ومن تحته، ونورًا في جميع أعضائه.

الفائدة الرَّابعة: أثقل ما يوضع في الميزان يوم الحساب
• قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم):
“أنا عند الميزانِ يومَ القيامةِ، فمن ثقلتْ سيئاتُه على حسناتِهِ، جئت بالصَّلاة عليَّ حتَّى أثقِّل حسناتِه”.
• وقال الإمام الباقر (عليه السَّلام):
“أثقل ما يُوضع في الميزان ِيوم القيامةِ الصَّلاةُ على محمَّدٍ وأهل بيتهِ”.
• وقال الإمام الباقر أو الإمام الصادق (عليهما السَّلام):
“ما في الميزانِ شيئٌ أثقل من الصَّلاةِ على محمَّدٍ وآل محمد، وإنَّ الرَّجل ليوضع أعمالُهُ في الميزانِ، فيميل به، فيخرج (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) الصَّلاةَ عليه، فيضعها في ميزانِه فيرجح به”.

الفائدة الخامسة: الورود على الحوض
• قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم):
“ليردن عليَّ الحوض يوم القيامةِ أقوام ما أعرفهم إلَّا بكثرة الصَّلاة عليَّ”.
أعطي نبيُّنا (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) (الكوثر) وأعطي (الحوض).
• روي أنّه لما نزل قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ {الكوثر/1} قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم):
“هو نهرٌ في الجنَّةِ حافَّتاه مِن ذَهَبٍ، شرابُهُ أشدُّ بياضًا مِن اللَّبن، وأحلى من العَسَلِ، وأطيبُ رِيْحًا مِن المِسْك، يجري على جنادلِ اللؤلؤ والمرجان”.
• وروي عنه (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) أنَّه قال:
‘إنَّ حوضي ما بين عدن إلى عمَّان البلقاء ماؤُهُ أشدُّ بياضًا من اللَّبنِ وأحلى من العَسَلِ، وأكوابُهُ عَدَدُ نجوم السَّماءِ، مَنْ شرب منه شربةً لم يظمأ بعَدَها أبدًا…”.
وهنا سؤال يُطرح: هل أنَّ الحوض هو نفس الكوثر أم هما عنوانان مختلفان، وفي موقعين مختلفين؟
ونظرًا لتشابه الوصف اعتقد بعض العلماء أنَّ (الحوض) و(الكوثر) يمثلان اسمين لموقع واحد، فالحوض هو الكوثر.
إلَّا أنَّ الصحيح أنَّهما عنوانان مختلفان، ولهما موقعان مختلفان.
فالحوض في المحشر، فحينما يجتمع الخلق للحساب، وتزدحم الأمم، ويحشرون على صعيد واحدٍ، فيشتد بهم العطش والظمأ فيبحثون عن قطرة ماءٍ تخفف من ظمأهم وعطشهم…
وهنا يكون لكلِّ نبيٍّ حوض في عرصاتِ القيامة، فتتجه كلُّ أمةٍ صوب حوض نبيِّها، وحوض نبيِّنا (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) هو الحوض الأعظم، فتتجه أمَّتهُ صوب الحوض، فيُسقى بعضُهم، ويُطرد آخرون…
أمَّا الكوثر فهو نهر في الجنَّة، بل هو أعظم أنهار الجنَّة، ففي الجنَّة أنهارٌ كثيرة ومتنوعةٌ
• قال تعالى متحدِّثًا عن أنهارِ الجنَّة:
﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ﴾ {محمد/15}
ويستفاد من بعض الرِّوايات أنَّ الحوض الموجود في أرض المحشر هو فرع وامتداد لنهر الكوثر، فالكوثر يصبُّ في هذا الحوض ويغذِّيه بالماءِ، ولذلك تشابهتْ الصفات…
وممَّا يؤكِّد أنَّ (الحوض) في أرض المحشر وليس في داخلِ الجنَّة، ما جاء في الروايات أنَّ أناسًا يَرِدُون الحوض فيذاذون أي يُمنعون ويُطردون، وهذا لا يمكن تصوُّره في داخل الجنة.
بعد هذا البيان نعود لذكر الحديث المتقدِّم حيث قال النبيُّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): “ليردنَّ عليَّ الحوضَ يوم القيامة أقوامٌ ما أعرفهم إلَّا بكثرة الصَّلاة عليَّ”.
وهؤلاء الأقوام –حسب ما يستفاد من هذا الحديث- لهم خصوصيتُهم وامتيازهم، حيث يعرفون بكثرة الصَّلاةِ على النبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم).

