حديث الجمعة 449: حاسِبُوا أنفسَكُمْ
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلين محمَّدٍ، وعلى آلِهِ الهُداةِ الميامين.
حاسِبُوا أنفسَكُمْ
في الكلمةِ عن النَّبيّ (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم) قال: “حاسِبُوا أنفسَكُمْ قَبَلَ أنْ تُحاسَبُوا، …” (وسائل الشِّيعة11/380، الحر العاملي).
محاسبةُ النَّفسِ، أو بتعبيرِ عَصْرِنَا: (نقدُ الذَّاتِ) هو عنوانٌ له أهمِّيتُهُ، وخُطُورَتُهُ في كلِّ المجالاتِ الدِّينيَّةِ، والثَّقافيَّةِ، والاجتماعيَّةِ، والسِّياسيَّةِ.
وهل كلُّ المآزقِ في الماضي والحاضرِ إلَّا نتيجةُ غيابِ (مبدأ المحاسبةِ)، وبسببِ غيابِ هذا المبدأِ تَنْفَلتُ (نوازعُ الشَّرِ) في داخلِ الإِنْسَانِ، فيتحوَّل (وُجُودًا مُدَمَّرًا)، فما لم تُلْجَمْ وتُهذَّبْ تلك النَّوازعُ من خلال (محاسبةٍ صادقةٍ)، و(نقدٍ جادٍّ) تُصبح مجتمعاتُ الإنسانِ حواضنَ فَسَادٍ، وعَبَثٍ، وظلمٍ، وطَيْش.
ما صدر عن النَّبيِّ (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم) حينما قال: “حاسِبُوا أنفسَكُمْ، …” (المصدر نفسه).
أوَّلًا: هو خطابٌ لكلِّ فردٍ
مطلوبٌ من أيِّ فردٍ في أيِّ موقعٍ أنْ يحاسب نفسَهُ، وأنْ يمارس نقدًا ومراجعةً لكلِّ أوضاعه بشكل دائمٍ ومستمرٍّ.
ولا شَكَّ كلَّما يكونُ الموقعُ أكبرَ وأخطرَ تكونُ المحاسبةُ والمراجعةُ أكثرَ ضرورةً، وأشدَّ خطورةً.
فالمساحةُ كبيرةٌ جدًّا بين (الفردِ العادي جدًّا) والفردِ الذي يكوون في مواقع الوجاهةِ، والصَّدارةِ، والقيادةِ الدِّينيَّةِ، والثَّقافيَّةِ، والاجتماعيَّةِ، والسِّياسيَّةِ.
حينما لا يحاسبُ نفسَهُ كنَّاسٌ، أو عاملٌ، أو فلاحٌ، أو بقَّالٌ يكون لذلك أثره على المجتمع، ويُحدثُ بعضَ الشَّرِّ، والفساد.
وحينما لا يحاسبُ نفسَهُ وجيهٌ، أو غنيٌّ، أو صاحبُ موقع، أو مسؤولٌ يكون الأثر – لا شكُّ – أكبر، ويحدثُ من الشَّرِّ، والفساد ما هو أشدُّ.
وحينما لا يحاسبُ نفسَهُ مُعلِّمٌ، أو مُرَبٍّ، أو مثقَّفٌ، أو مفكِّرٌ، فالأثر يتضاعف، والخطر يكبُر.
وحينما لا يحاسبُ نفسَهُ عالمُ دينٍ وفقهٍ، فالكارثة كبيرةٌ وكبيرةٌ جدًّا.
•في الكلمةِ عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام): “مَنْ نَصَبَ نفسَهُ للنَّاسِ إمامًا، فعليه أنْ يبدأَ بتعليم نفسِهِ قبْل تعليمِ غيرِهِ، وليكنْ تأديبُهُ بسيرتِهِ قَبلَ تأديبهِ بلسانِهِ، ومُعلِّمُ نفسِهِ ومؤدِّبها أحقُّ بالإجلالِ مِن مُعَلِّمِ النَّاسِ، ومؤدِّبِهم” (بحار الأنوار2/56، العلامة المجلسي).
•وفي كلمةٍ أخرى له (عليه السَّلام): “قَصَم ظهري: عالم متهتِّك، وجاهلٌ متنسِّكٌ!
فالجاهلُ يَغشُّ النَّاسَ بتنسُّكِهِ، والعالمُ ينفرِّهم بتهتُّكِهِ” (منية المريد، الصَّفحة 181، الشَّهيد الثاني).
•وفي الحديثِ عن النَّبيِّ (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم): “يَطَّلعُ قومٌ مِن أهلِ الجنَّةِ على قومٍ مِن أهلِ النَّارِ، فيقولون: ما أدخلكم النَّار، وقد دخلنا الجنَّةَ لفضلِ تأديبِكُمْ وتعليميكم؟!