الفائدة السَّادسة: الصَّلاة على النبيِّ وآلِهِ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) كفَّارةٌ للذنوب
• قال أمير المؤمنين (عليه السَّلام):
“الصَّلاةُ على النبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) أمحق للخطايا من الماءِ للنارِ”.
• قال الإمام الصَّادق (عليه السَّلام):
“الصَّدقة ليلة الجمعة ويومها بألف، والصَّلاةُ على محمَّدٍ وآلِهِ ليلة الجمعةِ بألف من الحسناتِ، ويحطُّ الله فيها ألفًا من السيئات، ويرفع فيها ألفًا من الدَّرجاتِ، وإنَّ المصلِّي على محمد وآلِهِ ليلة الجمعةِ يتلألأ نورُه في السَّمواتِ إلى أنْ تقوم السَّاعة، وأنّ ملائكة الله في السَّمواتِ يستغفرون له، ويستغفر له الموكّل بقبر رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) إلى أنْ تقوم السَّاعة”.
• وقال الإمام الرِّضا (عليه السَّلام):
“مَنْ لم يقدر على ما يكفِّر به ذنوبَه، فليكثر من الصَّلاةِ على محمَّد وآلِهِ، فإنَّها تهدمُ الذُّنوب هدمًا”.
• وقال (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم):
“مَنْ صلَّى عليَّ من أمَّتي مرةً واحدةً كتبت له عشر حسنات، ومُحيت عنه عشر سيئات”.

الفائدةُ السَّابعةُ: قضاء الحوائج
• قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم):
“مَنْ عَسْرتْ عليه حاجة فليكثر الصَّلاة عليَّ فإنَّها تكشف الهمومَ والغمومَ وتكثر الأرزاق، وتقضي الحوائج”.
• قال أمير المؤمنين (عليه السَّلام):
“إذا كانت لك إلى الله سبحانه حاجة فابدأ بمسألة الصَّلاة على رسوله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) ثمْ سَلْ حاجَتك، فإنَّ الله أكرم من أنْ يُسأل حاجتين، فيقضي إحداهما ويمنع الأخرى”.
• قال الإمام الصَّادق (عليه السَّلام):
“مَنْ قال في يومٍ مائة مرة، ربِّ صلِّ على محمَّدٍ وأهلِ بيتِه… قضى الله له مائة حاجة، ثلاثون منها للدُّنيا، وسبعون للآخرة”.

الفائدة الثامنة: جلاء القلوب وذهاب النفاق
• جاء في الحديث أنَّ الصَّلاة على النبيِّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) تجلي القلوب، وتدخل الفيض والرحمة.
• وروي عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ) أنَّه قال:
“ارفعوا أصواتكم بالصَّلاة عليَّ فإنَّها تذهب النفاق”.

الفائدة التاسعة: استجابة الدُّعاء
• عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) قال:
“صلواتكم عليَّ إجابة لدعائكم وزكاة لأعمالكم”.
• وعنه (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) قال:
“ما مِن دعاء إلَّا من بينه وبين السَّماء حجاب حتى يصلّي على النبي وعلى آل محمد (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) فإذا فعل ذلك خرق ذلك الحجاب ودخل الدُّعاء، فإذا لم يفعل ذلك رجع الدُّعاء”.
• وعن أمير المؤمنين (عليه السَّلام) قال:
“كلُّ دعاءٍ محجوبٌ عن السَّماء حتى تصلِّي على محمدٍ وآلِهِ”.

هل انتهتْ كلُّ قضايا الأسرةِ والمرأة؟
من الوَهْمِ الكبير أنْ يقال: إنَّ كلَّ قضايا الأسرةِ والمرأةِ قد انتهتْ بصدورِ قانون ِالأسرةِ…
ولن نقلِّلَ مِن قيمةِ أيِّ قانونٍ في أيِّ مساحةٍ من المساحاتِ، فلا نشكُّ أنَّ القوانينَ الصَّالِحةَ والعادِلةَ لها أكبرُ الأَثرِ في حياةِ النَّاسِ، وهل الكثير من المشاكلِ والمآسي إلَّا نتيجة غيابِ القوانينَ الصالحةِ والقوانين العادلة.
وهنا نحن نتحدَّث عن شؤونِ الأسرة وقضايا المرأة، وبعيدًا عن كلِّ الإشكالاتِ والتحفُّظاتِ والتي لا زالتْ قائمةً حولَ قانونِ الأُسرةِ نتساءَلُ:
• هل يكفي إنتاجُ هذا القانونِ وإنْ فرضنا أنَّه في غاية الصَّلاح لإنهاءِ مشاكِل الأسرة، ومشاكِل المرأة؟
قطعًا لا يكفي ذلك، ما لم يعاد إصلاح (كلِّ المواقع) المعنية بشأن الأسرة والمرأة، وإلَّا أصبح القانون حبرًا على ورق…
فها هي الكثير من القوانين في الكثير من البلدان، وربّما هي قوانين حقَّة إلَّا أنَّها معطَّلة ومجمَّدة والواقع هو الواقع بكلِّ بؤسِهِ وبكلِّ إرهاقاته، وإشكالاته.
الشعوب تُطالب بقوانينَ عادلةٍ وصالحةٍ، ولكنها قبل ذلك تطالبُ بتطبيقاتٍ عادلةٍ وصالحة.
أزمات الأوطان قد تنشأ نتيجة غياب القوانين التي تلبِّي حاجاتِ الشعوب وربَّما تنشأ الأزمات بسبب تطبيقات سيِّئة للقوانين، فمعالجة الأزمات تحتاج:
أولًا: إلى تشخيص صائب للأزماتِ.
وثانيًا: إلى وضع العلاجاتِ الصائبة.
وثالثًا: إلى تطبيقاتٍ صائبة.
فيما هو موضوع حديثنا (قضايا الأسرة والمرأة).
نطرح هذا السؤال:
• هل أنَّ مشاكلَ الأسرة ومشاكلَ المرأة تتمركز أسبابها في غياب (قانون الأسرة)؟
إذا فرضنا أنَّ الأمر كذلك، فيأتي الكلام المتقدِّم، فلا قيمة لأيّ قانون ما لم يتوافر (صلاحُ القانون) و(صلاح الهياكل التنفيذية والرقابية) و(صلاح التطبيقات).
وإذا فرضنا أنَّ الأسباب لا تتمركز في (غياب القانون): وهذا ما نعتقده بكلِّ تأكيد فيجب أنْ تعالج جميع الأسباب.
فأزماتُ الأسرة والمرأة محكومة لمنظومةٍ كبيرةٍ من الأسباب والعواملٍ، وليس وحده (غياب قانون الأسرة) هو السَّبب وهو العامل لتلك الأزمات، فلا يمكن أنْ نضع أيدينا على (مآزقِ وأزماتِ الأسرة والمرأة) إذا أغمضنا النظر عن تلك المنظومة من الأسباب والعوامل، فيكون مثلُنا مثل َمن يعالج مرضًا خطيرًا دون أنْ يشخِّص جميع أسبابه.
لا نشكُّ أنَّ (قانون الأسرة) لو تمَّ إنتاجه وفق كلِّ القناعات، ووفق كلِّ المحصِّنات سوف يكون له أكبر الأثر في معالجة الكثير من مشاكل الأسرة والكثير من مشاكل الرجل والمرأة بشرط أنْ تكون (الحواضن التنفيذية والرقابية) لهذا القانون مؤهَّلةً وكفوءةً وصالحة.
هذا أمرٌ نعتقده بكلِّ تأكيد، إلَّا أنَّنا لانعتقد إطلاقًا بأنَّ (قانون الأسرة) هو خشبة الخلاص لقضايا الأسرة والمرأة، مَنْ يعتقد ذلك فقد أغمض عينيه عن مساحة كبيرة من الأسباب والعوامل تتداخل في إنتاج مشاكل الأسرة ومشاكل المرأة.
فيجب أنْ نضع أيدينا على تلك الأسباب والعوامل وبكلِّ جرأة وشجاعة وبكلِّ صدقٍ وإخلاصٍ، إذا كنَّا فعلًا نريد خلاصَ الأسرةِ وخلاصَ المرأةِ من كلِّ المشاكلِ والأزماتِ، ونريد للوطن كلَّ الخير والاستقرار.
للحديث تتمة إنْ شاء الله…

ذكرى رحيل العلَّامة السَّيد أحمد الغريفي
تصادف هذه الأيام ذكرى رحيل العلَّامة السَّيد أحمد الغريفي وسوف يكون لي حديث في الأسبوع القادم إنْ شاء الله يتناول هذه الشخصية الكبيرة.

نسأله تعالى السَّداد والرشاد..
وأنْ يأخذ بأيدينا في طريق الهدى والصلاح..
وأنْ يجعل هذا الوطن آمنا، وجميعَ أوطانِ المسلمين..
وآخر دعوانا أن الحمد للهِ ربِّ العالمين
وأفضلُ الصَّلواتِ على نبيِّنا محمدٍ وآلِهِ الطَّاهرين.

Show More

Related Articles

Back to top button