فيقولون: إنَّا كُنَّا نأمرُ بالخيرِ ولا نفعلُهُ” (بحار الأنوار74/76، العلامة المجلسي)!
وحينما لا يحاسب الحاكمُ نفسَهُ، فالهلاك كلُّ الهلاك لأمَّتِهِ، وشعبِهِ، وبقدر ما يرتقي الوُلاةُ في عدلِهم، وإنصافِهم، ونزاهتِهم، ونظافتهم، وتواضعهم يعمُّ الخيرُ، والرَّفاهُ، والإزهار، وينتشر الأمنُ والأمانُ في الأوطان، وتسود المحبَّة، والتَّآلف، والتَّسامح بين النَّاس.
وأمَّا إذا غاب العدلُ، والإنصاف، وماتت النَّزاهة والنَّظافةُ، واستعلى الوُلاة، وبطشوا وتجبَّروا، فالويلُ كلُّ الويل للرَّعايا، والشُّعوب.
جاء في كتاب أمير المؤمنين (عليه السَّلام) إلى مالك الأشتر (رحمه الله) حينما ولَّاه على مصر: “…، واشْعِرْ قلبَكَ الرَّحمةَ للرَّعيةِ، والمحبَّةَ لهم، واللُّطْفَ بهم، ولا تكونَنَّ سَبُعًا ضَارِيًا تَغْتَنِمُ أكلَهُمْ، فإنَّهم صِنْفَانِ: إمَّا أخ لك في الدِّينِ، وإمَّا نَظِيرٌ لكَ في الحَلْقِ، …” (شرح نهج البلاغة، خطب الإمام علي عليه السَّلام، الصَّفحة427).
نلاحظ – هنا – أنَّ أمير المؤمنين (عليه السَّلام) لم يُفرِّق في مسؤوليَّة الحاكم تجاه رعيَّتِهِ بين المسلمين وغير المسلمين ما داموا جميعًا رعيَّة وأبناء وطنٍ، فالحقوق متساوية، كما أنَّ المسؤوليَّات كذلك متساوية.
فلا تمايز بين مواطن ومواطن، وإنَّ الأوطانَ التي لا تعرف (التَّمييز) أوطان تَهْنَأُ بالاستقرار والازدهار، وتنعم بالمحبَّة، والإخاء، والصَّفاء.
ثمَّ يُوجِّهُ أميرُ المؤمنين (عليه السَّلام) وَالِيْه على مصر مالكًا الأشترَ إلى أنْ يتوفَّر على درجة عاليةٍ من العفو، والتَّسامح مع رعيتهِ حينما يخطأون، أو يصدر منهم الزَّلل، “فأعطِهمْ مِن عفوكَ وصفحِكَ مِثْلَ الذي تُحبُّ وترضى أنْ يُعطيكَ اللهُ من عفوِهِ وصَفْحِهِ، فإنَّك فوقَهُمْ، ووالي الأمر عليك فوقَكَ، واللهُ فوقَ مَنْ وَلَّاكَ”.( ) (المصدر نفسه).
ثانيًا: فكما الأفراد مطالبون أنْ يُحاسِبُوا أنفسَهُمْ، فهناك عناوينُ أخرى مطالبة أنْ تُحاسب نفسها:
1- الأمَّة مطالبةٌ أنْ تُحاسِبَ نَفْسَها.
2- الشُّعوب مطالبةٌ أنْ تُحاسِبَ نَفْسَها.
3- الأنظمةُ الحاكمةُ مطالبةٌ أنْ تُحاسِبَ نَفْسَها.
4- المؤسَّساتُ مطالبةٌ أنْ تُحاسِبَ نَفْسَها.
5- الانتماءاتُ مطالبةٌ أنْ تُحاسِبَ نَفْسَها.
أحاول أنْ أعالج هذه العناوين بشكلٍ عاجلٍ، فإنَّ مساحاتِ المحاسبةِ والمراجعةِ الذَّاتية واسعةٌ وخطيرة جدًّا.
العنوان الأوَّل: الأمَّةُ مطالبةٌ أنْ تُحاسبَ نَفْسَها
الخطاباتُ في الكتابِ والسُّنَّةِ على نحوين:
1- خطاباتٌ موجَّهةٌ إلى الأفراد، ويتمُّ امتثالها بشكل فرديٍّ
•﴿وَأَقِيمُواْ الصَّلَاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ …﴾ (سورة البقرة: الآية43).
•﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ …﴾ (سورة البقرة: الآية183).
•﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا …﴾ (سورة النُّور: الآية31).
2- خطاباتٌ عامَّة لا يمكن امتثالها إلَّا بشكلٍ مشترك
•﴿… وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ …﴾ (سورة المائدة: الآية2).
•﴿… وَلَا تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ …﴾ (سورة الأنفال: الآية46).
•﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ (سورة الأنبياء: الآية92).
إنَّ عناوينَ (التَّعاون)، و(التَّآلف)، و(التَّقارب)، و(التَّوحُّد) عناوين لا يمكن امتثالها إلَّا بشكلٍ مشترك، لذلك فمسؤوليَّةُ (المحاسبةِ، والمراجعةِ) هنا مسؤوليَّة مشتركة؛ كون الامتثالِ لا يتمُّ إلَّا إذا تلاقت الإراداتُ، وتوحَّدتْ القُدُرات، وتآزرتْ الطَّاقات، وتعاونت الإمكانات.
وفي سياق المراجعةِ، والمحاسبةِ، والنَّقد الذَّاتي – هنا – مطلوب أنْ نطرح على أنفسنا كأمَّةٍ تنتمي إلى الإسلام هذه الأسئلة:
•هل لخطابات (الوحدة) مصداقيَّةٌ في واقع المسلمين اليوم؟
•هل تعيش أمَّتُنا الإسلاميَّةُ تعاونًا على البِرِّ والتَّقوى؟، وهل هي مجانبةٌ للتَّعاونِ على الإثم والعُدوانِ؟
•هل تتجسَّد قِيمُ التَّراحمِ، والتَّسامحِ، والمحبَّةِ في حياة أمَّتِنا؟
•هل استطعنا كمسلمين، أو كعرب أنْ ننتَصِرَ على كلِّ أشكالِ الخلافِ، والصَّراعِ، والتَّشتُّتِ؟
•هل استطعنا أنْ نتعالى على خطاباتِ الكراهية، والفِتن، والعداوات؟
•هل نملك كمسلمين ثقلًا عالميًّا يُحسب له حسابٌ في المعادلات الدُّوليَّة؟
أقول بكلِّ مرارةٍ، وألمٍ، وأسفٍ: إنَّنا أصبحنا كما توقَّعَ لنا النَّبيُّ الأعظمُ (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم) حينما قال: “يُوشك أنْ تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأَكَلةُ على قصعتِها!
قالوا: أَمِن قلَّةٍ فينا يومئذٍ يا رسول الله؟
قال (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم): لا، ولكنَّكم غثاء كغثاء السَّيل، يجعل الوهنُ في قلوبكم، وينزع من قلوب أعدائكم من حبِّكم الدُّنيا …”.( )
أيُّها الأحبَّة: إنَّ المسلمين في هذه المرحلةِ الصَّعبة، وحيث يواجهون أقسى التَّحدِّياتِ هم في حاجة شديدة إلى (المراجعة، والمحاسبة) كما أمر النَّبيُّ (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم)، حيث قال: “حاسبوا أنفسكم، …” وإلَّا فسوف يبقى المسلمون مأسورين لكلِّ الأوضاع السَّيِّئة، والتَّحدِّيات الكبيرة.
العنوان الثَّاني: الشُّعوبُ مطالبةٌ أنْ تحاسِبَ نفسها
وهنا ننتقل إلى دائرة أضيق من الدَّائرة السَّابقة، فالعنوان الأوَّل تحدَّثَ عن مسؤوليَّة المسلمين كأمَّةٍ كبيرة تنتظم شعوبًا، وامتدادات واسعة، وفي العنوان الثَّاني يكون الحديث عن مسؤوليَّة شعوب تعيش في دائرة أوطانٍ وبلدان، ولا أتحدَّث – هنا – عن شعبٍ معيَّن، وإنَّما الحديث عن مطلق الشُّعوب.
إنَّنا كشعبٍ في هذا الوطنِ، أو في ذاك الوطنِ مطالَب أنْ يحاسب نفسَه.
أنا لا أتحدَّث عن محاسبة أوضاع الوطن، فتلك مسألة أخرى، لها حديث آخر.
الحديث عن مسؤوليَّة الشَّعب في محاسبة نفسِه فيما يجب عليه تجاه وطنِهِ، وتجاه أمَّته الكبرى، وفيما يجب عليه من مسؤوليَّات في المطالبةِ بحقوقِهِ العادلةِ، وفيما هي خياراتُه المشروعة.
ربَّما لا يمارس الشَّعب مسؤوليَّته تجاه وطنه، وتجاه أمَّته الكبرى.
وربَّما يتخلَّى عن واجبه في المطالبة بحقوقه العادلة.
وربَّما يخطِئ في تشخيص هذه الحقوق.
وربَّما ترتبك لديه الخيارات، ويخطئ في الممارسات.
هكذا تكون الضَّرورة إلى (المراجعةِ، والمحاسبة) بشرط أنْ تكون هذه (المراجعة، والمحاسبة) قائمة على أسسٍ علميَّةٍ، وسلميَّة، وموضوعيَّة.
قد يقال: أنْ يمارس الشَّعب نقدًا ذاتيًّا لنفسِهِ أمر في غاية الصُّعوبةِ، والتَّعقيد.
من السَّهل أنْ يحاسب الفرد نفسه، فسلوكيَّاته هو الذّي يتحكَّم فيها، فمعالجتُها ومحاسبتُها، وتقويمُها بيدِهِ، وضمن قدراتِه وإمكاناتِه.
أمَّا أنْ يتصدَّى الشَّعب، وهو مكوِّنات متعدِّدةٌ، وانتماءاتٌ، وطوائفُ، ومذاهبُ، وهو قناعاتٌ وإراداتٌ ومستوياتٌ متباينةٌ، فأمر عسيرٌ جدًّا، وبعيد كلُّ البعد عن الواقعيَّة.
هذا الكلام في غاية الوجاهة والموضوعيَّة إلَّا أنَّ الشَّعب – أيَّ شعب – تعبِّر عنه في الغالب قوى دينيَّةٌ، وقوى اجتماعيَّةٌ، وقوى سياسيَّةٌ، وقوى ثقافيَّةٌ بشرط أنْ يكون الشَّعب معترِفًا بهذه القوى، كونها تمثِّل همومَهُ، وقضاياهُ، وإرادتَهُ.
إذا كان الأمر كذلك، فإنَّ أيَّ مراجعةٍ ومحاسبةٍ تمارسها هذه القوى تمثِّل مراجعةً ومحاسبة للشَّعب بكامله، أو لبعض مكوِّناته.
كما أنَّ للشُّعوب أدواتها في ممارسة المراجعةِ والمحاسبة، ويجب أنْ تكون هذه الأدوات مشروعةً، ورشيدةً، وحكيمةً، وموضوعيَّة.
قد يقال: إنَّ رؤى الشُّعوب وقناعاتها في المراجعة والمحاسبة ربَّما تختلف وتتباين، نتيجة للاختلاف والتَّباينِ في الأهداف، أو في الوسائل.
هذا كلام صحيح، إلَّا أنَّ هذه الاختلافات والتَّباينات بين أفراد هذا الشَّعب، أو ذاك الشَّعب لن تكون كبيرةً ما دامت (ضرورات أيٍّ شعب) واضحةً كلَّ الوضوح، هذه الضَّرورات المتمثِّلة في العدالة، والكرامة، والحرِّيَّة، والأمان، والإصلاح، والاستقرار، والعيش المريح، والوحدة، والتَّآلف، والتَّسامح، والمحبَّة.
هذه ضرورات كلِّ شعب، وكلِّ وطنٍ، ولن تجد حولها جدلًا وخلافًا بين طوائف ومذاهب ومكوِّنات.
أمَّا الوسائل التي يعتمدها هذا الشَّعب، أو ذاك الشَّعب؛ من أجل الوصول إلى تلك الضَّرورات، فهنا ربَّما تبرز خلافاتٌ حادَّة، وربَّما تتعقَّد المراجعةُ، والمحاسبةُ إلَّا أنَّ وجود ثوابت يجب أنْ تحكم الوسائل والأدوات التي يعتمدها أيُّ شعبٍ في المطالبة بحقوقِهِ ممَّا يخفِّف من حدَّة الخلافات، والتَّعقيدات.
ومن أهم هذه (الثَّوابت) التي يجب أنْ تعتمدها الشُّعوب وهي تمارس حقَّها في المطالبة بالحقوق (مشروعيَّة الوسائل والأدوات).
فلا يجوز اعتماد العنف، والتَّطرُّف، والإرهاب.
ولا يجوز ممارسة الفساد، والإفساد، والعبث بمقدَّرات الشُّعوب، والأوطان.
ولا يجوز إنتاج الكراهيات، والعصبيَّات والخلافات، والصِّراعات، والعدوات.
ولا يجوز التَّفريط إطلاقًا في ضروراتِ الشُّعوب.
إلى هنا انتهى الحديث عن المحاسبة، والمراجعة بالنِّسبة للأفراد، والأمَّة، والشُّعوب، وبقيت عناوين أخرى، نعرض لها إنْ شاء الله تعالى في لقاء قام.
وآخر دعوانا أنِ الحمد للهِ ربِّ العالمين.